الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب ان يرحل!!

ربيع نعيم مهدي

2021 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


على مستوى العالم كان للولايات المتحدة الكلمة الفصل في تحديد مصير عددٍ من رؤساء الدول، بعضهم تسربت أخبار قرارات تنحيتم للعلن، والبعض الآخر مجهول، وربما يكشف لنا الزمن من خفي بالأمس واليوم.
القائمة طويلة ومساحتها الجغرافية كبيرة جداً ومتناثرة على وجه المعمورة، في تشيلي عام 1973 خُلع الرئيس "سلفادور أليندي" بإرادة أمريكية، وفي العراق أُطيح بالزعيم "عبد الكريم قاسم" عام 1963 برعاية أمريكية، وفي إيران أُسقط رئيس الوزراء "محمد مصدق" عام 1953 بتخطيط أمريكي للحفاظ على ملك الشاه "محمد رضا" والذي عادت أمريكا لتعلن ضرورة تخليه عن البلاد في 1979، حاله حال الرئيس المصري "حسني مبارك"، والذي تبادل الشتائم مع "باراك أوباما" عندما أبلغه بوجوب تخليه عن الرئاسة – بحسب ما يرويه محمد حسنين هيكل – في عام 2011.
أما الدول التي قامت أمريكا باحتلالها لتغيير أنظمتها أو لإنهاء حكم قادتها فعددها كبير أيضاً، ففي عام 1909 أطاحت واشنطن بأول رئيس منتخب لكوبا "توماس أسترادا بلاما"، وشكلت حكومة احتلال أدارت البلد، وفي 1983 احتلت امريكا "جزر غرينادا" بحجة الخوف من امتداد نفوذ الاتحاد السوفيتي إليها، تبعها احتلال بنما في 1989 للإطاحة بـ "نورييغا"، فيما شكل العراق أحدث صفحة في تاريخ السجل العسكري للولايات المتحدة عندما احتلت أراضيه واسقطت حكم "صدام حسين" في عام 2003ـ وهذا غيض من فيض.
الغريب ان عدداً منهم وصلوا الى السلطة برعاية أمريكية، ودعمٍ يصل الى حد الحصانة والحماية حتى من الانقلابات الداخلية، وهذا أمر يثير العجب ويطرح الكثير من علامات الاستفهام، وقد يصل الباحث الى نتائج مقنعة عند التبصر في عالم السياسة المتغير .
وهناك ما هو أغرب مما تقدم، فأمر الاقصاء لم يكن ليستثني رؤساء الولايات المتحدة من الوقوع في دائرة سطوته، لكن السمة الغالبة عند التعامل مع رؤساء امريكا كانت تقف عند حدود التهديد بالعزل، لم يصل الأمر الى تدخل القوة المسلحة لإجبارهم على تنفيذ الارادة بالتنحي، وهنا.. نحن لا نتحدث عن الرؤساء الذين تعرضوا للاغتيال لإنهاء وجودهم في أروقت البيت الأبيض.
ففي تاريخ الولايات المتحدة لا نجد اي حالةٍ لعزل الرئيس، ربما لحرصٍ لدى أصحاب القرار على عدم اللجوء الى هذا الأمر، والاكتفاء به كبطاقةٍ صفراء تُنذِر بالطرد، كما حصل مع الرئيس السابع والثلاثون "ريتشارد نيكسون" والذي أُجبِر على الاستقالة وعدم إكمال ولايته الثانية في عام 1974.
وهذا ما يُدركه "دونالد ترامب" الذي يتعامل مع خسارته بمنطق التاجر ، والأمر بالنسبة له – بحسب ما يبدو لي – مجرد صفقة تجارية، بالإمكان المماطلة في عقدها واتباع سياسة من الشد والجذب حتى وإن لم تحقق له نفعاً، فأمر تنحيته أو مغادرته البيت الأبيض يبدو انه قد حدد مسبقاً، ولا أدري ان كان لنبوءة المسلسل المثير للجدل "عائلة سمبسون" موعداً يتحقق بموت الرئيس قبل انتهاء مدة ولايته، مثلما تحققت نبوءة صانعيه بوصول ترامب الى رئاسة أمريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي