الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دى ليالى سمحة نجومها سبحة

اشرف عتريس

2021 / 1 / 26
الادب والفن


كما قالها والد الشعراء ونحن له من المريدين ، كل عام ننتظر بشرى رؤية الهلال وبداية الشهر الكريم
ومعه فؤاد حداد ومكاوى ورفعت والنقشبندى وعبد المطالب وعبد العزيز محمود ،
وكأنها علامات الشهر الفضيل بطول وعرض هذا الوطن ونكهة شديدة الخصوصية ،
فى المنيا بلد سيدى الفولى والقشيرى والحبشى لاتختلف مظاهر المحبة بقدوم هذا الكريم عن كل مايقام فى مختلف المحافظات
غير أن رائحة المسك والعود التى يجلبها أحد المتصوفة وهو قطب فى الطريقة الشاذلية من المدينة المنورة يغطى جامع السيدة ( نميلة )
ولانعرف سبب الاستثناء دون الباقى وفى الشوارع تظل الحركة والسعى حتى آذان المغرب وحتى الآن (يضرب المدفع) بجوار قسم الشرطة
وهى عادة لم تبطلها حالات الطوارئ ولا تقادم الزمن ..
من المنطقى لشاعر يعشق نجم وحداد وجاهين أن يطوف تلك الأمكنة وتبهره هذه الأجواء ،
يرصد ويسجل ويعيش ويستمع ويستمتع فى حلقات الذكر ويشدو مع تسابيح (الشيخ الدماريسى )
مايحفظه لعمر بن الفارض ومحيى الدين بن عربى وقد يزيد احيانا باللغة العامية المتجددة
من أشعار فؤاد حداد وغناء سيد مكاوى بنفس متعة الأداء .
أوصيك يا ابنى واتعلم واقرا معاك
ياإبنى أول ماتحفظ الفاتحه
أول كلامك ألف فتحه وب فتحه
أذكر اباك ألف فتحه وب فتحه
الطاقة فاتحه وابواب السما سامعاك
كيف لى ولجيلى أن يتغافل عن هذه الروعة وهذا الجو الماتع مفجر طاقات الابداع وكتابة الشعر
والسعى حول قامات ومقامات الرواد أصحاب الريادة الحقيقة لكل موهبة تشربت من صنوف البهجة والحضور
ورسم الحرف بصدق مافى القلوب فى لحظات صافية لاتخلو من أسئلة
تدير الرأس ويختلط فيها الجسد والروح – ماهذا الجمال ولمَ يخلّد للأبد .؟
اتذكر بعض الفنانين الذين يتألقون فى رمضان حيث جلسات السهر والغناء خارج أروقة قصور الثقافة والمبانى الحجرية
والجمعيات الأهلية مثل الجيزويت ، نادى الهلال ، الشبان المسلمين ، جرافيتى وغيرها ..
لكن الفنانين اصحاب (المزاج) والأريحية فى الغناء على مقاهى وسط البلد
( المشربية ، التكية ، ليالى الحلمية ) يمتعون الجمهور بلا مقابل ..
حسن مازن ، الدمشاوى ، العطيفى ، يحيى ابو يوسف ومن يغنى لشيخنا ومولانا الشيخ امام
هو فنان الجيل مدحت المغربى وكذلك يفعلها حسن الدمشاوى ويغنى لمسعود شومان ومحمود الطويل وعمر الصاوى ،
ينضم إلينا سيد البحيرى وكريم حسين فى مباراة لعزف الكمان واغانى الست ألحان بليغ وعبد الوهاب ،
كل هذا بطول الشهر ونحن نلتف حولهم جميعا فى مسامرات لاتنتهى وساعات من السعادة تفوق الوصف (ليت رمضان بطول العام ) ..
(الريق ناشف والعين تدمع حنين ) فى صلاة المساجد نهارا قبل آذان المغرب حلقات من الذكر والدرس وتحفيظ القرآن
وتسميعه على المحبين من تجويد وترتيل فى مسجد الفولى كان يقوم بهذا كل من مولانا الشيخ ابراهيم البلطى وحماد الحلوة اصحاب الأصوات الجميلة ..
أما فى حى شاهين حيث جامع هدى شعراوى وهى التى بنته مع محمد سلطان بك ، طراز معمارى فريد اثناء ثورة 1919 وايام خالدة فى أذهان الجدود
من عاصروا تلك الفترة وكل الحكاوى بلسان الشيخ (ابراهيم عرفان) كفيف البصر لكنه حسن البصيرة وله اسلوبه فى السرد
بشكل يغلب كونديرا ومحفوظ نوبل لولا انهم أدباء ..
فنحن أبناء المديـنة نختلف عن أبناء الريف فى الشغف بهذه الحكايات وفى هذه المناسبات لكن فى الريف قد يكون هذا متاحا فى رمضان وغير رمضان
حيت حكاوى المصطبة والسهراية وقعدات الغيطان وشاى الراكية والحطب والكانون ...
كل هذا يتجدد أمام أعيننا فى رمضان حيث السهر والحواديت ، وهى فرصة نسعى إليها طائعين
لنعرف ما حكاية الجامع ومن هى تلك السيدة التى لها قصة بطولة وريادة نسائية فى تاريخ مصر
ومن هو ابراهيم باشا صاحب ( ترعة الابراهيمية )التى تمتد بطول الصعيد كله ومتى حفرها ولماذا غير روى أرضه وسخرة الفلاحين ومكسب القليل منهم !!
لم يذكر التاريخ تلك الأحداث لكنها حكايات الشيوخ والجدود فى أيام مباركة يتجلى فيها الصدق
وينقشع الكذب ويدفن التدليس بيد الأنقياء من أولياء الله العارفين به ،،
وقد كتب استاذنا (على احمد بيومى ) اضواء على تاريخ المنيا وذكر هذا بالتفاصيل من تلك الحكاوى أيضا
ومن مجالسة الأطهار قلوبهم ولسانهم الذى يعف عن التزوير والانحياز ،
الجميل أن اسماء بعينها تذكر فى أعلام المنيا واسماء لاتذكر ،،
لويس عوض ، احمد رشدى صالح ، نعمات أحمد فؤاد التى شغلت منصب مديرعام للآداب والفنون
ومديرعام المجلس الأعلى للثقافة، ودرّست في جامعة الأزهر، وجامعة طرابلس
غير المشاهير فى مجالات الفنون والاداب والدين والكرة وهكذا ....
لى أن أشير إلى أساتذتى فى مجال الأدب والفن والثقافة والمسرح دون نكران لأنهم
ذخيرة معرفية وثقافية بالنسبة لى كشاهد على المشهدالابداعى والثقافى فى المنيا ،
فكيف لى لا أكتب حينما أستمع الى العلامة الدكتور على البطل واحمد السعدنى
وجمال التلاوى وصديقى مصطفى على احمد بيومى وتوجه ايديولوجى لاأنكره
ومكتبة كنت أول مرة أراها فى بيته بشارع عدلى يكن ميدان الساعة وجلسات تهدئ
من روعتى وحيرتى فى سنوات التشكيل والتكوين وكلها أسئلة وجودية ،
تلك السنوات التى عرفت فيها ( مقايضة الكتب ) وأصابتى بابلومانيا غريبة فى
المقر الدائم لفرع هيئة الكتاب أسفل منزل مصطفى وعرفت جاهين وأمل دنقل
وقرأت لناظم حكمت ولوركا ومكسيم جوركى وادريس والعظيم نجيب سرور
أما محفوظ نوبل فكنت لاأعرف عنه سوى أفلام السينما فقام التلاوى بتصحيح الصورة
وشرح لى- نعم شرح ادب يحيى حقى والحكيم وانطون تشيكوف أيقونة الأدب الاشتراكى ،
أما المسرح فله قصة مفادها ان بروف على البطل كان يعشق نجيب سرور فأصابتى العدوى ولم تبرح إسمى حتى الآن
– فكتابة المسرح من الناس والى الناس –لاشئ آخر
ثلاثيتة المسرحية التى لاتقل عظمة عن ثلاثية نجيب نوبل الروائية دفعتنى دفعا نحو الكتابة والتأليف المسرحى
بعد مرحلة (الدراماتورج ) لنصوص عديدة فى المهرجان السنوى لجامعة المنيا من 1991 – 2005
ثم الثقافة الجماهيرية والشباب والرياضة ومحكى الشباب ومهرجان التكوين فى الجيزويت وغيرها ..
كل هذا له علاقة بشهر رمضان خاصة جلسات (السيمنار) فى سمعخانة دكتور على البطل ،
وصالون دكتور احمد السعدنى فى ( خمسة وخميسة ) وهو مكان يتصف بوسم الاسم ,
وسمت الحارة الشعبية فى مصر الصعيد والدلتا غير حارة العاصمتين بالطبع ..
فيقدمون الفطير المشلتت والعسل النحل والأسود والقرفة والكركديه ومايسمى بـ(العرديب )
فى رمضان وغير رمضان المكان مفتوح لكل الزائرين والرواد الذين يبحثون عن الونسة
بعيدا عن صخب المدينة المرهق جدا ولا يختلف عن شقاء القاهرة نهارا ،،
يجتمع الشعراء وأدباء المنيا وبعض مراكزها من الأصدقاء .

وفى فيلا بروف جمال التلاوى – المنيا الجديدة نكتشف حياة اخرى شرق النيل ،
هدوء وكرم الضيافة وفاكهة (القراصيا) التى لااعرف عنها شيئا والسحلب الساخن
مع فكاهات صاحب البيت والتى يعرفها الجميع عنه فى تلك الأمسيات غير الرسمية
ومناسبة كريمة تستحق الذكر فى كل عام ..
زيارة التلاوى من الطقوس الأساسية ودعوة سخية تتجدد لأدباء المنيا وساعات من الجمال الحقيقى كان البطل فيها ( محمود عكوش)
بعوده وعزفه وصوته الجميل وغناء فريد الاطرش وصباح فخرى الذى يعشقه صاحب الدعوة .
دائماً وأبدا يسرد علينا كتاب القصة فى رمضان بعض القصص وكأنه سلوك شرطى
وقد بالفعل لاحظت هذا وتعجبت (اشمعنى فى رمضان) فى حين يجتر الشعراء من مخزونهم وارشيفهم الديوانى قصائد ممتعة أيضا ،
ماعدا كاتب هذه السطور الذى لايكتب فى غير رمضان حيث سلسلة شياطينى تمنعنى من التدوين لكن لاتمنعنى من الاستمتاع
بشعر عبد القوى وابو النجا والقشيرى والشيمى ومحيى عبد العزيز واحمد بكر ورفيق المشوارالطويل مختار عبد الفتاح
وديوان عيون شهرزاد لأنه يذكرنى بوالد الشعراء فؤاد حداد ..

فجأة لقينا الليل بيشتى نهار
والأرض بلبل والسما فرجة
وان كان محدش سامعه بيغنى
بين المراوح وقفت العربية
والضى شعشع والضى سلويت
وانا وحبيبتى فى قميص بأكمام
عينيها ترعش من جمال المنظر
بلعت ريقى ييجى ميت مرة
وكل مرة ينقطع صوتى
بذلت مجهود الجبابرة وأخيرا
قلتلها خليكى هنا وايايا
هتروحى فين وايا الهوا وياه

كل هذا الجمال يا شعر ومن يستحق ان يولد شاعرا فى منية ابن خصيب ولا يكتب شعرا
فى مدارس حداد وجاهين وسمير عبد الباقى والفاجومى الذى تلبسنى فى بداية حياتى
وكتبت له قصيد ( عيون وره الشباك) فى ديوان ممنوع من الجوازات 88
فكان الاهداء : إلى عم نجم نزيل عموم سجون مصر وسمعها بصوتى فى منزله
وكانت تلك المرة الوحيدة التى ألتقيه (انت شاعر كويس بس شكلك مش صعيدى )
قلت له مخلّط ياعمنا صعيدى على اسكندرانى وليا قرايب فيها ، بحب المنيا جبل الطير
والبهنسا والأشمونين وبنى حسن وازور القرى عند صحابى واعشق المدينة وبحراسكندرية
وكل المدن الواسعة وزحام الناس الجميلة حتى القاهرة المرهقة ..
كما قلت أحب البحر ونيل المنيا نسمية (بحر النيل ) كما فى الأدب الشعبى رغم عذوبته
لكننى أصاحب البحر ولى معه لغة خاصة قد تتشابه مع أخرين فى البلاد السواحلية ،
وعلى كورنيش النيل فى عروس الصعيد أتأمل ولا أكتب نهائيا قدر ترقب اللحظة
ومشاهدة الناس والهواء البارد,,
قد تكون لى طقوسى الخاصة على مكتبى ، فى حجرتى مع
الليـــل والمزيكا وكثير من الدخان والشاى ومع بداية الربيع (مارس) نعم
لأنى من مواليد السلطعون وتفتح الزهور وتبدل الفصول ورغبة حقيقية
فى كتابة الشعر والمسرح ..
يعلم الله ان حتى المسرح وماكتبته لابد ان اخرج إلى البحر (بحر النيل)
واتخيل عوالم خفية تحت الماء وبعض الدراما الطقسية (ليل العبابدة )
وعندما كتبت ( شُهدى ، سر الولد ، قلب الكون ، حلقة نار ) كانت مستوحاة
من تلك المدينة التى أعشقها كما أعشق اسكندرية ، المرة الوحيدة التى كتبت فيها
أثناء شهر رمضان كانت مسرحية (التوهة) ولا أعرف كيف حدث هذا ..
لكم كل المحبة أهلى وناساتى وقرايبينى فى الشعر والمسرح فى الصعيد
وكل مكان فى مصر زرته يوما ولا أنساه ..
صحيح..الفرح له طبل يندق وناس تعجن الحنة
وأكم من ناس ..
تتقوت بالحلال وتخاف من ربنا وتحبه
مهمن كان الدم شايط والقلب خزيان
ترمح عليه بالعشم عشان بتحبه
ولا غيرك - ينشغل بغيابى يمّاية
ويرتّب روحى يرشها بالنور اللى طالع
يتسحب قبل طلوع النهار
ده اللى مخلينى ..
أسبق موتى واهزمه قدام الناس أجمعين
واشم ريحة الفل مفوّحه فساتين البنات
اللى نايمه تدهن فروة حلمها بالزيت والحليب
فيطيب مطرح الكرمشة ..
كانت شهادتى عن الناس وشهر رمضان وذكريات جميلة فى المنيا وصحبة
تدعمنى فى مشوارى الطويل وأستزود برؤيتها كيما نكتب الشعر والمسرح
بينهم ولهم كما نؤمن بالحياة فى وطن لانملك جنسية بديلة له ولا نريد
محبتى ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا