الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة الحكم في مأزق حقيقي أمام تنامي الغضب الشعبي و توسع رقعة الاحتجاجات...

عمران مختار حاضري

2021 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


منظومة الحكم في مأزق حقيقي أمام تنامي الغضب الشعبي و توسع رقعة الاحتجاجات... !
* اما أن يدفع الشعب فواتير فشلكم و فساد خياراتكم في صمت و خنوع أو تتهمونه "بالفوضى" و بزعزعة إستقرار البلاد و فزاعة تفكيك الدولة...!!!
* كل الاحتجاجات الشعبية تشهد انفلاتات و بالتالي كل ما حصل و يحصل هو نتيجة حتمية لحصيلة عشر سنوات من صناعة الفشل و الجوع و اليأس و التهميش و الغنائمية و التفقير و الامعان في التبعية و خيارات رثة متازمة و اقتصاد مفلس و أوضاع اجتماعية مزرية تتحمل المسؤولية فيها لوحدها المنظومة الحاكمة و سياساتها التقشفية العدوانية بحق الشعب و الوطن أولا وأخيرا...
* لا توجد ثورة " أنيقة" "نقية" و كل شيء فيها يسير على مسطرة و خاضع للقانون...! فالثورة ليست شعارات رومنسيه نتغنى بها كما يتصور البعض، بل عمل مضني طويل شاق مع الجماهير و في مقدمتها... وهي بركان موضوعي يفرض قاموسه الذي لا يستوعبه المتحذلقون الواهمون من مروجي الخطاب الداعي "للتحضر" و "التذاكي" و لا الشعبويون المسوقون لخطاب هلامي فوقي مبهم عاجز عن إدراك معاناة الشعب المنتفض و تلمس درجة وعيه و درجة احتقانه و انضغاطه... !
* فالثورة تفرض مزاجها و متغيراتها ... و الشعب لما يغضب و ينزل إلى الشوارع ليس في وارد التنزه ولا يملك ترف النزول إلى الشارع أصلا...!!! ولا يحركه أي طرف أو أي جهة أجنبية كما يسوق له بعض الاغبياء و المشككين، بل تحركه أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية و أوضاعه المعيشية المزرية و الأزمة الطاحنة، التي لم يعد يحتمل التعايش معها... !!! بالتالي في فترة احتدام الصراع لا ينفع لا القمع و لا مصادرة حق التعبير و التظاهر المكفول دستورياً ( إيقاف قرابة ال900 في غضون خمسة أيام و هناك أنباء عن سقوط شهيد) مع شعب كسر أغلال الخوف و تلذذ طعم الحرية كما لا تثنيه لغة الإرباك من قبيل: "حرمة القانون" و" التحضر"و نبذ الفوضى" و باقي محاولات الإرباك و التشكيك بهدف حرف الصراع الاجتماعي عن جوهره الحقيقي و لتترك هذه المهمة للمنظومة النيوليبرالية الحاكمة بشقيها الاسلاموي و الحداثوي الشكلاني الزائف و جوقتها و ابواق دعايتها التي لن تفلح في إقناع الجماهير المنتفضة ب"طمأنينة البؤس و الركود" بدل التمرد و مغامرة الرفاهية... ! و المهم أن تتوسع دائرة المشاورات لتتوحد الأطياف التقدمية الناهضة و الديموقراطية الثورية، المنتصرة للشعب و ثورته و الوطن و سيادته حول مركزة التحركات الشعبية و تنظيمها و تاطيرها و حمايتها و توحيد طاقاتها الذاتية و رسم تكتيكتات مناسبة في ضوء استراتيجية واضحة المعالم و توجيه طاقة الاحتجاجات صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا بكل إصرار و تحدي و ثبات...
* الثورة مستمرة و لم تنته بل بدأت للتو طالما أن أسباب اندلاعها قائمة بل تفاقمت و لا يمكن أن يبتلعها لا الصندوق و شرعيته المطعون فيها أصلا و لا السقوف الليبرالية الضبابية المنخفضة و لا المبادرات الحوارية ولا مساحيق الدولة المدنية التبعية الجوفاء... ! * الثورة رغم تعثرها و عدم إدراك مطالبها و الالتفاف عليها تبقى الأمل الوحيد أمام الشعب و الوطن في تغيير أوضاعه نحو الأفضل والأمل الوحيد في إرساء دولة مدنية ديموقراطيةعلمانية، دولة التكافؤ و الرعاية الصحية و الاجتماعية ... و تبقى إنجازا تاريخياً لم تشهد له تونس مثيلا منذ دستور قرطاج...! حيث كسر الشعب أغلال الخوف و انتقل من ثقافة الخنوع و الخضوع إلى" ثقافة الشعب يريد"...! فهل ينتصر الشعب لنفسه و يضرب موعداً مع التاريخ و يتحسس طريقه إلى ما يريد ...

عمران حاضري
18/1/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر