الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نجح مؤتمر الفصائل.. لكن هل يؤسس لمرحلة جديدة؟
بدر أبو نجم
صحفي وكاتب فلسطيني
(Bader Abu Nijem)
2021 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية
ربما لم يكن الأمناء العامين في اجتماهم قبل أيام قليلة أكثر حماساً وتفاؤلاً من ذي قبل في آخر اجتماعهم قبل سنوات.. هذه النبرة التي سمعناها من حناجرهم والتي قد لا يعرفها الجيل الجديد، والتي ذكرتنا بخطابات الشهيد ياسر عرفات و ابو جهاد وابو علي مصطفى وغيرهم من القادة، كانت أكثر إصراراً على ضرورة إتخاذ مواقف شجاعة على أرض الواقع، دون الخوض في اجتماعات أخرى نظراً لما تعصف به القضية الفلسطينية وحجم التآمر من الجميع ودون إستثناء، وكان لزاماً على الجميع أن يغير مواقفه وأن يتجه الخطاب إلى منحنى آخر.
الرئيس محمود عباس، وزعيم حركة فتح أعطى الضوء الأخضر في المؤتمر لكل الفصائل أن تفعل ما تشاء قائلا: "افعلوا ما شئتم حتى دون أن تأخذوا الإذن مني"، .. وللتذكير فإن الرئيس قال في بداية الاجتماع أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يقاوم سلمياً أي مقاومة شعبية سلمية، بينما رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وكما كل خطاب له أكد على المقاومة بكافة أشكالها ومن ضمنها المقاومة العسكرية على الأرض، وهذا طبعاً مخالف لما اكد عليه الرئيس في المؤتمر الذي لم يذكر المقاومة العسكرية، على الأقل في الوقت الراهن.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن أكثر العراقيل التي تحول دون الوصول الى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس هو بند المقاومة وانواعها وخصوصاً العسكري منها، بينما يرى الطرف المفاوض مع حماس "فتح" أن الوقت الراهن لا يمكن الحديث عن المقاومة العسكرية، والسلاح الوحيد الذي سيكون موجوداً هو سلاح رجال الأمن، والاكتفاء بالقاومة الشعبية السلمية والتفاوض على الطاولة مع "اسرائيل" والولايات المتحدة مع وجود طرف ثالث اشترطه الجانب الفلسطيني.
في الحقيقة أن المواطن الفلسطيني تابع اجتماع الأمناء العامين بترقب واهتمام شديدين، عل هذه المرة يخرج بشيء يترجم على أرض الواقع، وأهم ما كان يبحث عنه المشاهد والمستمع لفصائلنا الوطنية هو إنهاء الإنقسام، وأن لا تبقى غزة مفصولة عن الضفة.
صحيح أن الرئيس وهنية أكدوا على أن لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة، لكن على أرض الواقع هناك حكومة في غزة وحكومة في الضفة، ناهيك عن ما يعانيه الشباب الغزي من مشاكل الفقر والبطالة والمستقبل المركون على الرفوف هناك بسبب الحصار والإنقسام.
إذاً ما الذي جاء به هذا الاجتماع؟.. الكل يترقب ما الذي سيجري في الأشهر المقبلة بعد هذه المائدة الفلسطينية الكبيرة التي شملت كل أطياف وألوان الشعب الفلسطيني.
ما تمخض عنه الاجتماع، هو تأكيد الفصائل على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني، وانهاء الانقسام، وتحقيق حوار وطني شامل، مع ضرورة المقاومة الشعبية بكافة اشكالها، بالإضافة الى رفض التطبيع العربي مع الاحتلال، واعتبار المطبعين من الدول العربية بمثابة تخلي عن القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مصغرة، من مهامها إكمال الحوار بين الفصائل، مع سقف زمني من المتوقع أن يكون نهاية العام، ومهام هذه اللجنة التي تتكون من حركتي حماس وفتح وعدد آخر من الفصائل، التوافق على برنامج سياسي موحد، وكيفية إصلاح منظمة التحرير وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإنهاء الانقسام. وفي نهاية المؤتمر قالها الرئيس بشكل واضح أن كل فصيل يرى ما هو مناسب ويفعله دون أخذ الإذن منه.
والسؤال الأكبر الذي يفرض نفسه بعد المؤتمر وما تمخض عنه من تشكيل لجنة أو لجان لمتابعة الحوار بين الفصائل، واتخاذ قرارات فعلية على أرض الواقع بعد شهور قليلة:
هل الوضع الفلسطيني وفي ظل تسارع بعض الدول العربية بالهرولة لرمي نفسها في أحضان نتنياهو وترامب من أجل التطبيع مع اسرائيل، يتحمل شهور أخرى لتشكيل اللجان ومتابعة الحوارات الفلسطينية الفلسطينية دون أن يرى المواطن الفلسطيني الانقسام وراء ظهره، وأن الحكومة الفلسطينية أصبحت حكومة واحدة في غزة والضفة دون تعنت أي فصيل؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي