الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة الاتجاه البلشفي لبناء الدولة القومية (3

عبدالله تركماني

2021 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كما خاض لينين مناظرة مشهورة مع ممثلة تيار العدمية القومية روزا لوكسمبورغ، التي ولدت فيما كان – آنذاك – بولونيا الروسية. وقد تميزت الفترة من 1893 إلى 1914 بمناقشة بين الحزبين الاشتراكيين البولونيين لموضوع تقرير المصير القومي. وكان الحزب الاشتراكي البولوني يؤيد إعادة تكوين بولونيا، أما الحزب الاشتراكي – الديمقراطي البولوني الذي أسسته لوكسمبورغ وآخرون في العام 1893، فقد واصل تقليداً ماركسياً مبكّراً في معارضة تقرير المصير الذاتي لبولونيا (17).
عرضت روزا لوكسمبورغ موقفها في سلسلة مقالات تحت عنوان " المسألة القومية والحكم الذاتي "، نُشرت في الفترة 1908-1909. حيث ركزت على المفاهيم التالية (18):
(1) – إنّ حق تقرير المصير هو حق ميتافيزيقي أجوف " كالحق المزعوم بالعمل " في القرن التاسع عشر، أو الحق السخيف " لكل إنسان أن يأكل في صحون مذهّبة " الذي كان يطالب به الكاتب تشيرنفسكي.
(2) – إنّ مساندة حق الانفصال هي- في الواقع – مساندة للوطنيين البورجوازيين. الأمة ككل موحَّد ومتناسق لا توجد: كل طبقة في الأمة لها مصالحها و" حقوقها " المتناقضة مع الطبقة الأخرى.
(3) – إنّ استقلال الأمم الصغيرة بشكل عام، وبولونيا بشكل خاص، هو، من وجهة نظر اقتصادية، يوتوبيا مدانة بقوانين التاريخ.
وتولى لينين مهمة مناقشة الأفكار التي طرحتها لوكسمبورغ، فكان كتيبه " حق الأمم في تقرير مصيرها " موجَّهاً، بصفة محددة، ضد أطروحاتها في المسالة القومية. ويمكن التوقف عند أهم الاختلافات بينهما على النحو التالي:
(أ‌) أكد لينين حق تقرير المصير للأمم، بينما قالت روزا أنه لا وجود لمثل هذا الحق، وأنّ وضع هذا الشعار في وقت لم تكن المصطلحات فيه محددة بعناية لا يمكن أن يعني إسهاماً في حل المشكلة، إنما يعني تحاشيها.
(ب)- أكد لينين دور البورجوازية في بناء الأمم الحديثة، وقالت روزا: إنّ هناك ظروفاً يكون فيها دور البورجوازية في بناء الأمة في أدنى حدوده. وقد كانت لوكسمبورغ محقة، ليس فقط فيما يتعلق ببولونيا، إنما فيما يتعلق بالتشكيلات السابقة على الرأسمالية.
(ج)- أتاحت لوكسمبورغ مكاناً للفيدرالية وللحكم الذاتي، أما موقف لينين من الفيدرالية فكان غامضاً، فقد عارضها في البداية ثم تبناها فيما بعد. وكان تفكير لوكسمبورغ أكثر مرونة في هذا الصدد، ويلقى نقدها للينين اليوم اهتماماً متزايداً.
(د)- فسّرت لوكسمبورغ تقرير المصير على أنه يعني تقرير المصير الذاتي للطبقة العاملة، اما لينين فقد عارض، وهو محق، هذه الصيغة.
(هـ)- عارضت لوكسمبورغ القومية باعتبار أنها تفضي إلى التجزؤ، أما لينين فقد أكد مزايا الوحدات القومية الكبيرة، ولكنه – في الوقت نفسه – قدّر قوة الميل إلى التجزئة، الذي لم يكن عديم التعاطف معه كلياً.
(و)- رأت لوكسمبورغ أنّ الحروب القومية التقدمية التحررية غدت مستحيلة " في عصر الإمبريالية المنفلتة من عقالها "، أما لينين فقد رأى العكس: الإمبريالية، إذ تشدد الاضطهاد القومي، تشدد الثورة القومية.
لقد كانت مناظرة لينين مع روزا لوكسمبورغ جزءاً هاماً من مناظرته الكبرى حول المسألة القومية بصفة عامة، وحول الشعار البلشفي الرئيسي فيها: حق الأمم في تقرير مصيرها، بصفة خاصة. وقد كتبت لوكسمبورغ، منذ سنة 1908، أنّ شعار حق تقرير المصير كما يرفعه البلاشفة " لا ينطوي على أي توجيه عملي لسياسة البروليتاريا اليومية ولا على أي حل عملي للمشكلات القومية ". وقد أقر لينين بأنّ الشعار البلشفي المذكور قد لا يكون عملياً، ولكنه أضاف: إنّ النزعة العملية في المسألة القومية هي على وجه التحديد نزعة بورجوازية، وبأنّ من واجب البروليتاريا أن تعارضها بسياسة مبدئية.
وخلال الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد في عام 1916 حرّر لينين كتيباً آخراً تحت عنوان " الثورة الاشتراكية وحق الأمم في تقرير مصيرها "، ومما ورد فيه " لا بدَّ للاشتراكية الظافرة من أن تحقق بالضرورة الديمقراطية الكاملة، ومن أن تحقق بالتالي لا المساواة التامة في الحقوق بين الأمم وحسب، بل أن تطبق أيضاً حق الأمم المضطهَدة المظلومة في تقرير مصيرها بنفسها، أي حقها في حرية الانفصال السياسي ".
وفي تفسيره لمعنى حق تقرير المصير وعلاقته بالاتحاد كتب " إنّ حق الأمم في تقرير مصيرها يعني، بوجه الحصر، حق الأمم في الاستقلال بالمعنى السياسي، في حرية الانفصال السياسي عن الأمة المتسلطة المضطهِدة...وأنّ هذا المطلب لا يشبه في شيء مطلب الانفصال والتجزئة وتكوين دول صغيرة. إنما هو مجرد تعبير صادق منسجم عن النضال ضد كل اضطهاد قومي. وكلما كان النظام الديمقراطي في دولة من الدول قريباً من حرية الانفصال التامة، ندرت وضعفت عملياً الميول إلى الانفصال، إذ لا مراء في منافع وأفضليات الدول الكبيرة، من حيث الرقي الاقتصادي ومن حيث مصالح الجماهير".
وعن الطريقة البروليتارية الثورية لوضع قضية حق الأمم في تقرير مصيرها، أكد لينين " إنّ بروليتاريا الأمم المتسّلطة، لا يسعها أن تكتفي بالتعابير العامة، الجامدة، التي يكررها جميع البورجوازيين المسالمين، حول معارضة الإلحاقات وتأييد المساواة في الحقوق بين الأمم بوجه عام... بل أن تطالب بحرية الانفصال السياسي للمستعمرات وللأمم التي تضطهدها وتتسلط عليها أمتـ"ها"... كما ينبغي على اشتراكيي الأمم المضطهَدة المظلومة أن يدافعوا بخاصة عن الوحدة التامة والمطلقة بين عمال الأمة المضطهَدة وعمال الأمة المضطهِدة، وأن يحققوا هذه الوحدة بما فيها وحدة التنظيم " (19).
وفي ردها على موضوعات لينين، خطّت روزا لوكسمبورغ كتيباً عنوانه " أزمة الاشتراكية الديمقراطية "، نشرته في العام نفسه (1916) تحت اسم مستعار " يونيوس "، ومما ورد فيه " إنّ الاشتراكية الأممية تعترف بحق جميع الشعوب في أن تكون أمماً حرة ومستقلة ومتساوية في الحقوق، غير أنّ الاشتراكية الأممية هي وحدها التي تستطيع أن تخلق أمماً كهذه، وهي وحدها التي تستطيع أن تنقل إلى حيّز الفعل والواقع حرية الشعوب في تقرير مصيرها "(20).
وحول كتيب " يونيوس " رد لينين، خاصة على الموضوعة الخامسة منه التي تنفي إمكانية الحروب القومية في عصر الإمبريالية، قائلاً " إنّ الحروب القومية من جانب المستعمرات وأشباه المستعمرات، في عصر الإمبريالية، ليس أمراً محتملاً فحسب، بل هي أمر حتمي لا مفر منه...فاستمرار سياسة التحرر القومي في المستعمرات، لا بدَّ أن يقود هذه المستعمرات إلى الدخول في حروب وطنية ضد الإمبريالية " (21).
وفي مقال آخر كتبه لينين في العام نفسه (1916) تحت عنوان " خلاصة المناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها " ورد فيه " إنّ الاعتقاد بأنّ الثورة الاجتماعية ممكنة دون انتفاضات تقوم بها الأمم الصغيرة في المستعمرات وفي أوروبا...يعني إنكار الثورة الاجتماعية والتخلّي عنها...إنّ من ينتظر ثورة اجتماعية " خالصة " لــن يراها أبدا. وهو ليس سوى ثوري بالأقوال، لم يفهم مطلقاً ما هي الثورة الحقيقية ". وقد بدا لينين، في هذا المقال، بعيداً عن موقف يعطي لآسيا وأفريقيا نفس الوزن الذي يعطيه لأوروبا، ويتجلى ذلك في قوله "...فالضربة التي تسددها الانتفاضة في أيرلندا لسلطة البورجوازية الإمبريالية الإنكليزية تتسم بأهمية سياسية أكبر بمئة مرة من ضربة بنفس القوة تُسدَّد إليها في آسيا أو في أفريقيا " (22).
إنّ ما كان مجرد رأي لروزا لوكسمبورغ أخذ، إبان الحرب العالمية الأولى، صفة اتجاه فكري كامل في أوساط الاشتراكيين – الديمقراطيين، وهو الاتجاه الذي أطلق عليه لينين اسم " الاقتصادية الإمبريالية ". فقد انقسم هذا الاتجاه إلى تيارين: تيار يميني، تزعمه الاشتراكيون الاستعماريون، من أمثال الهولندي فان كول والألماني هنري كونوف، راح يكيل المديح للإمبريالية، بوصفها تطوراً حتمياً وتقدمياً. وتيار يساري، يؤكد حتمية التطور الإمبريالي وتقدميته، حيث يمهِّد الطريق أمام الثورة الاشتراكية، وكان من أبرز ممثلي هذا التيار، بالإضافة إلى روزا لوكسمبورغ، كارل راديك البولوني وبوخارين وبياتكوف الروسيين. وكان القاسم الرئيسي المشترك بين أنصار هذا التيار هو: أنّ حق تقرير المصير القومي هو حق " وهمي " و" طوباوي "و" غير قابل للتحقيق " في عصر الإمبريالية، ولا ضرورة له وفائض عن الحاجة في المجتمع الاشتراكي (23).
إنّ نقطة انطلاق لينين الأساسية هي: أنّ المسألة القومية لا يمكن أن تُطرح، من وجهة نظر العلم الماركسي، على صعيد المجرد والعام. فالخطأ الفادح الذي يرتكبه " الاقتصاديون الإمبرياليون " أنهم يجرّدون " العصر الإمبريالي "، الذي هو مقولة تاريخية عينية، من صفته المحددة هذه، وينزلونه منزلة المطلق. إنهم يتناسون " أنّ تفاوت التطور الاقتصادي والسياسي هو قانون مطلق للرأسمالية "، وأنّ العصر الإمبريالي – بالتالي – ليس عصراً كلياً شمولياً متعادلاً في كل الأقطار. وما العصر الإمبريالي في الحقيقة، وبحكم قانون تفاوت التطور الرأسمالي، إلاّ عصران: العصر الأول عصر الرأسمالية التي تجاوزت الحدود القومية ووسّعت نطاق استغلالها إلى العالم بأسره. والعصر الثاني، هو نقيض العصر الأول ونتيجته معا، عصر الشعوب التي أيقظها الاستغلال الإمبريالي، فدخلت، مع دخول الاستعمار إلى بلدانها، في عصر يقظة الحركات القومية الديمقراطية.
من هنا، فإنّ لينين طرح وجوب أن يركّز البرنامج الماركسي على تمايز أمم العالم وانقسامها، لا على تماثلها واندماجها، كما يتصور " الاقتصاديون الإمبرياليون "، الذين غاب عن أنظارهم أنّ وحدة العصر الإمبريالي، التي يتغنون بها، إنما هي وحـدة الاضطهاد، اضطهاد الأمم المحظوظة للأمم المحرومة " إنّ انقسام الأمم إلى أمم مضطهِدة وأمم مضطهَدة هو جوهر الإمبريالية وماهيتها " (24).
إنّ الحجج التي أطلقها " الاقتصاديون الإمبرياليون " لينفوا ضرورة حق الأمم في تقرير مصيرها، باسم الثورة الاشتراكية، لا تعدو أن تكون نموذجاً من تلك النزعة الميكانيكية التي تتصور أنّ الاشتراكية قادرة تلقائياً، وبحكم المفعول " السحري " لتنظيمها الاقتصادي، على تسوية جميع المشكلات السياسية والاجتماعية. ففي المؤتمر السابع للحزب البلشفي، الذي انعقد في شهر أبريل/نيسان 1917، والذي حدّد خط الحزب، بصدد تحويل الثورة الديمقراطية البورجوازية إلى ثورة اشتراكية، وقف بياتكوف يعارض شعار: حق تقرير المصير، بحجة أنه ليس من " شعارات الثورة الاشتراكية "، ويقترح بدلاً منه شعار " لتسقط الحدود!! ".
وإلى مثل هذا الرأي أيضاً، انتهى بوخارين، خلال المناظرة التي قامت في صفوف البلاشفة في صيف عام 1917، بصدد صياغة برنامج جديد للحزب البلشفي. فقد كتب بوخارين في مجلة " سبارتكوس "، الناطقة بلسان فرع الحزب بموسكو، مقالا بتاريخ 10 أغسطس/آب، طالب فيه بحذف برنامج الحد الأدنى الديمقراطي، وهو البرنامج الذي ينص على حق الأمم في تقرير مصيرها، واستبداله ببرنامج اشتراكي مباشر.
وقد تصدى لينين لتفنيد هذه الآراء، التي تنتمي إلى " المدرسة الاقتصادية الاشتراكية الإمبريالية "، وكان تفنيده بمثابة محاكمة حقيقية لأضاليل النزعة الميكانيكية. فلقد كان الاقتصاديون القدامى يختلقون صورة كاريكاتورية للماركسية، ويزعمون أنّ الاقتصاد وحده المهم في نظر الماركسيين. أما الاقتصاديون الجدد فيزعمون أنّ الدولة الديمقراطية للاشتراكية المنتصرة يمكن أن توجد بلا حدود، وأنّ الحدود ستُحَدَّدُ وفقاً لضرورات الإنتاج وحدها. والواقع أنه ليس هناك سوى طريقة ديمقراطية واحدة لتحديد الحدود، وهي تحديدها على أساس رغبة السكان وعواطفهم (25). والاشتراكية، بتنظيمها الإنتاج دونما اضطهاد طبقي، وبضمانها الرفـاه لجميع أفراد الدولة، تفسح المجال حراً أمام عواطف السكان لتتطور ولتعبّر عن نفسها، وبذلك تسهل صيرورة تقارب الأمم واندماجها.
ثالثاً – مرحلة المواجهة العملية للمسألة القومية/الثورة الروسية والمسألة القومية (1917 – 1923)، لقد كانت المسألة القومية في روسيا القيصرية، قبل كل شيء، مسألة تصفية الاضطهاد القومي الذي كان يعاني منه ما ينوف على نصف سكــان الإمبراطورية (كانت نسبة الشعوب غير الروسية 57%)، كما كانت مسألة تحرير الأمة الروسية نفسها من كونها أمة ظالمة. وإضافة إلى ذلك، كان لا بدَّ من تصفية العداءات والكراهية التي كانت سائدة بين شعوب الإمبراطورية الروسية، وضمان تطورها القومي الحر، وتصفية عدم تكافؤها الفعلي، وجعل مستوى هذا التطور متقارباً، وتربية الشغيلة كلهم بالروح الأممية، وبروح الأخوّة والمودة والوحدة.
ففي يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 نُشر " إعلان حقوق شعوب روسيا "، بما تضمنه من مبادئ أساسية لسياسة السلطة البلشفية الجديدة فيما يتصل بالقوميات، وهي (26):
(أ)- المساواة والسيادة لشعوب روسيا.
(ب)- حق شعوب روسيا في تقرير مصيرها بحرية، بما في ذلك حق الانفصال وتكوين دولة مستقلة.
(ج)- إلغاء كافة الامتيازات والقيود القومية والدينية.
(د)- التطور الحر للأقليات القومية والجماعات الإثنوغرافية التي تقطن أراضي روسيا.
واعترفت روسيا السوفياتية باستقلال بولونيا وفنلندا، ومُنح حق تقرير المصير لكافة الشعوب الأخرى التي تقطن روسيا، بما فيها شعوب منطقة البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وآستونيا). وفي يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول 1917 نشرت الحكومة السوفياتية نداء موجَّهاً إلى المسلمين الكادحين في روسيا وفي الشرق، أوضحت فيه المبادئ الأساسية لسياستها، وأكدت لهم ما يلي (27):
" من الآن فصاعداً فإنّ معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية قد أصبحت حرة لا تُمس. رتّبوا حياتكم القومية بحرية ودون عائق. إنّ هذا هو حقكم. واعرفوا أنّ حقوقكم، مثلها مثل حقوق كافة شعوب روسيا الأخرى، تحميها كل قوة الثورة وأجهزتها/ سوفييتات نواب العمال والجنود والفلاحين".
وتحدث النداء عن إلغاء وفسخ المعاهدات السرية التي عقدتها روسيا القيصرية مع الدول الإمبريالية الأخرى، وخاصة المعاهدات حول تقسيم تركيا وإيران.
وفي الواقع العملي، كانت سياسة لينين تجاه شعوب المناطق الحدودية ذات حديــن: فمن جهة، ذهبت الحكومة السوفياتية أشواطاً بعيدة نحو الاعتراف برغبة هذه الشعوب في الحرية (كما جرى بالنسبة لفنلندا ودول منطقة البلطيق). ومن جهة ثانية، تم تعبئة أصدقاء الثورة، في كل إقليم، لتشكيل حكومة سوفياتية، وتأمين وصول هذه الحكومة إلى السلطة بمساعدة قوات الجيش الأحمر إذا لزم الأمر. وفي النهاية، تمت إعادة إدماج أغلب المستعمرات الروسية السابقة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. أما حيثما وطّدت الدول الغربية احتلالها العسكري، كما حدث في فنلندا وجمهوريات منطقة البلطيق، أو هُزم الجيش الأحمر، كما حدث في بولونيا، فإنّ تقرير المصير أصبح أمراً واقعاً.
الهوامش
17 - ظهرت الخلافات بين الاشتراكيين - الديمقراطيين الروس والاشتراكيين - الديمقراطيين البولونيين، فيما يتعلق بحق تقرير المصير، في المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي - الديمقراطي في روسيا، الذي انعقد في سنة 1903. ففي لجنة صياغة برنامج المؤتمر احتدم النقاش حول مطلب حق الأمم في تقرير مصيرها، المصاغ في الفقرة التاسعة من مشروع البرنامج، حيث كان الاشتراكيون - الديمقراطيون البولونيون يعتبرون أنّ هذا المطلب يخــــدم توجهات القوميين البولونيين المتعصبين، فاقترحوا الاستعاضة عنه بمطلب استقلال الثقافة القومية الذاتي، ولكنّ المؤتمر رفض الاقتراح، وأقر مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها.
18- لوي، ميكاييل: (روزا لوكسمبورغ والمسألة القومية)، ترجمة: د. خضر خضر، عن مجلة دراسات عربية- بيروت، العدد (2) - ديسمبر/كانون الأول 1977، ص 120-121.
19 - لينين، فلاديميير إيليتش: الثورة الاشتراكية وحق الأمم في تقرير مصيرها، ترجمة: الياس شاهين، دار التقدم - موسكو، ص ص 3-8.
20- نقلا عن: شرام، ستيوارت ودنكوس، هيلين كارير الماركسية-اللينينية...، المرجع السابق، ص 168.
21- لينين، فلاديميير إيليتش: المؤلفات الكاملة، المجلد (30)، ص 5.
22 - لينين، فلاديميير إيليتش: المؤلفات الكاملة، المجلد (30)، ص 53.
23- طرابيشي، جورج: الماركسية...، المرجع السابق، ص 263-264.
24 - لينين، فلاديميير إيليتش: (البروليتاريا الثورية وحق الأمم في تقرير مصيرها) - عن: المؤلفات الكاملة، المجلد (21)، ص 425.
25 - لينين، فلاديميير إيليتش: (حصيلة النقاش حول حق الأمم في تقرير مصيرها) – عن: المؤلفات الكاملة، المجلد (22)، ص ص 345-383.
26 - وثائق السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي، المجلد الأول ص 10.
- نقلا عن: تاريخ السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي، جزءان، موسكو - دار التقدم - 1975، الجزء الأول (1917-1945)، ص 41.

27- تاريخ السياسة...، المرجع السابق، ص 41.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموقف العدمي لروزا لوكسمبرغ
منير كريم ( 2021 / 1 / 20 - 15:27 )
تحية للاستاذ الكاتب
شكرا على مقالك القيم هذا
اظن ان الموقف العدمي اللاقومي لروزا لوكسمبرغ ينبع من انها يهودية بولندية لا يكلفها كثيرا اذا وقفت ضد استقلال بولندا
اما مواقف لينين من المسالة القومية فهي ديماغوجية وميكافيلية حيث لم ينفذ لينين اي عهد من عهوده وتنكر لحق الشعوب غير الروسية في حق تقرير المصير لابل مورست سياسة الترويس الشوفينية في فرض اللغة الروسية والثقافة الروسية
لقد كانت الشعوب غير الروسية تتمتع باستقلال ذاتي اكبر في العهد القيصري منه في العهد البلشفيي
شكرا لك

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط