الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: من حق الشعب ان يحتج

منير الضاوي

2021 / 1 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


واشتعلت شرارة الانتفاضة من جيد في العديد من المناطق واتخذت اشكالا عنيفة تحدت من خلالها الحجر الصحي الشامل ومنع الجولان فتواصلت المواجهات بين الشباب المحتج وأجهزة البوليس في عمليات كر وفر الى منتصف الليل كما شهدت البلاد مسيرات في وضح النهار رغم منع التجمعات والتظاهرات وكالعادة اعتمد النظام -المشغول بالتحويرات الوزارية لحل تناحره الرجعي اعتمد الحل الامني فعنّف المتظاهرين واعتقل اكثر من 700 شابا اغلبهم من القصر واعتبر الاحتجاج مجرد شغب وانحراف هدفه السرقة والاعتداء على املاك الغير.
أدرك الشباب بعد مرور 10 سنوات على الانتفاضة ان حلم التغيير نحو الافضل قد تبخّر
وان اوضاعه المعيشية اليومية قد تدهورت على كل المستويات مما اجبر البعض على المغامرة بحياتهم في البحار كما اجبر البعض الاخر على الانقطاع عن التعليم مبكرا هذا فضلا عن ارتفاع عدد العاطلين على العمل وزاد وباء الكوفيد في تدهور اوضاع العديد من الشرائح الاجتماعية وجراء السياسة اللاشعبية للحكومات المتعاقبة فعمّ الفقر والتهميش صلب الطبقات الشعبية مقابل انتشار الفساد في مؤسسات الدولة وتواطؤ الحكومات مع اللوبيات المتصارعة وغير المعنية بمصير الملايين من الكادحين بل همها الوحيد هو نهب المال العام من خلال البقاء في السلطة لاغير.
فمن هو المسؤول اذا على تفقير الشعب وتجويعه؟
ومن هو المتورط في نهب المال العام والإفلات من العقاب والتهرب الجبائي الخ؟
ان الدولة برؤوسها ال3 (الرئاسة والحكومة والبرلمان) مسؤولة بدرجة اولى على بيع البلاد وتشريد العباد.
وامام مثل هذه الاوضاع لم يعد للشعب ما يخسر الا قيوده فهوفقد الثقة في كل مكونات الدولة وفي كل الاحزاب المتناحرة ليلا نهارا غير مهتمة بأوضاعه فتحدى حضر الجولان وخرج الى الشارع مطالبا بالعيش الكريم رافعا شعار "الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد"
ويتساءل الاعلام ورموز الحكم لماذا كل هذا العنف ولماذا التظاهر ليلا ويتناسوا ان عنف الدولة هو ابشع انواع العنف.
فقانون المالية الذي لم يتضمن أي اجراء لصالح الشغالين واكتفى بتلبية طلبات اللوبيات هو نوع من العنف كما ويتجسّد عنف الدولة في العديد من المظاهر نذكر البعض منها:
عسكرة الشارع باسم حفظ الأمن انحياز القضاء لبعض الاطراف الحاكمة وعدم المساواة امام القانون و "الزّبونية" حيث البعض يفلت من العقاب وابن الشعب يعتقل لأبسط التجاوزات - الانقطاع عن التدريس او الفشل في الدراسة والشعور بالغبن- وضع البطالة وما يترتب عنه من نقمة وغضب- عدم التمتع بالعلاج الجدي وغلاء اسعار الدواء - تدهور القدرة الشرائية والشعور بالحرمان واستحالة اشتراء بعض المواد مثل اللحم- التناقض الصارخ بين الاشهار للعديد من المواد الموجودة في كل مكان وعجز ابناء الشعب على توفيرها وهو ما يخلق الشعور بالحقد والحرمان- انعدام وسائل الترفيه والتأطير وبإيجاز واقع التهميش الاجتماعي والفقر المدقع والإحساس بالظلم هو ايضا نوع من عنف الدولة.
وكما يقول علماء الاجتماع ان عنف الدولة يولّد العنف الجماهيري وبذلك يتحوّل الشاب المقموع الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي مناسبة وقد يتحوّل هذا العنف العفوي الى عنف ثوري في حالة تطوّر الوعي السياسي للمحتجين او وجود قوى ثورية قادرة على تأطير التحركات الشعبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي