الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغرب يريدها ملوّنة في موسكو
حسن مدن
2021 / 1 / 26مواضيع وابحاث سياسية
"الثورات الملونة"، أو البرتقالية، كما توصف أحياناً، وسيلة الغرب المجربة في إضعاف النفوذ الروسي في محيطه الجيو سياسي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وهي وسيلة آتت أُكلها في أكثر من مكان، في مقدمتها أوكرانيا، حيث أوصلت إلى سدة الحكم فيها نخبة سياسية – اقتصادية متمردة على موسكو، وحاولت أن تفعل شيئاً مشابهاً في جورجيا، وكانت المحاولة الأخيرة في بيلاوروسيا حليف روسيا الأقرب.
لكن الغرب يريد ما هو أكثر. يريد أن يرى ثورة ملونة في روسيا نفسها، تكون «أجدى» وأكثر فعالية في كسر إرادة موسكو من العقوبات الاقتصادية، والتمدد العسكري لحلف «الناتو» في المحيط الروسي، كبولندا وجمهوريات البلطيق. وفي هذا السياق يمكن قراءة التظاهرات التي جرت في مدن روسية، بما فيها العاصمة موسكو، السبت الماضي، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت ستستمر أو يجري احتواؤها بعد تفريقها بالقوة واعتقال آلاف من المشاركين فيها حسب المصادر الغربية.
طبعاً لا يمكن إغفال الصعوبات الاقتصادية والسياسية الداخلية، ومظاهر التذمر الشعبي منها، التي يمكن أن تشكل روافع يجري توظيفها في أي احتجاجات على «الكرملين» وسياساته، ويمكن أن نجد مثالاً في القول التالي لروسي خمسيني شارك في التظاهرات ما يلخص ذلك: «لم أحضر لنفسي ولنافالني، ولكن لابني لأنه لا يوجد مستقبل في هذا البلد".
وإذا كان للعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا أثرها غير الهيّن في تردي الوضع المعيشي في البلاد، ولكن مسؤولية ليست قليلة، بل لعلها الأهم، تعود إلى نهج الانعطاف نحو الرأسمالية الذي سارت عليه النخبة السياسية والاقتصادية المتحكمة هناط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والتفريط بالمكتسبات الاجتماعية التي تحققت في العهد الاشتراكي، ما يجعل الغرب يعول على شرائح متنفذة في معركته لا لإضعاف روسيا فحسب، وإنما تفتيتها.
لم يكن مفاجئاً اعتقال نافالني بعد عودته، التي سلط الإعلام الغربي عليها الأضواء الإعلامية، ولم يكن مفاجئاً أيضاً أن نافالني هو من دعا إلى تظاهرات السبت، فالمحللون الغربيون، قبل الروس، لاحظوا أن توقيت عودة المعارض الروسي إلى موسكو، الذي كان نقل إلى ألمانيا للعلاج بعد أن اتهم السلطات بتسميمه في محاولة لقتله، توقيت مقصود، مع بدء ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي أعلن أنه لن يواصل ما وصفه بسياسة «المهادنة» التي اتبعها سلفه الجمهوري دونالد ترامب مع «الكرملين».
تتناغم سياسة الحزب الديمقراطي، العائد للبيت الأبيض منتشياً، مع رغبات قوية لدى أعضاء «الناتو» الأوروبيين، أو على الأقل البعض منهم، الذين يرون في موسكو مصدر "الخطر" الأكبر عليهم، وربما لا يشاطرون الأمريكيين في تضخيم "الخطر" الصيني، ويمكن ملاحظة ذلك في ردود الفعل الغربية على اعتقال نافالني وعلى التظاهرات التي دعا إليها، سواء من الولايات المتحدة نفسها، أو من الاتحاد الأوروبي، ومن دول بعينها، بينها بريطانيا.
يبقى أن على الغرب أن يدرك، ولعله يدرك فعلاً، أن روسيا ليست أوكرانيا أو بيلاروسيا، وأن رجل "الكرملين" ليس من النوع الذي يُملى عليه، وهو بارع في توظيف ما يمكن أن نصفه ب"الوطنية الروسية" في حشد قاعدة شعبية حوله، تنشد الاستقرار وتخشى الفوضى.
لكن مواجهة الاستهداف الغربي لروسيا يلزمها شروط أخرى، تستلهم من الماضي السوفيتي الكثير مما يمكن استلهامه، إن أرادت صدّ هذا الاستهداف بنجاح.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل من سبيل لإنقاذ مفاوضات التهدئة في غزة بعد التعثر والخلافا
.. هجوم إيران على إسرائيل يسلط الضوء على الطلب المتزايد على ال
.. إسرائيل تحضر لردّ يردع أي هجوم إيراني مستقبلي دون أن يغضب ال
.. إسرائيل تقرر الرد على إيران.. وترقب لشكل وتفاصيل الرد| #غرفة
.. دولة قطر تجري تقييما لوساطتها وتركيا تتحدث عن قبول غربي بشرو