الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة وجعٌ بلا قرار

رائد الحواري

2021 / 1 / 22
أوراق كتبت في وعن السجن


كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة
وجعٌ بلا قرار
يقدمنا الروائي "كميل أبو حنيش" من عمل روائي جديد "وجع بلا قرار" والظروف التي واكبت كتبته: "مناخٌ عاصفٌ على أكثر من صعيد؛ فمن ناحيةٍ شكّل إتمام صفقة تبادل الأسرى ارتياحًا كبيرًا لدى الحركة الأسيرة وانتهت فترة طويلة من الانتظار"
تركيز الروائي على ظروف الكتابة نابع من مسألتين، الأولى أن الكتابة بالنسبة له تتماثل مع حالة النضال الذي خاضه قبل الأسر، والنضال الذي يخوضه في المعتقل، والثانية أنه يعتبرها جزءا منه، من ذاته، لهذا هو يتعامل مع ما يكتبه بعاطفة الأبوة، فهو حريص على سلامة ما ينتجه من أدب، وحريص على تأميل احتياجات الكتابة لتكون كاملة/ناضجة، كحال الأب الذي يتعب ويشقى في سبيل أبناءه: "كنتُ أتابع نشاطي التّنظيميّ والاعتقاليّ أثناء ساعات النّهار، وأخصّص ساعات اللّيل للكتابة، وما أن وصلنا إلى مشارف استحقاق الإضراب في السّابع عشر من نيسان كنتُ قد انتهيتُ من كتابة المسودّة".
من هنا تكمن أهمية كتابة الأسرى، فهم يكتبون وهم تحت السياط، ويخافون عليها كما تخاف الأم على حملها: "ومرّة أخرى تلبسني هاجس فقدانها؛ فأخفيتها في إحدى حقائبي الصّغيرة، ووضعتُ الحقيبة في عهدة أحد الرّفاق الذين لن يشاركوا في الإضراب لأسباب صحيّة" في الأسر كل شيء وارد، فالأسرى يتعاملون مع محتل حاقد، ولا يتوانى عن إلحاق الأذية بهم، مستخدما أي شيء يمكن أن يلحق الضرر بهم، فبعد أن تم الانتصار في معركة الاضراب وتحقيق مطالب الأسرى، إلا أن هاجس الفقدان كانت حاضرا ويشكل حالة من الاضطراب والأرق للأديب: "عدتُ لسجن "ايشل" في أواخر أيّار، وفوجئت بفقدان حاجيّاتي بما فيها الحقيبة التي أودعتها لدى الرّفيق وتعهد بصيانتها".
ورغم هذا الكارثة، إلا أن الكاتب/الأب لا يفقد الأمل، يبدأ البحث عن فقيده، رغم ما تحمله عملية البحث من تعب وإرهاق نفسي وجسدي وفكري، فهو لا يفرط بابنه ولا يستسلم بسهولة: "وبدأ كل واحد فينا في البحث... استمرّت هذه العملية لأيّام عثرت على كل حاجيّاتي الشّخصيّة باستثناء الرّواية. لكنّي لم أستسلم، فطفقت أبحث عنها في كل مكان داخل المخازن، إلى أن عثرت عليها في كومة للنّفايات كانت على وشك الخروج إلى العدم، تنفستُ الصّعداء، وتمكنّت من إنقاذ الرّواية في اللّحظات الأخيرة.."

بعد استعادة الضائع، كان لا بد من تفقده والتأكد من سلامته، وعدم تعرضه للأذى: "في اليوم التّالي شرعتُ في العمل على إعادة كتابتها بسعادة غامرة، انتهيت من تنقيحها وإعدادها حتّى نهاية تموز، وصادف ذلك الوقت تحرّر أحد الشّباب - لم أعد أذكر اسمه- وحملها معه، وأوصلها إلى صديقي الدكتور عبد المجيد حامد، فتنفّست الصّعداء ثانية."
بهذا الشكل تم إخراج الرواية لترى النور في الخارج، من هنا يمكننا الاستنتاج أن ما تعرضت له الرواية منذ بداية كتابتها حتى إخراجها لم تكن سليمة، من هنا كانت بعض التشويهات بادية عليها: "فوجئت بصدور الرّواية أثناء وجودي في جلبوع. ودخلت نسخة منها بعد صدورها بأيّام في آذار 2017، وبقدر سروري البالغ بطباعتها إلا أنّني صعقت بسبب الأخطاء المطبعيّة بين دفتيها، وألقيتُ باللّوم على شقيقي كمال، وعلى النّاشر الذي لم يكلّف نفسه عناء تدقيقها قبل دفعها إلى المطبعة. ومع ذلك سررت بخبر الإقبال عليها واستحسانها، وكتابة عشرات المقالات النّقديّة عنها رغم أخطائها المطبعيّة.. وقد عملت الدّكتورة أمل أبو حنيش على إعادة تدقيقها من جديد، وإصلاح أخطائها المطبعيّة؛ لتكون جاهزة للطبعة الثّانية، خلال الفترة القادمة.." الأب يرى ابنه رائع حتى لو لم يكن سليما معافى، وهذا ما أكده "كميل أبو حنيش" في هذا الحلقة، لكنه لا يرضى لأبنه أن يكون غير سوي، غير طبيعي لهذا سيذهب به إلى الطبيب ليعالجه وإلى المدرسة ليعلمه.
الأديب يعيش حالتين، حالة حقيقية، وحالة تخيل/تأمل، وأن تأتي أحداث الرواية وشخصياتها لتتماثل مع أحدث حقيقية فهذه لا تعد صدفة، بل تشير إلى قدرة الأديب على الشعور بمشاعر الآخرين، وكأنهم (ملائكة) يأتوه ليحدثوه بما يجب أن يكتب، هذا ما حصل مع "كميل أبو حنيش" في رواية "وجع بلا قرار" فهناك تطابق بين أحداث وشخصيات الرواية وما جرى من "عوض السلطان"
"وقال:
- يبدو أن الرّفيق عوض السّلطان قد روى لك حكايته، ضحكت وأكدتُ له أنّها من محض خيالي..
ذهل مهدي وأضاف قائلًا:
- لكن هذه القصة تلخّص حكاية عوض حتّى أنّ اسم أنهار هو ذات اسم الفتاة التي كان يحبها عوض ومصيرها كان ذاته مصير بطلة الرّواية.."
أليس هذا تأكيد على أن الأديب قادر على أن يكتب عن الأخرين، وبشكل يتماثل مع ا جرى لهم، حتى دون التواصل (الجسدي/المادي) بينهم؟، يقول الأديب عن هذا الأمر: "كم هو غريب عالم الأدب بتقاطعاته مع حكايات البشر وأقدارهم."
الحقلة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل