الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الشاب الجزائري حراق في دماغه سواء كان راحل أم باقي
ردوان كريم
(Redouane Krim)
2021 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا و لماذا، أسئلة كثيرة تراودك عندما تحاول أن تفهم الشاب الجزائري. تبحث الميديا الخشبية على أقلية القلة التي تعد على أصابع اليد في كل مرة تتحدث عن الشباب. تصف لنا هذا الجيل الصغير على أنه لا يعرف ما يريد، جيل أبله و غير مسؤول، غير مثقف. تكتفي بوصفه بالغير الناضج و الفاقد لأخلاق سابقيه، و تهم كثيرة نسبت ظلما إليه. و لكن قبل أن نسأل "لماذا" هل الجواب وحده كفيل بتغير حالته؟! الجواب: لا، و لكن معليش!
لماذا الشاب الجزائري غير سعيد؟ لماذا هو أكثر شباب العالم إحباطا؟ لماذا لا نراه مليء بالرغبة و الحيوية؟ لماذا نراه غارق في أفكاره؟ لماذا لا نراه يحب عمله؟ لماذا لا نراه يستمتع بحياته و لماذا يحاولون إقناعنا بأن هذا الجيل الكئيب يعيش شبابه بطريقة عادية؟ السؤال الصحيح هو كيف نقنع الشاب الجزائري بوجود أمل و نحن في مأتم الأحلام و كيف نقنعه أنه يوجد مستقبل زاهر و حاضره يملئه الفراغ؟
يحاول بعض الدكاترة و البروفيسورات الذين حصلوا على مناصب مكنتهم من إئتمان مستقبلهم و مستقبل أولادهم أن الشباب الجزائري غير مهتم بالعلم، لا يهمه من يكون اينشتاين و بوهر، لا تهمه ماري كيوري، و لا يهمه فوكو و لا من هو تشومسكي، هو جيل لا يقرأ ! يعتقدون أن ما يهمهم هو اللهو والترفيه فقط! كلام زائف غير منطقي، و تحليل سطحي. فأين مكان الحفلات التي يرقص فيها؟ أين قاعات السينما التي يقصدها؟ أين هي المسارح التي يضحك فيها؟ أين هي القاعات الرياضية التي يقصدها؟ أين هي الحدائق العمومية التي يجلس فيها؟ أين هي الأماكن التي يذهب إليها هذا الذي تدعون أنه مهتم بالعلاقات الغرامية فقط؟ أين هي الحانة التي يسكر فيها؟ أو بالأحرى أين هي المكتبات التي يجب أن يكون فيها؟! من أين يأتيه المال ليذهب إلى هذه الأماكن بربكم؟! ماهي هذه الوظيفة التي تسمح له بشراء و إرتداء الألبسة التي يصفونها بالغير متماشية مع عادات و تقاليد مجتمع التخلف الفارض لنفسه اليوم؟ الشاب الجزائري المعاصر هو الأكثر وعيا من أي جيل شاب مضى على هذه الأرض الملعونة؛ فهو أكثر إحتكاكا بأقرانه في دول العالم، و أكثرهم ارتباطا بالحضارة المعاصرة. الشاب الجزائري المعاصر لديه من الوعي ما لا يسمح له بالتأقلم مع الغباوة و الجهل الذي يحاول النظام الحاكم الحفاظ عليه إلى جانب الفئة المستفيدة منه. الشاب الجزائري المعاصر يريد أن يعيش وفقا لمبادئه الخاصة، ثقافته الخاصة، و أن لا يقل شأنه عن الشاب الأمريكي أو الإنجليزي. الشاب الجزائري المعاصر يريد الحرية الكاملة للإنسان المعاصر و ليس حرية العبد عند للحضارة الإغريقية في عصرها الذهبي، فتلك الحضارة لما نعيشه اليوم تخلف مهما كانت متطورة و العبد يبقى عبدا اليوم و غدا و ليس حرا. الطالب الجزائري يرى الأجيال التي تخرجت بعد العهدة الثانية للديناستي (dynasty)البوتفليقية بدون عمل مهما كانت شهادتهم و نحن في العهدة الخامسة، و يعتقد أن مصيره لا يختلف عنهم بحيث أن التغير ظهرت استحالته بتكاثر الفكر الإخونجي المدعي المعارضة ما يمنع تشكل هذه الأخيرة لتحقيق التغير و لو كان طفيفا. الشاب المتعلم ليس له أي مكانة في مجتمع يعبد المادة و المال دون إله آخر. و الشاب الذي لم يكمل دراسته إن لم يكن له حرفة تمكنه من حصد لقمت عيشه و دفع الضرائب يجد نفسه متسكعا من شارع إلى آخر و من إستغلال إلى آخر. فحتى أبناء الأغنياء لا توجد فضائات شبانية للترفيه عن أنفسهم، فحتى أموال أوليائهم لا تنفع في سجن الفضاء الأزرق الجزائري. الحراقة و المهاجر بشهادته العلمية ليس سعيدا في أوطان الناس و من يقول عن أموات الحراقة يوجد عمل هنا لو أرادوا العمل، أقول هنالك عمل كثير و عروض عمل أكثر من الطلب و لكن الأجور زهيدة و لا تكفي لعيش حياة العبد (العمل من أجل الأكل والنوم ) التي أصبحت حلم لدى البعض.
الشاب الجزائري المعاصر يرى حياته عبثا على الأرض سواء بقي في بلده، سافر للدراسة، ذهب حراقا هجرة غير شرعية، سواء درس أم توقف عنها، و إلى جانب هذه التراجيدية يريدون منه لعب دور الراضي و الناجح في مجتمع التخلف! كثيرة عليه فهي تختصر في مقولة الرسول محمد"
( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ )
رواه مسلم (رقم/68)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية