الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استئصال الغدة الحشدانية من الجسد العراقي شرط لتعافيه

أدهم الكربلائي

2021 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يكون ورم خبيث قد تمكن من عضو من أعضاء جسد إنسان ما، وإذا كان التشخيص مبكرا نسبيا يكتفى باستئصال الغدة الخبيثة، دون استئصال العضو المصاب، لكن إذا تمكن الورم الخبيث من العضو المصاب، لا يكون خيار آخر أمام الأطباء إلا اتخاذ قرار استئصال العضو من جسد المصاب. أما إذا كان انتشاره قد بلغ مبلغه، فيكون عندها انتظار موت المريض، ومهمة المستشفيات التي يحتضر فيها المريض، أن يبذل أقصى ما يمكن من أجل ألا يشعر المحتضر بالألم، ولا بالخوف.
العراق ابتلي بعدد غير قليل من الغدد القاتلة، كالغدة الطائفية، وغدة الإسلام السياسي، وغدة الفساد.
وهنا نريد أن نتناول ورما من هذه الأورام الخبيثة في الجسد العراقي، ألا هو ما يسمى بسرطان الحشد الشعبي، هذا الحشد الذي أريد له أن يكون علاجا للإرهاب الداعشي الخبيث، فجاء العلاج الحاشدي، دون الالتفات إن لهذا الدواء أعراضا جانبية خطيرة، لاشتماله نفسه على مواد مسرطنة غاية في الخطورة على حياة المريض.
والآن يجب الإسراع والتعجيل بأقصى الممكن باستئصال هذا الورم قبل أن يستفحل أكثر من استفحاله حتى الآن، فيكون مقتل العراق بتواصل استفحاله.
ظهور داعش كان حقا هدية فريدة قدمت على طبق من ذهب للنظام الإيراني التوسعي، فجعل من الحشد ذراعا ضاربا للحرس الثوري الإيراني المؤدلج في العراق، كما جعل حزب الله اللبناني ذراعه الضارب في لبنان ليدمر هذا البلد الجميل، وجعل الحوثيين ذراعه الضارب في اليمن المنكوب، وله أذرع في أفغانستان.
سواء كان الحشد عصائبيا أو بدريا أو كتائبيا أو حزبللاهيا أو سيدشهدائيا أو مقتدائيا أو ما سواه، فهو الخطر المداهم بالعراق، بالدرجة الأولى الخطر على سيادته وأمنه وسلمه الأهلي، كما ويمثل عقبة نكداء أمام التغيير، الذي وضعت تشرين ملامحه، فدفعت ستمئة شهيد قتلوا على أيدي الحواشد والحرس الثوري الإيراني والمتأرينين، وأقصد بالتَّأَرْيُن نسبة إلى النظام، لا إلى الشعب الإيراني الكاره بأغلبيته لهذا النظام القمعي المتخلف.
وقيادات الحشد الولائية الخائنة للوطن، عندما تجمع حثالاتها وتدعو رئيس الوزراء (الخرگة)، ليس به إلا أن يستجيب، وعندما يلبسونه في لقاء سابق الجاكيت الحشداوي، لا يملك إلا يعبر عن تشرفه بهذا الوسام، ليقولوا إذا كنا ولائيين وعملاء لولاية الفقيه المتخمنئة، فها أنت لبست جاكيت الولاء والطاعة الخامنئية والعمالة مثلنا.
وعندما أذكر الحشد، فبكل تأكيد نحن أميز بين الذين قاتلوا وضحوا من أجل إنقاذ الوطن من المخالب الداعشية، وبين الذين انتزعوا العراق من مخالب داعش ليسلموه إلى مخالب حاشد، وبالتالي لمخالب خامنئي القاتل لشعبه وعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن باسم الله افتراءً منه وتصديقا من المغفلين، الذين يظنون إن الولاء له وتسليم إرادة الوطن لإرادته ترضي الله ورسوله وأهل بيته، والقادة اتخذوا من الله والرسول وأهل البيت بضاعة لتجارة بائرة في ضرر الوطن؛ جعلوا الله والدين والمذهب بضاعة زهيدة القيمة عندهم، لكن باهضة الثمن الذي جعلوا الشعب العراقي يدفعه.
كما كنا نعتقد إن إزالة صدام من سابع المستحيلات، وتبين أن ليس هناك ما هو مستحيل، كذلك هؤلاء الذين قال أحدهم أنهم (ما ينطوها)، وكثير من العراقيين يظنون استحالة تخلص العراق منهم، ستنتهي نهايتهم لا مناص لهم منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س