الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الرفيق القائد الخالد جورج حبش

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 1 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



(1)
الميراث الثوري للقائد الراحل جورج حبش.... في الذكرى الثالثة عشر لرحيله نستذكر قناعته بضرورة بناء الحركة الشعبية الديمقراطية الثورية العربية ..
إن الأثر العظيم لرفيقنا القائد والمفكر القومي الأممي الثوري، لا يُقوَّم فقط بما قدمه هو بالذات من إنتاج فكري سياسي تشهد له وثائق وأدبيات الجبهة الشعبية منذ تأسيسها حتى آخر لحظة من حياته، بل يُقوَّم بالأخص – وبالقدر نفسه – بما أحدثه من أثر نوعي في عقول وقلوب رفاقه عبر نضالات ومسيرة حركة القوميين العرب في الأردن والعراق واليمن وسوريا والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية" ما يسمى بالسعودية" وعُمان ومصر وليبيا، جنباً إلى جنب مع مسيرة الجبهة الشعبية سواء في سلوكه الرفاقي وتواضعه الثوري ونبل أخلاقه ورؤيته الثاقبة ومصداقيته وإخلاصه المطلق للمبادئ والقيم التي عاش ومات من أجلها، عبر اندماجه الواعي بحاضر ومستقبل أمته الذي استطاع أن ينسج من خلالها مع كل رفيقة ورفيق في الحركة او في الجبهة، علاقة تجلت فيها أجمل وأصدق القيم الثورية والإنسانية التي اختلطت على المستوى الذاتي بأروع وأسمى معاني الأب القائد الحاني، المسئول والحامل لكل المشاعر الدافئة التي لم يجد معها كل من التقى به من رفيقاته ورفاقه عند مخاطبتهم له سوى الوالد الرفيق الحكيم، وقد كان وسيظل بالفعل أباً ورفيقاً وحكيماً ملهماً ليس لرفاقه الذين عرفوه فحسب، بل لرفاقه الكادحين من شابات وشباب شعبنا وأمتنا الذين سيسهمون في تجديد وبناء الحركة الشعبية الديمقراطية الثورية العربية من أجل تحقيق أفكار ومبادئ الحكيم الذي سيظل حياً بيننا، بريادته ونضاله وفكره، فهو فكر يجسد الانتماء للجماهير الشعبية الكادحة من العمال والفلاحين وكل الفقراء والمضطهدين والمستضعفين ... هذه الجماهير التي عاش ومات الحكيم مناضلاً من أجلها وملتحماً في مساماتها، فهي عنده صاحبة المصلحة الأولى في التحرر والتقدم، وهي أيضاً روح المشروع القومي الديمقراطي العربي المستقبلي وأداته الثورية الوحيدة، لذلك كله، سيظل الحكيم ساكناً في قلوبنا وعقولنا لأن أفكاره وممارساته طوال حياته حملت الكثير الكثير من المصداقية والالتزام لزماننا ولمستقبلنا.



(2)
عن سمات بنية القائد المؤسس الراحل الرفيق جورج حبش في ذكراه الثالثة عشر..
اتسمت بنية الحكيم الفكرية والثورية والأخلاقية بتميّز شديد الالتحام بمرونة ذاتية مدركة وواعية لكافة المتغيرات السياسية والأيديولوجية من حولها ، بنفس إدراكها للعديد من المتغيرات التي تحمل نفس المضامين على صعيد الحركات الاشتراكية والثورية التحررية في كوكبنا ، بحيث يمكن القول أن الحكيم عاش حراكاً معرفياً وسياسياً ونضالياً ، متحركاً دوماً بصورة جدلية صاعدة إلى أمام.
كان مساره المليء بمحطات التقدم والارتقاء المعرفي والسياسي إلى جانب ثباته على مبدأ الثورة التحررية التقدمية على المستوى القومي ، جعل منه مفكراً وثائراً في آن معاً، وعلى نفس المستوى من المفكرين الثوار العظام ، لينين ، ماوتسي تونج ، كاسترو ، جيفارا ، وغيرهم، يؤكد على ذلك قدرته الخلاقة ووهجه الثوري في استقطاب العديد من حركات ومناضلي اليسار العالمي في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
كان للحكيم جورج حبش دور بارز في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي وجبهة تحرير ظفار والجبهة القومية في اليمن والحزب الثوري في السعودية بهدف اسقاط انظمة الرجعية والعمالة .. وما زال ذلك النهج الثوري هدفا لابد من استعادة تفعيله نظريا وعمليا لدى كل القوى الوطنية القومية الديمقراطية ليس وفاءً للحكيم فحسب بل أيضاً وبالدرجة الأولى التزاماً بتحقيق أهداف شعوبنا العربية عموما وفي دويلات الخليج والسعودية خصوصا للخلاص من كل اشكال الاستبداد والتبعية والاستغلال والتخلف .

(3)
في ذكراه الثالثة عشر : موقف المفكر الثوري القائد الحكيم والجبهة الشعبية من الرجعية العربية ...
بالنسبة للرجعية العربية وقوى الكومبرادور وأنظمتها العميلة أكد القائد الراحل جورج حبش في المؤتمر الرابع للجبهة على أن التناقض مع الرجعية العربية هو تناقض رئيسي ، كما أن الجبهة لا تؤمن بشعار "عدم التدخل في شؤون الدول العربية في دائرة الصراع، وترى أن التحديد العلمي لموقع "الرجعية العربية" ، كقوة من قوى الخصم في المعركة المحتدمة بين الجماهير العربية وقواها الوطنية والتقدمية من جهة، وبين الإمبريالية والصهيونية من جهة ثانية ، يحمي الثورة الفلسطينية من مناورات ومخططات القوى الرجعية، وغيابه يعني غياب الرؤية الواضحة. ولا يعني ذلك أن تقوم الثورة الفلسطينية بمهمة التغيير في البلدان العربية وإسقاط الأنظمة، بل يعني "التحالف مع حركة الجماهير العربية وقواها التقدمية لإسقاط أي نظام عميل للتحالف الامبريالي/الصهيوني".




(4)
رأي القائد والمفكر الثوري الراحل جورج حبش حول اولوية الفكر الماركسي وجبهة الثقافة في الحزب .....
يقول رفيقنا المؤسس : إننا اذا خسرنا الجبهة السياسية او الجبهة العسكريه فان النضال من اجل تحقيق اهدافنا لن يتوقف ، ولكن الكارثه ان نخسر الجبهة الثقافيه التي تجسد المنطلقات الفكريه الوطنيه والقوميه والامميه لحزبنا وفق المنهج الماركسي الجدلي لاننا اذا خسرنا هذه الجبهه فإننا سنخسر كل شيء.

(5)
من ميراث الحكيم جورج حبش في ذكراه الثالثة عشر......
في المؤتمر السادس عام 2000 ودّع الرفيق جورج حبش المؤسس والقائد الثوري الوطني والقومي والاممي رفاقه طالباً أن يستذكروا الخط السياسي والفكري الذي سارت على أساسه الجبهه وأن يتذكروا دوماً ويحفظوا عن ظهر عقل أن رأس مال الجبهاوي مبادئه وأخلاقه وأن أخلاقه ومبادئه هما رأس مال التنظيم ، هكذا كان الحكيم طهرانياً متواضعاً نقياً تحتل الأخلاق فكره وسلوكه وتحكم هذه المنظومه الاخلاقيه التي تحلى بها علاقاته التنظيميه والاجتماعية والسياسية والصداقيه والرفاقيه بكل ما تعنيه من أدب وحكمه وتواضع ونبذ للأنانيه والانتهازيه واللامبدئيه وكل المسلكيات الهابطه المصلحيه الهلاميه النفعيه فلا مجاملة لديه في الحق ولا مجامله في الحزب ولا مجامله على حساب الفكر الماركسي ولا مجامله على حساب المبادىء الوطنية والقومية التقدمية...المجد والخلود لروحه وذكراه.

(6)
في مثل هذا اليوم قبل 13 عاما رحل عن عالمنا الرفيق الانسان الاخلاقي الثوري النبيل القائد جورج حبش....
اليوم ... ونحن نستذكره بالحديث أو الكتابة ، فإننا لا نعترض على حتمية الموت الذي غيبه عنا ، لكن إقرارنا بتلك الحتمية لا يعني أبداً أن القائد .. المفكر.. الثائر... الحكيم جورج حبش قد مات ، لأن الثوريين لا يموتون أبدا..فهو القائد الذي ستتذكره الأجيال القادمة بأنه عاش ومات مناضلاً من أجل تحقيق اهداف الجماهير الشعبية العربية في اسقاط انظمة الخيانة وانتصار مبادىء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بافاقها الاشتراكية من اجل فلسطين والوحدة العربية ...
جورج حبش المناضل الماركسي الثوري الذي مثَّل بالممارسة فكرا وطنيا وقوميا وأممياً ثائرا، وسطر على صفحات تاريخ فلسطين والأمة العربية مجداً ثورياً عبر مسيرة ونضال وتضحيات أبناء شعبه وأمته ورفاقه في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية.
حكيم الثورة ... القائد والمعلم جورج حبش ... هو ليس آخر عمالقة النضال الوطني الفلسطيني، لكنه كان عملاقاً وطنياً وقومياً وأممياً من طراز خاص، كان وسيظل له حضوره البارز والمؤثر على المستويين الفلسطيني والعربي، وشكل قدوة ومثالاً ونبراساً لرفاقه في الحركة والجبهة كما لكل المناضلين القوميين الديمقراطيين التقدميين في أرجاء الوطن العربي، وعاش ومات وفياً لمبادئه في التحرر الوطني والقومي والاشتراكية والوحدة.
وإذا كان للجبهة الشعبية أن تتحدث بفخر واعتزاز عن حكيمها ، فبإمكانها أن تكتفي بالقول أن جورج حبش تواجد في خضم المحطات التحررية الثورية الصاخبة لشعبنا الفلسطيني وشعوب امتنا العربية، في مجابهة الاستعمار والامبرياليةالامريكية والحركة الصهيونية والقوى الرجعية، متمسكاً بمشروعه التحرري الوطني والقومي ، عبر النضال من أجل تكريس وتصاعد أفكار التحرر والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية والوحدة العربية، دون أن يعني ذلك تجاوزاً منه لمحطات الهبوط والتراجع والانكسار في تاريخنا ، بدءاً من هزيمة حزيران 67 وغياب القائد القومي التقدمي عبد الناصر وما تلا ذلك من متغيرات وانهيارات في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتفكك المشروع القومي العربي، وصولا الى الانقسام الكارثي 14 حزيران 2007 الذي مضى عليه 13 عاما فكك الهوية والقضية والشعب والوحدة الوطنية ، وكان ومازال مكسبا صافيا للعدو الصهيوني ...وقد ترافق كل ذلك مع تراجع وعزلة اليسار في فلسطين والوطن العربي، وتهافت النظام العربي على الاعتراف والتطبيع مع دولة العدو الصهيوني ..وصعود التحالف الامبريالي الصهيوني عبر نظام العولمة الرأسمالية، الذي كرس أنظمة التخلف والتجزئة والتبعية والاستبداد في بلادنا التي باتت في مثل هذه الأوضاع المهزومة، مرتعاً خصباً لانتشار وتعاظم مفاهيم التخلف واعادة انتاجه وتجديده من خلال حركات الاسلام السياسي ، الى جانب تفاقم أشكال الهبوط السياسي والاستسلام للمشروع الأمريكي الصهيوني، حيث تتابعت التراجعات ومظاهر التخلف والإحباط وخيبات الأمل في أوساط شعوبنا العربية كلها.
لكن على الرغم من كل هذه الانتكاسات والهزائم ومظاهر العمالة والتخلف ، يظل ميراث الحكيم القائد، بالنسبة لكل الثوريين اليساريين الماركسيين العرب ، بالمعنى المعرفي الثوري والجدلي، اسما متوهجاً لاهباً، وشعلة متواصلة التألق، ذلك إن اسمه يكاد أن يكون مرادفاً للثورة والتحرر الوطني والنهوض القومي الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والاشتراكية والوحدة العربية، كما هو اسم يحمل في طياته كل الدلالات الرمزية النضالية للمستقبل من أجل فلسطين العربية الديمقراطية لكل سكانها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا