الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية نظاما (1 – 3)

سلام ابراهيم عطوف كبة

2021 / 1 / 23
الارشيف الماركسي


الرأسمالية نظاما (1 – 3)
CAPITALISM AS A SYSTEM
ترجمة : ابراهيم كبة

أوليفر كوكس"Oliver Cox"(1901 – 1974) : هو عالم اجتماع امريكي ، ولد في 25 تشرين الاول 1901 في بورت اوف سبين في ترينيداد وتوباغو ، وتوفي في 4 ايلول 1974 .
ابراهيم كبة (1919 – 2004) : استاذ الفكر الاقتصادي والاقتصاد السياسي في جامعات بغداد والمستنصرية ووزير الاقتصاد والاصلاح الزراعي في اول حكومة بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة

القسم الاول
جاء في مقدمة د. ابراهيم عطوف كبة في ترجمته لكتاب أوليفر.س.كوكس "الرأسمالية نظاما"،والذي صدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/جامعة بغداد/عام 1979 :
"1"
ان مؤلف هذا الكتاب القيم: (الرأسمالية نظاماً)،هو الاستاذ الاجتماعي الامريكي،الزنجي،المعروف،اوليفر كوكس،الاستاذ في جامعة لنكولن، ميسوري.وهو بالاضافة الى اختصاصه الاصلي في علم الاجتماع،بمعناه التكنيكي المحدود،ملم الماماً واسعاً بسائر العلوم الاجتماعية،وفي مقدمتها علوم الاقتصاد والقانون والسياسة،بالاضافة الى مختلف الحقول الفلسفية.ومفهومه لعلم الاجتماع هو ليس المفهوم الضيق التجزيئي،التبضيعي،الاكاديمي،السائد اليوم في الجامعات الغربية،وخاصة الجامعات الامريكية،والجامعات الالمانية الغربية بل هو المفهوم الشمولي،الموسوعي،الذي يدرس مجموع الصراع الاجتماعي،بقاعدته الاقتصادية،ومستوياته الاجتماعية المختلفة،وفكرياته وقيمه السلوكية،على غرار ما كان يفعل اعلام هذا العلم العتيد،من امثال كارل ماركس واوغست كونت،وماكس فيبر،واميل دور كهايم،وهربرت سبنسر(1).وبالرغم من تعدد اهتمامات كوكس،وتنوع الحقول التي حاضر والف وبحث فيها،الا انه ركز اهتمامه بصورة خاصة على الجوهر الاقتصادي لتطور التاريخ،والكابع التدريجي(الهيراركي)للانظمة الاجتماعية التاريخية،وعلى الاخص،النظام الرأسمالي.وحاول ان يكشف اسباب هذا الطابع الاساسي،والمظاهر المختلفة المعقدة التي يتخذها،ومختلف انواع القيم التي يفرزها،وآثار كل ذلك على السياسات الاجتماعية والسياسية والاخلاقية الروحية،العملية،للدول والحكومات والمؤسسات والشركات والافراد،في مختلف العلاقات الاجتماعية المتشابكة.وقد سجل الاستاذ كوكس نتائج ابحاثه العلمية المهمة في هذا الحقل الخطير،في عشرات الدراسات،كان من اشهرها مؤلفه الاساسي الاول(الطائفة المغلقة والطبقة والعنصر)،الذي حاز على احدى اهم الجوائز العلمية في امريكا عام 1948،وكتابه النظري المهم(اسس الرأسمالية)الصادر عام 1959،وأخيراً هذا الكتاب التاريخي الرائع،الذي نشرته مجلة(مونثلي ريفيو)الامريكية التقدمية التي يشرف عليها الاستاذ الكبير(بول سويزي)،والذي جعلناه موضوع ترجمتنا هذه.
ان منهج المؤلف في مؤلفاته بصورة عامة هو المنهج التاريخي الذي يؤكد على موضوعية الظواهر الاجتماعية،وطابعها التاريخي النسبي،وتطورها الطبيعي الداخلي ان صح التعبير،وتشابكها مع جميع الظواهر الاخرى في نظام شمولي متكامل،يجب تحديد شروطه الزمانية والمكانية،ودراسة جوهره الحي ومظاهره وقواه الفعالة،وخاصة وضع اليد على ما يسميه المؤلف بـ (القوة الاولية) او الاصلية للنظام،اي القوة التي تطلق حركة الظواهر الاجتماعية،وتدفع بتطورها الى الامام،وتحافظ على زخم حركتها ووتائر سرعتها،وتحدد في نفس الوقت اتجاهات تلك الحركة.وبالرغم من ان هذا المنهج الذي يتبناه المؤلف بصرامة في ابحاثه الاجتماعية والاقتصادية،مستوحى اساسا من المنهج الماركسي،الا انه من الواضح ان المؤلف متأثر،الى حد كبير،ببعض المدارس البورجوازية الاكاديمية في الاجتماع والاقتصاد والتربية،وخاصة المدرسة(الروحية)المرتبطة بأسم ماكس فيير M. Weber،وبعض اقطاب المدرسة التاريخية الالمانية وعلى رأسهم فيرنر سومبارت W.Sombartوبعض المدارس السوسيولوجية المعاصرة(كورفيتش)،وأخيرا بعض التحليلات الكينزية.وبالرغم من ان المؤلف يوجه احيانا انتقادات شديدة لاكثر هذه المدارس،الا ان تأثره المنهجي بها واضح لا لبس فيه،كما يبدو خاصة في تحليله لظاهرة الامبريالية،وفي تأكيده المبالغ فيه على العوامل الاخلاقية والدينية والسلوكية(2)في تطور المجتمع..الخ.ويبدو ان من تأثيرات هذه المناهج البورجوازية المتناقضة على منهجية المؤلف،انها طبعتها مع الاسف،في احيان كثيرة،بالطابع(الانتقائي)،مع جميع السلبيات المعروفة عن هذا المنهج الاكاديمي،الشكلي وغير العلمي في جوهره،بالرغم من كل ما يحيط نفسه من مظاهر الموضوعية الكاذبة والحياد الزائف والنقاء النظري المزعوم.
لقد قلنا بأن المؤلف يستوحي الكثير من افكاره بالاضافة الى منهجه،من الفكر الماركسي اساسا،الا ان تفسيراته للماركسية في بعض الاحيان،تفسيرات ساذجة وخاطئة ووهمية،وهو متأثر فيها،من دون ريب،ببعض التفسيرات البورجوازية المعاصرة للماركسية دون ان يشير اليها صراحة.ويمكن ان تنسب الكثير من اخطاء المؤلف،وخاصة في القسم الثاني من الكتاب،وعلى الاخص في الفصول المتعلقة بقوانين حركة الرأسمالية(3)،الى هذا الاضطراب في فهم المنهج الماركسي.وفي احيان اخرى،وخاصة بالنسبة لاحدى الافكار الاساسية في الكتاب،وهي تركيزه على الطابع التجاري للرأسمالية كنظام واعتباره التجارة الخارجية(القوة الاصلية)المحركة له(4)،يتناقض المؤلف جوهريا مع المفهوم الماركسي الذي يؤكد،كما هو معروف على الرأسمالية كنمط انتاجي،وليس كنمط تبادلي.وبهذا ينحدر المؤلف بعيدا الى تبني المفاهيم السطحية،المبتذلة،الفجة،للرأسمالية،السائدة في الاوساط الاكاديمية الغربية،منذ الردة الكبرى في الفكر الاقتصادي الكلاسيكي،في عشرينات القرن الماضي،على يد جان بابتيست سلي ومدرسته الاكاديمية حتى اخر اعمال هكس وبولاني وهاملتون ونوسباوم وبيرين وكرومويل وجرنوفسكي(5).كما ان من الملاحظ ان المؤلف يتعاطف كثيرا مع بعض التفسيرات الخاطئة داخل الفكر الماركسي نفسه،وخاصة مع نظرية(الاستهلاك الثالث) – اي الاستهلاك خارج النظام الرأسمالي – كشرط اولى مسبق لعمل او آلية الرأسمالية،ونظرية الطابع الامبريالي الاصيل للرأسمالية،الملازم لها بالضرورة منذ بداية النظام حتى نهايته،والنظرية التي تنسب ازمة النظام الرأسمالي الى(نقص الاستهلاك)الجماهيري .. تلك النظريات التي ترتبط باسماء روزا لوكسمبرغ وشتيرنبرغ والشعبيين(النارودنيك)الروس(6).وفي رأيي ان المؤلف هنا ينساق ايضا،من دون وعي،مع بعض التشويهات الاكاديمية المعاصرة للفكر الماركسي،وخاصة تلك التي ينشرها ويدافع عنها بحماس ما يسمى بالجناح اليساري للكينزية،وعلى رأسهم الاقتصادية البريطانية جون روبنسن(7)،وبعض الماركسيين من اساتذة الجامعات في الغرب،ولعل في مقدمتهم،في المدة الاخيرة،الاستاذ الفرنسي هنري دني(8).
واخيرا فأن الاستاذ المؤلف يلتقي في الكثير من استنتاجاته،خاصة بالنسبة لاهمية بلدان(العالم الثالث)في الحركة الثورية العالمية(9)،وفي اندماج الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية المتقدمة بالنظام الرأسمالي نفسه،جزئيا،مع بعض آراء الاجنحة الماركسية الراديكالية في الغرب(10)،ولكنه يتطرف غالبا في هذا الاتجاه،ويبلغ في تفاؤله احيانا درجة(الطوبائية)،ويفقد ما يمكن تسميته ب(حس التناسب) Sense of Proportion ويعود ذلك بالدرجة الاولى،في نظري،الى اضطراب منهجيته وطابعها الانتقائي.
وبالرغم من هذه العيوب الاساسية للكتاب،وبعضها عيوب خطيرة،الا ان الفكرة الرئيسية في الكتاب،التي تتغلغل في جميع تفاصيله،والتي تؤكد على الطابع العالمي والشمولي والتكاملي والموحد للرأسمالية،هي فكرة صحيحة تماما،وعلى درجة من الاهمية النظرية والعملية،تجعل من المستحيل الاستغناء عنها في اية دراسة جدية،ليس من اجل فهم تاريخ تطور الرأسمالية نفسها فحسب،بل من اجل استيعاب مجموع ظواهر العالم المعاصر،وامكان التنبوء باتجاهات حركته في المستقبل القريب.على انه من المضحك ان هذه الفكرة العظيمة التي تعتبر من اهم مآثر المنهجية الماركسية والتي طورها ونظرها وحللها مؤخرا بتفصيل وعمق،بعض ابرز المنظرين الماركسيين المعاصرين(باران،بتلهايم،سويزي،مانديل،ماكدوف..الخ)،استنادا الى الكلاسيكيات الماركسية نفسها،ينكرها الاستاذ كوكس على الماركسية،ويخلط بشكل مدهش،في هذا الصدد،بين النظرية الماركسية والنظرية الكلاسيكية(خاصة آدم سميث وساي وجون ستوارت مل)(9)،ويزعم ان المفهوم الماركسي للرأسمالية هو المفهوم الكلاسيكي المغلق،والاقليمي والقومي..الخ،ويفضل نسبة هذه الفكرة الماركسية الجوهرية الى تجار المدن الايطالية في اواخر العصور الوسطى،واقطاب الاحتكارات الامبريالية العملاقة في عصرنا الراهن(10)،وآيديولوجي التوسع الشوفيني من ماكيافلي وماندفيل الى سيسل رودس وجوزيف شمبرلن(11).

"2"
استعراض سريع لموضوعات الكتاب
يبدأ المؤلف كتابه بمقدمة قصيرة يبرز فيها الفكرة الاساسية للكتاب،اي الطابع المتكامل والموحد والدولي للرأسمالية منذ بدايتها،وجوهرها التجاري الخارجي،وملازمة الامبريالية لها على الدوام.ومن هنا يميز المؤلف بين مفهومي(النظام)الرأسمالي System الذي يشمل الرأسمالية العالمية بالمعنى السابق،و(المجتمعات)الرأسمالية Society التي تضم الرأسماليات القومية في البلدان المختلفة،على اختلاف مستوياتها في الهرم الرأسمالي،وتباين المراكز التي تحتلها في درجات السلم الرأسمالي،ابتداء من الرأسماليات القائدة Leader التي تحتل القمة وتسيطر على مجموع النظام،وهي تشمل في نظر المؤلف الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا،وهبوطا الى الرأسماليات المتطورة في اوروبا واليابان التي يطلق عليها المؤلف تعبير الرأسماليات المساعدة او الروافد Tributary ثم انحداراً الى ما يسميه الكاتب بالرأسماليات التقدمية Progressive التي تشمل الدومنيونات البريطانية والارجنتين،ومرورا بالرأسماليات التابعة او التوابع التي تشمل روسيا والصين قبل ثورتيهما الاشتراكيتين،والشرق الادنى وبلدان امريكا اللاتينية،انتهاء بالقاعدة السفلى للنظام التي تتكون من بقية الشعوب الآسيوية وجميع الشعوب الافريقية وسكان جزر الهند الغربية وجزر المحيط الهادي،التي يطلق عليها المؤلف اسم الشعوب السلبية Passive.ويقوم المؤلف بشرح هذه المفاهيم الاساسية التي يقوم عليها هيكل الكتاب،في الفصل الاول من فصوله،راسما لها رسما بيانيا يوضح هذه العناصر الخمسة المكونة لهيكل النظام الرأسمالي(12).
بعد هذه المقدمة يقسم المؤلف كتابه الى قسمين رئيسيين،يكرس القسم الاول لدراسة(هيكل ووظيفة)النظام الرأسمالي بصورة تفصيلية،وذلك في عشرة فصول:-
يخصص الفصل الاول لدراسة ما يمكن تسميته بـ (الخلية)الاولى للنظام،وهي(المشروع) او المنشأة الرأسمالية Enterprise ويستعرض فيه تاريخ هذه الخلية منذ القرن الثالث عشر تقريباً،ويتوسع جداً في دراسة ما يسميه بتباين(الأوضاع السوقية)للتجارة الرأسمالية Market Situation،الذي يعطيه اهمية حاسمة في تطور مجموع النظام الرأسمالي،ويحدد خمسة مستويات لهذه المراكز السوقية التجارية:المستوى الاول يشمل التجارة بين الرأسماليات المتقدمة نفسها،والمستوى الثاني يشمل التجارة بين الرأسماليات المتقدمة والراسمالية القائدة،والمستوى الثالث يشمل التجارة بين الرأسماليات المتقدمة(بما في ذلك القائدة)والشعوب المتأخرة،حيث يعلق المؤلف على هذا المستوى اهمية كبرى،والمستوى الرابع يشمل التجارة الداخلية في كل رأسمالية محلية،واخيراً يشمل المستوى الخامس المراكز التنافسية في المعارض التجارية سابقا والبورصات الدولية في الوقت الحاضر.وهنا ايضا يرسم المؤلف رسما بيانيا(13)،يوضح العلاقة المتبادلة داخل هذا الهيكل الهرمي للاوضاع السوقية.وبالاضافة الى ذلك، يستعرض كوكس في هذا الفصل القيم تطور الاشكال القانونية والتنظيمية للمشروع الرأسمالي،من الشكل الفردي،والعائلي،الى اشكال المشاركة المختلفة،الى شكل الشركات المساهمة العملاقة في الوقت الحاضر.واخيرا يستعرض المؤلف تطور الادوات التكنيكية للمشروع،مؤكدا بصورة خاصة على اهمية النظام المحاسبي بالطريقة المزدوجة،والحوالات التجارية،والنظام المصرفي،ونظام التأمين.
اما الفصل الثاني فيكرسه لما يسميه(الرحم الاجتماعي)(14) للرأسمالية،Matrix،اي شروط النشأة الاولى للنظام الرأسمالي في اواخر العصور الوسطى،ويستعرض بصورة مفصلة سبعة من هذه الشروط الاساسية،تحت سبعة عناوين فرعية هي: الحكومة،والقيادة،والمواطنة،والحرية،والقومية،والنفسية او الروح، Ethos واخيرا الشخصية،اي السمات الشخصية لرواد الرأسمالية.وفي هذا الفصل بالذات،القيم جداً من ناحية غزارة المعلومات التاريخية،يقع المؤلف في شباك بعض التفسيرات الروحية او الاخلاقية للنظام الرأسمالي،وخاصة المدرسة التاريخية الالمانية المثالية(ماكس فيبر وفيرنر سومبارت)من جهة،والمدرسة المؤسسية الامريكية من جهة اخرى(فبلن وكومنز على الأخص)وبعض اقطاب الليبرالية الجديدة من جهة ثالثة(هايك،وميزس،وشومبيتر)،بالرغم من انتقاداته الشكلية لبعض تصورات هذه المدارس،وعدم اشارته دائما الى مصادره الآيديولوجية بصورة صحيحة.
ويكرس المؤلف الفصل الثالث لدور الدين المسيحي،وخاصة بعض المذاهب المسيحية الاصلاحية(البروتستانية والبيوريتانية)،في تطور النظام الرأسمالي.وهنا يقوم الاستاذ كوكس بنقد مركز للتفسيرات الدينية لنشأة الرأسمالية،ويناقش تفصيلا آراء (فيبر) المشهورة في هذا المجال،ولكنه لم يستفد في رأيي بالدرجة الكافية من النقد الماركسي الجذري والغزير جدا لهذه المدارس المثالية في تفسير الرأسمالية،وخاصة من دراسات الماركسي البريطاني الكبير(موريس دوب)الذي خصص لهذا الموضوع بالذات احد اهم الكتب المؤلفة في هذا الموضوع في جميع اللغات،وهو كتابه العبقري"دراسات في تطور الرأسمالية"(15)،هذا بالاضافة الى الاجزاء التاريخية المعروفة من التراث الماركسي الكلاكسيكي(ماركس،انجلز،كاوتسكي،مهرينغ،بليخانوف،لينين،روزا لوكمسبرغ..الخ).ثم يكرس المؤلف الفصلين الرابع والخامس لدراسة(اخلاق)الرأسمالية.وفي رأيي،ان هذين الفصلين من اضعف فصول الكتاب واقربها الى المنهج(الوعظي)الذي يميز الكثير من الكتابات التاريخية المؤلفة لمؤرخي الرأسمالية البورجوازيين،حيث نجد التأكيد على دور القيم الخلقية والخصائص الفردية،والمعايير السلوكية،والاشكال القانونية والدبلوماسية،واهمية(النخبة) و(المنظمين) و(ربابنة الصناعة)في تطور النظام الرأسمالي،بدون الربط الجدلي(الدايكتلي)الدقيق بين هذه(المستويات العليا)في النظام و(القاعدة) الاقتصادية.ولا شك ان السبب الاساسي في فشل هذه الفصول،في رأيي،هو نظرة الاستاذ المؤلف الاساسية للرأسمالية،ليس باعتبارها (نمط انتاج) تاريخي محدد،وانما باعتبارها مجرد(اشكال تبادلية)،او حسب تعبير كوكس(مراكز سوقية) تمتد تاريخيا الى الوراء،الى صميم العلاقات الاقطاعية نفسها.ولهذا الخطأ الاساسي القاتل،تعود في رأيي،جميع الاخطاء التفصيلية الاخرى.ومن هنا تتجسد اهمية صياغة(المفاهيم النظرية)الدقيقة للرأسمالية،وحسن استخدامها في دراسة وتحليل مجموع الظواهر الرأسمالية،كما موضح ذلك الاستاذ شارل بتلهايم مرار وتكرارا(16).ان الاستاذ كوكس يفتقر،مع الاسف،لهذا الوضوح النظري في تحديد وصياغة المفاهيم الاساسية للرأسمالية.
بعد ذلك يكرس المؤلف الفصل السادس من كتابه لدراسة(ديناميات) النظام الرأسمالي،اي القوى الاجتماعية التي عملت على انتشاره وتوسعه من مواطنه الاولى في مدن العصور الوسطى الى سائر انحاء اوربا،ومنها الى سائر انحاء العالم.وهنا ايضا نجد المؤلف يركز اهتمامه على القوى الخارجية(التجارة،الحرب،القرصنة..الخ)،وبصورة خاصة على القوى والمؤسسات الفوقية،وبشكل اكثر خصوصية،على التحالف الثلاثي - في نظر المؤلف- بين المدن الرأسمالية والكنيسة البروتستانتية وبعض مراتب طبقة النبلاء الاقطاعية،ودورها الاساسي في تطور الرأسمالية،دون ان يحاول ادراك ان هذه القوى والمؤسسات لم تكن في التحليل الاخير القوى (الدافعة) للنظام،بل كانت بالاحرى جزءا من القوى(المدفوعة)في تيار النظام،وان مصدر الدفع انما يكمن في خصائص(النمط) الرأسمالي نفسه،اي في خصائص (رأس المال)،لا بالمعني التكنيكي السطحي الذي ما زال سائدا في المدارس الاكاديمية المعاصرة منذ اعمال الاقتصادي النمساوي الكبير بوم بافرك(17)، Bohm- Bawerk،بل بالمعني الاجتماعي العميق الذي يستخدمه الماركسيون....لا كطريقة انتاج،بل كعلاقة اجتماعية – اقتصادية طبقية تقوم على عملية الفصل بين (العمل) و(وسائل العمل)،وبالتالي تؤول بالضرورة الى خلق الهيكل الطبقي اللازم لتحقيق عملية(الاستغلال)،وما يلازمها بالضرورة من الطابع التوسعي لعملية تكرار الانتاج،ليس انتاج السلع من اجل الاستهلاك كما يزعم الاقتصاد البورجوازي،بل انتاج رأس المال نفسه،اي اعادة الانتاج الموسع للنظام الرأسمالي بالذات.
ثم يخصص الاستاذ المؤلف الفصلين السابع والثامن لدراسة ما يسميه(القوة الاولية)المحركة للنظام الرأسمالي ويعني بها التجارة الخارجية.وفي اعتقادي ان المؤلف يقع في هذين الفصلين في خطأ تشويه العلاقة الحقيقية بين الانتاج والتبادل في النظام الرأسمالي،وذلك باعتباره النشاطات التبادلية في الرأسمالية وكل ما يرتبط بها من مؤسسات وسائل وادوات (الاسواق الخارجية،المؤسسات النقدية والمصرفية والتأمينية،النظام المحاسبي،الاشكال التنظيمية المختلفة للمشروع،المعاهدات والاتفاقات التجارية،العلاقات الكولونيالية..الخ)هي التي تحرك وتدفع وتجر وراءها مجموع النشطات الانتاجية للنظام(من زراعية وصناعية وخدمات)وجميع ما يرتبط بها من مؤسسات اقتصادية وقانونية وتنظيمية،وادوات ووسائل وطرق انتاجية،بما في ذلك الثورات السياسية والصناعية والعلمية والتكنولوجية.وانطلاقا من هذه العلاقة المقلوبة بين عناصر ومستويات نمط الانتاج الرأسمالي(قوى وعلاقات الانتاج) يرسم المؤلف لوحته التاريخية العريضة لتطور الرأسمالية منذ بدايتها(في القرن الثالث عشر في رأيه)الى الوقت الحاضر،وكأن الرأسمالية بقيت جوهريا طيلة هذه القرون الثمانية هي نفسها،دون تطورات اساسية عبر مراحل تاريخية متمايزة تماما(رأسماية تجارية/رأسمالية مشاغل/رأسمالية ليبرالية/رأسمالية امبريالية ذات اطوار مختلفة..الخ).ومن المؤسف ان الاستاذ كوكس الذي يكثر من توجيه التهم للمدرسة الكلاسيكية،وبدون حق احيانا،وخاصة تهمة التجريد والتعميم واللاتاريخية يقع هو نفسه،في هذا الجزء من دراسته،في صميم هذه الاخطاء،عندما ينظر للرأسمالية كنمط عام (تجريدي)،يتحرك بقوة قاهرة تقع خارجه – هي التجارة الخارجية – وليس كنمط تاريخي طبيعي،له قوانينه وضوابطه الداخلية،وتكمن قواه الدينامية الذاتية في صميم التفاعلات الجدلية المعقدة بين مختلف عناصر وعلاقات ومستويات النظام،على الصعيدين الداخلي والخارجي،وفق القوانين الاجتماعية الاساسية الثلاثة التي تضبط حركة النظام،وحسب التفاصيل المعروفة،في علم الاجتماع الماركسي(المادية التاريخية)(18).والواقع ان المؤلف يتابع في فصله هذا نفس افكار المدرسة التاريخية الالمانية،القديمة والجديدة(خاصة ليست وهلد براند وكارل كينز)،مع اعطاء هذه الافكار طابعا كوسموبوليتيا بدل الطابع القومي الشوفيني المميز للمدرسة المذكورة.كما انه من الجهة الاخرى يتابع بعض الافكار الخاطئة المعروفة لبعض الاكاديميين المعاصرين(جيدروست،بلوغ،باربر.. الخ).والتي تحاول تصوير ماركس وكأنه مجرد امتداد للمفكرين الكلاسيكيين،دون ادراك الفروق النوعية بين المدرستين الكلاسيكية والماركسية،من حيث النظرة الاساسية للمجتمع،والمنهج العلمي في البحث،وادوات التحليل الاقتصادية،فضلا عن الفروق الجذرية في الافكار الاساسية نفسها،المعبرة عن التناقض الاساسي بين الطبقتين الاساسيتين في المجتمع الرأسمالي البروليتاريا والبورجوازية.ان الهدف الحقيقي لهؤلاء الاكاديميين هو انكار (الثورة) الماركسية في الفكر الاقتصادي.
وأخيرا يكرس المؤلف آخر فصلين من القسم الاول،لدراسة (الامبريالية).وفي هذا الجزء الحساس من الدراسة يقع المؤلف في الخلط العجيب بين(الامبريالية)كمرحلة متأخرة من مراحل النظام الرأسمالي،و(الكولونيالية)،التي تعبر عن العلاقات الخارجية بين عناصر ومكونات النظام الرأسمالي في جميع مراحله.والواقع انه يوجه انتقاداته السطحية للمفهوم الماركسي للامبريالية(لينين ولوكسمبرغ وبوخارين)من هذا المنطلق الخاطئ – معيدا بذلك الاخطاء القديمة لكاوتسكي – بحيث تتهاوى جميع انتقادته،كبرج من الورق- حالما يعمد المرء لتصحيح مقدماته الخاطئة(19).
اما القفسم الثاني من الكتاب،الذي يجعل الاستاذ المؤلف عنوانه(مفاهيم رأسمالية) فهو القسم (النظري) (المستقبلي) من الكتاب،تمييزا له عن القسم الاول(التاريخي) و(الوصفي) – ان صح التعبير – وان كان من صفات المؤلف الجديرة بالتقدير،انه يربط بشكل دقيق ومستمر بين هذين العنصرين في اغلب فصول الكتاب.ويقع هذا القسم في خمسة فصول،يكرس الفصلين الاول والثاني منها لدراسة ما يسميه(انكماش الحدود).اي ظاهرة التراجع والانحسار والتدهور لنظام الرأسمالية العالمي،وآثار ذلك على العلاقات الطبقية والصراع الطبقي في سائر اجزاء ومواطن النظام.وفي رأيي ان المؤلف يتابع هنا الكثير من تحليلات واستنتاجات التيارات الراديكالية والماركسية الجديدة في العالم وخاصة في الامريكيتين،مع ميل انفعالي واضح الى المبالغة في هذه الاستنتاجات والتنبؤات وفصلها عن جذورها التحليلية في المنهج العلمي الماركسي.
ويكرس الاستاذ الفصلين الثالث والرابع من هذا القسم لدراسة(قانون حركة)النظام الرأسمالي،وفيه يعالج مشكلة(الدورة الاقتصادية)المميزة للنظام الرأسمالي،ويميل بوضوح – انطلاقا من مفهومه التجاري السوقي للرأسمالية من دون شك – الى بعض التفسيرات والمعالجات الاكاديمية المعروفة التي تنسب الازمة الى الاختلالات في التوازن بين قطاعات النظام الرأسمالي(توكان – بارانوفسكي،افتاليون،هايك)،كما انه يستعرض بعض النظريات العامة الاكاديمية التي تقدمت في اوائل هذا القرن لتفسير الازمة العامة للرأسمالية – والحلول الممكنة لتجنبها او معالجة آثارها – والنظم البديلة الممكن ان تحل محلها،ويركز خاصة على النظريات المشهورة لكينز وشومبيتر ومولتن.ويقدم المؤلف في هذا الجزء النظري من دراسته نقدا سليما لهذه النظريات الاكاديمية الواسعة الانتشار في العالم الاكاديمي،وان كان ينطلق في نقده من تصوراته الخاصة(الخاطئة في نظري)لقوانين حركة النظام الرأسمالي.
اما الفقرات التي خصصها في هذا القسم(راجع الفصل 15)لنقد التحليل الماركسي للازمة الدورية والازمة العامة للرأسمالية،فهي شاهد حي على ان المقدمات الخاطئة لابد ان تنتهي الى نتائج خاطئة.ان الاستاذ كوكس مازال يتوهم – بالرغم من آلاف الكتب الماركسية التي وضحت هذه النقطة(20) – بأن نظرية الماركسية للازمة هي نظرية(نقص استهلاكية) – على غرار سيسموندي وهوبزن وروزا لوكسمبرغ مثلا – ولايستوعب الجوهر الجدلي لهذه النظرية،ولا طابعها المركب ولا تركيزها على الصراع الطبقي،ولا على نسبتها في التحليل الاخير(لتناقضات)النظام الرأسمالي بالذات(21).
واخيرا ينهي كوكس مؤلفة القيم بفصل قصير جدا يكرسه لمرحلة(الانتقال)من الرأسمالية الى الاشتراكية.وفي رأيي ان الافكار الاساسية لهذا الفصل هي افكار صحيحة على العموم،يتابع فيها،في الحقيقة،آراء واستنتاجات وتنبؤات الماركسيين الجدد،بصورة عامة،وان كان يبالغ – كما ذكرت سابقا – بصورة خطيرة،في تقديره لدور الحركات التحررية في العالم الثالث – دون تحديد دقيق لمحتواها الاجتماعي - ،ويهمل الوزن التاريخي – الكامن الآن – للطبقات الكادحة في الرأسماليات المتقدمة.

"3"
بعض حسنات الكتاب
هذه هي الموضوعات الاساسية لكتاب الاستاذ كوكس،ومنها يتبين الطابع الشمولي الواسع لمنظوره التاريخي للنظام الرأسمالي،وابرازه التفصيلي لمختلف العوامل المادية والفكرية التي ساعدت في تطوره،وربطه الممتاز بين الاقتصاد الرأسمالي ومختلف عناصر التربة الاجتماعية،او حسب تعبيره البايولوجي ((الرحم الاجتماعي)) التي ولد وترعرع فيها النظام – ونظرته الطبيعية العضوية لولادة ونمو ونضوح وشيخوخة الرأسمالية والحاحه المشروع على التفاعل المستمر بين التاريخ الاقتصادي وتاريخ الفكر الاقتصادي – وتلك عظة كبرى حبذا لو اتعظ بها اليمين الرجعي المسيطر الان على المراكز الحساسة في الاقتصاد الجامعي العراقي - واخيرا وليس اخرا،نقده العنيف الصائب لمختلف الفكريات التبريرية في الفكر البورجوازي المعاصر،وخاصة الآيديولوجية اليلبرالية والآيديولوجية التكنولوجية،وادانته القاطعة لجوهر العنف الملازم للرأسمالية في ماضيها وحاضرها،وحماسته التفاؤلية للاقتصاد الاشتراكي الذي يطلق عليه اسم(الاقتصاد المخطط)(22).
على ان اروع ما في كتاب الاستاذ كوكس،في رأيي – هو الجهد العلمي الخارق الذي بذله في مراجعة آلاف المصادر التاريخية لصياغة مفهومه عن الرأسمالية،من مؤلفات ودراسات ومقالات الى وثائق حكومية او دولية رسمية،الى معاهدات واتفاقات دبلوماسية،الى مراسلات شخصية او عامة،الى خطب رجال السياسة او رجال الاعمال،الى مذكرات وسير شخصية،الى محاضر الجمعيات والمؤتمرات العلمية،الى احكام الفقه والقضاء،الى حسابات وسجلات المشروعات الرأسمالية،الى مناقشات البرلمانات والمجالس التشريعية،الى الفتاوى والمراسيم والمجادلات الدينية،..الخ.والواقع ان ثبت المراجع والحواشي والتعليقات يحتل ثلث حجم الكتاب(133 صفحة من حوالي 400 صفحة)،وهو جهد رائع حقا،في كتاب متواضع الحجم،ككتاب الاستاذ كوكس،ويدل على(موسوعية)المؤلف وقدراته الممتازة على البحث العلمي الجاد.ولو تيسرت للاستاذ كوكس منهجية علمية صائبة،واستيعاب دقيق للمادية التاريخية وتحرر كامل من الانتقائية،لخرج على القراء،من هذا المحصول التاريخي الضخم بكتاب في تاريخ الرأسمالية لا يقل فائدة ومتعة عن امهات الكتب الماركسية في هذا الموضوع.وعلى كل حال فأن كتاب الاستاذ المؤلف سوف يحتل مكانة مرموقة بين ابرز الكتب المعروفة في تاريخ النظام الرأسمالي،الى جانب مؤلفات هكشر وفيبر وتوني وسومبارت وهنري سي وبيرين،خاصة وانه يقيم مجموع بنائه الفكري،على واقعة صلدة متينة هي الطابع الدولي والموحد للنظام الرأسمالي.
هذا وفي الختام يسرني ان انتهز هذه الفرصة لاتقدم بالشكر للأخ الدكتور محمد سلمان حسن على تقريره القيم الذي قدمه لجامعة بغداد حول هذه الترجمة بصفته خبيرا في الموضوع،كما اشكر ابنائي الطلبة في جامعتي بغداد والمستنصرية،الذين كانوا الدافع وراء نقل هذا الكتاب الى العربية لمساعدتهم مع سائر القراء الافاضل في اقتحام هذا الميدان العلمي الشائك."
ابراهيم كبة
اب / 1972


هوامش المقدمة
1. راجع في هذا الصدد الاستاذ انطوني جدينكس Giddingsفي كتابه الاخير – الرأسمالية والنظرة الاجتماعية الحديثة،مطبعة جامعة كمبرج،1971 بالانكليزية،حيث يحلل تحليلا مقارنا نظريات ماركس وفيبر ودوركهايم.
2. راجع الفصل الثاني.
3. راجع الفصلين الثالث عشر والرابع عشر.
4. راجع الفصل السابع.
5. راجع تعليقنا على كتاب الاستاذ هكس"نظرية للتاريخ الاقتصادي"في العدد(13)من مجلة (الاقتصاد)وراجع في مناقشة رائعة لمفاهيم هؤلاء الكتاب،من وجهة نظر ماركسية،الفصل الاول من كتاب الاستاذ موريس دوب"دراسات في تطور الرأسمالية"،طبعة روتلج وكيفان 1963،بالانكليزية.
6. راجع نقدنا لهذا الاتجاه في دراستنا حول"هنري دني وموضوعة عدم اكتمال رأسمال ماركس"،المنشورة في العدد الاول من مجلة الاقتصادي – شهر اذار،السنة 13،1972.كذلك تراجع حول الخلفية التاريخية والنظرية لهذه الاتجاهات،المؤلفات الحديثة التالية:"الماركسية"لجورج ليشتهايم،روتلج،1967 بالانكليزية،و"ماركس حول الاقتصاد"لروبرت فريدمان،مع مقدمة طويلة تحريفية لهاري شفارتز،بنكوين – 1968،و"الماركسيون"للاجتماعي الامريكي المشهور رايت ملز،خاصة الفصل الاول ص 11- 32،بنكوين،1962،بالانكليزية .
7. راجع المقدمة التي كتبتها روبنسن للترجمة الانكليزية لمؤلف لوكسبمورغ الاساسي"تراكم رأس المال"ترجمة شفارتز فيلدر 1951 – بالانكليزية.
8. "هنري دني وموضوعة عدم اكتمال رأسمال ماركس"دراستنا في – الاقتصاد -،اذار 1972.
9. راجع على الاخص باران"الاقتصاد السياسي للنمو"،علما بوجود عدة طبعات عربية لهذا الكتاب القيم،وكذلك،باران وسويزي"الرأسمال الاحتكاري"الذي ترجم مؤخرا الى العربية،واخيرا مؤلفات الراديكاليين الفرنسيين – خاصة بيير جاليه التي ترجمت بعض كتبه الى العربية،والبلجيكين...وعلى رأسهم ارنست مانديل – ولا يتسع المجال للاشارة الى المصادر.
10. راجع الفصل السابع،حيث يستشهد المؤلف بعشرات الشخصيات من كبار الاحتكاريين.
11. راجع نفس الفصل،حيث يستشهد المؤلف،بغزارة من خطب شمبرلن ورودس وكشنر ..الخ.
12. راجع الرسم البياني في هذا الكتاب.
13. راجع الرسم البياني هذا الكتاب.
14. راجع الفصل الثاني،بعنوان(الرحم الاجتماعي).
15. دوب"دراسات في تطور الرأسمالية"طبعة ووتلج،1963،بالانكليزية،وربما كان هذا الكتاب الكلاسيكي،اعظم ما الف في موضوعه،وهو امتداد تاريخي لرأسمال ماركس و التراكم الرأسمالي لروزا لوكسمبرغ.
16. راجع تعليقاتنا على مؤلفات شارل بتلهايم في مجلة(الاقتصاد)العراقية.
17. راجع،على الخصوص مؤلف بومبافرك الكلاسيكي"ماركس ونهاية نظامه"الصادر عام 1896 ورد هلفر دنك عليه بعنوان"نقد بومبا فرك لماركس"الصادر عام 1902 بالالمانية،وقد نشر الاستاذ سويزي ترجمة لهذين المؤلفين بالانكليزية،مع مقدمة تحليلية رائعة،في مجلد واحد بعنوان"كارل ماكس ونهاية نظامه"دار نشر كيلي،نيويورك،1949.ويجد القاريء في هذا الكتاب القيم الخلفية التاريخية لاكثر التشويهات الاكاديمية المألوفة للماركسية في الفكر المعاصر،والتي يجد المرء انعكاسات مبتذلة لها في مؤلفاته الجامعية.
18. تراجع،على الخصوص،مؤلفات بليخانوف الكلاسيكية في هذا الصدد،وخلاصة مركزة للموضوع،في كتابنا"دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي"بغداد،1970،الفصل الثاني،ص 83 – 112..
19. راجع الفصل الرابع عشر.
20. راجع مؤلفات لينين حول هذه النقطة،وخاصة كتابه المشهور"خصائص الرومانسية الاقتصادية"1897،حيث يحلل القائد الثوري الكبير جذور هذه الاتجاهات في مصالح وامزجة البورجوازية الصغيرة،وفي رأيي – ان هذه الاتجاهات اصبحت اكثر تعقيدا في الوقت الحاضر،وتحتاج لتحليل يربطها بمصالح الامبريالية من جهة،وبمصالح رأسمالية الدولة في البلدان النامية من الجهة الاخرى.
21. راجع عن هذه النقطة الفصول الرائعة التي كرسها بول سويزي لدراسة نظرية الازمة الماركسية في كتابه الخالد"نظرية التطور الرأسمالي"،1942، ص 133 – 239،بالانكليزية،وهناك شبه اجماع بين المؤرخين الاقتصاديين،بما فيهم الاكاديميون،على ان هذا الكتاب هو افضل – تمهيد – لدراسة الفكر الاقتصادي الماركسي.
22. راجع الفصل الخامس عشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي