الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين بائع الشاي وكلمة السيستاني (شعب العراق مظلوم)

صوت الانتفاضة

2021 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


علي، الشاب ذو التسعة عشر عاما، من قلعة سكر "الناصرية"، يعمل بائع شاي متجول في منطقة الباب الشرچي، تفجير ساحة الطيران أنهى حياته البائسة، كالعشرات الذين سقطوا، من بائعي الملابس القديمة "البالة"، لم يكن التفجير الأول الذي يقع في هذه المنطقة، ولن يكون الأخير بوجود قوى الإسلام السياسي.
علي، بائع الشاي، ينحدر من منطقة بائسة جدا في قلعة سكر، يسكن أحد "فنادق" منطقة البتاوين الرثة، الكثير من أبناء المدن الجنوبية يسكنون هذه "الفنادق"، خصوصا من مدينة الناصرية.
قد يكون علي خرج متظاهرا في يوم ما، منتفضا على واقعه البائس والمزري، كغيره الكثير، وسلطة الإسلام السياسي وميليشياتها حاولت قتله او اختطافه، بعد ان وسمته ب"الجوكري، ابن السفارة، ابن الرفيقة" كما يوصف اليوم رفاقه من شبيبة الناصرية وكل العراق، والتي تلاحقهم قوى السلطة وميليشياتها.
علي، من سكنة قضاء قلعة سكر، ذات المئة ألف نسمة او أكثر، قضاء بائس جدا، خدمات معدومة تماما، في الشتاء دائما يغرق القضاء، وفي الصيف لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب، حاله حال بقية اقضية الناصرية، البطالة بين الشباب من أبرز معالمها، اغلبهم هاجروا الى بغداد للعمل فيها، تراهم يقفون في "مسطر العمالة" في ساحة الطيران، او باعة للخضروات والفواكه، او أصحاب "بسطات وچنابر"، غير من يقفون في إشارات المرور لبيع كارتات الموبايل والسكائر؛ قلعة سكر لا تبعد عنها حقول ابار النفط كثيرا، والتي فقط تنفث سمومها على سكنة تلك المدن.
علي، من سكنة مدينة الناصرية، المدينة المنكوبة والمحاصرة من قبل الميليشيات، يقتل ويختطف ويغيب شبابها يوميا، دفعت ولا زالت تدفع ثمنا باهظا من اجل تحسين واقعها الحياتي والمعيشي، من اجل إزالة كابوس سلطة الإسلاميين، النهابين والقتلة؛ تفجير ساحة الطيران أنهى حياة علي، تلك الحياة المتعبة، المؤلمة، المضجرة، لقد استراح من اللف والدوران في الشوارع، بقيت عائلته الفقيرة حائرة، لأنها لا تملك المال لإقامة مجلس العزاء.
بعد رحيل علي وأصدقائه، يخرج علينا "المرجع الأكبر" راع العملية السياسية البغيضة، مؤسس دستورها وانتخاباتها وميليشياتها، ليقول كلمته العظيمة "شعب العراق مظلوم"، ترى كيف علم بذلك؟ من أوصل الاخبار له؟ من اشتكى وتشكى امامه؟ تبا لهذا التفجير كيف أزعج المرجع "الاله" وأقلق خلوته؟
هكذا هي الحال منذ ثمانية عشر عاما، لا جديد تحت الشمس، ذات المعزوفة، وذات العازفين، فقط الضحايا في ازدياد؛ رحل علي بائع الشاي، وظلت سلطة الإسلام السياسي تفكر كيف ستقتل المزيد، وبقي المرجع تتعبده الناس وتنفذ ما يريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف