الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1- قُلِ الْأَنْفَالُ .. لِلَّهِ وَالرَّسُولِ !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2021 / 1 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحلقة الأولي : الأنفال 1 - 10

الأنفال : مدنيةٌ ، نزلت بعد البقرة ، وبعد الأنفال نزلت آل عمران ، سميت ببدر لأنها نزلت في غزوة بدر، وسميت بالقتال لأنها وصفت أحداث بدر التي وقعت ( 7 رمضان عام 2 هـ / 13 مارس 624 م )
سبب الغزوة : عودة قافلة لقريش من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب مكونةً من 1000 بعيرٍ، و40 رجلا و50 ألف دينار ( القافلة أفلتت من هجوم للنبي وأصحابه وهي في طريقها من مكة إلى الشام )

لمّا علم النبي بعودتها من الشام إلى مكة مرورا بالمدينة ، استنفر أصحابه للاستيلاء عليها قائلا ( لعلّ الله أن ينفلكموها ) فتثاقل بعضهم عن الخروج ، وسارع الآخرين الذين لم يتوقعوا أنهم سيواجهون حربا ، فلما علموا بقدوم جيش قريش بقيادة عمرو بن هشام (أبو جهل) لنجدة القافلة ، طلبوا من النبي الترخيص لهم بالمغادرة ، لم يبق من جيش المسلمين سوي 313 رجلا ومعهم 2 فرس ، 70 جملاً

بدأت المعركة حول بئر بدر بين مكَّة والمدينة (طبقا لنصيحة الحبّاب بن المنذر) باعتراضَ المسلمين للقافلة ، إلا أن سفيان بن حرب استنجد بقريش ، فسارع عمرو بن هشام على رأس جيش مكون من 1000 رجلٍ معهم 200 فرس لنجدتها ومواجهة جيش المسلمين بقيادة النبي ، التحم الجيشان واشتدّ القتال ، فدعا النبي ربه أن ينصره حتى أخذته غفوة ، وأصاب جيشه النعاس وهم في الحرب ، استيقظ النبي وقال أبشر يا أبا بكر ، لقد أنزل الله جبريل ومعه جنود من الملائكة ، فقتل المسلمون عمرو بن هشام و70 من جنوده ، وأُسروا 70 آخرين وغنموا القافلة ، واستشار النبي أصحابه في وضع الأسرى ، أبو بكر قال.. يدفعوا فدية ، وافق النبي رأي أبي بكر ، أما عمر .. فقال يقتلوا ، فأنزل الله آية توافق رأي عمر :
ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا .. الآية / الأنفال 67

(1) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
1- سبب النزول فيه آراء :
A- النبي أعطي أسهم من الغنائم لعدد لم يشارك في غزوة بدر ومنهم :
عثمان بن عفان زوج إبنته (غاب بسبب مرضها ) ، طلحة بن عبيد الله ، سعيد بن زيد ( تغيبا في مهمة للتجسس) على العدو بأمر من النبي ، فاعترض المشاركين في المعركة على القسمة .. فنزلت
B - شباب المحاربين قالوا نحن الذين حاربنا وقتلنا وأسرنا فالغنائم كلها لنا ، فاعترض الشيوخ وطالبوا بنصيبهم .. فنزلت
C - سعد بن أبي وقاص قال .. قتل أخي عمير يوم بدر ، فقتلت به سعد بن العاصي ، واستأذنت النبي أن آخذ سيفه
فأمرني النبي بوضعه مع الغنائم ، وما أن وضعته وتحركت .. إلا ونزلت
2- المعنى : الله يقول للنبي أن المشاركين في معركة بدر سوف يعترضون على تقسيم الغنائم .. قل لهم أن حكم تقسيمها لله وللرسول ، ليقبلوا بحكم النبي الذي لا يكتمل الإيمان إلا بطاعته ، ويتقوا الله ولا يتنازعوا بسببها
وفي تقسيم الغنائم رأيان :
A- الغنائم مسألة يختص بها الله ، فيأمر رسوله بتقسيمها طبقا لحكمة النبي دون سواه
B - الغنائم ( كلها ) لله وللرسول ( قل الأنفال لله وللرسول ) لكنها نسخت بقوله .. فإن لله (خمسه) وللرسول/ آية 41
مفاتيح الغيب .. الرازي
2- الأسئلة :
A- الفقهاء خصصوا نصيب الله في الأنفال ، لعمارة الكعبة أو تسليح الجيش .. علي ماذا استندوا في هذا التخصيص ؟
B- كيف تكون الطاعة لله وللرسول ، بينما يقتصر دور النبي على تبليغ الرسالة بنص 12 آية قرآنية ؟
C - ما حكمة تخصيص الأنفال كلها لله وللرسول بالآية (1)
ونسخها بالآية ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ولذي القربي …. الآية / الأنفال 41 ؟
D - ما الفرق بين .. قُلِ الْأَنْفَالُ (لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) بالاية 1 ، وبين اسْتَجِيبُوا (لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) بالاية 24
E - إن كنتم مؤمنين .. ألا يعلم الله إن كانوا مؤمنين من عدمه ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب 3 مرات .. الأنفال لله / فاتقوا الله / أطيعوا الله

(2) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
1- المعنى : المؤمنين هم الذين يخافون الله إذا ذكر اسمه أمامهم أو تليت آياته عليهم ، ويفوضون أمرهم إليه ، ولا يرجون سواه
النكت والعيون .. الماوردي
2- التنويه : الحديث عن الله والمؤمنين بضمير الغائب .. ذكر الله / آياته / ربهم

(3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
1- المعنى : الآية معطوفة على ما قبلها وتصف المؤمنين .. بالذين يقيمون الصلاة في مواقيتها ويتصدقون من الأموال التي أعطيناها لهم .. تقربا منه وطاعة له
بحر العلوم .. السمرقندي
2- التنويه : الحديث عن الله بضمير المتكلم / رزقنا

(4) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
1- المعنى : المؤمنون الذين يقيمون الصلاة في وقتها و يتصدقون مما أعطيناهم بالآية السابقة ..
هم المؤمنون حقا ولهم منزلة عالية عند ربهم ، ومغفرة لذنوبهم ، وثواب في الجنة
بحر العلوم .. السمرقندي
2- التنويه : الحديث عن المؤمنين بضمير الغائب ( رب ) هم

(5) كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ
1- المعنى فيه آراء :
A- كما أخرجك ربك من بيتك بالحق للقتال .. فإن تقسيم الأنفال حق لله وللرسول وإن كرهوا ذلك
B - كما أخرجك ربك من بيتك بالحق للقتال .. فإن القتال واجب عليهم لكنهم يكرهونه ويجادلون فيه
C - كما أخرجك ربك من بيتك لطلب (العير) قوافل الإبل أو الحمير .. تنفيذا لأمر ربك وهم كارهون ..
نفذ أمر ربك وقسِّم الأنفال .. وإن كرهوا
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال : من المتحدث ..
A- عن النبي بضمير المخاطب ( أخرجك - ربك - بيتك )
B- عن المؤمنين بضمير الغائب (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
3- التنويه :
A- المؤمنين بالنبي و رسالته لا يثقون في طريقة تقسيمه للانفال ، رغم علمهم أنه ينفذ أوامر ربه
B- الحديث عن الله بضمير الغائب .. أَخْرَجَكَ / رَبُّكَ

(6) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
1- المعنى فيه رأيان :
A- ‏يا محمد سوف تجادلك (طائفة من المؤمنين .. في القتال يوم بدر) لأنهم خرجوا مسرعين بدون سلاح ، فيسألوك.. لماذا لم تخبرنا بالقتال حتى نسلح أنفسنا ، ويطلبوا منك الترخيص لهم بمغادة المعركة ، بعد ما تبيَّن لهم أنك تنفذ أوامر ربك ، وكأنهم يساقون الي الموت ومتأكدون من حدوثه
B- يا محمد سوف ‏تجادلك (طائفة من المشركين .. في التوحيد) حين تدعوهم للإسلام بسبب كرههم له ، كأنهم يساقون إلى الموت ، ومتأكدون من حدوثه
زاد المسير في علم التفسير .. ابن الجوزي
2- السؤال : كيف يدعو النبي المؤمنين للقتال وهم بدون سلاح ، ثم يلومهم الله على غضبهم و رغبتهم الانصراف ؟!

(7) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ
1- وقت النزول : (الآية 7) وإذ يعدكم الله .. نزلت قبل (الآية 5) كما أخرجك ربك .. البلخي نقلا عن الحسن
2- المعنى : واشكروا الله إذ يعدكم بالعير(قوافل الإبل والخيول) التي جاء بها أبو سفيان بن حرب من الشام ، أو النفير (الحرب مع جيش قريش) بقيادة عمرو بن هشام ، بينما أنتم تريدون الغنائم لا الحرب ، والله يريد أن ينصركم على قريش لاستئصالهم
مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
2- السؤال : المسلمون بدأوا الاعتداء بقطع طريق قافلة قريش لسلبها .. فلماذا أرسل الله ملائكة لنصرة قطاع الطرق ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. يَعِدُكُمُ اللَّهُ / وَيُرِيدُ اللَّهُ / يُحِقَّ الْحَقَّ / وَيَقْطَعَ دَابِرَ

(8) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ
1- المعنى : لينصر الله الإسلام بقتل الكفار بأيدي المسلمين يوم بدر
التسهيل لعلوم التنزيل .. ابن جزي الغرناطي
2- السؤال : هل احقاق الحق ونصرة الاسلام تكون بسلب ونهب قوافل الكفار ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. لِيُحِقَّ / وَيُبْطِلَ

(9) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ
1- سبب النزول : قال عمر بن الخطاب .. عدد جيش النبي يوم بدر 300 مقاتل ، وجيش المشركين كان 1000 مقاتل
فدعا النبي .. اللهم أنجز لي ما وعدتني واهلك هذه العصابة ، فما زال يهتف حتى سقط رداؤه
فقال‏ له أبا بكر..‏ كفاك مناشدة فسوف يحقق لك الله ما وعدك به .. فنزلت
2- المعنى : لما دعا النبي ربه واستغاث به طالبا المدد والمساعدة ، نزل جبريل ومعه 1000 ملاك عن يمين النبي ثم تبعه ميكائيل ومعه 1000 ملاك عن يساره ، فانتصر المسلمون على المشركين
الجامع لأحكام القرآن .. القرطبي
2- السؤال : لماذا لم يرسل الله ملائكة في غزوة أحد ( بعد بدر بسنة ) تنقذ النبي بعد أن أصيب وكان على شفا الموت ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير (الغائب) .. فَاسْتَجَابَ / و بضمير (المتكلم) .. أَنِّي مُمِدُّكُمْ

(10) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
1- المعنى : وما جعل الله الإمداد بالملائكة إلا بشارة لكم بالنصر لتطمئن به قلوبكم ، والمعنى أن الملائكة لم يقاتلوا بل كانوا للبشري والطمأنينة والتثبيت ليس الا ، فالنصر من عند الله وليس من الملائكة
فتح القدير .. الشوكاني
2- السؤال : ما الدليل أن الملائكة قاتلوا أو لم يقاتلوا ؟
3- التنويه :
A- الحديث عن الله بضمير الغائب .. جَعَلَهُ اللَّهُ / عِنْدِ اللَّهِ / إِنَّ اللَّهَ
B - تكرار كلمة الله 3 مرات بالآية

للمزيد : شاهد الفيديو التالي

https://www.youtube.com/watch?v=UaJn5b8lUDY&t=942s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الملائكه
على سالم ( 2021 / 1 / 17 - 04:30 )
السؤال هو هل جيش الملائكه الذين حاربوا مع رسول الله ؟ هل كانوا يحاربوا بدون قائد عسكرى ؟ انا عندى اعتقاد وثيق ان الحمار يعفور القدوس كان قائدهم والعقل المدبر لكل العمليات العسكريه

اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع