الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن الأممي للمغاربة 1/3 فلسطين أولاً

سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)

2021 / 1 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قال صلاح الدين عن المغاربة الذين أسكنهم في القدس بعد تحريرها
"أَسْكَنْتُ هُنَا مَنْ يَثْبُتُونَ فِي الْبَرِّ وَيَبْطِشُونَ فِي الْبَحْرِ، وَخَيْرُ مَنْ يُؤْتَمَنُونَ عَلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَعَلَى هَاذِهِ الْمَدِينَةِ". ه

مقالي الحالي لا يلامس لا من قريب ولا من بعيد أي مضمون شوفيني تعصبي لدين، لوطن، لشعب أو لجنس من الأجناس، إنه مقال يرمي إلى التذكير والتأكيد على التضامن الأممي لشعبنا منذ الماضي السحيق مع المظلومين والمقهورين وبه وجب التنبيه. ه

بدل أن نحني رؤوسنا كمغاربة ونغض أعيننا من ذل وعار التطبيع الذي فرضه علينا نظام الخزي الملكي العميل، يجب بالعكس أن نرفع هاماتنا فخراً بتاريخ شعبنا الذي سجل أروع صفحات التضامن الأممي مع فلسطين وذالك منذ فترة الحروب الصليبية إلى اليوم. ه

طلب صلاح الدين الأيوبي في مراسلة أولى سنة 1189 م من السلطان الْمُوَحِّدِي (دولة الْمُوَحِّدِينْ) يعقوب المنصور أن يساعده بِقِطَعٍ من الأسطول البحري المغربي لكن هذا الأخير رفض تلبية الطلب، لكن صلاح الدين، إدراكاً منه لأهمية المعركة التي يخوضها عاد في العام التالي فكرر المراسلة، وللمرة الثانية رفض السلطان المغربي الإستجابة للطلب فانظروا كيف تتناسل الخيانات في صفوف الذين حكموا شعبنا في الماضي وهؤلاء الذين يحكموننا الآن. ه

حارة المغاربة أو حي المغاربة إحدى حارات مدينة القدس، تقع إلى الجنوب الشرقي منها. يقع على حدود الحرم القدسي من الشرق وأسوار البلدة القديمة من الجنوب وهي الحارة التي أوقفها عليهم الملك الأفضل بن صلاح الدين. ه

باب المغاربة هي تسمية تطلق على أحد أبواب المسجد الأقصى. سمي بباب المغاربة نسبة إلى حارة المغاربة الواقعة خارجه،.عرف هذا الباب أيضًا باسم "باب البراق". ه

لم تكن مصادفَة أن يُخص أهلُ القدس المَغاربة دون سواهُم بإطلاق اسمهم على حي مُلاصق للحرم الشريف فِي بيت المَقدس، ولم يكُن من باب المُجاملة السياسية أن يطلق اسم باب المغاربة على واحدٍ من أهم أبواب الحرم القدسي فبعد أن انتهت الحرب وحُرِّرَتْ القُدس، قرَّر المغاربة العودة لبلادهم، لكن صلاح الدين الأيوبي تمسَّك بهم وألحَّ عليهم أن يستوطنوا القدس وتعجَّب الجميع من هَذا الطلب حيث أنَّه سمحَ للشاميين والعراقيين والمصريّين بالرُّجوع لأوطانِهم وهنا قال قولته الشَّهيرة التي افتتحت بها المقال : «أَسْكَنْتُ هُنَا مَنْ يَثْبُتُونَ فِي الْبَرِّ ...ِ". ه

دمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بُعَيْدَ احتلال القدس عام 1967 م، حارة المغاربة في مدينة القدس بكاملها، وسَوَّتها بالأرض، وحولتها إلى ساحة أسمتها "ساحة المبكى". ه

ما زال عدد كبير من الفلسطينيين أحفاد المغاربة يقيمون في القدس الشرقية ومناطق فلسطينية أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ومنهم عائلات : "الْعَلَمِي"، وَ"الْمَصْلُوحِي" وَ"الرِّيفِي" وَ"حَبُّوشْ"... الخ. ورغم عدم توفر إحصاءات دقيقة لعددهم في فلسطين إلا أنهم لا يقلون، بحسب شهادات متطابقة لعدد منهم يقيمون في قطاع غزة والقدس، عن عشرين ألف شخص. (وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا")، على الرابط التالي : ه
https ://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=9590

يحدثنا الرحالة ابن جبير (540 هـ ـ 614 هـ) في رحلته، التي زار فيها عدة بلدان مثل مصر وبلاد العرب والعراق والشام وصقلية وغيرها، عن الحروب الصليبية، وما كان المشارقة يقومون به في سبيل افتداء الأسرى من المغاربة، يقول : "ومن جملة صنع الله لأسرى المغاربة بهذه البلاد الشامية الإفرنجية، أن كل من يُخْرِجُ من ماله وصية من المسلمين بهذه الجهات الشامية إنما يُعَيِّنُهَا لافتكاك المغاربة خاصة، لبعدهم عن بلادهم، ولأنهم لا مخلص لهم سوى ذلك بعد الله، فهم غرباء منقطعون عن بلادهم، فملوك أهل هذه الجهات من المسلمين وأهل اليسار والثراء إنما ينفقون أموالهم في هذا السبيل، وقد كان نور الدين زنكي (نور الدِّين زَنْكِي يُلقَّب بالملك العادل، حكم حَلَبْ بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته بشكل تدريجي حتى شملت معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية) نذر في مرض أصابه تفريق إثني عشر ألف دينار في فداء أسرى من المغاربة، فلما شُفِيَ مِنْ مَرَضِهِ أرسل في فِدَائِهِمْ، فَسِيقَ إِلَيْهِ نفر ليسوا من المغاربة فأمر بِصَرْفِهِمْ وَإِخْرَاجِ المغاربة عِوَضاً عنهم وقال : "هَؤُلَاءِ يَفْتَكُّهُمْ أَهْلُهُمْ وَجِيرَانُهُمْ، وَالْمَغَارِبَة غَرَبَاء وَبَعِيدُونَ عَنِ الْأَهْلِ وَالدَّيَارْ". ه

بعض من أَسْمَاءٍ معاصرة نَعْرِفُهَا عن مواطنينا استشهدوا من أجل فلسطين : ه
غيثة ونادية برادلي : حاولتا مع مجموعة من المناضلات والمناضلين سنة 1971 تفجير تسعة فنادق إسرائيلية، قبل أن تكتشف الخطة، ويتم اعتقالهما في تل أبيب، ولم يتم الإفراج عنهما إلا في ثمانينيات القرن الماضي، بضغط من الرأي العام العربي والدولي والحكومة الفرنسية في عهد فرانسوا ميتران، لأنهما كانتا من جنسية فرنسية. قضت غيثة سنوات في بيروت حاملة معها أمراضا مزمنة من معتقلها في إسرائيل إلى حين وفاتها. ه
إبراهيم الداسر : استشهد في بداية الثمانينات، إثر عملية نفذها بصحبة مقاتلي حركة فتح التي كان قد التحق بصفوفها، وهو أحد أبناء مدينة سلا. ه
أحمد عبد القادر بن عثمان : استشهد سنة 1986. ه
الحسين بنيحيى الطنجاوي : استشهد في بداية السبعينات، وكان مناضلا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وهو مهندس طيران وابن مدينة تطوان، التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وأصبح قياديا فيها كما أنه كان رفيقاً للقائد الكبير جورج حبش. قاد عدداً كبيراً من العمليات ضد الصهاينة إلى حين استشهاده يوم 28 نونبر 1974 عقب معركة ضارية مع المحتلين الصهاينة في الجليل الأعلى الفلسطيني المحتل. وحسب رفاقه فلقد لقب بعريس المغرب، وقد انتقل ياسر عرفات شخصيا إلى بيت أسرته لتقديم العزاء عقب استشهاده. وقد تخلص الكيان الصهيوني من جثته برميها على الحدود اللبنانية، حيث نقله بعض أعضاء المقاومة اللبنانية، وتم دفنه بمقبرة الشهداء بمخيم شاتيلا بلبنان. ه
الركراكي النومري : من مدينة آسفي، التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 17 غشت 1988، استشهد في قصف جوي شنه الطيران الإسرائيلي على جنوب لبنان يوم 25 نوفمبر 1988. ه
عبد الرحمن أمزغار : المزداد بمدينة أصيلا، التحق بجبهة التحرير العربية في 19 يناير 1974 مجسداً بذلك الشعار الذي رفعه االمؤتمر الخامس عشر للإتحاد الوطني لطلبة المغرب : "القضية الفلسطينية قضية وطنية". شارك في العديد من العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة وفي صد الهجمة الإسرائيلية على كفر شوبا بجنوب لبنان، وجاء استشهاده إثر عملية فدائية في 15 يونيو 1975 واستشهد في 17 يونيو 1975، بعد عملية فدائية نفذها رفقة ثلاثة فدائيين في مستوطنة "كفار يوفال" أسفر عن إصابة 58 إسرائيليا ضمنهم 27 قتيلاً. ه
العربي بن قدور : ابن مدينة القنيطرة استشهد سنة 1986. ه
مصطفى علال اقزيبر: ابن مدينة أرفود أو الرشيدية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استشهد في 2 غشت 1994 أثناء اشتباك مع قوات العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ثم استرجعت الجبهة الشعبية رفاته في عملية الرضوان التي أشرف عليها حزب الله في يوليوز 2008. ه

هذا بعض جوابي على التطبيع المخزي لنظام الخيانة والعار المغربي. ه

من المصادر التي اعتمدناها لإنجاز بعض عناصر هذه الدراسة نذكر : ه
كتاب : "المواعظ والاعتبار ..." للمقريزي (توفي سنة 1442 م). ه
كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (توفي سنة 1232 م). ه
كتاب "الاعتبار" لأسامة بن منقذ (توفي سنة 1188 م). ه
كتاب "الرحلة" لابن جبير الأندلسي (توفي سنة 1217 م). ه
مجلة الهدف الفلسطينية
مواقع إلكترونية فلسطينية
مجموعة كبيرة من المقالات الصحفية والتحقيقات على النت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضافات قصيره ضروريه
عبد المطلب العلمي ( 2021 / 1 / 16 - 19:26 )
احيي الزميل سائس على مقالته المهمه، لكن لا بد من بعض الاضافات و التدقيق.باب المغاربه هي تسميه لموقعين مختلفين،الاول احد ابواب الحرم و الثاني احد ابواب سور القدس الذي يقود الى حي المغاربه.القول حي او حاره المغاربه ليس دقيقا، حي المغاربه مقسم الى عده حارات.حاره الشرف و حوش الشاي و حاره بومدين الخ.هدم حي المغاربه بعد احتلال القدس لم يؤدي فقط الى توسيع ساحه البراق بل الى ازاله ابنيه على مساحه 300الف متر مربع جميعها من اوقاف العائلات المقدسيه و بناء بيوت لاسكان المهاجرين اليهود،مثلا كنيس الخراب تم بنائه على موقع وقف عائله البشيتي و منزل زميلنا في الحوار المتمدن المرحوم جواد البشيتي .نقطه اخيره المغاربه سكان القدس ليسوا فقط احفاد مقاتلي جيش صلاح الدين، بل ايضا هم من اتوا الى القدس بعد اداء الحج الى مكه و لاسباب مختلفه لم يغادروا و بقوا بجانب اقرباء لهم او ابناء قبائلهم،هذا بالاضافه الى عدد من الصوفيين الذين اتوا من المغرب خصيصا للاقامه في القدس.


2 - شكراً
سائس ابراهيم ( 2021 / 1 / 16 - 22:14 )
الزميل العزيز عبد المطلب العلمي تحياتي الحارة واحترامي أولاً وشكراً جزيلاً على المرور والتعقيب والزيادات القيمة. ه
تحياتي مرة أخرى
ابراهيم

اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس