الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل

عدنان جواد

2021 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


التعليم الالكتروني نظام حديث للتعليم، باستخدام وسائل الاتصال الحديثة وشبكة الانترنيت والوسائط المتعددة، فهو يستطيع ايصال المعلومة بأقصر وقت واقل جهد واكبر فائدة واكثر عدد من المتعلمين، وهناك نوعين من التعليم متزامن وغير متزامن، المتزامن الذي يتطلب وجود الاستاذ والطالب في نفس الوقت والغير متزامن لا يتطلب وجودهما في نفس الوقت، وهذا التعليم موجود في الدول المتقدمة وحتى في بعض الدول العربية لكن بعد توفر البنية التحتية المناسبة لذلك.
شهدت السنة الدراسية الماضية انقطاعاً في الدوام بسبب التظاهرات الطلابية بحيث اضرب الطلاب عن الدوام بفعل اشتراك الكثير من الطلبة في التظاهرات ، حيث وصل الامر الى اغلاق الجامعات والمدارس من قبل الطلبة انفسهم، وما لحقه من حجر منزلي بسبب انتشار وباء كورونا، ونتيجة لعدم خبرة المدارس والجامعات بهذا التعليم وعدم معرفة الطلاب لهذا الاسلوب من التعليم حدثت بعض العقبات والمشاكل ، منها عدم وجود بنية تحتية من حيث توفر اجهزة الحاسوب، وعدم توفر السرعة العالية للاتصال بالأنترنيت لان الشبكات ضعيفة جداً في ايصال الاتصال وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وفقدان الطالب للرغبة في التعلم مقارنة بالوسائل والالعاب التي تجذب الطالب بعيداً عن دراسته في نفس جهاز الموبايل الذي يستخدمه، وصعوبة تقييم الطالب من قبل المعلم لانعدام الحوار والمناقشة وقلة الحضور فينخفض مستوى الابداع والابتكار والفهم.
ان ما تعانيه العوائل في العراق هي حرب بكل ما تعني الكلمة، فانت تضع في يد ابنك او ابنتك القاصر وهو لا يميز بين الصالح والطالح وبين الخير والشر جهاز يجلب كل شيء، ولا توجد رقابة على وسائل التواصل لا حكومية التي كل هم وزرائها جمع المال وافقار الشعب واذلاله ، ولا عائلية التي تقضي اغلب وقتها في توفير لقمة العيش ، وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي يسخفها بعض المثقفين، لكننا راينا المؤامرات التي تم التخطيط لها في الخمسينات و كيف يتم تنفيذها وتطبيقها في منطقتنا حرفياً، وكما خلقت وسائل الاتصال التي انتشرت مع دخول الديمقراطية الينا والتي فهمها البعض على انها حرية في كل شيء فسادت الفوضى ، والبرامج وانواع الالعاب التي شغلت الطفل والشاب بحيث تحول ليلهم الى نهار، فصار الشاب المراهق مختلفاً عن تفكير امه وابيه، بل يتمرد على كل اعرافهم وتقاليدهم، وحتى على معتقدهم الديني، فانت تشتري (موبايل) بثمن تستقطعه من مصروف العائلة الشهري والذي يؤثر في جوانب اخرى من حاجات العائلة الضرورية من اجل التعليم الإلكتروني لابنك، ولكي ينجح الابن ويحصل على اعلى الدرجات، لكنك تتفاجأ وفي ساعة متأخرة من الليل وبعد استيقاظك من النوم بصورة مفاجئة تجد ابنك قد امتطى صهوة التحشيش الذي ينشر كل انواع الفاظ الرذيلة والانحراف، او انه يراسل اصدقاء السوء في الساعة الثانية او الثالثة بعد منتصف الليل، او يطالع المواقع الاباحية ، او يدمن على العاب البو بجي وغيرها الكثير، وعندما يتم إيقاظه صباحاً لا يستطيع النهوض الا بعد الثانية بعد الظهر، وعندما تطالبه بإكمال واجباته المدرسية يتحين الفرص ويخلق الاعذار بانه ليس هناك اي واجبات او فروض تم ارسالها من المدرسة، وتمر الايام واذا بالمدرسة ترسل لولي الامر استدعاء لان ابنه او ابنته قد فشل في اغلب الاختبارات وانه غالباً ناعساً وشارد الذهن ، اضافة لضعف النظر وفقدان التركيز وحب الدراسة والتعلم.
هذا الكلام عايشته مع احد اطفالي الذي يدمن على الالعاب، والذي اصبح لا يفارق الموبايل ليلا ونهاراً، وعندما تحاول اخذه منه يبكي بكاءاً شديداً وكانه قد فقد عزيزاً، مستواه الدراسي هبط الى مستوى ضعيف لأنه اصبح كل همه اللعب ، فالتساؤل المشروع هل تمت مناقشة عواقب التعليم الالكتروني وهل هو للتعليم ام للتجهيل وتدمير المجتمع بأفكار دخيله عليه ، ومن هذا الباب دخل الاعداء لعقول الشباب بعد ان اصبحت ارض خصبة لاستقبال ما يزرع فيها من افكار منحرفة ومتطرفة، والدليل جرائم العنف والانتحار وارتفاع نسبة الطلاق ، وجرائم القتل ، وتعاطي المخدرات ، وعدم احترام الابناء للقيم والاعراف المجتمعية، وتجنيدهم من قبل المنظمات الارهابية ، ومنظمات الجريمة المنظمة، وكل هذا بسبب الجهل وفقدان التعليم لرصانته وتأثيره في المجتمع، فاصبح صاحب الشهادة لا يملك معلومات باختصاصه وانما منح تلك الورقة التي تحوي درجات حصل عليها في الدور الثالث وبعد ان حصل 5 درجات من هنا و10 من هناك اضافة للغش والتحايل ، وخوف الهيئات التدريسية من الطلاب انفسهم، لانهم ربما ينتمون لأحزاب او جهات تستطيع فعل كل شيء ولا يوجد من يحميهم فالقانون مجرد حبر على ورق و يطبق فقط على الفقراء والناس البسطاء، فينبغي على الحكومة والكتل السياسية الناهبة الانتباه لهذا الامر والشروع بمراقبة وسائل التواصل وما يبث فيها من افكار وسموم تدمر المجتمع وتفككه وتنهي التعليم بكل اشكاله، وعلى العوائل مراقبة ابنائهم وتحديد اوقات معينة للدراسة ، بحيث لا يتعدى مداها الساعة الحادية عشر ليلاً وبعدها يسحب جهاز الموبايل او الحاسوب من يد الطفل او الصبي او الشاب المراهق، وترك العواطف جانباً فنحن امام غزو وحرب من جميع الجهات واخطرها الحرب الالكترونية، وما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن