الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبسات من وحي الحقيقة

اتريس سعيد

2021 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1) قد يعتقد الكثير أن مصدر المعرفة هو الخبرات الحسية القادمة من التجربة و التراكم الذي ينتج عن إجترار النصوص و هذا خطأ يجعل العقل بشقيه النظري و العملي خاضع إلى الحواس،الأمر الذي ينتج عنه أنماط من المعرفة الحسية المتناقضة إلى حد التضارب الكبير على شاكلة معطيات الواقع المتغير الذي يمكن تفسيره من وجهات نظر مختلفة بإستمرار،أما المعرفة الحدسية فهي نمط يتجاوز الحواس و الواقع و يتصل مباشرة بمصادر عليا من الوعي المتسامي ينتج عنه اليقين المعرفي الذي يفند الشك و يؤكد الثبات المطلق على مستوى الحقائق مقابل سيرورة الأشياء و الأفكار و الأحداث المتغيرة في الواقع،إنه الحدس المباشر في التواصل مع الحقيقة و الإلهام الذي يرشد الوعي و يلفت الإنتباه إلى الصواب و الوحي الذي يهب الأفكار الخلاقة المتدفقة نحو الأبدية و الرؤى التي تكشف أسرار الوجود و الخليقة.
2) ثمة ما يدعوا إلى الكشف عن الحقيقة المجردة من الأوهام و إعادة النظر الجذرية في المفاهيم الخاطئة التي أنتجها العقل من خلال سيرورة الأفكار عبر التاريخ ومن هذه الأوهام ما أصبح مسلمات بديهية غير قابلة للشك أو التفنيد، لقد أضحى الواقع الفكري مجرد أنساق ميتة لا ينتج سوى الأفكار المحنطة التي تعيد رسم معالم الحياة من خلال تصورات عقيمة إنحدرت إلى مستوى العدمية و أفول القيم و إنمحاق المثل،هذا التراكم الهائل من الفكر الأسود وجد طريقه إلى الواقع حينما أدرك الإنسان نفسه وهو يتخبط بين نير الثيولوجيا القاتمة و الأيديولوجية العقيمة.لم يكن العقل سوى أوهام نظرية تخفي في جوهرها الطبيعة البسيكوباتية المزمنة التي تحاول تجسيد الوهم في الواقع من خلال إدعاء المثل الزائفة هذه المثل كونها لا تستطيع الصمود في مجابهة الواقع في كل الأحوال.
3) لطالما الوجود سيبقى مستمرا بين المتناقضات التي لا تنتهي إلا بإختفاء الإنسان، إنه أسمى تعبير صريح و واضح عن وضع الإنسان المزمن في هذا العالم المقيت،لا يزال الصراع الأبدي يسود مظاهر الحياة في سيرورة جبرية مطلقة حيث تختفي مقومات القيم الإنسانية في الواقع المتعفن الذي يسخر من المثل العليا كلما حاول الإنسان المضي قدما نحو الإنعتاق من طبيعته الفاسدة نحو عالم ممكن يليق بالمكانة الإنسانية المنشودة.
4) لابأس بالإستبداد و الديكتاتورية إذا كان الهدف هو حفظ النظام العام و ضمان الحق في الحياة إلى الجميع لأن إستبداد الفرد إذا كان ضرورة إجتماعية تقتضيها الأوضاع التاريخية العامة فإن أمر الواقع يقتضي القبول بهذه الضرورة التي لا بديل عنها في كل الأحوال حتى نستطيع أن نتفادى السقوط في الفوضى الإجتماعية العارمة التي تعني عمليا فرض ديكتاتورية الغوغاء الفضيعة و إستبداد الأوباش المريع و همجية الأجلاف المقيتة.
5) لطالما كنت تعاني في تقديم المساعدة إلى الآخرين على الإرتقاء بشكل أفضل لكن كلما كنت تقدم لهم الفرصة الذهبية المنشودة من أجل تحقيق التجاوزات التي لا يمكن أن تتم إلا على حساب الآخرين إلى حد يمكن أن تشمل فيه هذه التجاوزات كينونة الذات الفردية. لذلك لا داعي أن تحرق نفسك من أجل إضاءة الطريق أمام الأوغاد العميان اللذين يتخبطون في الظلمات لأن الحقراء و الطفيليون لا يستحقون الإرتقاء المجاني على حساب مجهودات الغير.
6) لابد من مواجهة الإنحطاط الأخلاقي و الميولات البربرية الفطرية بنظام الدولة الشمولية المنقطع النظير إلى حد الصرامة الدموية التي تعتبر ضرورة إجتماعية من أجل إقرار القانون بالقوة و حفظ النظام العام في مواجهة الفوضى العارمة و الأفعال العدوانية التي تتطلع إلى القتل و التخريب و سلب ممتلكات الآخرين.
7) حينما تتعارض الحياة مع الأسئلة الكبرى تصبح مجردة تماما من التواصل مع الوعي الكوني المطلق مثل هذه الحياة لا ترتقي إلى مستوى الإحساس بالوجود و إمتلاك الذات.
8) مما لا شك فيه أن قوى الشر المطلقة تقود العالم منذ القدم حتى لا ينزلق إلى قاع الهمجية السحيق.
9) الشعوب مجرد قطيع من العبيد إما أن يعيشون تحت ظل عصي الرعاة أو يموتون في قيظ الهمجية.
10) أسؤا البشر ليسوا أولئك اللذين لا يستطيعون العيش كما يريدون و إنما أسؤا البشر من يحيون كما يريد لهم الآخرون.
11) خلف الكواليس تتخذ السلطة الماغوكراثية من الفضاء الأثيري الذي يكون الأبعاد التجاوزية العليا ساحة صراع داخلي غير معلن بين الأجنحة الثنائية المتناقضة من أجل قيادة نظام الأشياء الفاسد إستنادا إلى مبدأ التنافس حول السيطرة على الواقع من خلال إعادة برمجة الوعي الكوني.
12) أسوأ فصول تراجيديا الوجود أن الكائن الإنساني لا يستطيع الولادة متى و أين و كيف يريد كما أنه لا يستطيع أن يحيى كما يريد كما أنه لا يستطيع أن يموت متى يريد، يا لها من مأساة إنسانية قاتمة تستدعي إعادة النظر بشكل جذري في كينونة الإنسان.
13) تتحول الإرادة الروحانية إلى قوة مادية حينما تصبح قادرة على إعادة صياغة محتوى الوجود المادي من خلال تكثيف حمولة الخيال الذي بإمكانه التحول إلى معتقدات راسخة في الوعي السامي.
14) تدمير الطبيعة هو تدمير للروح الإنسانية في كل الأحوال حيث تجهض النوازع الفطرية للإنسان كلما أمعن في قتل الطبيعة التي تحتضن الكائن الإنساني كونها تلهمه القدرة على فهم مظاهر الوجود و الحفاظ على البقاء.
15) الرقص مع الشيطان يجعلني أسخر من الجحيم.
16) سيشهد العالم خلال المرحلة المقبلة صراعا بين العقائد و الإلحاد من أجل إيقاف مسيرة تقدم الصين الحضارية و سيطرة العرق الأصفر على العالم حيث أن الغرب لم يتبقى له سوى لعب بطاقة الحرب الكونية الشاملة تحت غطاء وحدة العقائد التوحيدية في مواجهة الإلحاد الصيني المزعوم،لذلك يجب على العالم الإسلامي توخي الحذر و عدم إنزلاق إلى حافة الهاوية تفاديا لأي تورط محتمل يفرضه الغرب في سياق تحالفات عسكرية تسعى إلى سباق التسلح و الحرب بالوكالة نيابة عن الغرب الذي أوشك على الانهيار و الأفول،
17) كلما تدحرج الغرب إلى مزبلة التاريخ بخطوة واحدة نقترب نحن من الصين بخطوتين.
18) الكورونا مجرد إستراتيجية إقتصادية تقودها الشركات الغربية التي تنتج الأدوية بهدف الرفع من معدلات الربح حتى يتسنى لها المساهمة من إنتشال الإقتصاديات الغربية التي تعاني من الركود و إنخفاض معدلات النمو الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي ضربت الرأسمالية الغربية في النخاع أما البعد الاستراتيجي الاجتماعي للكورنا يمكن حصره في فرض العديد من قيود الرقابة على الحركات الإجتماعية بذريعة الأزمة الصحية التي تستوجب حظر التجول الأمر الذي يمنع القوى الاجتماعية من القيام بالنضالات المناوئة و خضوعها إلى سلطة الحكومات التي أصبحت تسير بإتجاه الأنظمة الشمولية المطلقة بهدف تدجين الشعوب.
19) نستطيع كشف المخادعين إذا كنا ندرك حقيقة السلام المزيف و الحرب الخفية الغير المعلنة و الغموض المقزز مثل هذه الصفات تستوجب توخي الحذر و الإستعداد إلى إحداث القطيعة الجذرية الفورية دون قيد أو شرط.
20) الحياد خيانة عظمى تستوجب المواجهة الجذرية من خلال الموقف المبدئي الثابت أما أولئك اللذين يسكنون على جنبات ظلال المنطقة الرمادية حيث المواقف المتأرجحة التي تعكس النأي بالنفس و النزوع نحو الغموض و السلوك الزئبقي،مثل هؤلاء البشر اللذين يتنكرون إلى الحقيقة و يحاولون طمس معالم الوضوح يفتقدون إلى الموقف الصريح كونهم مجرد أجساد منزوعة الروح يحيون بدون ضمير أخلاقي أو مقومات الإرادة الإنسانية الحرة.
21) أيها الراكعون في محراب الظلمات إستيقظوا من سبات الجهل لأن النور لا يسطع من براني الروح الأسير في زنازين السراب.
22) تكرهني ليس لأنني سيء وإنما أنا سيء لأنك تكرهني.
23) يمكننا القصف بكل سهولة لكن الذخيرة ثمينة و الهدف رخيص.
24) يشكل التظاهر بالسعادة المزيفة بلوغ ذروة الغباء السخيف.
25) ما الجدوى من القتال و التضحية بالحياة في سبيل من باعوا أنفسهم إلى العدو مقابل أن يكونوا مجرد خونة فقط
26) أمة لا تعتد بقيمها ولا تقاوم تحتضر و تموت.
27) التعاطف مع المضطهدين اللذين يتنكرون إلى القيم الأخلاقية جريمة في حق الإنسانية.
28) معاناة المنبوذين الأشرار إستحقاق يعبر في جوهره عن طبيعة العدالة أما تقمص دور الضحية و ذرف دموع التماسيح و ذغذغة مشاعر السذج و المغفلين هي مجرد أفعال لا ترتقي إلى مستوى المأساة المزيفة المنشودة التي يحاولون من خلالها تسول الشفقة و إستجداء الرحمة
29) الرجل العظيم عبر كل العصور والذي لا يمكن مقارنته بأحد أو نسخ عمله المقدس هو رجلا سيكون قادرا على سحق الجنس البشري وإبادته بشكل تام دون إبقاء أي أحد على قيد الحياة.
30) ما دام الخير ضعيفا و سيبقى عاجز تماما عن تحقيق الإنتصار المستحيل في معركته ضد الشر إذن يجب مقارعة الشر بالشر حتى ينذثر الشر
31) عادة ما ندرك في الكثير من الأحيان أن الصديق عدو لا يطاق.
32) الطبيعة تعبر عن حالة الأولى لكل الموجودات التي وجدت ضمن نسق الأشياء الصادرة عن الأصل الواحد والذي هو الجوهر المفرد المطلق و القائم بذاته،هذا المصدر المتعالي الذي انحدرت منه كل الموجودات المادية المتاحة في نطاق ما تدركه القوى الحسية بشقيها الملموس و التجاوزي هي ما يمكن أن نسميه الطبيعة انها حالة الأصل المجردة عن الأعراض المحدثة التي تعبر عن فساد الأشياء طالما انها تفتقد إلى مقومات الصمود في مواجهة عوامل الزمن و التحولات بفعل تاثير الكينونة المتحولة التي تلغي الصفة الثبوتية و تجرد الأشياء من طبيعتها.
33) السلام المغشوش يقتل الروح الفدائية الثورية في النفوس و يحل محلها روح الخنوع و الإستسلام.
34) القانون لا يوجد إلا بين قوتين متكافئتين في القوة أو الضعف.
35) كل هذه المحاكم و المفوضيات و اداراة التحقيق و مخيمات الاستقبال هي مجرد مسرحية سخيفة تهدف إلى خدمة مصالحهم الامبريالية المتوحشة و الرأسمالية الاحتكارية في البلدان الضعيفة ..إنهم يقتاتون على دماء الأبرياء و ضحايا الاستغلال و الحروب التي يفجرونها في مناطق عدة من العالم ،لو لم تكن الحروب و المشاكل الاقتصادية في البلدان الاخرى بسبب نظامهم الراسمالي الليبرالي الجشع ما كان هناك شيء إسمه اللجوء اصلا.
36) الحماية الدولية لا تعني حماية ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المنصوص عنها في الصكوك الأممية وإنما تعني حماية المصالح الإستعمارية الغربية في الخارج و تشجيع الخونة و العملاء الليبراليين و القيادات العسكرية الانقلابية عن الانشقاق و تحريض اللصوص اللذين ينهبون المال العام على سرقة أموال الشعب مقابل ضمان إستقبالهم اذا كانوا يحملون حقائبا تحتوي على مبالغا طائلة من العملة الصعبة كما يمكن استقبال الجواسيس اللذين يحملون بعض الأسرار العسكرية او التكنولوجية التي تكون في منتهى السرية ما عدا ذلك يتم التعامل مع ضحايا الانتهاكات الإنسانية بنوع من الاجحاف الوقح و الاهمال المتعمد و الإقصاء الممنهج بدوافع عنصرية بحثة حتى لو اقتضى الأمر اغراقهم في قاع المتوسط أو ترحيلهم إلى جحيم الحروب و مسالخ السجون إن الحماية الدولية بمثابة حجر الأفعى الذي لا يتسع سوى إلى الثعابين.
37) متى كانت الإمبريالية المتوحشة تقدم الحماية إلى الثوار.
38) حينما يصبحون قادرين على حماية أنفسهم من الجائحة حينها يمكنني الإعتقاد أن بإمكانهم تقديم الحماية للآخرين على سبيل الإفتراض المزعوم.
39) كل تشريع قانوني أو قضائي له خلفية سياسية أو أيديولوجية، أما السياسة و الإيديولوجيا هما مجرد إنعكاس فوقي يمثل المصالح الإقتصادية للطبقات الحاكمة.
40) الصدمات تنعش الإرادة على هامش التحديات حينما يتحول اليأس إلى هدف جديد.
41) الحقيقة قوة تجرد الإنسان الصادق من الخوف.
42) الإرادة هي تلك المقدرة التي بإمكانها أن تخفظ سقف التحديات الكبرى و تجعل المستحيل ممكنا إنها التعبير الأسمى عن الروح المغامر الذي يقامر بكل شيء من أجل تحقيق الهدف الأسمى مهما كانت الصعوبات الجسيمة التي يلاقيها المرء،انها خط الدفاع الأول و الأخير في خوض معركة الحياة و الصراع من أجل البقاء.
43) الذي يشعر بما لا يقول عادة هو يقول ما لا يشعر به، هناك متاهة في النفس الإنسانية تشيع فيها المشاعر المحتضرة حتى تجهض الكلمات التي من المفترض أن تفصح عن الحقيقة قبل ولادتها.
44) السعي نحو تحقيق الأهداف العليا يجعل كل شيء مباح.
45) إن تصفية النخب المثقفة الثورية في حد ذاته هو تصفية الثورة، إنه الإجهاز الصريح عن رموز الثورة التي تدافع عن قضية الشعب العادلة و تطلعاته نحو إنتزاع الحرية و تحقيق الإنعتاق من الأنظمة الرجعية الديكتاتورية المدعومة من الإمبريالية المتوحشة.
46) الحق المشروع لا يسترجع على حساب إنتهاك حقوق الغير.
47) متى كان ينظر الى الخيانة و التآمر على قضايا الشعوب العادلة على أنها إنجاز وطني يرتقي إلى مستوى الحدث التاريخي الذي يذكرنا بالانتصارات العظيمة التي انجزتها حركات التحرير الوطني.
48) حتى لو تخلت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية على ميثاق الكفاح المسلح فإن هذا لا يعني بالضرورة ان تستغل الأنظمة الرجعية العربية القضية الفلسطينية من أجل تثبيت عروشها من خلال التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية لأن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني و قضية باقي الشعوب العربية والإسلامية وليست قضية منظمة التحرير الفلسطينية أو الأنظمة العربية الرجعية أو قيادات الحركات الإسلامية من هذا المنطلق يجب ان ندرك تماما طبيعة الفرق الجوهري بين التطبيع الرسمي السائد في ظل المرحلة الراهنة في مقابل الرفض الشعبي المناهض.
49) الخط الثوري الذي يقود نحو تحرير فلسطين يفرض عنا ضمنيا العمل السياسي الثوري المشترك من أجل انتزاع الديمقراطية و إقرار الوحدة القومية المنشودة من منطلق الخيار الجماهيري الواعي الذي بإمكانه أن يوجه مسار الانتفاضات الشعبية نحو إسقاط الأنظمة الديكتاتورية الرجعية التي تعتبر صمام أمان أولي يمنح الصهيونية العالمية و الإمبريالية المقيتة امتياز الحفاظ على حالة التخلف و الركوض الذي يلغي الإرادة الشعبية العربية و يصيب الفاعلية الجماهيرية بالشلل في محاولة جعلها خارج سياق التاريخ.
50) إن بعث الروح القومية في جسد الأمة المتهالك كفيل بتحقيق النهوض.

بقلم الماستر الأكبر سعيد اتريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى