الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدرس الأمريكي في الديموقراطية و سيادة القانون

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2021 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حرية – مساواة – أخوة

بعد أحداث الشغب في الكونغرس الأمريكي التي قا بها من نعتوا بكونهم من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب فقد تشفى كثيرون في أمريكا و ديموقراطيتها .فمثلا قالت جنوب إفريقيا "لا يجب على أمريكا أن تعطينا دروسا في الديموقراطية " .و كأن الذين أسسوا النظام الديموقراطي الأمريكي لم يتوقعوا مثل هذه الحالات ..و هذا غير صحيح ..

فقد رأينا و سمعنا كثيرين يدينون الهجوم على الكونغرس منهم وزير الخارجية مايك بومبيو المقرب من الرئيس المنتهي ولايته دونالد ترمب..بل حتى الرئيس ترمب نفسه عبر عن غضبه الشديد مما حدث من هجوم على الكونغرس .و قال ناطقون بإسم حملته الإنتخابية أنه لم يأمر أنصاره بإقتحام الكونغرس و إنما دعاهم للتظاهر قربه فقط ...و رأينا إستقالات مسؤولين في الأجهزة الأمنية وقيام هذه الأخيرة بواجبها في واشنطن لإعادة الأمن والهدوء فيها ...

و من نتائج ذلك رأينا الكونغرس يجتمع من جديد و يتعامل مع الواقع بكل مسؤولية ووفق القانون .و يطرح خيارات القانون الأمريكي أمام الرأي العام المحلي و الدولي على لسان رئيسته بيلوسي دون محاولة إخفاء أي شيء .. منها الدعوة لإستقالة الرئيس ترمب قبل 20 يناير موعد تنصيب الرئيس المنتخب الذي صادق الكونغرس على فوزه بالإنتخابات . و منها أيضا الدعوة لعزل الرئيس في حال تم رفض الإستقالة وفقا للمادة 25 من الدستور الأمريكي ..

لا أحد يمكنه أن ينكر أن هذا يبين أن لا أحد فوق القانون في أمريكا بما في ذلك رئيس الدولة .و أن المساواة حقيقة لا غبار عليها هناك .....

و يعني أيضا أن السيادة للشعب يمارسها عن طريق الإنتخابات و عن طريق ممثليه في الكونغرس ..و يعني أن نواب الشعب في الكونغرس يمكنهم عزل الرئيس و دفعه للإستقالة ...و يعني أن السلطة في أمريكا هي سلطة الكونغرس و سلطة الشعب .و أن كل فرد في الشعب له سيادة في الدولة تساوي ديلتا إيكس x∆ يعبر مجموعها سيكما إيكس x ∑ على سيادة الشعب كله ...و تصويت أغلبية نواب الشعب في الكونغرس ضد قرار ما أو مع قرار ما يصبح نافذا بحكم قوة القانون كقرار سيادي ..

ليس هناك أي رئيس مدى الحياة أو ضد إرادة الشعب في الولايات المتحدة مثل ما يوجد في روسيا والصين و كوبا و كوريا الشمالية و غير ذلك ...

سيصل الرئيس الجديد يوم 20 يناير 2021 للسلطو و سيبدأ توحيد الأمريكيين.و سيتخذ جملة قرارت سريعة لتشافي الإقتصاد و النفوس من التفرقة التي أحدثتتها الانتخبات كظاهرة طبيعية في النظام الديموقراطي ..

و ستنهض الهمم الامريكية في ادارة جديدة بأساليب جديدة و مختلفة للعمل من أجل قوة أمريكية لتعزية و إرضاء الامريكيين و لفعل الخير و نشر السلام و العدل و الحضارة عبر العالم ..

إن هذه السلوكات الديموقراطية سبق أن نشأت أولا مع نشأة المدينة في أثينا و مفهوم المواطن الأثيني قرونا عديدة قبل الميلاد في عهد الحاكم بيريكليس Perikles الذي أبدع في إختراع عملية التصويت لأول مر في التاريخ..

ومعنى ذلك أن أمريكا تتشارك مع اليونان إلى اليوم تلك القيم قيم المواطنة و سيادة القانون والديموقراطية التي أسستها مدينة أثينا اليونانية ..و لذلك فهناك يوم عالمي للإحتفال باليونان في البيت الأبيض الأمريكي هو Greek day The يلقي فيه الرئيس تقليديا كلمة حول علاقة أمريكا باليونان و بثقافتها العريقة أمام جالية يونانية كبيرة في واشنطن العاصمة ..

و هذا ما يجعل ثقافة أوروبا ككل التي لم يكن مثلها في التاريخ من قبل هي السائدة في أمريكا مادام أن اليونان تنتمي لأوربا التي نحبها ...

و إذا كان لنا من فخر لنعتز به كمنحدرين من سلالة يونانية هاجرت لشمال إفريقيا وكنا نحن منتوجاتها فإن نشر المعرفة و العلم و ثقافة الإعتراف بالآخر و الحوار بالكلام و الإحتفاء بالمساواة و الحرية و الأخوة الإنسانية و بالسلام و نشره مع نشر الخير عبر العالم الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية يجدنا أقرب من الناحية الفكرية لأمريكا و لديموقراطيتها و قيمها الأوروبية من أي ثقافة أخرى قائمة على التقليد و السطو و الفاشية الموجودة مثلا في إيران و كوريا الشمالية ...

مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع