الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل باع الفلسطينيون أرضهم ؟

بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة

(Bosy Elgamasy)

2021 / 1 / 17
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


"تتعاطفون مع الفلسطينيين و هم من باعوا أرضهم بأيديهم بمنتهى الخسة...؟!".
سؤال إستنكاري طرحة علينا الشاعر المصري مصطفى السوداني في إحدى المحاضرات ، أتذكر جيدا أنني لم أستطع أن أنفي ما قاله.
إستفز السؤال عقلي و وجداني فبحثت في صفحات التاريخ حتى قرأت عن أحد سلاطين الدولة العثمانية فعلمت الإجابة جيدا.
*************
(السلطان عبد الحميد الثاني)

هو خليفة المسلمين الثاني بعد المائة و السلطان الرابع و الثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرون من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم، تقسم فترة حكمه إلى قسمين:
الدور الأول وقد دام مدة سنة ونصف ولم تكن له سلطة فعلية، والدور الثاني وحكم خلاله حكماً فردياً، يسميه معارضوه "دور الاستبداد" وقد دام قرابة ثلاثين سنة. تولى السلطان عبد الحميد الحكم في (10 شعبان 1293 هـ - 31 أغسطس 1876)، وخُلع بانقلابٍ في (6 ربيع الآخر 1327 هـ - 27 أبريل 1909)، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير1918م.
وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس.
أطلقت عليه عدة ألقاب منها "السُلطان المظلوم"، بينما أطلق عليه معارضوه لقب "السُلطان الأحمر"، ويضاف إلى اسمه أحياناً لقب الـ "غازي".
هو شقيق كلٍ من( السلطان مراد الخامس والسلطان محمد الخامس والسلطان محمد السادس).
***********

هل حقا رفض السلطان عرض هرتزل الصهيوني...؟

"قل لصديقك هرتزل إنني لا أستطيع أن أبيع ولو قدمًا واحدة من البلاد لأنها ليست ملكًا لي بل لشعبي... لقد حصل أبناء شعبي على هذه الأرض بالقتال وبدمائهم وقد غذوها بدمائهم، ونحن سنغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا.. ليوفر اليهود ملياراتهم.. فإذا قسمت إمبراطوريتي
ربما يحصلون على فلسطين بلا مقابل، إنما لن تقسم إلا على جثثنا ؛ أنا لن أقبل تشريحنا ونحن أحياء".

هذه العبارات القوية البليغة، التي قالها السلطان عبد الحميد الثاني ردًا على العرض المقدم من ثيودور هرتزل، الأب الروحي للحركة الصهيونية، ولا تزال تلهج بها ألسنة الإسلاميين في تركيا وكذا في البلدان عربية اللغة و الثقافة.

هل السلطان عبد الحميد الثاني خان فلسطين......؟

نعم؛ فهو من أوائل الذين باعوا القضية الفلسطينية ؛ الرجل لم يرفض بناء المستعمرات اليهودية في فلسطين(مستعمرات هرتزل) .
________________________________

لعل ما كتبتة بنت الأردن فدوى نصيرات في كتابها( دور السلطان عبد الحميد الثاني في السيطرة الصهيونية على فلسطين) يفضح خيانتة للعروبة كلها.

"امتدت الاتصالات بين هرتزل والسلطان عبد الحميد الثاني ستة أعوام، لم يقطع خلالهما أي منهما شعرة معاوية مع الآخر، فقد كان هرتزل يعلم أن الحصول على وعد بفلسطين من عبد الحميد لا يعادله أي وعد آخر، وكان الإغراء بالمال وسيلته الوحيدة، ولكي يكسب عبد الحميد إلى صفه قام بخمس رحلات إلى إسطنبول بين عامي 1896 و1902، وكانت اثنتان منهما على نفقة السلطان عبد الحميد".

كما أضافت فدوى في كتابها"بدأ هرتزل مفاوضاته مع السلطان عبد الحميد الثاني عبر رجال السلطان والمقربين منه أمثال الكونت فيليب نيولنسكي، الذي وصف بأنه مركز سر السلطان عبد الحميد، وصموئيل مونتاغيو المصرفي اليهودي الإنجليزي و انطلقت المفاوضات من التعهد بتسديد ديون الدولة العثمانية وإنعاش اقتصادها من خلال تشجيع كبار الأثرياء اليهود على القيام بأنشطة اقتصادية لمصلحة الدولة العثمانية، وذلك مقابل الحصول على فرمان مصدق من السلطان تسمح له بتملك أرض فلسطين وباعتراف دولي بهذا الحق".
******************
كان قبول عبد الحميد مبدأ التفاوض من أساسه مثيرًا للدهشة؛ فقد كان الرجل مطلعًا على كتاب هرتزل «الدولة اليهودية» قبل أن يبدي الزعيم الصهيوني رغبته في القدوم إلى العاصمة العثمانية.

ألم يكن من الأولى به أن يغلق باب التفاوض في وجه هرتزل منذ البداية.....!

أمر الخيانة ليس بغريب على سلطاننا حيث كان الرجل من أهم أسباب دخول إنجلترا مصر ، و أيضا سلم قبرص لإنجلترا.
***************************

هل باع الفلسطينيون أرضهم.....؟

ثمّة كتب وأبحاث عديدة تشرح حقائق ما جرى ، وأبرز هذه الحقائق أن نسبة الذين باعوا أرضهم لليهود أقل من (1%) من الفلسطينيين.
وأن نسبة ما حصل عليه اليهود من الأرض بكل الوسائل كان يعادل ( 8%) فقط من مساحة فلسطين قبل حرب 1948.
وكانت نسبة (92%) من إجمالى أراضى فلسطين ملكًا للفلسطينيين.

إذا كانت نسبة الذين باعوا أرضهم لليهود (8%) يمثل الفلسطينيون منهم أقل من (1%) فمن هم الـ(7%) الآخرون الذين باعوا أرضهم لليهود....؟

إن جزءًا من هذه الأرض لم يكن بيعًا وشراءً، وإنما كان منحةً من الاستعمار البريطانى لليهود وقد كان أول مندوب سامى بريطانى في فلسطين يهوديًا صهيونيًا متعصبًا وقام، هو ومن جاء بعده بمنح الأراضى لليهود دون مقابل.

إن نسبة أخرى من الـ(7%) كانت لعائلات إقطاعية لبنانية وسورية منعتها سلطات الاحتلال البريطانى من الذهاب إلى أراضيها وذلك بعد تقسيم المنطقة بموجب اتفاق «سايكس- بيكو» إلى فلسطين ولبنان وسوريا ولمّا لمْ يتمكن هؤلاء الإقطاعيون من الوصول إلى أراضيهم قاموا ببيعها بناء على مؤامرة استعمارية بريطانية.

كما أن نسبةً ثالثة من الـ(7%) كانتْ لعائلات إقطاعية سعودية ولبنانية باعتها تحت إغراء المال وارتفاع الثمن.

أصدقائي ! متى نتوقف عن ظلم الفلسطينيين...؟

هم لم يبيعوا أرضهم أبدا ؛ بل السلطان عبد الحميد الثاني هو من فعل ذلك مقابل أن يقوم الصهاينة بتسديد ديون الدولة العثمانية ، سرقها الإستعمار البريطاني من عائلات إقطاعية سورية و لبنانية ، باعتها عائلات إقطاعية سعودية و لبنانية مقابل المال ، باعتها مصر مضطرة بمعاهدة (كامب ديفيد)، باعتها(الإمارات -قطر- السودان -البحرين-المغرب) بمعاهدات السلام مع الكيان الصهيوني بدعوى مواجهة الخطر الإيراني ، ثم بيعناها جميعا بالتطبيع مع إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء