الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاظمي: هل اخترت نهج عبد المهدي؟

أدهم الكربلائي

2021 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يامصطفى الكاظمي رئيس مجلس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة، عندما استلمت منصب رئاسة حكومة الإعداد للانتخابات المبكرة، عقد فريق عليك الكثير أو القليل من الأمل، وفريق رفضك من البداية، وفريق بين الفريقين رأى ألا يختار موقف التأييد ولا المعارضة لك، بل أن يبقى يترقب، ويراقب أداءك، وتأمل أن تعطيه مبررا ليؤيدك ولو بعد حين، فيتسع بذلك التأييد الجماهيري لك، ليتقوى الحراك الشعبي التشريني بك، وتتقوى أنت به مقابل خصومك السياسيين. لكنك يوما بعد يوم عمقت ووسعت الهوة بينك وبين الشعب.
كن شجاعا حقيقة، وليس بتمثيل دور الشجاع، وذلك بأن تكون شجاعا أولا مع نفسك، وأعلمنا بحقيقتك. هل أردت التغيير فعلا، ثم اكتشفت استحالته، وحجم التحديات التي تعتري طريقك؟ وهل إنك عندها لم ترد أن تعترف بعجزك، وبالضغوط وربما التهديدات التي تمارس ضدك، فتستقيل؟ ولو إن احتمال إنك فوجئت بما لم تحسب حسابه، مستبعد جدا، أو هكذا يفترض، لأنك كنت لسنوات رئيسا للمخابرات، وتعلم الظاهر والخفي من تفاصيل المشهد السياسي. لكن مع التسليم بصحة هذا افتراض ظننت أنك تستطيع إنجاز بعض الشيء، ثم فوجئت باكتشاف عجزك، فهل بقاؤك بالرغم من ذلك على هرم السلطة، لأنك - إذا أحسنا الظن بك - تخشى عواقب ذلك على العراق، فيأتي ما هو أسوأ بكثير من كل ما مر؟ أم هل حلى لك – كما يعتقد الكثيرون - الجلوس على كرسيك، وشعرت بالراحة والاستئناس بجلوسك عليه؟
أم كنت - كما ذهب البعض منذ البداية - لست إلا مشروع هذه الطبقة السياسية التي ثار الشعب ضدها، وراضيا ومقتنعا بإرضائهم وإرضاء ولي أمرهم خامنئي ونظامه القمعي المتخلف التوسعي؟
قلنا ستكون أقل سوءً من الذين من قبلك، لأنك كما قيل مشروع أمريكي، وقلنا خير لنا أن تكون مشروعا أمريكيا من أن تكون مشروعا إيرانيا، إذا لم يكن بالإمكان الآن الإتيان بمن يمثل مشروعا عراقيا. وقلنا ستكون أقل سوءً من الذين من قبلك، لأنك لا تنتمي لا إلى حزب الدعوة، ولا المجلس الأعلى، ولا تيار الحكمة، ولا حزب الفضيلة، ولا التيار الصدري، بل لأنك لست إسلاميا أصلا، بل قالوا إنك علماني الهوى والاتجاه. عرفنا أنك من المستحيل أن تضع المالكي والعامري والصدر والحكيم وراء القضبان، وتسترجع الأموال المسروقة، لأننا لم ننتظر منك ولا من غيرك القيام بمعجزة إنجاز المستحيل ولو في هذه المرحلة. لكن قلنا لعلك تبدأ ببعض الفاسدين من الصف الثاني أو الثالث. قلنا لعلك ستحاسب الواحد أو الآخر من قتلة المتظاهرين. بعد مقتل الهاشمي سارعت في نفس إلى أسرته، وقطعت على نفسك الوعود أن قتلة الهاشمي سينالون جزاءهم العادل.
لا أريد أن أمر على كل (إنجازاتك)، التي لم تكن إلا خيبة أمل كبيرة، ولم تكن إلا بالضد، مما كان منتظرا منك. لكن أيصل بك الحال أن تقمع قواتك التظاهرات، وتستخدم الرصاص الحي ضدهم؟
ولم تكتف بذلك، بل أخذت حالك حال المالكي والحكيم تشتري ولاء فريق من الشباب التشريني هنا وهناك، لتصعد على أكتافهم إلى السلطة في انتخابات حزيران القادم. واخترت أن تتحالف مع سياسيين ثبت فشلهم، كحيدر العبادي وغيره.
إذا كنت عاجزا عن فرض القانون على الصدريين وكتائب حزب الله والعصائب وغيرهم، فلماذا ورطت نفسك بتحمل هذه المسؤولية؟
باختصار يا مصطفى الكاظمي، لم تكن إلا خيبة أمل.
لم نتوقع منك الإنجازات الكبيرة، لكن لم نتوقع أيضا أن تصطف مع أعداء الحراك الشعبي.
غدا تنتصر إرادة الشعب، أبى من أبى، ورضي من رضي.
11/01/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل