الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارادة واهميتها في حياة البشر!

ادم عربي
كاتب وباحث

2021 / 1 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الارادة واهميتها في حياة البشر ، لا تجد الاهمية العلمية لها في سلوكيات ومعتقدات كثيرمن الناس ، رغم اهميتها في صنع الاحداث الجزام في تاريخ البشرية ، فالارادة في عرف المؤمنين لا قيمة ولا معنى لها ، حينما ترتبط بالقضاء والقدر ، وان الانسان مُسير ، وكل شيئ مكتوب سلفا ، بل مكتوب على الجبين ، ان هذه المعتقدات تُعلي من شان التقوقع وهدر طاقات الانسان على حساب قوة وحيوية الانسان ، بل هي طريق لعبودية الانسان وتكريسها .
لا شك ان الارادة واذا ما سلمنا بوجودها تختلف من شخص لاخر ، فالمشكلات التي يحلها ويتجاوزها شخص قوي الارادة تحتاج من الوقت اقل من الشخص ضعيف الارادة ، والضعف والقوة في الارادة تعتمد على مقدار اهتمام وعزم الشخص صاحب الارادة ، والتي بالجوهر صراع بين الذات والموضوع ، لا احسب نابليون ضعيف الارادة عندما قالوا له ان جبال الالب تُشكل عائقا امام الجند ، عندما اجاب فلتسوى بالارض جبال الالب ، ولا احسب المتنبي عديم الارادة ، عندما قال ، على قدر اهل العزم تاتي العزائم .
ان الارادة فيما تعنيه هي فهم الضرورة وليس ضرورة الفهم فان الاخيرة تبدو كانها قادمة من الخارج ، وليست حصيلة تفاعل بين الذات والموضوع ، ان التفاعل بين الذات والموضوع لا بد له من وعي الضرورة والتي باسمى معانيها الحرية ، فالحرية هي وعي الضرورة ، اما ضرورة الوعي فهي تُشبة الحرية في الاديان والتي لا معنى مرادف لها سوى العبودية .
انا حر افعل ما اُريد ، لكن هل يوجد موضوعية في تلك المقولة؟ نعم انت حر وتستطيع ان ترمي نفسك في بركة سباحة وتغرق لتكتشف كيف كانت عاقبة من لم يتعلم السباحة حتى يقرر فعل او ممارسة الحرية ، ان فهم ووعي طبيعة القوانين الموضوعية طريقكك لممارسة الحرية ، عباس بن فرناس حاول الطيران فكانت نهايتة ماساوية لانه لم يدرك ولم يعي قوانين الطيران ، ربما اردت قطع جدول وانت لا تعرف السباحة ، فهل تمشي على الماء ؟ لا يكون الامر كذلك ، لا بد لك من معرفة جميع قوانين الطفو على الماء ، لتستعمل جذع شجرة مجوف على شكل قارب صغير لعبور الجدول ، انا اريد ذلك الشيء ، وانت الاخر تُريد نفس الشيء ، الارادة الحرة لكلينا تبدو نقيضين ، لانه احدنا فقط سيحصل على ذاك الشيء ، لان الاختلاف في فهم واستيعاب الحصول على ذلك الشيء مختلف كل الاختلاف ، وهكذا تسير الاشياء والاحداث في كلا الجانبين نيجة توافق او صراع بين الذات الموضوع ، لنجد التاريخ في النهاية يُسجل احداثة رغم ارادتنا لكن ليس كما نحب كلينا او على الاقل ليس ما يحب احدنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل