الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم السياسة العراقي

سعدي الابراهيم
(Saaide Alabrahem)

2021 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تتحول الافكار الى نظريات، عندما يصلح تطبيقها في ظروف متشابهة، لكنها تفقد اهميتها عندما تفشل في تحقيق ذلك، اي عندما تصلح هنا ولا تصلح هناك، مع ان ظروف تطبيقها متقاربة .
على الرغم من ان علم السياسة قد وصل مراحل متقدمة، وعلى الرغم من ادعاء علماءه ومفكريه بان الظاهرة السياسية واحدة، الا ان التجارب التاريخية قد اثبتت وجود اختلافات ما بين الدول، ولا يمكننا التعميم ، مثلا قد ينجح النظام الرئاسي في امريكا لكنه قد يفشل في سوريا ، وقد تفلح الديمقراطية التوافقية في بلجيكا وتفشل في لبنان .
العراق، الذي هو محور حديثنا، اخذ نظامه بالديمقراطية، بعد عام 2003، وعمل على رسم سياسات عامة عاقلة ورشيدة، لكن مع ذلك لم يستطع ان يرسي دعائم الاستقرار، او ان يلبي مطامح شعبه المشروعة .
قد يقول قائل، ان السبب يكمن في الاداء السيء للنخب التي تعاقبت على السلطة فيه، لكن هذا القول لا يصمد امام الحقائق المتمثلة بان نظامه السياسي يضم في طياته مختلف الشرائح المجتمعية، والعديد من الكفاءات العلمية، وشهد عمليات متعددة لدوران للنخبة.
وليس هذا فحسب، بل ان المجتمع الدولي لم يبخل بخبراته وطاقاته، في دعم النظام ومساعدته على انجاز مهامه ، لكن دون جدوى ، فقد بقيت الدولة العراقية تراوح في مكانها .
امام المعطيات اعلاه، بات لزاما علينا ان نوجه الاتهام الى علم السياسة، بأنه عاجز عن ايجاد حلول للمشاكل العامة التي يعاني منها العراق، واذا صحت تلك التهم، فلابد لنا من احداث طفرات نوعية في هذا العلم، او تحطيم قواعده التقليدية وتأسيس قواعد جديدة تتناسب مع حالة العراق، وفق النقاط الأتية :
1 – تأسيس علم الاجتماع السياسي العراقي:
ليس النظام السياسي العراقي هو الوحيد الذي له مميزاته الخاصة، بل ان المجتمع العراقي هو الاخر، يختلف عن غيره، وبالتالي لابد لنا من تأسيس علم الاجتماع السياسي العراقي الذي يحيط بالظاهرة الاجتماعية – السياسية من كل الجوانب.
2 – تأسيس علم النفس السياسي العراقي :
الذات السياسية العراقية ، هي مجموعة من التراكمات، هي حصيلة لأحداث الماضي وظروف الحاضر . وهي بشهادة اغلب العلماء والمفكرين، لها من الصفات ما يجعلها نادرة ومغايرة عن سواها ، ولا يمكننا ان نفك شفراتها واسرارها الا عبر تأسيس علم النفس السياسي العراقي .
3 – تأسيس علم الدولة العراقي :
ويضم، طريقة خاصة في تشكيل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، والتأطير الدستوري للبلاد، حتى الديمقراطية التي منهج عمل للنظام السياسي، ينبغي ان تسمى بـــ ((الديمقراطية العراقية)) ويكون لها سماتها الخاصة .
ان حاصل جمع العلوم اعلاه، هو (علم السياسة العراقي) ، الذي يفترض ان ينهض بالعراق، ويضع قواعد خاصة لحل مشاكله العامة ويجعله دولة فريدة ليس لها مثيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج