الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن عبدالناصر

حسن مدن

2021 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ليس بوسعنا أن نجزم بمكانة الرجل لدى الأجيال الجديدة ممن ولدوا بعد رحيله، ولم يعيشوا عصره، وهم بطبيعة الحال يشكلون اليوم الأغلبية الساحقة من المواطنين العرب في شتى ديارهم، ولكن ما نستطيع الجزم به أن شيئاً من روح عبدالناصر وشخصيته الكاريزمية النادرة، يظل حاضراً في قلوب وأذهان كل من أدرك حياته، حتى ولو في أواخرها، حيث كان الرجل مثقلاً بهزيمة حزيران وبالانتكاسات العربية من حوله، على خلاف المراحل الأولى من زعامته حيث كان مشروعه في الاستقلال الوطني والقومي والتنمية في ذروته.
ومع الكثير الذي قيل عن عبدالناصر، في حياته وبعد مماته، ثناءً وهجاءً، فإن أية مناسبة لها علاقة به تمر، لا بد أن تستوقفنا، لأنه زعيم نادر، لا لأنه ترك من الأثر الشيء الكثير، فمثله ترك زعماء آخرون آثاراً، ولكن لأنه يكاد يكون فريداً من نوعه لما توفر عليه من شمائل وسمات في الإخلاص، والتفاني، والزهد، ونظافة اليد.
مفهوم طبعاً أن نأسى لأن عبدالناصر رحل مبكراً، وكان رحيلاً فاجعاً إذا ما تذكرنا أن شعبه ودّعه بما لا تزال توصف بأكبر جنازة في التاريخ، حيث خرج الناس إلى الشوارع بعفوية وصدق وهم مسكونون بشعور مهيب باليتم، لكن الأسى الأكبر يأتي لأن الرجل رحل عن مشروع مهم بدأه ولم يتسن له أن يكمله، لأن المؤامرات تكالبت على هذا المشروع من كل صوب، فنجاحه كان سيؤدي إلى نهضة عربية أطلت بواكيرها، وكان مطلوباً وأدها في المهد، وهذا ما جرى بالضبط.
لكن الإنصاف يقتضي القول إن أعداء عبدالناصر، نهجاً وشخصاً، إنما نفذوا من ثغرات النظام الذي كان هو على رأسه، هذا إن لم نقل إنهم نجحوا في اختراق هذا النظام من داخله، ولم يفلح الزعيم، أو لم يلحق، في تدارك الأمر وسد تلك الثغرات.
لندع المعالجات السياسية جانباً، ولنذهب إلى الأدب بما فيه من قدرة استشرافية مهولة حين يكون أدباً حقيقياً بالطبع. ولنعد تحديداً إلى عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ في روايته «ميرامار» التي بدأ بنشرها مسلسلة في صحيفة «الأهرام» عام 1966، أي قبل هزيمة حزيران بعام، وفيها صوَّر طبقة الفاسدين المفسدين من الوصوليين الذي وجدوا في تسلق الثورة وسيلة لمراكمة الثروات ونهب المال العام، وكان نموذجهم في الرواية سرحان البحيري عضو الاتحاد الاشتراكي، وكل اللجان والتنظيمات التي أنشأها عبدالناصر رغبة منه في أن تكون أدوات للثورة، فإذا بها، وتحت شعارات الثورة نفسها، تحولت إلى ثورة مضادة أجهضت مشروعه.
ومثل سرحان البحيري بنى نجيب محفوظ شخصية حسن صاحب المرسيدس السوداء في «السمان والخريف»، وغيرهما من النماذج التي سرعان ما كشفت عن حقيقتها، حين حانت اللحظة التي كانت تتهيأ لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عسكري + ديكتاتور + كاريزما = صِفر
صلاح الدين محسن ( 2021 / 1 / 17 - 17:34 )
عسكري و ديكتاتور و كاريزما = هزائم منكرة و خراب مؤكد
نحن شعوب تحب العنتريات وبجنون
اتعنتر وعنترنا , وودينا في ستين داهية . واطمئن باننا لن نتخلي عن الهتاف باسمك . يا زعيمنا يا حبيبنا يا ملهم
من الأجيال الجديدة من ورثوا حب عبد الناصر وهم ناصريون متعصبون ! بالوراثة
جاءوا من آباء وأمهات وِلِدوا بعد موت عبد الناصر , وأحبوه بالوراثة
!!!
سيدي كاتب المقال .. ألا تعرف أسماء وأعداد الكُتّاب والصحافيين والمفكرين الذين اعتقلهم وعذبهم عبد الناصر لمطالبتهم بالديموقراطية !؟
حتي صديقه الصحافي - إحسان عبد القُدوّس - تعرض للسجن والاذلال بأمر من عبد الناصر شخصياً
شكرا للأستاذ الكاتب الكريم
وشكر الله سعيكم


2 - اما نحن العراقيين فيكفينا 8شباط الاسود عام 63 وا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 17 - 20:49 )
وانهار الدماء التي اسالها البعث الفاشي والمجرم عبد السلام عارف باسم القومية العربيه التي دفع بها وساندها ويعتبر صاحبها عدو الدمقراطيه الاول ومجرم كل العصور التوسعي الاهوج جمال عبد الناصر-عيب تكريم القتله السفاحين


3 - زعيم نادر
هانى شاكر ( 2021 / 1 / 18 - 01:02 )

زعيم نادر
_____


إرث ( Legacy) عبد الناصر أمام الجميع ... مصر ماتت ... النيل نِشِف ... و إحنا ( المصريين الغلاب ) مُتنا من الجهل و الفقر و المرض

اليوم يقبع عبد الناصر فى قاع الجحيم منتشيا بانتصار افكاره وانجازاته ... الم يقل بروح النبؤة ... معمر انت تذكرنى بشبابى ؟ الم يكمل معمر مسيرة ناصر وتفوق عليه فى الاجرام بحق الا رض والعرض و الشجر و الحجر ؟

بدا ناصر المسيرة باستيراد زبانية النازى الالمان من المانيا الشرقية لكى يدربوا النشأ الزبانى المصرى فى تعذيب و قطع اوصال مواطنين مصريين من كل الاطياف الفكرية لكى يكمم افواه المصريين ويعم الخراب لوطن قام وقاوم لالاف السنين لكنه الان جثه هامده ... وتتدرب على ايديه - ايدى عبد الناصر - حثالة البشر لكى يحكموا العراق و سوريه و اليمن ... وبلاد تركب الافيال و الشعوب

لكن القذافى كان ابرعهم فى استيعاب الشر وتفوق عليهم فى الممارسة و الانجاز

اقبع هنيئا فى الجحيم يا عبد الناصر ... تلميذك اكمل السباق وها هو الان يطرق بابك مطالبا بالجائزة الاولى

....

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر