الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة جماعة الإخوان المسلمين من الألف إلى الياء - 2

عبد الرحمن علي

2021 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفنا من الحلقة الماضية :
* أن عبد العزيزأيقن - بتخطيط بريطانى ماكر - أن إصلاح العقيدة الوهابية فوق طاقة علماء نجد، فآثر أن ينفتح بها على مصر، ليأتى الاجتهاد فى تنقيح وتحديث الوهابية من مصر، بعد أن تكون مصر عمقاً استراتيجياً لدولته الوليدة.
* وأن مصر فى حد ذاتها هى المشكلة الكبرى لعبد العزيز، فهى التى كانت تسيطر على الحجاز فى العصر المملوكى، واستمر نفوذها الأدبى فيه إلى أن اصطدم بإخوان عبد العزيز فى حادث المحمل(1)، ومن الطبيعى أن يقوم بتطبيع العلاقات معها بعد استيلائه على الحجاز.
* وأنه بدأ انقلاب خطير منذ سنة 1926 م تمثل فى بداية تحويل التدين المصرى السنى الصوفى إلى تدين وهابى، ليكون العمق المصرى الشعبى والحضارى امتداداً للدعوة النجدية والدولة السعودية الثالثة. وأنه كان سمسار هذا التحول فى مصر اثنين من الشيوخ الشوام وهما : محب الدين الخطيب، ورشيد رضا.. وعن طريق رشيد رضا الذي قدّم حسن البنا إلى أقطاب الحكم والدين الوهابي في السعودية، ومن خلال الأخير تم نشر الدعوة الوهابية في مصر بدعم سعودي، حتى أن مدرس الخط البسيط استطاع أن ينشئ خمسين ألف شعبة للإخوان فى العمران المصرى من الإسكندرية إلى أسوان، (بالضبط كما رأينا مجموعة من الشيوخ الصعاليك أصبحوا فجأة أصحاب قنوات فضائية، وتكلفة إنشاء القناة الفضائية فضلاً عن عملها وصرف رواتب العاملين فيها، أمر تعجز عنه ميزانيات مؤسسات كبرى كالأزهر! فمن أين جاء الصعاليك بتلك الملايين؟)

حقيقة الأمر : أن هناك ثأر مُبَيّت بين مصر وآل سعود وآلوهابية منذ عهد محمد علي باشا الذي فرق جيوشهم وأباد خضرائهم، وأن الإنتقام من مصر كان عن طريق الغزو الفكري الوهابي - إن صح التعبير - لاحتلال عقول أبنائها ومسخهم ليمسوا ذوي عقول بدوية، يعادون وطنهم ويوالون الوطن الذي يظنونه إسلامي يطبق الشريعة (القصاص والحدود، على الضعفاء والفقراء والمهمشين، دون الوجهاء فضلاً عن الأمراء.. هذا إن سلمنا أن الشريعة هي الحدود أصلاً، ولا حتى بنسبة 1%).
كانت بريطانيا تدعم عبد العزيز في تحركاته السياسية..
فمع الإخوان النجديين: تخلص عبد العزيز آل سعود من خطرهم العسكرى بأقل قدر ممكن من الخسائر، وحول باقى طاقتهم الحربية إلى جيش دفاعى يلتزم بأوامره، وقام بتضميد الجراح واستمالة الخصوم، ومع العلماء أخضعهم لسيطرته ووضع سقفاً أعلى لحريتهم فى النقد والاعتراض، بما لا يتعارض مع المصالح الغربية (كان أبلغ دليل على ذلك فتوى ابن باز بجواز الاستعانة بالغرب لمحاربة صدام، فكان احتلالاً بالتراضى مدفوع الأجر)، وفى نفس الوقت وضع سياسة للأخذ من الغرب، وبالاستفادة من تقدمه العلمى والتكنولوجى بما يتواءم وحالة بلاده للتطور وما يتلائم والدين الوهابى، وبنفس الطريق انفتح على العرب والغرب، فأنشأ تياراً جديداً متفتحاً، يسعى للخارج للسفر والسياحة والتعلم.. ويقوم على عاتقه بناء الدولة وتطورها.. الأمر الذى أدى فى النهاية إلى تغيير المستحيل! وهو التقليد والجمود الذى كان ديناً، فأصبحت ذكرياته القريبة مبعثاً للخجل حين امتلأت المملكة بالسيارات وأجهزة الراديو والاتصالات وسائر المخترعات.

ومع المنهج الوهابى: انطلق به إلى آفاق أرحب، حين ركز على مصر فانطلق به الإخوان المسلمون المصريون إلى العالم العربى والإسلامى، وتحول التدين المصرى من التصوف إلى الوهابية على مهل خلال النصف الثانى من القرن العشرين، خصوصاً بعد أن سقطت أيدولوجية
العقيدة القومية والأيدولوجية اليسارية.

باختصار صدر عبد العزيز مشكلته فى المنهج الأيدولوجى الوهابى إلى مصر، فى نفس الوقت الذى قام فيه بتحجيم دور الفقهاء السعوديين مع الانفتاح على الغرب، وجاء البترول وعوائده الضخمة فانشغلت مملكته باستهلاك المنتجات الغربية التى لم تعد رجساً من عمل الشيطان.. بينما تسلل الفكر الوهابى إلى مصر المنفتحة بطبيعتها على الغرب، فأصبح للفقهاء السعوديين مجال مصرى وعربى أوسع يسمع لهم خارج المملكة، واستعاضوا به عما كان لهم من نفوذ سابق داخل المملكة، وقد ظهر أثر ذلك التطرف والتعصب والتزمت الوهابى خارج السعودية منذ السبعينيات من القرن العشرين، حين أخذ الإخوان المسلمون الجدد -جماعة التكفير والهجرة، والجهاد، والقطبيون، والناجون من النار، والجماعات الإسلامية -يكررون بعد نصف قرن ما كان يفعله إخوان مطير وعتيبة والعجمان.
إلا أن هذه السياسة تعرضت لخطر الأيدولوجية الناصرية، وتوجهاتها الدولية والقومية، وربما تثبت الأيام فى ا لمستقبل أن أصابع السعودية - فى عهد فيصل – لم تكن بعيدة عما حدث من نكسات للناصرية وتحول مصر إلى الفلك الأمريكى السعودى الوهابى فى عصر السادات
صديق الشيخ حسن البنا، لأن استقراء الأحداث فيما بين 1976 م وحتى الآن يؤكد أن السعودية هى التى أصبحت مستفيدة سياسياً على حساب مصر، ويكفى أنها كانت قبل
ثورة 1952 تعتمد على العمق المصرى، ثم جاءها الخطر من ذلك العمق فى الحقبة الناصرية، وبعد القضاء على الناصرية أصبحت ليس فقط تعتمد على العمق المصرى، بل تتسيده وتركب أكتافه لتكون زعيمة العالم الإسلامى العربى، بعد إخضاع مصر لنفوذها السياسى والثقافى، ويكفى أيضاً أن انتصار مصر فى حرب أكتوبر 1973، تمخض عنه نتيجتان متناقضتان:
• تضخم أسعار النفط لدى السعودية التى لم تحارب ولكن اقتطفت ثمار النفط وتحولت إلى مليارات الدولارات فى رصيدها بدون عناء
• بينما وصلت مصر التى حاربت إلى حافة الإفلاس
وحين اضطرت إلى سياسة الانفتاح استفاد منه السعوديون فانفتحوا على مصر يشترون به عقول بعض أبنائها وأجساد بعض نسائها، وذلك بأموال جاءت بها دماء الشهداء المصريين فى معركة العبور !!.. وما سمعنا فى التاريخ أن شعباً منتصراً يتحول أبناؤه إلى أجراء وتتحول بعض نسائه إلى ما يشبه السبايا فى زواج عرفى أو بدون زواج.. وأن يكون المشترى أو المستفيد هو من لم
يحارب ولكنه جنى ثمار النصر من المنتصر وركب بها على أكتافه!.
والإنصاف الإسلامى يقتضى أن يكون لمصر حصتها فى زيادة سعر البترول لا تقل عن النصف، وذلك بأثر رجعى منذ 1974، والذى حدث هو العكس، اشترت السعودية بعض العقول والسواعد والأجساد المصرية بأبخس الأثمان، وتعاملت معنا بعقلية الاستعباد والاستئجار، وانقلب الحال، فبعد أن كان الحجاز والشام منطقة حيوية لمصر، أصبحت منطقة حيوية لنجد التى لم
يهتم بها أحد من قبل.

باختصار تسيدت السعودية العمق المصرى واستغلته فى توسيع الوهابية، وفى حصار المناهج الأخرى الشيعية والصوفية بالتنسيق مع العلمانية اليهودية.. إلا أن هذا الذى حدث مع فجاجته وغرابته يمثل إحدى الاستثناءات التاريخية التى تشذ عن القاعدة ولا تنفيها. فالأصل أن الجزيرة العربية فى جزئها الشرقى يتبع استراتيجياً إيران القطب الشرقى، وفى جزئها الغربى الحجاز يتبع مصر القطب الغربى، وتتأرجح نجد بين هذا وذاك، وتظل نجد فى جدل حضارى مع حدود الشام والعراق، وهما معاً الشام والعراق مناطق تخوم تتبع استراتيجياً إيران ومصر، وتعانى من غارات نجد وتخلفها.

إلا أن هذه القاعدة الثابتة تعرضت لنوعين من الظروف الاستثنائية:
الأولى، فى الفتوحات العربية الإسلامية، وكان عمادها أعراب نجد وغيرها بعد أن أخضعهم المسلمون فى حرب الردة
والثانية، وكان عمادها فى ظهور البترول اثر توحد معظم الجزيرة العربية تحت حكم عبد العزيز
وظهور السعودية.
فى الظروف الاستثنائية الأولى فى عهد الخلفاء الراشدين وغير الراشدين، ناوأهم الأعراب الثوار تحت مسمى الخوارج، ثم الزنج، ثم القرامطة، وفى كل الحالات فإن عاصمة الحكم الإسلامية كانت تنتقل من الصحراء إلى أقرب منطقة حضارية للصحراء الكوفة، دمشق، بغداد وينتقل الأعراب الثائرون أيضاً إلى نفس المناطق الحضرية.. أى لابد من التوجه إلى القطب فى إيران حتى ولو حمل اسم العراق العجمى، ثم لا تلبث مصر بعد أن تحولت إلى ولاية تابعة لدمشق أن تصبح
ولاية مستقلة فى العصر العباسى الثانى، ثم تستقل بخلافة شيعية فى الدولة الفاطمية، وبذلك ترجع الأمور إلى نصابها فى الحسابات الاستراتيجية وتنافس القاهرة الفاطمية الشيعية بغداد السنية، وتنجح فى هذا التنافس حتى يصل سلطان الفاطميين إلى العراق وتخطب مساجد
بغداد للفاطميين أثناء ثورة البساسيرى، وفى كل الأحوال تنتقل الأضواء والصراعات من الجزيرة العربية إلى ناحية القطبين فى الشرق إيران وفى الغرب مصر وتترك الجزيرة العربية.. بحيث إن كل الثورات التى قام بها الحجاز لاسترداد مكانته قد منيت بالفشل، مع أهمية الحجاز الدينية والتاريخية.

واتضح سياسياً وتاريخياً منذ الفتوحات العربية والإسلامية أن دور الجزيرة العربية هو
أن تكون تابعاً للمناطق الحضارية الغنية فيما بين القطبين مصر وإيران، وأن غاية الطموحين من أبناء الجزيرة العربية هو الوصول بالغارات والغزوات إلى هذين القطبين، فإذا وصلت إلى هناك انقطعت صلتهم بالجزيرة العربية، يسرى هذا على معاوية كما يسرى على أحفاد الأمويين فى دمشق ثم فى الأندلس، وأحفاد العباسيين فى بغداد ثم القاهرة المملوكية بعد سقوط بغداد.

وظل هذا دور الجزيرة العربية بإغاراتها التى تحمل أيدولوجية دينية أو لا تحمل تلك الأيدولوجية، إلى أن جاء عبد العزيز ليقيم دولته السلفية الوهابية، فأراد الإخوان تكرار التوسع الحربى وفشلوا.
وظهر البترول فى المملكة فى صدفة تاريخية، فانتشر النفوذ السعودى سلمياً عبر قطار النفط السريع فى مصر، ومن خلالها إلى العالم الإسلامى والأقليات الإسلامية فى الغرب والشرق.. وهذا الظهور الذى ارتبط بالصدفة البترولية لا يغير من الحقائق الاستراتيجية، بل يؤكدها.
ومن ثم يتضح كيف انتشرت الوهابية فى العالم عن طريق الإخوان المسلمين.
وهذا السلوك المريب هو السبب فيما وصلت إليه الأمة من هوان.. وقد حان موعد الحساب.

فمنذ إنشائها فى الإسماعيلية على يد حسن البنا، فى 28 مارس 1928، و حتى الآن، لم تغير جماعة الإخوان المسلمين الوهابية شيئا من دوافعها وأساليبها وأهدافها، ومن الأخطاء الكثيرة والعديدة التى ظلت ملتصقة بفكر هذه الجماعة الوافد من نجد منذ 1928 وحتى 2005 م،
رغم أنها عاصرت الحياة السياسية المصرية وجوهر الشعب المصرى على مدار 77 عا ما، إلا أنها مازالت تعتقد أن مصر ستكون مقرا رئيسيا مستمرا لإقامتها، وأن الشعب المصرى تحت ضغط الأزمات السياسية والاقتصادية المتراكمة، سوف يقبل الإخوان المسلمين حكاما على أرضه.
بل إن الإخوان المسلمين - ويعتبر هذا من إفرازات فكرهم النجدى المنغلق، القاصر - يزداد اعتقادهم بأن لهم مستقبلا مزدهرا على أرض مصر، وأن المسألة فقط هى مسألة وقت لكى يحتلوا الشعب المصرى. "الإخوان قادمون قادمون" هذا هو إيمانهم الراسخ.
ودفعهم هذا الإيمان إلى العمل بدأب وصبر دون ملل أو كلل لتجميع صفوفهم وتنظيم أعضائهم والنزول إلى الناس فى التجمعات الجماهيرية، واستغلال كل فرصة أو كل مصادفة لبث سمومهم، وإن كانوا قد نجحوا، فالسبب أن سمومهم مغلفة بالعسل الحلو وسط شعب ذاق مرارة عصر وراء عصر، شعب لديه حساسية خاصة تجاه الإسلام وهيبة اللغة الدينية.

إذا أحس الإخوان المسلمون أن من مصلحتهم فى وقت ما الاختفاء والكمون والتراجع فعلوا ذلك، وإذا استشعروا أن هناك مصلحة من الأزمات والقلاقل والبلبلة والثغرات خرجوا من الكمون، وأعادوا دراسة الواقع، ودخلوا إلينا من كل ثغرة ممكنة، إن الانتهازية هى الدينامو الذى يحركهم ويحدد مساراتهم، وتتباين درجات الانتهازية وتكون ذروتها أمرين لا غنى عنهما:
الأول هو مبدأ التقية.
والثانى هو مبدأ التحالف التكتيكى، أى: الوقتى، مع تيارات يخالفونها ويعادونها ويضعون قيادتها على قوائم الاغتيال.
لكنهم وفقا للانتهازية يتغاضون عن ذلك لأن تحالفهم المؤقت، سيكسبهم أرضا جديدة أو يدعم من موقفهم.
إن فكر جماعة الإخوان المسلمين يسمح لهم بالقيام بكل سلوك لا هو من الضمير الإنسانى، ولا هو من جوهر أى دين، ولا هو من محبة الوطن الذى يأكلون من خيراته ويرعاهم بينما هم يدمرونه، ويفرقونه بأخطر شئ، وهو الدين. كل شئ مباح مادام سيختصر الطريق إلى مقعد الحكم، والسيطرة، هم يؤمنون بالمبدأ الميكيافيلى "الغاية تبرر الوسيلة" والوسيلة المعتمدة رسميا من
قياداتهم على مر التاريخ هى الاغتيالات وسفك الدماء وخطط الخراب والتفجير، وإشاعة فتاوى معتمة، وبث روح الخوف والإرهاب، وتمجيد الشكليات الدينية، وكراهية الناس، الذين يخطط الإخوان لحكمهم بالسيف.. كل هذا حلال، لأن الغاية بالنسبة إليهم أنبل الغايات ألا وهى الجهاد لنشر دين الله وكلام الله!.. وفى الحقيقة هو جهاد لنشر دينهم الوهابى الخاص.
___________________________________________
(1) "اعتدى جمع من البدو - مساء يوم العيد‏، الخميس ‏24‏ يونيو عام ‏1926‏ ـ‏ على ركب المحمل برمي الأحجار والرصاص بجوار‏ (‏منى‏)‏ وقد رددت على الاعتداء بإطلاق بعض طلقات من المدافع والبنادق تسبب منها بعض الخسائر في أرواح المعتدين بعد ما ذهبت مساعي ابن سعود سدى، وجرح الضابط علي أفندي موسى وثلاثة من العساكر جروحا بسيطة من رمي الأحجار وقتل بعض الجمال من الرصاص‏. وقد تبادلنا رسائل رسمية مع ابن سعود نرجو تبليغ وزارة الحربية بما يخصها‏".‏ (برقية بعث بها أمير الحج اللواء محمود عزمي باشا إلى وزارة الداخلية‏).
بمجرد أن استتب الأمر للملك عبد العزيز آل سعود في الحجاز بدأ التوتر بينه وبين مصر، فتم العمل على إعاقة المحمل (موكب الحجيج الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة كل عام) وقتها لدخول الأراضي السعودية، فكانت هذه الواقعة التي تحدث عنها رئيس بعثة الحج وقتها، وقد احتجت الحكومة المصرية لدي وكالة نجد والحجاز بالقاهرة على العبارات التي وردت في البلاغ الذي كان قد أصدره ملك الحجاز وسلطان نجد،‏ والذي يفهم منه أن الجيش فعل ما فعل عن رعونة وبشكل غير مبرر‏،‏ ومنها أيضا أن الأمير فيصل طالب عزمي باشا أن يمنع استعمال الأبواق لأن النجديين يستنكرونها أشد الاستنكار ويسمونها مزامير الشيطان‏، ولما لم تستجب قوات المحمل لهذا المطلب تعرضت للهجوم من هؤلاء‏.‏ إلا أن بعض من هجانة الملك المرافقين للمحمل يقولون إن الإخوان متواعدون الليلة هنا‏،‏ وأن جمعا عظيما من هؤلاء قد أخذوا في رمي المحمل والركب بالحجارة وهم يصيحون يا مشركين يا كفرة يا عباد العود‏! إلا أن حكومة بن سعود كانت قد أرسلت إلى الحكومة المصرية تنصحها بعدم إرسال المحمل خلال ذلك العام‏،‏ وأثارت مع ذلك بعض الشكوك أن يكون أتباع الملك عبد العزيز وراء الواقعة‏. وسخرت بعض الصحف المصرية مما قيل عن أن سبب اعتداء النجديين على موكب الحجيج المصري أن أصواتا ارتفعت من أبواق حرس المحمل،‏ فلو أن ذلك الحرس كان يعزف بأنغام الموسيقى وألحان اللهو والتطريب لفهمنا العذر‏، أما وهي أصوات عسكرية نظامية‏‏ أو‏ (‏نفير حرب‏)‏ مباح في كل مكان كالذي يسمع في كل معسكر‏ - ‏وفي معسكرات بن سعود أيضا‏ -فلا نفهم عذرا ما لتلك الحركة الحمقاء‏.‏ لكن الأمر يرتبط بالنفوذ السياسي، خاصة أن ما كان يحصل عليه أشراف مكة‏ ــ خصوم ابن سعود التقليديين‏ - من معونات يحملها لهم أمير الحج‏،‏ ومن ثم لم يكن غريبا ما حدث‏. إلى أن توقف دخول المحمل تماما إلى الأراضي الحجازية، ولتتوقف مصر بدورها عن تصنيع الكسوة عام 1962 في عهد جمال عبد الناصر، حيث ما زالت آخر كسوة للكعبة معروضة في دار الخرنفش، حي باب الشعرية في القاهرة.
معلومات تفصيلية عن المحمل المصري:
https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت