الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوغيست بلانكي (1805 – 1881 م)

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 1 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



مفكر ومناضل ثوري شيوعي، راديكالي، فوضوي، ولد في جنوب فرنسا، من أسرة ذات أصول إيطاليّة. انتقل إلى باريس، وهو في الثالثة عشرة من عمره. درس الحقوق والطبّ، إلاّ أنّه انخرط مبكّرا في العمل السياسي، و"انضمّ إلى جمعيّة الفحامين السرّيّة (الكاربوناريا)".
شارك في الحركات الطلابية ضدّ الحكومة الفرنسيه، وحمل السلاح سنة 1830 ضدّ نظام الملك شارل العاشر. واعتقل عديد المرات؛ فقد قضى معظم أطوار حياته بين السجون والمنافي، وكان ذلك ابتداء من سنة 1831 إثر مشاركته في المظاهرات ضدّ نظام الحكم القائم على أنقاض ثورة 1830، واعتقل أيضا سنة 1832 بسبب انتسابه إلى "جمعيّة أصدقاء الشعب" الثورية، ثم أُفرج عنه بعد عام، وأُعيد اعتقاله سنة 1836، حيث حكم عليه بالسجن مدّة عامين بتهمة صنع متفجّرات، وحُكِمَ عليه بالإعدام مرتين، وقضى ما يقارب نصف حياته مسجوناً، وفي عام 1848 -بعد الثورة- تمكن بلانكي من مغادرة سجنه، وشرع في تأسيس الجمعيات الثورية السرية، وأبرزها "الجمعيّة الجمهوريّة المركزيّة"، ثمّ عمل على تنظيم مظاهرات ضخمة للمطالبة بتأجيل الانتخابات، فأعيد اعتقاله مجدّدا، وصدر في حقّه حكم بالسجن لمدّة عشر سنوات، ولكنّه تمكّن هذه المرّة من الفرار في اتّجاه بلجيكا في نفس العام، ليعود مرّة أخرى إثر سقوط نابليون الثالث، وفي باريس أصدر صحيفة "الوطن في خطر"، ونشط في عديد المظاهرات ضدّ الحكومة، وهو ما تسبّب في اعتقاله، فلم يَحظَ بالمشاركة في كومونة باريس، وفي سنة 1880، أصدر صحيفة أخرى بعنوان "لا إله ولا سيّد".
قام بتنظيم جمعيات سرية اشتراكية شيوعية "تحت تأثير أفكار المفكر الثوري "بابوف"، حيث اعتبر "بلانكي" أن الحل النهائي للخلاص من الاستغلال والفقر والمِلْكية الخاصة، يكمن في تحقيق الثورة الشيوعية وإقامة ديكتاتورية العمال، ولكنه تبنى نهجاً انقلابياً عنيفاً من أجل تحقيق أهدافه، انطلاقاً من قناعته بأن مصدر الثروات الكبيرة هو في حد ذاته "دَنَسْ" نتيجةً للنهب والاستغلال الرأسمالي في عصره، كما رأى أن البرجوازية في فرنسا وأوروبا تحاول التغلب على أزماتها من خلال استعمار البلدان الفقيرة.
"عَرّف "بلانكي" الثورة بانها "حرب الفقراء ضد الأغنياء"، وقال بضرورة استيلاء أقلية منظمة على السلطة تمثل دكتاتوريتها مرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي، كما رفض فكرة الانتخابات ما دامت الجماهير "مُعْمى عليها"، بسبب عبوديتها، وَتَغَّنى بالإضراب بوصفه "السلاح الشعبي حقاً في مواجهة الرأسمال".
في افكاره وفلسفته، انتصر للمادية والالحاد، وهجا الأديان ناعتاً إياها بـ"آفة العالم" ورجال الاكليروس العاملين في خدمتها بانهم "جيش أسود"، كما انتقد اصلاحيي زمانه من السانسيمونيين والفوريويين والوضعيين متهماً إياهم بانهم "تفاوضيون" و"خونة للثورة"([1]).
أهم مؤلفاته: "النقد الاجتماعي"، صدر سنة 1886 إثر وفاته في أول يناير 1881، وله عديد المقالات منها: "الأبديّة والكواكب"، و"الجيش المستعبد"، "الوطن في خطر" "دفاع عن المواطن"....
 


([1])  جورج طرابيشي – مرجع سبق ذكره – معجم الفلاسفة – ص 185








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء