الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات على هامش الحقيقة

اتريس سعيد

2021 / 1 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1) مفهوم المقاطعة هو مصطلح يتم تداوله في وسائل الإعلام كآلية من آليات التعبير عن الرفض و عدم التوافق على مستوى التوجهات و الخيارات الاقتصادية و السياسية من قبل بعض الأفراد أو الفئات أو حتى المجتمعات لكن المتداول عموما أن أشكال المقاطعة تخضع إلى الظرفيات السياسية الراهنة و ما يرافقها من أزمات بنيوية مركبة عادة ما تكون مفتعلة و مؤقتة لا تتجاوز سقف الأجندات السياسية للأحزاب الفاشيستية التي تحاول إستغلال الإختلافات العميقة و التي تعتبر مكونا حيويا للبنية الاجتماعية بهدف خلخلة السلم الاجتماعي و تحييد الإستقرار و إغتيال روح التعايش كل هذا يحدث بسبب محاولة الطبقة السياسية الفاسدة النجاح في الانتخابات أو خوض حروب خارجية أو لفت انتباه الرأي العام الداخلي نحو أزمات وهمية بهدف إخفاء الحقيقة، كما أن المقاطعة يمكن أن تعبر عن موقف حاسم اتجاه بعض الضغوطات أو الانتهاكات التي تتجاوز كل الخطوط الحمراء بشكل سافر يعكس مدى التهور الساقط و البذاءة الرخيصة و الحقد المقيت إتجاه مشاعر الآخر و معتقداته.
2) يجب ان تتحول المقاطعة من شعارات إفتراضية جوفاء تعلق على منصات التواصل الإجتماعي إلى قطيعة جذرية شاملة و مطلقة على أرض الواقع مع كل المنتوجات الإقتصادية الفرنسية(نحن سوق إستهلاكية)و العلاقات الديبلوماسية (التدخل في شؤون دولنا) و التعاون الثقافي (الغزو الثقافي)و منع الفرنسيين من الدخول إلى بلدان المسلمين و تجريم تدريس اللغة الفرنسية بعقوبة الخيانة العظمى التي تقتضي تنفيذ الحكم بالإعدام حتى الموت، وحتى لا نسيء الفهم انا لا أتحدث هنا عن القطيعة بالمعنى الابستيمولوجي الباشلاري نسبة إلى غاستون باشلار و إنما أتحدث عن القطيعة بالمعنى القرآني الذي إشتمل على روح الغيرة إتجاه دين الله و نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه صلاة تامة كاملة إلى يوم الدين.
3) لا يمكن لفرنسا و الغرب الحفاظ على التفوق الحضاري دون نهب ثروات العرب و المسلمين ولا يمكن للعرب والمسلمين تقبل هذا الوضع إلى الأبد،نحن كمسلمين لا نريد أن تكون فرنسا بلدا إسلاميا ولكن نطالب و نكافح أن تخرج فرنسا الإستعمارية من بلداننا ثقافيا و سياسيا و إقتصاديا لأن معارك المسلمين مع الإستعمار الصليبي هي معارك تدور داخل بلداننا الخاضعة إلى الإستعمار الذي منح التفويض السياسي إلى الخونة و العملاء للحكم بالنيابة.
4) منذ حداثة سني و أنا أنظر الى أناجيل الليبرالية الفاسدة في كتب توماس هوبز و آدم سميث و جون لوك و ستيوارت ميل و هربرت سبنسر و سان سيمون و آخرين.كنت أؤمن تماما أن الليبرالية عقيدة فاسدة و مذهب فلسفي يفتقد إلى النزعة الإنسانية جوهره الغطرسة اليهودية التي تسعى إلى الهيمنة على العالم و ظاهره حرية المنافسة و التملك و فصل سلطة الدولة عن الإقتصاد، هذه الحرية التوراتية المقنعة بمفاهيم العلوم الانسانية التي أنتجتها عقول دهاقنة اليهود كانت فكرة غير واضحة الهوية و مسارها التاريخي يفتقد في توجهه إلى معالم الطريق الإنساني الأمر الذي أنتج التفاوت الطبقي الهائل في الغرب و أدى إلى ظهور الطبقة العمالية المعدمة بسبب شروط الإستغلال داخل ملحقات الإنتاج التي كانت في ملكية الطبقة الأستقراطية وما كان بعد ذلك سوى نقل الأزمة الاجتماعية المركبة إلى البلدان الضعيفة التي عانت شعوبها و ذاقت مرارة الإستعمار الذي تمدد تحت يافطة تنوير الشعوب و الرفع من مستواها الحضاري.النتيجة كانت هي القتل و إبادة مئات الملايين من البشر و طمس هوياتهم الثقافية و الإجتماعية كل هذا حدث ولا يزال يحدث الأسوا منه تحت شعار حرية التعبير الذي يعني عمليا في الواقع حرية الإمعان في قتل الشعوب و إبادتها و التهجير الجماعي و طمس الهويات الأصلية لدى الشعوب بهدف نهب ثرواتها الطبيعية ومن تم تحويل السكان الأصليين إلى عبيد.
5) تعتبر الإغراءات الليبرالية التي تتحدد في تجديد الإقامة و الحصول على السكن الإجتماعي و التطبيب من الدرجة الثالثة أساليب سخيفة و دنيئة و غير مجدية حينما يكون المقابل هو محاولة سلخ المسلم عن دينه لأن ما تأخذه فرنسا من 14 دولة أفريقية مسلمة يعادل 420 مليار يورو سنويا.
6) إن مقومات النهوض الحضاري تكمن في الإعتماد على الذات و الاستقلال القومي عن كل أشكال التبعية التي تكبل الكرامة الوطنية و تمزق النسيج الاجتماعي و الخريطة التاريخية للجغرافيا السياسية بهدف عرقلة الوحدة و النمو الإقتصادي و تحويل مقدرات الثروة القومية نحو المركز،لأن التجربة التاريخية المعاصرة للأمم الصاعدة التي أثبتت كفاءتها و حضورها على مستوى التقدم الحضاري في القرن 20 هي دول إعتمدت على نفسها تماما،ولنا في الصين و اليابان و كوريتين و باقي بلدان جنوب شرق آسيا إضافة إلى الهند و البرازيل أفضل دليل لأن الغرب يأخذ الثروات الطبيعية و يحول الشعوب الضعيفة إلى أسواق استهلاكية دون ان يسمح لها بإستراد التكنولوجيا.
7) الغرب الذي يبشر الشعوب بعقيدة الخلاص المسيحية بشقيها الكاثوليكي اليسوعي أو الانجيلي الصهيوني و الذي يكثر من الدعاية الإستهلاكية لخطاب الديمقراطية و حماية الحريات الفردية و حقوق الإنسان الكونية لا يبشرنا بالتكنولوجيا التي طالما بقى يحتكرها، لكن مع صعود النجم الصيني الأحمر الآن و ما أثبته عمليا من تفوق تكنولوجي في أزمة الكورونا العالمية وباقي مناحي الحياة أصبحت الأنظار تتجه نحو الشرق الآسيوي بإعتباره قبلة التكنولوجيا الرقمية المعاصرة و بوابة التطور العلمي الحديث،أما عن أمريكا و أوروبا فقد أثبتت الكورونا حقيقة الواقع و كشفت مستوى إخفاقهم في البحث المخبري و عدم الكفاءة الطبية في التعاطي مع الجائحة ناهيك عن غياب التجهيزات الطبية اللازمة و ضيق القدرة الإستيعابية للمستشفيات في تحمل الضغط الناتج عن تدفق ضحايا الفيروس، السؤال الذي يطرح نفسه هو:إذا كانت أمريكا و أوروبا فشلتا في مقاومة الفيروس فهل تستطيعان مقاومة الضربة النووية الإستباقية بالقنبلة الهيدروجينة الروسية ذات الإنفجار المتسلسل..? هل تستطيع هذه البلدان البيضاء أن تقف أمام العملاق الإقتصادي الصيني الذي يتمدد مثل الأخطبوط في كل أنحاء العالم ..? أما عن الإسلام والمسلمين فالأمر مجرد عناصر وظيفية يتم تجنيدها لخدمة الأجندات الغربية ضد مصالح المسلمين أنفسهم و ضد مصالح الشعوب الأخرى ولنا مثال جلي لما حدث في الحرب الأفغانية السوفياتية و حرب البوسنة و الشيشان والآن الخنازير تحاول تكرار نفس السيناريو مع الصين و أحداث بورما و تجنيد الإيغور وجلبهم إلى سوريا من طرف سي آي إيه و الموساد بمثابة المقدمة التي تنذر برغبة الغرب في توظيف الإسلام والمسلمين قصد التصدي للتنين الاحمر الصاعد في محاولة خسيسة و غبية تثير الشفقة و السخرية و الإشتمزاز على حد سواء.
8) الحياة معركة مقدسة نخوضها في سبيل أمتنا العظيمة
لا تعدو كونها مجرد لحظات عصيبة من الكفاح المستميت من أجل هذه الأمة الأزلية الخالدة.
9) مجرد عمل فوقي تبنته جهات معزولة جماهيريا بهدف تحقيق بعض المكتسبات المتباينة إلى حد التناقض،حدث ذلك تحت غطاء هوية الضحية بعدما تم اختيار جنسيته بشكل ملائم تماما كما أن الحدث أيضا حدث تحت غطاء الجريمة الاستخباراتية القذرة التي كانت تسعى إلى تقويض قضايا الرأي العام المتمثلة في المطالب الاقتصادية البحثة من خلال فبركة إحدى جرائم القتل و تضخيم الحدث إعلاميا حتى يتحول المشهد السياسي و الاجتماعي إلى حرب دينية مقدسة معلنة تخفي تحتها حقيقة كل الشوائب و آثار التطهير العرقي،هناك العديد من السيناريوهات تسمح بإعادة التمثيل الافتراضي للجريمة ذهنيا لكن المؤكد أن أيادي القاتل ملطخة بدم كلا الاثنين معا.
10) أزمة فرنسا هي أزمة إقتصادية مركبة و عميقة و شاملة وليست أزمة إنتشار الإسلام أو ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا إنها أزمة إقتصادية عالمية ثالثة عرفت تحت مسمى سوب برايم أو أزمة الرهانات العقارية التي إنطلقت مع مطلع عام 2008 و تمددت لتشمل كل نواحي الإقتصاد في أمريكا و أوروبا وباقي البلدان التابعة إلى الراسمالية الغربية بعد أزمة وول ستريت في 1929 و أزمة لندن في 1971،إن ظهور حركة السترات الصفراء كان بمثابة الإعلان الشعبي الفرنسي الصريح عن الوضع المأساوي المأزوم الذي أصبح يهدد الشرائح الاجتماعية العريضة داخل طبقة العمال و ذوي الدخل المحدود بل إن الأزمة شملت حتى العناصر الميسورة من الطبقات الوسطى و البرجوازية الصغيرة،أمام هذه الأزمة الإقتصادية الخانقة التي دفعت الجماهير للخروج إلى الشارع و إبداع أشكال جديدة من الأساليب النضالية وجدت الدولة العميقة نفسها أمام مأزق حرج كان لابد من التحرك الإستخباراتي لفعل شيء ما حتى يتحول الصراع الطبقي بين السترات الصفراء و ماكرون ممثل الطبقة البرجوازية إلى صراع ديني ثيولوجي قميء بين المسلمين الفرنسيين و أشقاءهم المسيحيين ..أجل أشقاء في البؤس و الفقر و التهميش و الإستغلال الطبقي بكل معانيه.
11) أغضب إلى حد الجنون حينما أرى البعض من البشر يتحللون من كرامتهم و يتنازلون عن كبريائهم و يقلبون بالذل و الإهانة و الخضوع الى غطرسة الخنازير و ابتزازهم الوقح مقابل كسرة خبز جافة لا تسمن ولا تغني من جوع أو طعام قذر إذ صح التعبير حتى الكلاب تشمئز من تناوله لردائته،يا للحقارة التي ليست من بعدها حقارة،لكن جوهر المشكلة لا يكمن في الشعور بالجوع و الحاجة الماسة إلى الطعام القذر بقدر ما يكمن في محاباة الخنازير و الرغبة في التودد إليها من أجل كسب رضاها بكل أشكال التملق الرخيص و التزلف الحقير.
12) الجوع لا يقتل وإذا حدث ذلك يكون مرة واحدة على الأكثر أما الشعور اليومي بالإهانة الناتج عن تسول الطعام القذر من الخنازير التي تحاول إغتيال روح المروؤة في البشر من خلال الإمعان في إذلالهم و إحتقارهم و جعلهم يشعرون بالدونية واللامساوات فهو فعل لا أخلاقي شنيع و مخزي يستحق الإدانة بكل المقاييس لأن مثل هذه الأفعال الممنهجة و الممؤسسة تهدف إلى قتل الكبرياء و كرامة المرء بإستمرار حتى يتحول إلى جسد طيع ذليل تسكنه روح ميتة تفتقد إلى روح المقاومة و تتقبل كل ما يسيء إليها.
13) الأخطر من العدو هو العدو المقنع الذي يأتي في صفة الصديق لطالما ظل يحاول النيل من روحك المعنوية العالية وبث سموم الإنهزامية الأخلاقية و تحريف سلوكك القويم عن طلب الحق من أجل الإقتناع بالإستسلام و المهانة و الرضوخ إلى الأعداء دون مقاومة،لذلك يجب الحذر من العدو مرة واحدة لكن يجدر بك الحذر من العدو الصديق مائة مرة.
14) المعرفة التي أؤمن بها و إختبرتها خلال تجربتي الفكرية و الوجدانية هي معرفة ظلت تشكل خلاصة رحلتي الروحية نحو الحقيقة السامية المنشودة،هذه المعرفة ستبقى مستعصية عن القياس العقلي السطحي و النظر المنطقي الساذج المتضارب إلى أبعد حدود التناقض اللانهائي،كونها مجردة عن تلك الضروب من المعرفة المقيدة بمفاهيم الكم أو الكيف كما أنها لا تعتمد على معيار المنفعة و مجردة تماما من أي حكم إكسيولوجي قيمي إنساني ولا تخضع إلى ترهات الأحكام النسبية و المطلقة لأنها معرفة من نوع آخر تشكل جوهر الحقيقة اللهية،غايتها الحكمة المقدسة المكتومة في قلوب الغيارى تدرك من خلال التأمل الباطني العميق في حقيقة الروح و الموجودات إذا حدث النظر في العلوم العقلية المتناقضة يكون هذا النظر العقلي مقيدا بالحدس كما يعصم الإلهام النفس الناطقة من زلل العقل و تراهاته الجوفاء أداتها صفاء القلب الذي ينهل من موارد الأنوار الربانية حينما تفيض على قلوب أهل الحقيقة العارفين بالله و المدركين لحقيقة جوهر التوحيد.
15) ماذا يريد ماكرون من الإسلام،في الحقيقة اشتم رائحة اليسوعين النتنة تخيم مثل الرعب في سماء فرنسا إن إعادة تكرار سيناريو مذبحة سان بارتيليمي محتمل في افق استمرار الغطرسة الفاشيستية للقادة اليمينيين هذه المذبحة حدثت في فرنسا عام 1572 والتي ذبح خلالها بين أقل من خمسة الآلاف إلى 30 ألف بروتستانتي فرنسي على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين من الكاثوليك حيث كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً، وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته كاترين دي ميديشي خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية.نفس الشيء يحدث الآن حينما يتحدث ماكرون عن الإسلام من منطلق سياسي فاشيستي محمل بوجهة نظر عنصرية تقوم بإطلاق العنان الى تصريحات سافرة يتطاول فيها على الذات المحمدية الشريفة و يعلن بكل وقاحة و غطرسة عن معادات المقدسات الإسلامية،هذا الفعل المتهور و اللامسؤول تقف خلفه لوبيات صهيونية تسيطر على دواليب الحياة السياسية و الاقتصادية في فرنسا,المختصر المفيد أن تصريحات ماكرون لا يوجد لها أي دافع معقول أو تفسير عملي سوى الدفع نحو الحرب الأهلية داخل فرنسا يكون الهدف من هذه الحرب الخاطفة وفق معتقدات اليمين العنصري المتطرف الصهيوصليبي هو القيام بأعمال التطهير العرقي و تشريد المسلمين من فرنسا و تحويل قسم منهم إلى عبيد يتم إستغلالهم ببشاعة في إنتظار الفرصة المواتية بهدف تصفيتهم جسديا كل هذا مخطط له من قبل القوى اليمين التي تشكل رأس حربة الفتنة الإجتماعية القادمة وسيتم تمرير تلك الأعمال القذرة تحت قناع الحرب الدينية العقائدية ضد الإسلام والتي تعني عمليا إرتكاب مجازر التطهير العرقي ضد المسلمين وباقي المهاجرين من الأعراق الأخرى إنها خطة مجنونة تريد أن تكون بمثابة برنامج عمل سياسي للقوى الفاشيستية الصليبية المتطرفة من أجل حماية مصالحها الإقتصادية و السياسية الحيوية وباقي إمتيازاتها الإجتماعية التي بدأت تخضع إلى التقويض الناتج عن الضغط الكفاحي الشعبي المتمثل في حركات القمصان الصفراء.
16) الديمقراطية هي الحفاظ على مصالح الطبقة البرجوازية حينما تكون هذه الطبقة مؤتمنة على حماية مصالحها أما الفاشية فهي خضوع مصالح هذه الطبقة إلى التهديد الفعلي الذي يحاول النيل من إمتيازاتها الضيقة.
17) السلم و الإستقرار في ظل نظام الرأسمالية الجشع معناه الإفراط في الاستغلال البشع للكادحين الذي أنتج كل اشكال البؤس الأسود الذي أضحت تعاني منه الشرائح العريضة من الفقراء و المضطهدين داخل المجتمع أما حالة الحرب و الفوضى في ظل نظام الرأسمالية القائم معناه الدفع بالقوى الشعبية الحية الى جبهات القتال بهدف الموت الجماعي و التخلص من فائض قوة العمل المأجور التي تعاني البطالة و العوز حيث يتم الدفع بالبوساء نحو الحرب حيث يتم التخلص منهم في حروب طبقية ذات النزعة السياسية و الاقتصادية بهدف تحقيق فائض الربح الصافي و الحفاظ على نظام الإستغلال الطبقي تحت شعار الموت في سبيل الوطن و العقيدة.
18) تتجلى مظاهر إستلاب الديمقراطية الغربية في سيطرة الرأسمال العالمي الذي يعيد إنتاج المشهد السياسي وفق أجندات خفية تسعى إلى خداع الجماهير و بيع الأوهام إلى الشعوب التي تؤمن انها حرة يتم ذلك بمساعدة العملاء الداخليين المتنفذين داخل الاستقراطية و كبار الملاكيين الذين يسيطرون على سائل الإنتاج والأجهزة القمعية و ترسانة الإعلام الدعائي التي تزيف الحقائق كل هذا يحدث في دواليب الحكم الفعلي و الاستبدادي داخل الدولة العميقة التي لا تعترف بمسرحية الانتخابات و توجهات القوى السياسية الأيديولوجية و برامجها التي تساهم في جريمة الكذب السياسي الرخيص و الضحك على ذقون الشعوب الغربية التي أصبحت عاجزة عن الحفاظ على مكتسابتها الممنوحة سابقا.
19) الوفاء طريق مهجور لا يمر به إلا القليل.
20) تصبح المقاطعة الإسلامية واجب شرعي حينما يصدر علماء الدين بإلإجماع فتاوي التحريم و بعد أن تقنن المقاطعة بموجب النصوص الشرعية التي تخللت الفتوى تصبح المقاطعة الشاملة أسلوب من أساليب الجهاد الإقتصادي ضد الخنازير،لكن لابد من العمل على ضمان إستمرار المقاطعة و تمددها لتشمل كل ما يتعلق من أشكال الإنغلاق الحديدي الكلي الذي يفنذ كل أنماط التبادل و التواصل و التعاون مع هذه الشعوب البهيمية والهمجية المتخلفة.
21) المقاطعة يجب أن تشمل حتى المهلكة البعيرية بسبب موقفها المؤيد إلى تصريحات ماكرون المسيئة للإسلام و القذح في الذات المحمدية الشريفة هاته المهلكة تستغل وجود المقدسات الإسلامية على أراضيها و تستقطب سنويا مئات الملايين من الحجاج في إطار السياحة الروحية التي تذر على هؤلاء المجرمين الملايير من الدولارات العائدة من أموال المسلمين والتي تقدم كإتاوات من أجل حمايتهم من قبل ترامب و توقيع عقود صفقات السلاح لقتل الشعب اليمني و السوري وما تبقى من أموال الحجاج يودع في البنوك الامريكية و الأوروبية ويصرف على بناء القصور الفاخرة و شراء اليخوت الفارهة و إقامة الليالي الحمراء.
22) المهلكة البعيرية كيان سياسي هجين أوجده البريطانيين يعتبر نواة المركز العالمي للمتاجرة بالدين و صناعة التطرف والإرهاب و تصديره إلى البلدان التي تقاوم النزعة الأمريكية التي تسعى الى الهيمنة على مقدرات باقي الشعوب.
23) الإنسان يستحق أن يحيى في عالم إنحدر من طبيعة النفس الظلمانية الشريرة حيث تتجلى مشاعر الضغينة و النوايا الفاسدة و الأفكار السوداء لكنه لا يستحق الوجود من الأساس لأن الوجود الإنساني خطيئة مطلقة في حق الموجودات تسعى إلى تدمير النظام في الكون و نسف دعائم البقاء.
24) الأخلاق الإنسانية و القيم الكونية تتجسد في المواقف إنها تلك المسافة التي ترسم لنا معالم القطيعة بين الأصل الحيواني و الصفات الإخلاقية المكتسبة من خلال الارتقاء بالجوهر الروحي الميت في جينات الكثير من السلالات البشرية الهجينة.
25) يدرك الله في النفس البشرية الخالية من شوائب الأشياء،أما النزوع إلى التشبث بالمظاهر المادية والميول إلى تقديس الشهوات الفانية و النزوات العابرة فهو يحول جوهر الأديان و التعاليم السماوية إلى مجرد معتقدات سطحية جوفاء تتماشى مع صنمية النفس البشرية الفاسدة التي تتنكر إلى طبيعتها الروحية بعدما يتحنط جوهر الألوهية في أحشائها المظلمة من كثرة الإفراط في الخضوع إلى سطوة الأشياء و الأنغماس في البهيمية.
26) الإرادة الروحانية تجعل جوهر الحقيقة القلبية يتجلى في ميلاد الكينونات العظيمة.
27) لا نكون حيث أتى كل شيء من حيث أتى و لا نكون حيث سيعود كل شيء من حيث أتى أو ربما سيمضي الوجود إلى جهة يحتمل أن تكون لأن الأشياء تخضع إلى قانون التحولات اللانهائية دون أن تكون لها نشأة او مصدر أو ربما صدرت من أصل متعالي و خضعت بعد ذلك إلى قانون التحول إلى حين تتلاشى في العدم.
28) تعبر الكينونات الروحانية عن القوى الكونية في أسمى مظاهر تجلياتها حيث لا يمكن تصور وجود كينونات روحانية مفارقة للكون إذا كان الوجود الكوني لا يستثني الأبعاد الموازية اللامتناهية و الأبعاد اللامادية التي لا يمكن إدراكها إلا من خلال تفعيل القوى الروحية النائمة في الجينات الملكية التي أصبحت تعاني من الخمول الذبذبي بحكم نمط الحياة الاجتماعية التي جردت الإنسان من المواهب الفطرية التي منحته قوى الطبيعة.
29) حتى التنازل و التملق لا يفضي إلى أي نتيجة مع هؤلاء الأوغاد سوى شراء الذل إلى النفس و إنحطاط الكرامة لأنهم حقراء و دون مستوى و يريدون أن يكون الجميع على شاكلتهم.
30) كل مشاكل النهار ألقيها في حاوية القمامة قبل النوم.
31) القرعة المريعة، أداة سيئة الذكر تشكل عقدة صماء في باحة الوجدان المغربي المقموع و ذاكرته المفجوعة منذ سنوات الرصاص،إن عدم القدرة على الصمود و التحدي جعلت الشعب يواجه مصيره بالإنفتاح أكثر على المؤثر الخارجي المفروض بأمر الاغتصاب من أجل تحمل عبىء المسؤولية الوطنية بسهولة منقطعة النظير.
32) تعبر الإرادة الإنسانية عن الفساد الأخلاقي لأن كل ما يريده الإنسان يتنافى مع جوهر القيم الروحية المفقود.
33) صراع الأمم لا يعكس حالة الصراع من أجل البقاء بقدر ما يسعى إلى هيمنة العرق المتفوق على باقي الأعراق الأخرى إنه الإنتقاء الجيني الذي كرسته الحتمية الجينيالوجية في سياق السيرورة التاريخية للوجود البشري على الكوكب أقل ما يمكن القول عنه أنه انتخاب طبيعي محموم فرضته العوامل البيولوجية الخاضعة إلى إعادة الإنتاج الطبيعي في إطار الإنتقاء الجيني الجيد و الإرتقاء بالجنس البشري نحو الأفضل.
34) لا يمكن تحقيق الإرتقاء الجيني إلا من خلال الإنتقاء البيولوجي لكل الكروموسومات الإيجابية الأمر الذي يفرض التخلص من الجينات الفاسدة و هندسة أحماض نووية جديدة تبشر بعصر الإنسان الجديد لأن البشرية ليست في حاجة إلى أفراد يحملون في تكوينهم الجيني جينات العنف و الغباء وإنما يجب على البشرية التخلص من مثل هذه الجينات و الحفاظ على الجينات المسؤولة عن الذكاء و العاطفة من أجل الإرتقاء بالجنس نحو المطلق البيولوجي الممكن في كل الأحوال.
35) ماذا بك ..? نيزك واحد يتجه نحو الأرض قد ينهي كل هذا العبث العقيم.
36) العلاقة بين الإنسان و الإرتقاء التكنولوجي و الظواهر الكونية تتم من خلال الإرتقاء بمستوى الطاقة الكونية المتمثلة في نبض الذبذبات الأثيرية القادرة على الرفع من مستوى حقول الطاقة على الأرض بحيث يستطيع الحمض النووي البشري التفاعل مع هذه الذبذبات التي يشمل تأثيرها البنية العضوية و المكون الروحي معا حتى يستطيع الإنسان إستيعاب أسرار المعارف والخبرات العلمية التكنولوجية القادمة من حضارات كونية بعيدة المدى في أبعاد موازية أخرى هذه الإشارات الكونية تنتقل عبر الضوء و الأثير و التردد الصوتي إنها عبارة عن ذبذبات أثيرية تخترق العديد من الأبعاد الكونية قبل وصولها إلى الأرض هذه الرسائل الكونية نستطيع إستيعابها حينما تحدث الإصطفافات النجمية الكبرى في الفلك كما يجب إدراك أن الأجرام السماوية هي قوى عاقلة ذات الجوهر الروحاني الفرد كما أن كل ما يلحق من آثار كونية في عالم الكون و الفساد مصدره القوى الروحانية للنجوم.
37) لا تستطيع النزعة الإنسانية إحراز أي تقدم من خلال التكنولوجيا دون تحقيق السلام العالمي و الرخاء بين الشعوب في إطار الوحدة الإنسانية القائمة على مستوى النظم إلكترونية الجديدة التي فرضها العصر كما يمكن ذلك ضمن سياق ميثاق إنساني جديد يكرس الإنجازات التكنولوجية الحديثة في خدمة القضية الإنسانية و يسعى إلى تجريد الجنس البشري من غياهب العصور الهمجية السحيقة.
38) قد آن الأوان حتى نستطيع أن نجسد القيم المثالية التي أتى بها الفلاسفة على أرض الواقع من خلال سطوة التكنولوجيا التي يخضع لها الجميع بحيث من المفروض أن تخضع هاته التقنية اللعينة إلى سلطة الحكماء.
39) إن حالة موت العواطف تعبر عن سمو ملكة الوعي و إمتلاك الخبرات الحسية والتجارب العملية المتقدمة الكفيلة بتحديد هوية البشر و معرفة حقيقة طباعهم،
40) الإيمان بالقدر هو الإستسلام إلى إرادة الأقوياء و تحريض الذات على الإقتناع بالعبودية و الرضى بالقيود التي يتم فرضها على الضعفاء.
41) حينما ستدرك حقيقة البشر ستعتزل الجميع، و حينما ستدرك حقيقة نفسك ستكتفي بما لديك دون أن تشعر بوجود أحد منهم من حولك.
42) عادة ما تفقد الذات نفسها وسط جموع القطيع مقتنعة أنها ذات مستقلة تحمل في طياتها بذور الصواب،لكن الحقيقة تكمن في عدم قدرتها على إستيعاب آليات الترويض الأيديولوجي و التدجين الإجتماعي الذي طمس الحقائق و أعمى وجدان هذه الذات إلى درجة الإنصهار الجمعي في بوتقة المجتمع الذي يجسد إرادة الأقوياء و هيمنة السلطة الطبقية على الشعور الفردي المغترب الذي لا يمكن تحريره إلا من خلال الصدمات النفسية المزمنة و يقظة الوعي الفردي و ترقيته إلى درجة التنوير المطلق الذي يخول إلى الذات إكتشاف حقيقة الإنسان المقيتة التي تتأرجح بين إستبداد السلطة الغاشمة و هيمنة التقاليد الإجتماعية المتعفنة.
43) لا يمكن تصور تحقيق النجاح بدون تحقيق الفشل لأن النجاح الذي يحققه البعض لابد أن يكون على حساب فشل الآخرين.
44) في هذا العالم البغيض لا أحد يكثرت بمعاناة الآخرين لأن طبيعة البشر هي الأنانية المفرطة في حب الذات إلى حد الغطرسة النرجسية و السعي الى التفوق و السيطرة و دحر الجميع اللذين لا يعترفون بوجود الجميع.
45) الأخلاق مجرد حلم يجسد حالة إرتقاء الوعي الفكري و الأخلاقي لدى الفلاسفة أما الإنسان فهو مجرد حيوان معتوه يسعى إلى العبث و الفوضى من خلال التمكن من السيطرة على الجنس و فرض نفسه سيدا على الكائنات و الأشياء.
46) الإنسان إعتاد على الوجود في عالم لا يبرر وجوده في الميتافيزيقيا فأصبح يخشى الموت بعد رحلة الحياة التي تعني تراجيديا الألم دون أن يعرف سبب مجيئه إلى هذا العالم.
47) التطور الأخلاقي و العلمي يرتبط أساسا بالإرتقاء الروحي عادة ما يكون هذا الإرتقاء خاضعا إلى تأثير طاقة القوى الكونية التي تظهر في تأثير الأجرام و الكينونات الروحانية القديمة و الكيانات التي تتجسد من خلال نوايا البشر و معتقداتهم كما أن هذه الكيانات يمكن خلقها بشكل كامل جدا من خلال الطقوس الشعائرية المقدسة بحيث تتجلى القوى الروحية للذات العليا للمتروحن في هيئة كائنات روحانية و قد إنحدرت من عوالم الأرواح لحظة ولادتها الروحية ولنا في مفهوم الغريغور الكابالي و مفهوم التولبا البوذي لدى رهبان المهايانا في التبت ما يبرر هذا الطرح،نفس الشيء يحدث مع جميع الروحانيين الواصلين لكن لا أحد يبوح بالسر الذي يستوجب إنتزاع الحكمة و الموت في عرف الحكماء.
48) في الحقيقة الوجود ليس كما تدركه الحواس المادية التي تنظر إلى الحقيقة الروحية نظرة ستاتيستيكية ثلاثية الأبعاد لا يمكن لهذه النظرة أن تستشف الجوهر الروحاني المكنون في طبيعة الأشياء أما الوصول إلى الحقيقة الكونية يحدث فقط من خلال تطوير المدارك الروحية الباطنية في النفس البشرية حتى تستطيع هذه النفس الوقوف على حقيقة تجلي الأرواح في الصفات الشيئية كما أن مستويات التجلي الروحي ترتبط بمستوى النضج الروحي و تحرر الذات العليا حيث ملكة الوعي المتسامي الذي نستطيع من خلاله مخاطبة الأشياء بلغات روحية متقدمة و رؤية مظاهر التقمصات و التجليات الروحية للموجودات.
49) الروحنة هي معركة الروح في مواجهة النفس البشرية التي تميل إلى الرعونة و حب الشهوات و المرتبطة مصيريا بالوعي المادي الزائف و الأحاسيس الجسدية والنفسية التي يتم إملائها على الإنسان من قبل نظام الديمي إيرج الفاسد،تلك المعركة الروحية التي تجسد صراع القوى المتضادة في الكيان الإنساني الباطني تعبر في الحقيقة عن صراع قوى الخير و الشر / النور و الظلمة /الله و الشيطان/ براهمن و الإتمن/ إنها الحرب التي لا تنتصر فيها سوى الأرواح الروحانية التي أدركت اليقين التام في الإلتزام بالمبادىء الأخلاقية الكونية العليا و أصبحت تحترم حق كل الموجودات في الحياة و البقاء كما إنها معركة تقتضي التخلص الكامل و التحلل الجذري من الشهوات الفانية و النزوات المميتة لجوهر النفس الحي كما يجب الإشارة و التنويه إلى مبدأ الإرادة الروحانية الذي يكمن في التحلي بالصبر و الإلتزام المطلق بالشروط القهرية الذي يجعل الذات الروحانية تدرك غايتها المنشودة في خرق العادات و التلاعب بالنواميس الكونية و تحريف الأقدار نحو سياقات تتساوق مع مطالب الذات الروحانية المتعالية المتوافقة تماما مع طبيعة السنن الكونية و نظام الموجودات الذي يحرك الأحداث و الوقائع المسجلة في ذاكرة العقل الكوني.
50) في الحقيقة أجد نفسي مدفوعا إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة و المعتقدات الفكرية الزائفة التي تراكمت في الوعي النخبوي منذ الأزمنة السحيقة فقد تم تحريف كل الحقائق التاريخية و تصحيف وثائق الإنتصارات الواهمة في تمجيد صريح للهمجية الفضيعة و البربرية الدموية التي سادت مسرح الأحداث العالمي منذ فجر التاريخ،كانت الشمس تتربع على عرش السماء خلال فترات زمنية قصيرة الأمد/معبد آمون/زرادشت/المسيح/سوريا الهندوسي/تأتي بعد ذلك فترات طويلة من الظلمة حيث يسود زحل الفلك/عصر المانزوزو البابلي/مطرقة إله تور /ظهور التوحيد اليهودي/الكنسية الكاثوليكية/حركة اليسوعيين/العولمة/النظام العالمي الجديد/أدرك تماما أن النظام الذي يسود الفلك لا يمكن السيطرة عليه لأنه قوى فاعلة في السماء تخضع له القوى المنفعلة على الأرض لكن يمكن جلب الكثير من النور إلى هذا العالم من الأجرام السماوية المنيرة /الشمس القمر عطارد المشتري الزهرة/من خلال تقديس هذه الهياكل لا أقول عبادتها وإنما المشاركة في طبيعتها الروحانية التي تدعوا إلى الفضيلة و السمو و الميول إلى الخير و المحبة و السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي