الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو اعداد أستراتيجية وطنية للتخفيف من الأجهاد المائي في العراق ولغاية عام 2040

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 1 / 20
الصناعة والزراعة


اولا: مقدمة:
صدر عن معهد الموارد العالمية دراسة تظهر ان مخزون المياه في الشرق الاوسط سيتدهور على مدى ال25 عاما القادمة ليهدد النمو الاقتصادي والامن القومي ويدفع بالسكان الى الانتقال للعيش في المدن المكتظة وسيؤدي ذلك الى تفاقم الصراعات بالمنطقة.
واشار التقرير الى ان هناك 33 دولة حول العالم تعاني من نقص حاد في المياه منها 15 دولة تقع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واكد التقرير انه من المرجح ان يزداد الطلب العالمي على المياه في العقود القليلة القادمة، فالنمو السكاني السريع سيؤدي الى زيادة الاستهلاك من قبل السكان والمزارع والشركات ، وأن المزيد من السكان سيتحركون الى المدن وسيزداد الاجهاد اللازم.
كما ان التغير المناخي يمكن ان يؤدي الى جعل بعض المناطق اكثر جفافا واقل رطوبة ، ومع تزايد الهطول المتطرف في بعض المناطق ستواجه المجتمعات المتأثرة تهديدات اكبر من حيث الجفاف والفيضانات.
ثانيا: اهداف معهد الموارد العالمية World Resources Institute
معهد الموارد العالمية وهو منظمة عالمية تأسست عام 1982 لمعالجة القضايا البيئية كأزالة الغابات والتصحر والتغير المناخي ، وقد اثارت هذه القضايا العالمية المعتمدة العديد من التحديات السياسية . واجرى المعهد العديد من البحوث والسياسات الصارمة بشأن القضايا البيئية والموارد العالمية وعلاقتها بالمجتمعات البشرية والتنمية.
يعمل المعهد على تحقيق الأهداف التالية:
ا. المناخ: حماية المجتمعات والنظم الأيكولوجية الطبيعية من ألأضرار الناجمة عن انبعاثات غازات الأحتباس الحراري وتوليد الفرص للأشخاص من خلال تحفيز التحول العالمي لأقتصاد منخفض الكربون.
ب. الطاقة: التوسع في انظمة الطاقة النظيفة بأسعار معقولة في جميع انحاء العالم لتحقيق التنمية الأجتماعية وألأقتصادية المستدامة.
ت. الغذاء : ضمان ان النظم الغذائية في العالم تقلل من تأثيرها على البيئة وتتيح الفرص الأقتصادية والأطعام المستدام ل 9,6 مليار نسمة بحلول عام 2050.
ث. الغابات: التخفيف من وطأة الفقر ، وتعزيز الأمن الغذائي ، وحفظ التنوع البيولوجي ، والتخفيف من حدة تغير المناخ عن طريق الحد من فقدان الغابات واستعادة ألأنتاجية للأراضي المتدهورة والأراضي المحروقة من الغابات.
ج. المياه: تحقيق مستقبل آمن للمياه عن طريق رسم خرائط والقياس وتخفيف مخاطر المياه.
ح. المدن المستدامة: تحسين نوعية الحياة في المدن من خلال تطوير وتحسين الحلول الحضرية ووسائل النقل المستدامة بيئيا واجتماعيا واقتصايا.
ثالثا: قياس الأجهاد المائي في المستقبل:
قام معهد الموارد العالمية بتسجيل وتصنيف الاجهاد المائي في المستقبل وهو مقياس للمنافسة واستنزاف المياه السطحية في 167 دولة بحلول 2020 و 2030 و 2040 وتوصلت الى ان 33 دولة ستواجه اجهادا مائيا كبيرا لغاية 2040 وهذا يعني ان الأعمال التجارية والزراعة والمجتمعات المحلية في هذه البلدان قد تكون اكثر عرضة للندرة مما هو عليه اليوم.
فعلى المستوى العالمي فأن الدول الأشد تأثرا بالأجهاد المائي هي كل من : (البحرين، الكويت ، قطر، سان مارينو، سنغافورة، الأمارات العربية المتحدة، فلسطين، اسرائيل ، المملكة العربية السعودية ، سلطنة عمان، لبنان)
ويوجد في الشرق الاوسط (15) دولة من اصل (33) تعد الاكثر تضررا في المياه لعام 2040 منها (9) دول تعتبر من الدول الخمسة الاكثر ارتفاعا وهي ( البحرين، الكويت ، قطر، الأمارات العربية المتحدة، فلسطين، المملكة العربية السعودية )
اما الدول العربية الأخرى التي تعاني من ألأجهاد المائي ايضا هي (سلطنة عمان، لبنان، الأردن، ليبيا، اليمن، المغرب، العراق، سوريا ، الجزائر).
ان الدول الأقل امانا في المياه في العالم ستعتمد اعتمادا كبيرا على المياه الجوفية، والمياه المحلاة في البحر، وستواجه تحديات استثنائية تتعلق بالمياه في المستقبل المنظور.
وان العراق احتل المرتبة (21) من بين 33 دولة ستواجه الأجهاد المائي في المستقبل . كما ان الجفاف ونقص المياه من المحتمل ان يسهمان في ألأضطرابات السياسية والعنف الأقليمي واندلاع الحرب الأهلية.
ان تضاؤل الموارد المائية وسوء ألأدارة المزمن سيؤدي الى اجبار 1,5 مليون شخص معظمهم من المزارعين والرعاة على فقدان سبل معيشهم وترك اراضيهم والانتقال الى المناطق الحضرية وتضخيم الأستقرار العام.
واشار التقرير ان منطقة الشرق الاوسط هي المنطقة الاشد ندرة في المياه على مستوى العالم حيث يعيش اكثر من 60% من سكانها في مناطق تعاني من مستوى مرتفع او مرتفع جدا من اجهاد المياه السطحية مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ نحو 35%.

رابعا: اهم التحديات المائية التي تواجه دول الشرق ألأوسط:
• ندرة المياه
• موجات الجفاف والفيضانات
• ادارة المياه العابرة للحدود
• تغير المناخ
• جودة المياه
• ادارة المياه في اوضاع الهشاشة والصراع والعنف
• تعقيدات الترابط بين المياه والغذاء والطاقة.

خامسا: اسباب ندرة الموارد المائية في المنطقة ومنها العراق :
1- الاستخدام غير المستدام للمياه حيث ان نصف سحوبات المياه في بعض البلدان تتجاوز الحدود المستدامة مما يؤدي الى نضوب الموارد المائية السطحية والجوفية وتدهورها
2- معاناة المنطقة بالكامل من ندرة بالغة وتختلف الموارد المتوفرة من بلد الى اخر وهي التي تشكل ملامح التحديات المائية الاوسع التي يواجهها كل بلد بعينه
3- تدني جودة المياه في المنطقة بفعل الاستهلاك غير المستدام للمياه والتلوث والمياه العادمة غير المعالجة
4- ان اكثر من نصف المياه العادمة المجمعة في المنطقة تعاد الى البيئة دون معالجة مما يسفر عن اخطار صحية وموارد مائية مهدرة في آن واحد
5- انتاجية المياه الاجمالية في المنطقة لاتساوي الا نصف المتوسط العالمي تقريبا
6- ان المنطقة تشهد اعلى فواقد المياه العذبة في العالم في سلسلة امدادها الغذائي على اساس نصيب الفرد اذ تفقد بعض الدول مابين 80-177 متر مكعب للفرد في السنة من موارد المياه العذبة
7- ان تكلفة عدم كفاية امدادات المياه وخدمات الصرف الصحي في المنطقة حوالي 21 مليار دولار سنويا في شكل خسائر اقتصادية وكما موضحة في المقتبس ادناه ان العراق يأتي في المرتبة الثالثة بين دول الشرق الأوسط في الخسائر ألأقتصادية
8- ان عدم تسعير خدمات المياه بشكل سليم ادى الى تقويض الاستدامة المائية لتلك الخدمات
9- ان اجهاد المياه السطحية سيزداد نتيجة تغير المناخ في البلدان التي تواجه اوضاعا هشة سياسيا وبيئيا وتشير التوقعات الى ان العراق ولبنان والمغرب وسورية ستشهد كلها مستوى اعلى كثيرا من الاجهاد المائي مدفوعا بتغير المناخ

المقترحات للأصلاح والتطوير:
1- تأسيس مجلس اعلى لأدارة الموارد المائية في العراق يضم ممثلين عن (وزارة الموارد المائية ، والزراعة، المختصين في الجامعات العراقية، المنظمات الأقليمية والدولية المتخصصة وغيرها) تأخذ على عاتقها مهمة وضع أستراتيجية وطنية لأدارة وترشيد الموارد المائية في العراق.
2- وضع قاعدة معلومات وبيانات عن الموارد المائية السطحية والجوفية وغيرها في العراق من حيث الكمية والنوعية واعداد خطط التخزين والتشغيل والصيانة بما يؤدي الى الأستخدام ألأمثل والسليم لها وتوزيع المياه بشكل عادل بين المستخدمين وبشكل خاص للأغراض الزراعية.
3- اعادة توزيع المياه على الأنشطة المختلفة من خلال اعداد خطط لتوفير المياه لجميع القطاعات ( الزراعية ، الصناعية، الصحية وغيرها)
4- استخدام التكنولوجيا ذات الكفاءة العالية في استخدام المياه خاصة في النشاط الزراعي كأستخدام اساليب التقطير ، والرش ، وخلط مياه الري بالسماد، ويمكن ذلك من خلال التخفيض من حجم استخدام المياه ورفع القدرة الأنتاجية للأراضي الزراعية والحد من تملح التربة وتلوث المياه.
5- تقليل الفاقد من المياه لأسباب التسرب بالتبخر او اقامة الوصلات غير القانونية لأنابيب المياه الى مستهلكيها.
6- تحديد تسعيرة خاصة للمياه للمستهلكين وخاصة في القطاع الصناعي والزراعي.
7- تكثيف حملات التوعية الداعية الى المحافظة على الثروة المائية من خلال ادخال مفاهيم المحافظة على المياه ضمن المناهج الدراسية ووسائل الاعلام وتعليم المجتمعات المحلية كيفية صيانة شبكات المياه وتشغيلها
8- العمل على تجميع وحصاد المياه من خلال اقامة السدود الصغيرة على الانهار والمجاري المائية المؤقتة لحجز مياه الامطار التي تهطل بغزارة في فترات متباعدة واستثمار مياه الصرف ( الصحي، والصناعي والزراعي المعالجة) وتحلية المياه المالحة ، وتوفير مصادر للمياه ألآمنة للمساهمة في سد العجز المائي.
9- انشاء السدود الكبيرة والصغيرة بمساعدة الدول المانحة من اجل تحقيق الطلب المتزايد على المياه العذبة وتوليد الطاقة الكهربائية
10- الحصول على الماء العذب من خلال انتاج واستيراد وتسويق المياه المعدنية المعبأة في قناني.
11- الأستفادة من المياه الجوفية والتي بألأمكان استثمارها لأغراض الزراعة لمساحات محددة.
12- استخدام العدادات الذكية على وجه الخصوص لتحسين دقة فاتورة وتقييم الاستهلاك وزيادة وعي المستخدمين باستهلاكهم
13- استخدام احدث تكنولوجيات اعادة تدوير المياه والسياسات ذات الصلة التي نجحت في اعادة تخصيص المياه من الاستخدامات متدنية القيمة الى الاستخدامات عالية القيمة اذ تساعد التكنولوجيا على تحسين تقديم خدمات المياه ولاسيما للمحرومين والفقراء
14- زيادة التنسيق المؤسسي بين قطاعات المياه والكهرباء والزراعة لتعزيز جهود ادارة المياه
15- تشجيع البحث العلمي في مجال تنمية الموارد المائية في العراق
16- انشاء اجهزة رقابية وتعزيز دورها في ادارة المياه وتطويرها بما يخدم استخدام الموارد المائية بشكل امثل في قطاع الزراعة لتحقيق أعلى كفاءة لوحدة المياه المستخدمة باستعمال التقنيات الحديثة للري كالرش والتنقيط والري السطحي المحسن.
17- النهوض بعملية تعليم المياه في جميع انحاء المجتمع وخاصة لطلاب المدارس والجامعات وربات البيوت والمزارعين للمحافظة على المياه من الهدر والضياع.
18- التعاون مع دول الجوار في مجالات تقليل الضغط على المياه والري، والتدريب وتطوير العلاقات في مجال تخزين المياه وفي مجال الدراسات والبحوث.
19- ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، بما ينسجم مع قوانين الدولة ومواصفات منظمة الصحة العالمية، بما يسهم في تحقيق رخاء وازدهار المجتمع واستدامة نمو الاقتصاد الوطني.
20- تطوير السياسات والتشريعات وحملات التوعية والترشيد وبناء القدرات في مجال المياه
21- إتخاذ القرارات المبنية على دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية وتقيم الأثر البيئي للمشاريع المائية
22- وضع دراسات عن حاجات المواطنين ومؤسسات الدولة من الموارد المائية المختلفة بأنواعها المختلفة .
23- اقامة مؤتمر وطني حول أزمة المياه في العراق وتحديد المشكلات وفتح آفاق مستقبلية جيدة وخاصة مع دول الجوار.
24- الأستفادة من خبرات وتجارب الجمعيات والمنظمات الدولية في مجال ادارة الموارد المائية وتبادل الخبرات والمعلومات معها وزيارتها واكتساب ماهو مفيد لتطوير المركز مثل الجمعية الدولية للموارد المائية International Water Resources Association IWRA ، وهيئة ادارة الموارد المائية Water Resources Management Authority WRMA، والجمعية الأمريكية للموارد المائية American Water Resources Association وغيرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت