الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رغم كورونا.. بانوراما مع المثقفين
وداد فرحان
كاتبة- وصحفية
(Widad Farhan)
2021 / 1 / 25
المجتمع المدني
الطبيعة تستمع بهواء نقي، خالٍ من التلوث وما صنعت يد الإنسان، والطيور تحلق في السماء باصنافها، بعيدة عن فوهة بندقية الصياد، والنبات يتنفس النقاء، ما خلق الله يعيش ويستمتع بعيدا عن عبث الإنسان، فالشوارع تسمع صداها، والخوف يخيم على الابنية التي اختفى فيها بنو آدم، رعبا وخشية من مخلوق يكبره الإنسان بملايين المرات.
اختفى الإنسان الذي خلقه الله فسواه فعدله، وبأية صورة شاء الله ركبه، تساوى مع الجميع بالهلع والفزع.
لحظة في المذياع كانت القشة التي كسرت ظهر الإنسان، والشرارة التي نفخها الهواء في هشيم العالم. هل يعقل أن الإنسان بفكره وعلمه وعظمته يكون بهذا الضعف؟
الارض تتنفس الصعداء والماء عاد كما ينزل من المزن، والحياة في ديمومتها الطبيعية الا الإنسان الذي تهشمت جمجمة تفكيره امام جدية الموت التي تحاصره.
لقد جاء الموت اليه ولو كان في حصون مشيدة، هكذا كان فعل هذه الجرثومة اللامرئية، لكنها لم توقف فكر الإنسان الذي أصيب بغيبوبة الحدث، وكان الناس سكارى وماهم بسكارى.
أصبحنا غرباء عن بعضنا، نتجنب اللقاء، وغابت الحميمية الانسانية، وسلمنا امر أمواتنا إلى بارئها وهي تدفن بلا وداع.
ورغم كل الالم والصدمة والدهشة والهذيان الذاتي، بقيت الثقافة سر وجود الإنسان، ورغم احتجاب المطبوعات الورقية، جف حبر بعضنا، وبقينا ننثر مقالاتنا في ذاكرتنا التي اتعبها التفكير، فإن غاب الإنسان هل تغيب ثقافته؟ وهل غابت الثقافة بغياب الإنسان من مشهد الحياة؟
كانت دوامة من الاسئلة الفكرية، تتلاطم في بحر التفكير المحبوس بين جدران البيوت.
وبدلا من لعن ظلام فايروس كورونا، وجدتني اوقد شمعة امل الحياة مجددا لاشاطر اخي الإنسان، اخي المفكر، المثقف، المؤرخ، الشاعر، الطبيب الذي يعيش ضمن دائرة الحيرة، كي أشاطره الرأي، او وجهة النظر، وربما دراسة مستفيضة حول "قراءة خاصية جائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الثقافة بشكل عام، وما التصورات المستقبلية في ديمومة التعاطي معها". فكانت المحصلة مشروعا لإنتاج عددنا السنوي من بانوراما التي احتبست عن الظهور الورقي بسبب هذه الجائحة العالمية، وسيشهد هذا العدد نخبة من أقلام عراقية وعربية من مختلف بقاع المعمورة..
كل عام ونحن معا وأبدا. وستظل بانوراما منبرا حرا نزيها لجميع المشاركين بكل حرف فيها، وسيظلون كتابها الذين رافقوها طيلة أكثر من عقد من السنوات أعمدتها وأركانها، وقطعا لن يكون الانقطاع عن الإصدار في الأشهر العجاف السابقة حاجزا عن استئناف العودة، والعودة ستكون أكثر تلاحما وتواصلا مع الجميع، وللجميع التحية والسلام.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فريق جنوب إفريقيا بمحكمة العدل: الأمر الجديد يلزم إسرائيل ال
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند
.. لمنحهم بطاقات مسبقة الدفع.. إيلون ماسك ينتقد سياسة نيويورك ف
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح