الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتقاد شغف الكتابة - أحد الأسباب

محمد التهامي بنيس

2021 / 1 / 23
الصحافة والاعلام


- من أسباب افتقادي شغف الكتابة

حينما يخذلك فضاء اعتقدت أنه أحدث ليستقبل النقاش الحر . ويكسر الطابوهات ويفجر المكبوتات . وأنه بدون منازع فضاء للتواصل الاجتماعي لتجاوز المطبات والعوائق والموانع بما يتيحه ويشجع على فعله في مساحة واسعة عريضة للتعبير الحر . حينما يفرض عليك نوع العرض المسموح به على صفحة سميت شكليا صفحتك الخاصة أو حائطك الخاص . وحينما يقيدك بشروطه القبلية ومراقبته البعدية ويفتح سجلا لكل نشاطاتك وكأنه خاص به , إذ حينما تبحث عن نشاط قمت به وفق توجهك لا كما يريده الفضاء . ولا تجد له أثرا . وقد تبحث عنه في سجل النشاط الخاص المفتوح لك وللآخر أيضا ويقال لك . قام بحذفه , وتسأل عمن يقوم بحذفه إذا لم تحذفه أنت صاحبه ومنشئه ؟ قد يداخلك الشك في أن الأمر يتعلق باختراق حسابك . ساعتها . اعلم أنك أمام فضاء افتراضي قابل افتراضيا لكل تأويل . فإما أن ينشر لك الفضاء وفق الإخراج والمقاس والشكل والتشويه الذي يجعله غير مقروء وغير مرئي . وهذا أسلوبه المستجد للمضايقة والحد من حرية التعبير -المتشدق بها - وإما أن ترجح كفة التسليم باختراق الحساب , فتأخذ جميع الاحتياطات الوقائية أو تفهم نفسك ولا ترضى هذه المعاملة . فتقدم شكواك للإدارة .ويأتيك الجواب . حدث خطأ ما سنعمل على إصلاحه , ويطول انتظار الإصلاح الموعود حتى تصبح معتادا على الانتظار . ولكنك تفاجأ بعرضه في وقت مدروس جيء به كنقطة خلاف بينك وبين بعض الجمهور, وغالبا ما يكون بلغة ملغومة ولا يخلو من نبرة مغرضة تثير حفيظة المتلقي , أو بنوع من التكتيك الذي يوحي أن الفضاء نصب نفسه أحرص منك على الاهتمام بذكرياتك المنشورة . بينما هو يستحضر الذكرى بانتقائية , تنشر لتهييج العواطف والإثارة ( معك أو عليك ) ولكنها لا تتوقف على إذن منك إلا من حيث الشكل
إذن فأنت انخرطت طواعية في فضاء . ما هو إلا منتج شكلي للتعبير الحر ودعاية ملغومة. وهو بانفتاحه , تابع للمنهج الوضعي , التابع بدورة لمنهج الاستبداد والسيطرة والامتداد والتوسع في جغرافية الشعوب التي عانت من المستبدين فيها , ولكنها ابتلعت بسرعة وبدرجة الإيمان الذي يترسخ بالتدريج . أن الفضاء إنما يوفر متنفسا رحبا شاسعا للتعبير بحرية عن أفكارك وهمومك وملاحظاتك وانتقاداتك ومقترحاتك , طمعا منك في أن تكون تأثيراتها – مهما كانت ضعيفة – على المشهد العام وفي المجالات العامة والخاصة , مقربة للحقيقة المغيبة , أو كاشفة للوجه الخفي منها – في حدود رؤيتك ومنظورك وفهمك طبعا . لكن وفي إطار حدود الفهم واستيعاب شروط الانخراط في هذا الفضاء والنشر في صفحاته . يبدو لك أن في الأمر التباس يصل لحد الشك في ماهية الفضاء وأهدافه واستقلاليته أو تابعيته , وصرت تلمس أنه كما يفقد كل متلقي أو متابع لك رغبته في الاستمتاع . يفقدك ككاتب . شغف الكتابة ما دمت تريد التعبير عن مكنوناتك وأحاسيسك وملاحظاتك . ويصبح هذا التعبير على نفس الفضاء , مغامرة مجهولة الاستغلال , وربما تفضل الصمت والتفرج من بعيد . وقد يبلغ هذا العنف الصامت مداه ويتحول إلى افتقادك لشغف الكتابة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي