الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الفرق بين المقاومة والثورة ؟

رمضان عيسى

2021 / 1 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نعرف أن مفهومي " المقاومة " و " الثورة " تُلقان على مجموع النشاطات والأفعال والفوارانات الشعبية التي تقوم بها الشعوب لازالة إحتلال أجنبي عسكري موجود على الأرض ، أو لرفع أي ضغط ، أو إجراءات تعسفية تقوم بها أنظمة الحكم، ، مثل فرض ضرائب ، أو فرض قيود على الحريات أو اعتقالات ، أو الإخلال الصارخ بمواد الدستور ....
قد تتنوع وسائل المقاومة أو الثورة بين الإحتجاجات الجزئية والاضرابات ، أو الحراكات الشعبية الجماهيرية ، وبين الاشتباك المسلح مع الجهات التي تعتبر معادية ، سواء شرطة الاحتلال ، أو شرطة أنظمة حكم قمعية ، فردية ، ديكتاتورية .
إذن ، ما الفرق بينهما ؟
لا يوجد فرق كبير في الأساليب التي تتبعها كل من المقاومة والثورة في رفع الظلم الواقع على الشعب ، وإنما الفرق في الهدف البعيد والشمولية والحذرية ونوعية القيادة ...
فالمقاومة تهدف الى ازالة مظهر من مظاهر الظلم ، أو الضغط الحادث ، على فئة من فئات المجتمع ، أو على مجموع الشعب، وتكتفي بذلك ، وقد تكتفي بالحلول الوسط ، ولا تهدف الى التغيير الشامل لنظام الحكم ، أي تغيير وتجديد كل المؤسسات التي كانت تُبرر وتُزكي بقاء النظام السابق .
أما الثورة فتهدف
- في حالة وجود إحتلال - الى إزالة الاحتلال ، وازالة كل الشرائع والقوانين التي فرضها الاحتلال ، وفي حالة وجود نظام حكم جائر ، فتهدف الى اسقاط النظام ، وبناء نظام جديد يختلف كليا عن السابق وتغيير جميع مستندات السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي كانت سائدة في عهد السلطة القديمة .
وهناك فرق آخر بين المقاومة والثورة ولا يقل أهمية ، وله دور مهم في التمسك بالثوابت الثورية ، وترشيد الطريق الثوري ومنعه من الانحراف ، وتثبيت المنجزات ... وهو القيادة .
فالمقاومة لا تفترض وجود قيادة : حزب ثوري ، أو حركة ثورية ، أو جبهة لها أجهزتها السياسية والتنظيمية ، ومحصنة بجهاز عسكري مسلح متوافق مع الحراك السياسي في وقت السلم ووقت الصدام .
والأهم أن يكون هذا الحزب أو الحركة أو الجبهة تسترشد بنظرية ثورية تهدف الى التغيير الثوري ، وتطرح المبررات الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية للتغيير .
ف" لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " لينين - الشرارة .
فالمقاومة ممكن تكون فوران ، أو فوارانات ، انتفاضة غير متناسقة لا في الحراك الشعبي ، ولا في نوعية القيادة ، ومظاهر الحركة عبارة عن فوارانات عواطفية ، وردود أفعال مؤقتة ومتفرقة زمانياً ومكانياً .
أما الحراك الثوري الحقيقي ، فلا يمكن إلا بكون الحراك الثوري تحت قيادة حزب ثوري يكون من الوعي بحيث لا يتراجع عن شعار " ديمومة الثورة " حتى تحقيق الأهداف الوطنية ، والأهداف الاجتماعية بشمولية وعمق لصالح الجماهير الشعبية الكادحة التي شكلت العمود الفقري للثورة والحاضنة الشعبية الواسعة التي لا يمكن لحركة أو حزب أن يستمر في وجوده بدونها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف البرجوازية الصغيرة في مرحلة التحرر الوطني
رمضان عيسى ( 2021 / 1 / 24 - 19:50 )
في مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار العسكري تصدرت بعض فئات من البرجوازية الصغيرة ذات الأُصول البرجواية الكبيرة قيادة حركات التحرر الوطني في بعض البلدان ، ولكنها بمجرد استلامها السلطة أعلنت افلاسها وبدأت تمارس أساليب عدائية للجماهير وعملت على تركيز سلطتها والتنكر لحاجات الجماهير الشعبية .
لماذا ؟ لأن البرجوازية الصغيرة المتحدرة من أصول برجوازية كبيرة لها هدف واحد وهو الوصول لاستلام السلطة والقبض على المفاصل الاقتصادية في البلاد ، وليس لديها مشاريع تنموية لصالح الجماهير الشعبية
ووسيلتها في هذا الهدف هو إشغال الجماهير بشعارات سياسية فضفاضة تفتقر الى التطبيق العملي التنموي .
هذا بالاضافة الى محاولة عزل القوى الثورية الواعية التي تطالب بديمومة الثورة واستمراريتها لتصل الى التحرر الاجتماعي الذي يجعل السلطة تعتمد المشاريع التي تخدم الجماهير الشعبية التي ناضلت من أجل الوصول الى وطن خالٍ من الاستعمار ومتحرر من الاستغلال الطبقي .


2 - وبناء على مقالك
ادم عربي ( 2021 / 1 / 24 - 20:37 )

ماذا تصنف ربيع العرب ؟ ثورات ام مقاومات؟ سيما وان لا احد توقعها ، ، تحياتي ومودتي


3 - كافة بلدان التحرر الوطني فشلت
منير كريم ( 2021 / 1 / 24 - 21:48 )
تحية للاستاذ
كافة بلدان التحرر الوطني التي سارت مع الاتحاد السوفيتي انتهت الى نظم ديكتاتورية وبقيت فقيرة ومتخلفة سواء قادتها البرجوازية الصغيرة او قادتها الاحزاب الماركسية باسم الطبقة العاملة
كفيتنام التي تلهث الان وراء امريكا من اجل استثمارات بسيطة
الدول التي سارت بطريق اخر وتعاونت مع الدول الديمقراطية الكبرى حققت اهدافها بالاستقلال والديمقراطية و التحضر مثل كوريا الجنوبية وتايوان
شكرا لك

اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي