الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط ترامب وظهور الترامبينزم !

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2021 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يذكرنا حادثة اسقاط ترامب بقصة يوليوس القيصر الذي طعن بالسكين من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الروماني إي مجلس السيناتورات في دولة روما!

فكيف تقوم روما التي كانت تمثل قمة الديموقراطية بهذا العمل الارهاربي ومن قبل السلطة التشريعية المسالمة!!
المشكلة التي حصلت في روما هي مقاربة لما حصل في أمريكا الآن !!
فالدولة الرمانية كانت كلما تسيطر على مناطق جديدة كانوا يأخذون منهم العبيد بالآلاف وخلال 100 سنة أصبح عدد العبيد في المملكة الرومانية مايقارب المليونين من العبيد !!!
فأصبح عندهم فائض كبير من العبيد حيث زادت حاجاتهم للعبيد في الخدمات المنزلية والتسلية في الساحات وفي الاغراض الجنسية
وكانت روما تتفاخر بحقوق المواطنة وكان الجيش الروماني لايقبل جنوداً في جيشها الا إذا كان المواطن الروماني يمتلك أرضاً في روما لكي يكون له الغيرة والحماسة للدفاع عن أرضه !
والمعدم الذي ليس له شيء لايدخل في الخدمة العسكرية
لكن النبلاء والاثرياء في روما عملوا على تغيير هذا القانون وبينوا أننا لسنا مجبرين على تجنيد جنود من الفلاح الروماني الذين نأخذ منه نسبة من محصوله ،
فلنا فائض كبير من العبيد وسنأخذ كل الأراضي الرومانية وسنمتلكها فهي في الأصل لنا ونحن من ندافع عنها !
فقرروا طرد الفلاح الروماني من الاراضي والاستلاء على أراضي روما واستبدالهم بالعبيد !!
والعبيد سيعملون في الفلاحة ليل نهار وسيتم تجنيدهم في المعارك عوضاً عن الفلاح الروماني
والعبد بطبعه لايحتاج الا الى لقمة العيش فقط لا أكثر
فظهرت التمردات من قبل المواطنين الرومان
فجاء يليوس قيصر ليدافع عن حق الشعب ضد النبلاء فظهرت فكرة الشعبوية بحيث يرتبط الشعب بالشخص الذي يدافع عن حقوقه ولايرتبط بالوطن !
فأصبح يليوس قيصر شعبوياً وقديساً شعبياً يحبونه لحد التضحية في سبيله..
فهل تقف الدولةالعميقة من النبلاء والاثرياء مكتوفي الايدي وهو يحقق انتصاراته والسيطرة على كل مفاصل الدولة بل سيطر حتى على مجلس الشيوخ الروماني وكانت كل قراراتهم تضرب بأرض الحائط و كان قراراته هي التي تنفذ فقط
فقاموا باغتياله عن طريق هذا المجلس !

ترامب أيضاً كان يريد أن يعيد للامريكيين عظمتهم وهيبتهم أمام العالم ضد الصين الناهضة فأغنياء أمريكا أيضاً قاموا بتغيير هيكلة شركاتهم العملاقة في النظام العولمي الجديد بحيث أستبدلوا موظفيهم الامريكان الذين كانوا لهم حقوق التأمين والصحة والسكن وساعة العمل بما يقارب الـ40 دولار تقريباً والتخلص من غرامات الدولة وتعويض المواطن إذا حصل له حادث اثناء العمل !
ناهيك عن الضرائب المكلفة للدولة
فقاموا بنقل شركاتهم الى الصين فلا ضرائب مكلفة ولا حقوق الموظفين وكلفة الموظف الصيني لاتتعدى 1٪ من كلفة المواظف الامريكي
بل الصيني يعمل بساعات أكثر وعمل أدق
وهي قصة مشابهة لقصة يوليوس قيصر
فترامب يريد أن يقوم بإرجاع تلك الشركات الى أمريكا وقام بأخذ 450 مليار دولار من السعودية ليشغل المصانع الامريكية ويزيد دخل الفرد الامريكي لكن الاثرياء والنبلاء الجدد لن يقبلوا وأن ما كانت تريده أمريكا أصبح أمراً مستعصياً ولم يعد بمقدور أمريكا بالرجوع الى الوراء فالعالم على أبواب نظام عالمي جديد سيغير كل شيء !
وقد فشل ترامب في هذا المسعى وقاموا بإسقاطه لأنه أصبح ظاهرة قد ستسمى في المستقبل بالترامبينزم ضد ماسماه ترامب الديموقراطيين اليساريين الراديكاليين!
الذين يريدون تغيير جذري في البنية الامريكية بشكل ثوري بعيداً عن حقوق المواطن الامريكي
فالخاسر المستقبلي سيكون الامريكان وأمريكا ستتخلى عن منظومتها الداخلية لانها فشلت والترامبية أصبحت ظاهرة وستصبح عقيدة
والصين في نهضتها سائرة والعواقب المستقبلية الامريكية في طريقها تتفاقم وتتسع ولن يبقى الحال على هذا المنوال فالنظام العالمي الجديد سيبدأ من أمريكا وستغير من منظوماتها بعيداً عن النظام القائم ووداعاً لمشاريع حقوق الانسان والمواطن !
وقد قاموا باستغلال ترامب فقراراته بـ
1- العقوبات على ايران و
2- الغاء الاتفاق النووي
3- واغتيال قاسم سليماني
4- ونقل السفارة الامريكية الى القدس وجعلها عاصمة اسرائيل !
5-وامتصاص ثروة السعودية التي قدرت ب 450 مليار دولار
6-وبعد ادلاء 72 مليون امريكي اصواتهم لترامب
لم يشفع له لأنه وقف ضد التيار والمنظومة القادمة
فكان القرار بالقيام على الغاء كل موقع الكتروني يتحدث !
والآن جعلوه في الاعلام أنه ارهابي ومتغطرس بل أنه ضد السامية رغم مافعله من أجلهم !
وتم الغاء موقعه في التويتر وسحب نتنياهو صورته المنشورة معه مع أن نتنياهو نفسه متهم بالفساد وهناك ملفات كثيرة عليه يتم التكميم عنها بل هناك محاولة كبيرة للتغطية وإقفالها
أما ترامب فقد رموه رمية الكلاب وقد يقررون بعزله وفتح ملفات الفساد عليه بل واتهامات الانقلاب على دستور الدولة لانه تخطى الحدود المرسومة له !
فهل سيكون سقوطه هكذا أيوناً بظهور الترامبينزم متمثلاً بصراع الرجل الابيض من أجل البقاء على سيادة الدولة و الذي يعتبر أنه باني مجد أمريكا وهو يرى أن حقوقه تنتهك ويرى أن كل ما تستنزفه أمريكا من أموال وثروات في الشرق لحماية الجنس الشرقي الذي أصبح أغنى الاغنياء يسرح ويمرح ويجوب العالم في نزهاته مقابل الفرد الامريكي الذي أنفق كل عمره في العمل والمعامل ناهيك عن الضرائب التي تقصم ظهره
ناهيك عن عقيدة وبنية هذا الرجل الابيض الذي كان يمثلهم ترامب والذي لم يزر في مرحلته الرئاسية دولة افريقية بل نعتهم حينها بأنهم ( حثالة)!!
لأنه يرى أنهم دون المستوى!!
فكيف وهم يرون ان الجنس الاصفر الصيني يتفوق عليهم والاسمر الشرقي يتنعم بحياته أكثر منهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم