الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد نتنياهو من الهند ... بعد الشرق الاوسط والمغرب العربي وصولاً لافريقيا ،

مروان صباح

2021 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


/ هكذا فإن الاعتبارات التى جعلت نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الوقوف أمام بوابة بومباي بعد 100 عاماً على وقوف ملك المملكة المحتدة جورج الخامس كانت تحت النوايا ذاتها لكن من نوع أخر ، هي في مضامينها تأليب شد الرحال إلى صيد الجوارح ، بل ظلت النوايا فاعلة ودفينة ايضاً ، ففي الماضي القريب ، كان حاكم بومباي السير جورج سيدينهام قد أمر ببناء بوابة بومباي الشهيرة التى تمتزج بين النمط الاسلامي والهندي كتخليداً لمقتل 90 ألف جندي هندي ، ذهبوا نتيجة دفاعهم عن التاج الانجليزي خلال الحرب العالمية الأولى ، وبالرغم لمِا يُعرّف عن الهنود حفاوة استقبال الضيوف ، إلا أن استقبال نتنياهو كان خاص وعلى ايقاع مزامير النبي داوود والتى تشابهت مع المزمور 149 ( هللو يا ، اي تعني بالعربية وهو اللفظ الاصح ( يا الله ) ، غنوا ترنيمة جديدة تسبيحة في جماعة الاتقياء / ليفرح إسرائيل بخالقه / ليبتهج بنو صهيون بملكهم / ليسبحوا أسمه برقص / بدف / وعود ليرنموا له / لأن الرب راضي عن شعبه / يجعل الودعاء بالخلاص / ليبتهج الاتقياء بمجد / ليرنموا على مضاجعهم / تنويهات الله في أفواهم / وسيف ذو حدين في يدهم / ليصنعوا نقمة في الأمم وتأديبات في الشعوب / لأسر ملوكهم بقيود / وشرفائهم بكبول من حديد / ليجروا بهم الحكم المكتوب / كرامة هذا المجتمع اتقيائه / هللو يا ) .

كان حضور نتنياهو في الهند واحد من الاماكن الغريبة ، والسؤال المدرسي الذي يمكن أن يسأله ذو عاقل ، ما هو التشابه بين التقمص النتنياهي والمتنبي ، فعندما تقمص المتنبي النبوة ، قال آنذاك شيء لم يجرؤ على قوله غيره ، وهذا التقمص كان نتيجة جمعه للشعر والحكمة ، قال إمام الطريقة الابداعية بالحرف ( انا السابق الهادي إلى القول / إذا القول قبل القائلين مقولُ / وما لكلام الناس فيما يربيني / أصول ولا لقائليه أصول ) وعلى إيقاع المتنبي يسير نتنياهو تارةً ، ويرقص (🕺🏼 ) اطواراً ، ساعةً يدعي النبوة وأخرى يكتفي بملك يجمع بني يهود ببنو صهيون ، ولأن الحرب مستمرة منذ زمن بعيد بين الكتب السماوية والفلسفة التى مازالت الأخيرة تبحث عن الكينونة ( الذات ) وهنا لا بد من التفريق بين خطيب المنابر الذي تمتد سلطته من السماء أو الشعب ، والفيلسوف الذي تنحصر فلسفته على النخب الضيقة ، أو ايضاً الشعر الذي حاول على مرّ العصور منافسة الخطيب ، بل العلاقة كانت منذ افلاطون معقدة ومركبة بين الشعراء والفلاسفة ، وهذا يفسر لماذا أفلاطون أقدم على طرد الشعراء ، بل ما هو اللافت من علاقة إسرائيل مع الهند ، ذلك التشابه البحثي لفلاسفة فلسفة القارية والخاخامات اليهود ، فبين القرون الثلاثة 18/19/20 ، انتقلوا فلاسفة القارة الباردة وعلى وجه الخصوص في المانيا من اليونان إلى الهند بحثاً عن الديانة الإبراهيمية واتباع النبي إبراهيم ابو الانبياء الذين يصل تعدادهم إلى 350 مليون إنسان فيّ شبه القارة الهندية ، الهند وباكتسان وبنغلادش وسيريلانكا ، على الرغم أن أصول الإبراهيمية وصحيحها موجودة في الشرق ، لكن الشعور بالتفوق منع الفلاسفة الإعتراف بالشرق كمصدر أساسي للإبراهيمية وهذا بالطبع يعود للمفاهيم التى بشرت إليه الطائفة الامريكية ( شهود يهودا ) ، فهولاء اليوم يصنفون الأكثر انتشاراً في العالم ، قد بدأوا بترويج اسم الله على أساسي أنه يهودا ، وبالتالي أنتقل أسم الرب كمصطلح يتم إطلاقه بين البشرية جمعاء إلى أن بات اسم يهودا يتسلل وينافس الرب بين الناس دون مراجعة أو تدقيق وتحت مبررات مختلفة ، وهو بالفعل أمر يتناقض بصراحة وتماماً مع جميع الكتب ال 27 من العهد الجديد ، فهذه الكتب لا يوجد فيها كلمة واحدة بيهودا .

الجديد اليوم ، هو سؤال متفرع ومنطقياً هكذا ، هل البشري منقسمة ، نعم البشرية تنقسم إلى قسمين ، الأغلبية الساحقة مازالوا في دوائر الواقع وهذا الواقع الذي يعرفونه لقد اختفي واقعياً ، لأن القسم الآخر ، باتوا أصحابه يعيشون مرحلة الفضائيات / السينما والشاشة البيتية أو المحمولة والشبكة العنكبوتية والمراقبة العالمية والبحث العلمي وبالتالي هؤلاء أصبح الفضاء لديهم هو الواقع ، ولأن دول عدم الانحياز ظلت عالقة بالواقع ، استدعى الجديد تغير سياسة الهند تجاه إسرائيل ، ففي عهد رجيف غاندي وبعد توليه رئاسة الحكومة أخذ جملة خطوات تهدف لتعزيز العلاقة الثنائية ، لم تكن من أدبيات الدبلوماسية الهندية ، وهذا الصنع كان يعتبر الإختراق الأول لإسرائيل في القارة الهندية التى تعتبرها كثاني أكبر تجمع سكاني ، بل كان الأمر أشبه بتحرير إسرائيل من المقاطعة الدبلوماسية بالإضافة إلى اعطائها مخرج لقطاعاتها الحربية المختلفة بالانتشار ، فالطرفان يعتبرون أنفسهم محاطون بالأعداء وهذا الانفتاح بشكله الاتوسترادي جاء بعد خسارة حزب غاندي الانتخابات الذي كان له دوراً تاريخياً وهاماً في عرقلة توسيع العلاقة مع إسرائيل، وايضاً كانت الهند الخصم العنيد لاسرائيل في الأمم المتحدة ، بالفعل تطورت الأرقام التجارية بين الطرفين وبالاخص في المجالين السلاح والالماس ووصلت إلى ما يقارب 5 مليارات دولار وتعتبر إسرائيل اليوم بالشريك ال 39 للهند وتأتي متأخرة عن إيران ، وهذا ما يقلقها والتى سعت مؤخراً بزرع القلق ذاته بين الهنود ، انطلاقاً من ذات التحديات الجيو سياسية التى تختص بهما البلدين ، هناك تاريخ وتباينات متعددة ، لهذا إحياء العلاقة أعاد صفقة الصواريخ الاسرائلية إياها المتوقفة ، سيايك ( تموز ) ، لقد باشرت شركة رافائيل بتزويد الجيش الهندي هذا النوع من الصواريخ وبتكلفة عالية وصلت ب500 مليون دولار التى شكلت وصولها خطراً مباشراً على كل من باكستان وافغانستان وايران وزاد قلق باكستان وايران عندما امتلك الجيش الهندي طائرات مسيرة إسرائيلية ذات كفاءة عالية ومتفوقة ، بل الأمر أقلق الصينين ايضاً ، الجار الذي خسرت الهند في سيتينيات القرن الماضي حرباً قاسيةً وتعتبره من ألد أعدائها .

هذه الخلاصة تجمع بين الحنكة السياسية والطرافة التفسيرية ، إذن تحت مكافحة الإرهاب، اقامت واشنطن تحالفات مختلفة ، الأمريكي الهندي الإسرائيلي/ الأمريكي العربي الإسرائيلي/ الأمريكي الياباني الكوري الجنوبي الإسرائيلي / الأمريكي التركي الإسرائيلي، وعلى الرغم من الرفض الشعبي لاسرائيل ، تبقى مثل الجوكر ، فعلى سبيل المثال ، في زيارة نتنياهو للهند ، تحديداً في الحفل العشاء الذي أقيم على أسمه ، رفضوا كبار السينما الهندية ( بوليوود ) الحضور احتجاجاً على ممارسات الجائرة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم سلمان خان وأمير خان وشاه روخ ، لكن تبقى أهمية وصول إسرائيل للهند وعلى إيقاع اليمين هنا واليمين هناك له أبعاد بعيدة وتحسب لنتنياهو لأنها لا تقتصر على العلاقات الدبلوماسية ، لقد تعززت العلاقات في سنوات الأخيرة بشكل صاروخي كما هو الحال في أماكن مختلفة ايضاً . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س