الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأميم قناة السويس فى مذكرات اعترافات جولدا مائير

محمد شوقى السيد

2021 / 1 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


نسرد فى هذا المقال ما اوردته رئيسة وزارة اسرئيل الشهيرة بحيزبونة صهيون علاقتها وعلاقة دولتها العاصبة اثناء فترة تأميم قناة السويس واشتراكهم بالعدوان على مصر مع انجلترا وفرنسا .
لاحظ فى كلامها انها كعادة الصهاينة تضخيم اعمالهم ووصفها بالأنتصار ووصف اعمال الأخرون بالهزيمة ففى وصفها لنتائج العدون الثلاثى على مصر عقب تأميم القناة تصف ان اسرائيل انتصرت انتصارا كبيرا
فى حين فشل الهجوم الانجلو فرنسى على القناة وبورسعيد تتحدث عن خمسين الف اسير اسرتهم اسرائيل امام اسير واحد فقط بيد الجيش المصرى (ههخ) وفى موضع اخر تتحدث عن مرورها بشرم الشيخ تصف مدى
ضخامة الاخطار التى كانت دولتها معرضة لها على يد الجيش المصرى حينما شاهدت المدفعية البحرية الجبارة التى تسبب فى شلل ميناء ايلات ..هيا بنا نقرأ ما اوردته حيزبون اسرائيل عن تلك القضية
صــ228 وما بعدها من مذكراتها
" وبينما كنت فى صيف 1956 .... كانت الحلقة تشتد حول رقابنا فقد اقدم عبد الناصر على أكبر خطوة له عندما امم قناة السويس فى يوليو تموز ولم يكن احد من الزعماء العرب قد قام بمثل هذا المشهد الكبير ولم يعد
امام عبد الناصر من اجل ان يجعل مصر اعلى قوة اسلامية الا ان يقضى علينا وبينما كانت القوى الكبرى تناقش تأميم القناة كنا فى اسرائيل نشعر بالقلق من تزايد القوة العسكرية لمصر وسوريا اللتين اعلنتا توحيد قيادتيهما
ومرة اخرى وقعت مصر فريسة لوهد الانتصار على اسرائيل لوهم تمجيد النفس وهو بالصدفة نفس الوهيم الذى بلوره عبد الناصر نفسه فى كتاب فلسفة الثورة .
توجد كتب كثيرة بعضها حقيقى وبعضها خيال عن معركة سيناء لذا اعتقد ان مساهمتى ستكون متواضعة لكتنى لابد ان اؤكد على شئ واحد رغم فشل الهجوم البريطانى الفرنسى على القناة الا وهو ان ضربة اسرائيل ضد
المصريين كان لها هدف واحد هو منع تدمير الدولة اليهودية كان الخطر واضحا امامنا وادركنا اغراضة كنا نعلم ان الديكتاتوريات تحافظ دائما على وعودها بما فى ذلك الديكتاتوريات التى تفصح عن خططها علنا وليس
فى اسرائيل من ينسى درس المحارق والابادة الجماعية وهكذا وجدنا امامنا احد خيارين فاما أن نستعد لنقتل سواء بالتجزئة او فى هجوم مفاجئ او ان نأخذ المبادرة ويعلم الله ان اتخاذ القرار لم يكن سهلا لكنه تم وبدأنا نعد
سرا لمعركة سيناء (المعروفة فى اسرائيل بعملية قادش) وزدونا الفرنسيون بالسلاح ومضوا يعدون خطة الهجوم الانجلو فرنسى على القناة وفى سبتمبر (ايلول) وجهو الدعوة الى بن جوريون والى بوصفى وزيرة للخارجية
ضمن وفد يقابل جى مولية (رئيس الحكومة الاشتراكية الفرنسية) وكريستيان بينو( وزير الخارجية الفرنسى)وموريس بورج مانورى (وزير الدفاع) وضم الوفد المسافر الذى لم يعلم بسفره سوى اشخاص يعدون على الاصابع
كلا من موشى ديان وشمعون بيريز وموشى كارمل وزير النقل لدينا والقائد البارز خلال حرب الاستقلال ولم استطع حتى التلميح لساره بأننى سوف أسافر بل ان الحكومة احيطت علما بالخطة قبل ايام من تنفيذها
يوم الاثنين 29 اكتوبر وقام بن جوريثون بعد ذلك باطلاع قادة المعارضة باختصار لم يكن ناصر وحده هو الذى فوجئ وانما فوجئ الجميع
وركبنا الطائرة سرا وكانت من طائرات الجيش الفرنسى وجلسنا صامتين متوترين وكاد كارمل وهو يسير داخل الطائرة أن يسقط من فتحة القاء القنابل لولا ان تمالك نفسه بحركات عنيفة حطمت له ثلاثة اضلع ثم توقفنا
فى شمال افريقيا حيث نزلنا فى دار للضيافة وسافرنا من هناك الى مطار خارج باريس ومنه الى مقر الاجتماعات وكان الهدف من هذة المحادثات وضع التفاصيل المختلفة للمساعدة العسكرية التى وعدتنا بها فرنسا
وخاصة حماية سمائنا بطائراتها فى حالة طلبنا ولم اجرؤ على السير فى باريس بل وغضبت من ديان لانه فعل ذلك وان لم يتعرف عليه احد
وبدأنا فى يوم 24 اكتوبر وفى سرية مطلقة فى تعبئة قوات الاحتياطى وكانت الصورة امام الشعب وامام المخابرات المصرية اننا نعبئ جنودنا لموجهة الحشود العراقية التى دخلت الاردن والتى كانت قد انضمت الى
القيادة الموحدة وكنت قد دعوت الى مؤتمر لسفراء اسرائيل فى الخارج عقد فى وزراة الخارجية قبل المعركة بأسبوع اردت فيه ان اجتمع ببعض السفراء قبل ان تنعقد الحمعية العامة للأمم المتحدة وعاد الجميع الى مواقعهم
بالخارج دون ان يعملوا شيئا حتى شاريت الذى ذهب الى الهند بعد ترك الوزارة سمع ان المعركة بدأت خلال جلوسه مع نهرو الذى لم يصدق بالطبع ان محدثه لا يعلم شيئا لكن السرية المطلقة كانت امرا حيويا ولم استطع
التخلص من التفكير فى الحرب فى كل مكان اذهب اليه او عمل اؤديه كنت افكر فيما سيحدث يوم 29 ان من اصعب الامور ان يضطر الانسان الى كتم سر يؤثر فى حياة كل الناس المحيطين به بل ان ذلك يحتاج الى جهد
فوق طاقة البشر لكنه لم يكن لدينا حيلة فقد كان ضروريا التخلص من الفدائيين وافهام مصر ان اسرائيل ليست بالشئ التافه الذى يمكن القضاء عليه وقضيت عطلة نهاية الاسبوع فى ريفيفيمم مع سارة وزكريا والاطفال
والاصدقاء غير قادرة حتى هلى ان احذرهم فمن هنا من النقب سيهجم الجيش المصرى قاصدا التدمير فيما لو حدث خطأ فى حساباتنا واخذت اسأل نفسى" هل يجب علينا حقا ان نمضى هكذا الى الابد نقلق على الاطفال
والاحفاد نقتل ونقتل؟!
وبدأت معركة سيناء كما هو مقرر بعد غروب يوم 29 أكتوبر وانتهت كما هو مقرر يوم 5 نوفمبر واستغرق الأمر من قوات الدفاع الاسرائيلية 100 ساعة لكى يعبروا ويستولوا من المصريين على قطاع غزة وشبة
جزيرة سيناء وهى منطقة تبلغ مساحتها مرتين ونصف مساحة اسرائيل وكان اعتمادنا على المفاجأة والسرعة واحداث الفوضى الشاملة فى الجيش المصرى ولم ادرك مدى النصر الذى حققناه الا بعد ان ركبت الطائرة
حتى شرم الشيخ فى اقصى جنوب شبة جزيرة سيناء وبعد ان طفت قطاع غزة بالسيارة وكانت هزيمة المصريين كاملة فقد تم قطع الاتصال بين الفرق المصرية الموجودة فى الصحراء وتم تطهير مخابئ الفدائيين واصبحت
مئات الالاف من الاسلحة وملايين القطع من الذخيرة عديمة القيمة وتم تحطي ثلث الجيش لمصرى كذلك اسرنا 50000 جندى مصرى واستبدلناهم بالطبع بالاسير الاسرائيلى الوحيد الذى تمكن منه المصريون .لكنن لم نكن
نريد من مركة سيناء ارضا ولا غنائم ولا اسرى فقد حققنا ما نريده وهو السلام او على الاقل السلام الموعود ورغم ان خسائرنا كانت طفيفة فقد حدتنا الامال بأن يكون قتلانا وعددهم 170 وجرح 80 هو أخر خسائرنا فى
أخر المعارك وكان اصرارنا هذة المرة ان يصل جيراننا الى تفاهم معنا وعن وجودنا . لكن الامور لم تسر على هذا النحو فقد كسبنا معركتنا لكن البريطانيين والفرنسيين خسروا معركتهم بسبب غبائهم وبسبب رد الفعل السلبى الواسع فى كلا البلدين ازاء هجومهما على بلد برئ .واعتقد ان رد الفعل ما كان ليصبح بهذا العنف لو نجح الهجوم الانجلو فرنسى على اساس ان هذا امر واقع ثم تراجع البريطانيون والفرنسيون بمجردان طلبت منهما الامم المتحدة تحت ضغط امريكى
وسوفيتى هائل سحب قواتهما من منطقة قناة السويس كذلك طلبت الامم المتحدة انسحاب اسرائيل من شبة جزيرة سيناء وقطاع غزة .........
وازداد الضغط علينا فاضطررنا للقبول وكان حلفاء الرئيس الامريكى ايزنهاور الاوربيون قد أخفوا عنه كل شئ فهدد غاضبا بأن تؤيد امريكا فرض عقوبات على اسرائيل ان لم تنسحب لكن مصدر الضغط الاكبر جاءنا من
الاتحاد السوفيتى وكنت لا اصدق ان نيكولاى بولجانين سوف يقود العالم الى حرب كبرى بتهديداته المهم اننا وجدنا العالم كلة تقريبا ضدنا ومع ذلك فقد كان رأية الا نسلم دون ان نقاتل
وتوجهت فى ديسمبر 1956 الى الامم المتحدة لكننى قررت قبل سفرى ان اقوم برحلة الى شبة جزيرة سيناء وقطاع غزة وبعد هذة الجولة تجيدت امامى ضخامة الاخطار التى كنا معرضين لها على يد الجيش المصرى فى
سيناء وشاهدت منطقة شرم الشيخ التى اعتقد ان زرقة مياهها تعد اصفى ما رأيت فى حياتى وجبال البحر الاحمر تمتد فى سلسلة تتفاوت الوانها بين الاحمر القانى والبنفسجى والقرمزى وهناك رأيت المدفعية البحرية الجبارة
التى تسببت فى شلل ميناء ايلات ثم طفت بقطاع غزة الذى كان الفدائيون يشنون منه هجماتهم وهناك رأيت اللاجئين العرب فى حالة مؤسفة من الفقر والحاجة اولئك الذين اصر القادة العرب على ابقائهم فى خيامهم وحياتهم
المهينة لكى يجعلوا منهم قضية سياسية فى حين كان الواجب اعادة توطينهم فى اى من دول الشرق الاوسط وهى دول يتكلمون لغتها ويشتركون معها فى التقاليد والدين ثم يستمر العرب فى شجارهم معنا"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع