الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم من اعلام بلادي ..الشاعر التركماني عبود اسماعيل من اوائل شعراء الأدب الشعبي التركماني السوري ( 1904 _ 1987)

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)

2021 / 1 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ولد الشاعر عبود اسماعيل في قرية نبغة في منطقة جرابلس التابعة لمدينة حلب العام 1904 في عائلة تركمانية عريقة لهم بصمات في خدمة المجتمع التركماني سوريا عامة في حلب وريفها خاصة ، من اب فلاح محبّ لارضه وقريته ، نشا شاعرنا وترعرع في قريته وتعلم القراءة في مدارس القرى ولدى استاذة تعليم القران والشيوخ الدين .
كان شاعرنا، من طلائع شعراء التركمان السوريين في العصر الحديث ، ويعد شاعرنا واديبنا علم من أعلام الشعر التركماني السوري الارتجالي الحديث، بعد رحلة عمر طويلة من العطاء والتضحيات على صعيد الكلمة والفعل الإبداعي مابين الشكل والمحتوى،المنفى والوطن، التقليد والتجديد، الحياة والموت، امتدت لثمانين عاماً تقريبا برحيله ترك فراغاً كبيراً في الحياة الثقافية والشعرية، كما فقد التركمان في سوريا أحد أعمدة الشعر التركماني الارتجالي الحديث وأحد أعلام القصيدة الإجتماعية الارتجالية الحديثة، في منتصف القرن الفائت.
فأغنت مخيّلته الشعرية وفاضت منها أنهار قصائد مبدعة. شاعرنا دخل معترك الحياة العملية باكرًا حيثً بدأ بمساعدة والده في الزراعة وهو في سن الثامنة، وبالتالي حياته لم تكن سهلة ولم يعش طفولته باللهو والفرح، بل كان كل شيء قاسيًا، قساوة الأرض التي علّمته الكثير من قوة الإرادة، والصلابة، وأغنت ذاكرته بما فيها من عطاء وإبداع وسحر.
ولكن مع الاسف الشديد لم يستطع شاعرنا ان يدون اشعاره باللغة التركمانية في كتاب بسبب منع السلطات السورية بطباعة الكتب القومية لذلك بقي اشعار شاعرنا غير مدونه في الكتب وانما كان يحفظها عن ظهر قلب ويدونها في دفاتره الخاصة.
عبود اسماعيل في شعره التركماني تقرأ الهوى والأنين والرجولة والوطنية على كثير من الأصالة التركمانية، كتب بدماء قلبه حقيقة وجوده، ورسم بقلبه درب الحب لوطنه وقوميته التركمانية ...
إن تجربة الشاعر " عبود اسماعيل " تجربة غنية ورائدة وتحمل في طياتها الكثير من الإبداع والجمال، ولا يمكن للناقد والمتابع لشعره أن يفاضل بين قصائده، لجمالها وغناها وعنايته بالصور الشعرية الارتجالية المميزة، إضافة إلى غنى ألفاظه ومفرداته والتصاق أغلبها بالبيئة القروية التركمانية التي ينتمي إليها.
فقد خسرنا شاعرا تركمانيا كبيرا أغنى الشعر التركماني السوري الشعبي بالكثير من النتاجات الشعرية الرصينة الارتجالية ، تغمده الله بواسع مغفرته ورحمته، حيث توفي في عام 1987ودفن في قريتة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران