الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزني فى جولتي مع حتشبسوت جدتي.

مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي

(Mariam Elkmoss)

2021 / 1 / 12
الصناعة والزراعة


ذات يوما خطر ببالى أن أقتحم عقل الملكة حتشبسوت ، ملكة مصر المشعة كالشمس القوية كهيبة الصولجان، وتمنيت أصطحاب مخيلتها لتجوب معى الطرقات والشوارع لتكتشف المتاجر والحانات فى أجواء مصر الحالية وتخيلت وقع تلك المشاهد عليها ،فأذا بها أصيبت بالهلع والحسرة من صدمة ما رأته ، ملكة مصر صاحبة العقلية الأقتصادية الفريدة فى عصر بناة الأهرامات ، ذلك العصر الذى لانملك سواه لنفتخر به, أتخيل إنها ستتوقف كثيراً عند تدهور صناعتنا الحالية وإقتصادنا العقيم ومعمارنا الذى توقف عند سقف الا تطوير، وربما ستسأل أين ذهبت ريادة مصر التجارية والصناعية أين هيبتها المعمارية؟! فهذا ما أجزم به بعد وقع تلك المشاهد،. عليها ثم نظرت إليها بشئ من التضامن الممزوج بالحسرة وقلت لذاتى كيف ننحدر نحن من سلالتك ملكتى ،كيف لجيناتك العبقرية أن تخترق خلايانا، فكيف لحتشبسوت وهى من أحيت التعدين وأنفتحت إقتصاديا مع جيرانها من مصر أرضا صناعية شعارها الدقة والفخامة ،كساعة بيج بن ،أن تتقبل وضعنا الصناعى والتجارة المزرى وتسألت من أين لها أن تبدأ لتعيد هيبتنا الإقتصادية... أين العِمارة فى عصرنا الحالى مقارنة بالمعمار بعصرها ،حيث التصميمات الهندسية الخلابة بإمكانات ضعيفة مقارنة بالهول الحضارى للمعدات الآن، والذى نتج عنه معبد الكرنك بمسلاته المبهره ومسلات الآله أمون والتى يجد فيها ميدان الكونكورد فى فرنسا داعى للإعتزاز حيث توجد الآن، أين منشاتنا الحالية التى تستوعب الإزدحام والإمكانات الأقتصادية الضعيفة، أين المعمارى الذى يصطحب معه لمسات الفن فى تصماماته ،هل لإكتفاء كليات الهندسة بطلابها الصمامين المتفوقين دراسيا منزوعى الحس الفنى كما يرى العديد من الخبراء كالأستاذ سمير غريب مؤسس جهاز التنسيق الحضارى.. أين ريادة مصر فى صناعة الزجاج بعدما كان مصدر الإبهار للعالم كله أين عطور مصر الآخاذة الضاربة بعطور شانيل ملهم الفتيات فى وقتنا هذا ،أين الأثواب الكتانية المرصعة من ثمرة أراضينا المباركة التى كانت تُصدر للصومال وجنوب اليمن صرنا نتباهى بإنتاج الأجانب حتشبسوت جدتى ياأبنة الشمس، التى اشفقت عليها من صدمتها المدوية وفكرت في إنتشالها وانتقالنا للماضى قليلا حتى وصلنا حيث يكون حفيدها الرئيس جمال عبد الناصر ربما تجد فى زمنه ما يعزيها فعصره محطة هامة فى تطوير الصناعة المصرية فقد أهتم كثيرا بمصانع الغزل والنسيج فى عهده معتمداً فى ذلك على إزدهار صناعة القطن فى تلك الأونه القطن المصرى الماس الأبيض والذى كان لوقت قريب فخر صناعتنا يكفى أن نعلم قيمة الرداء القطنى المصرى فى أمريكا وأوروبا لنعلم ما هو الذهب المصرى الأبيض، وهذا ليس غريب على بلاد كانت الرائدة فى عدة صناعات ففراعين مصر أول من عملوا فى الزجاج وأفضل من أبدعوا فى الفخار وانجح من أنتج البردى ،ويبقى تحفهم المعمارى المتجسدة فى المعابد والإهرامات أبلغ حاكى عما وصلت إلية العقلية الصناعية لديهم ..انبهرت جدتى إبنة الشمس قليلا وتمنت ان لم يتنقطع مسيرة عهد الناصر الإقتصادية ونظرت للسماء بذكائها المعهود وعمقها الفكرى المتعارف عليه وبدأت تسرد بنصائح من ياقوت قائلة : ينقص مصر الكثير من عقول واعية تملاؤها المعرفة وقلوب تعشق هذا البلد ترى فى ريادتها كرامتها ،حسنا ًصدقتى جدتى الملكة فنحن نحتاج الكثير حتى نعبر هذا الهزل الأقتصادى نحتاج لتوافر سيولة مالية ودراسة جدوى مرنة تتناسب مع عصرنا المرعب لكى تنجح صناعتنا نحتاج لقلوب رقيقة تستشعر مرارة حياة عامل بسيط يحتاج لدخل يريحه هو وعائلتة ، نحن فى حاجة لقيادة مغامرة ورجال أعمال شرفاء ينظرون بعين الجميع دون أنانية فردية، تهدف لنهضة بلادهم التى أعطتهم الكثير فالنتعامل بشرف فيما يخص التنافس التجارى بإبتكار افكار ووسائل مختلفة،ما الجدوى من تكرار المشروعات فى رقعة ضيقة بحجة،، إن الأرزاق على الله ،، وفى النهاية عادت جدتى للصمت و ترجتنى أعُيدها إلى ما كانت عليه وتركتنى وحدى حبيسة لأفكارى المتسارعة وأنا متسألة بحزن دفين أين ذهب إقتصاد بلادى أنا لا أبحث عن أسباب ولا أضع نظريات أنا فقط أرثى حالة صناعتنا ووضعنا الأقتصادى والحضارى أملا أن يشاركنى آلمى العقول الواعية والأمينة حتى تعود حتشبسوت مرة أخرى راضية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية