الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة تفوق الأبيض على الأسود ظهرت عند الهندوس

محمد مقنع

2021 / 1 / 22
حقوق الانسان


هذا جوابي على أحد الأشخاص الذي ادعى بان فكرة تفوق الأبيض على الأسود نشأت في أوروبا.
الهندوس هم اول من جاء بفكرة تفوق الأبيض على الأسود ثم انتقلت لليهود، لتنتشر فيما بعد عن طريق الدينين المسيحي والاسلامي. اما الأوروبيون المتحضرون القدماء (الاغريق والرومان) فكانوا يبجلون ويحترمون كثيرا الافارقة السود، ويحتقرون اوروبيين اخرين كالشعوب الجرمانية والسلافية التي كانت تشكل طبقة العبيد في اليونان وروما.
يقول المؤرخ الاغريقي ديودور الصقلي (عاش في القرن الأول قبل الميلاد) في موسوعته التاريخية "مكتبة التاريخ"، بان المؤرخون يؤكدون بان الإثيوبيون (او الزنوج) كانوا أول البشر مشددين على ان البراهين على هذا الامر واضحة. لأنهم لم يأتوا إلى أرضهم كمهاجرين من الخارج ولكنهم كانوا مواطنين اصليين ومن تما يحملون اسم (autochthones)، وبإنهم كانوا أول من تعلم تكريم الآلهة وإقامة الذبائح والأعياد وغيرها من الطقوس التي يعظمون بها الآلهة؛ ونتيجة لذلك، تم نشر تقواهم بين جميع البشر، مؤكدا بان القرابين والتضحيات التي يقدمها الإثيوبيون هي التي كانت تُرضي الالهة. وانه بسبب تقواهم تجاه الآلهة، يتمتعون بحماية ومحاباة الأرباب، حيث ان ارضهم لم تتعرض قط للغزو من شعوب خارجية؛ وبأنهم يتمتعون منذ الازل بالحرية والسلام، وعلى الرغم من أن العديد من الحكام الأقوياء قد شنوا حروبا عليهم، إلا أن لا أحد منهم نجح في تحقيق هدفه. ويقول بان قمبيز (الملك الاخميني الفارسي) الذي جند جيشا عظيما لإخضاعهم خسر كل جيشه وتعرض هو نفسه لأكبر خطر؛ وهو نفس المصير الذي لاقته سميراميس، التي اشتهرت من خلال ضخامة إنجازاتها؛ وبان هيراكليس وديونيسوس، بالرغم من زيارتهم لكل الأرضي المأهولة، إلا أنهم فشلوا في إخضاع الإثيوبيين، بسبب تقواهم وورعهم. ويضيف بأنهم يقولون بان المصريين ما هم في الحقيقة سوى مستعمرون اثيوبيون أرسلهم اجدادهم بزعامة أوزيريس لتعمير مصر التي لم تكن برا في البدء بل بحرا عندما كان الكون في بداية التشكل؛ حيث ان النيل كان أثناء فترات غمره ينقل الطين من إثيوبيا ليشكل الأرض تدريجياً من الرواسب. ويزيدون بان الجزء الأكبر من عادات المصريين مستوحاة من الإثيوبيين، حيث ان المعمرين الاثيوبيين القدماء (المصريين) ما زالوا يحافظون على آدابهم القديمة. على سبيل المثال، الاعتقاد بأن ملوكهم آلهة، والاهتمام الخاص للغاية الذي يولونه لدفنهم، والعديد من الأمور الأخرى ذات الطبيعة المماثلة، هي في الاصل ممارسات اثيوبية، في حين أن أشكال تماثيلهم وأشكال حروفهم هي من اثيوبيا؛ وبخصوص نوعي الكتابة المنتشرين في مصر: "الكتابة الشعبية" التي يتعلمها جميع المصريين و"الكتابة المقدسة" التي تبقى حكرا على الكهنة، يثقنهما الجميع في اثيوبيا. وعلاوة على ذلك، يقولون بان رتب الكهنة لها نفس المكانة بين الشعبين، جميع الذين يعملون في خدمة الآلهة طاهرون ويحلقون أنفسهم كالكهنة المصريين، ولديهم نفس لباس وشكل العصا، الذي يشبه المحراث ويحمله ملوكهم، الذين يرتدون قبعات عالية تنتهي بمقبض في الأعلى تحيط بها الثعابين؛ ويبدو أن هذا الرمز يحمل فكرة أن الموت بلسعات قاتلة سيكون مصير كل من يجرؤ على مهاجمة الملك.... الخ
فكرة تفوق الأبيض على الأسود انبثقت من معتقدات الاوباش الهندوس، فالأسود في الديانة الهندوسية (والديانات الهندو-ايرانية بصفة عامة -الزرادشتية، المندائية، اليزدانية، المزدكية واليارسانية..- التي ستنبعث منها فيما بعد الديانات الابراهيمية) يربط بالشر السلبية القصور الذاتي، ويمثل في معتقدهم الغضب الظلام غياب الطاقة العقم والموت. بينما الابيض يمثل النقاء الطهارة السلام النور الحياة والمعرفة. تظهر ساراسواتي، إلهة المعرفة عند الهندوس، دائما ببشرة ولباس ابيض. والبراهمة والكشاتريا، أعلى طبقتين اجتماعيتين في الهند، مرتبطتين بذوي البشرة البيضاء. كما يغطى قادة الديانة الهندوسية أنفسهم بالرماد الأبيض لتمثيل ولادتهم الروحية. الأبيض هو أيضا لون الحداد عندهم كالمسلمين (اغلب معتقدات وطقوس متبعي "الديانات الابراهيمية" مستوحاة من الهندوس، واصلا الأوروبيين واغلب سكان الشرق الأوسط الحاليين هاجروا من شمال الهند ولا علاقة تجمعهم بالساميين القدماء).

هام: اثيوبيين التي تعني وجه محروق كان تطلق على اشد البشر سوادا، ومور الاغريقية (μαύρο التي تعني اسود) على السود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا