الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطلعات العلمانين العراقين

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2021 / 1 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الهدف الرئيشي لنا كعلمانين هو فصل المواطن عن رجال الدين المسيسين الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بخطابهم الاصولي المتزمت والمتحجر والمتخلف منذ نشوء الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي وسيطرتهم على منابر المساجد وسائل الاعلام، مما زاد من تخلف المواطن ثقافيا وفكريا، سيطر حزب البعث العربي الاشتراكي على مقاليد الحكم عام 1968 فكرس ايديلوجيته رسالة الامة الخالدة في عقول جماهير غفيوة سواء بالاقناع او بالترهيب والترغيب، وفي أواخر ايامه دعى الى صحوة اسلامية بقيادة عزت الدوري، حزب البعث الصدامي سبب وخلف وراءه الاحتلال الامريكي برفقة احزاب اسلامية ضعيفة جائعة كانت تستجدي المعونات من عراقي الخارج ومن النظام الشمولي البعثي في دمشق ونظام ولاية الفقيه في ايران ومن الحكومة الامريكية والبريطانية، ومن خلال استيلائها على المناصب الوزارية والمناصب الحكومية العليا والمال العام اثرت واصبح لديها الفضاءيات والصحف والاتباع ينشرون افكارهم الكاذبة المخدرة لبسطاء الناس وعظموا الشعائر الدينية كالمشي لزيارة الاضرحة والتطبير وزواج المتعة، لم يكتفوا بذلك فشوهوا سمعة خصومهم كالعلمانين واتهموهم بالالحاد والزندقة والعمالة لامريكا والغرب.
ان تهمة الالحاد والصاقها بجميع العلمانين حجمت نشاط اغلب الاعضاء خوفا من لوم واحتجاج عوائلهم واصدقائهم والمجتمع المتدين الذي يعيشون فيه، كعلمانين ليس لدينا ما نخفيه، فاهدافنا واضحة وضوح الشمس تهدف الى تحرير بسطاء الشعب من النصابين الذين استولوا على السلطة باسم الدين سواء كانوا معممين او يرتدون العباءة والعقال او افندية، تجدهم امامك يرددون الآيات القرإنية وايديهم في جيبك ليسرقوا ما تملكه من مال وعقار، لمفهوم العلمانية موقع كبير في فكر الكثير من المثقفين والفنانين والشعراء والكتاب، وعند السياسين النصابين الذين سرقوا اسم العلمانيون العراقيون واسسوا لهم موقعا الكترونيا بهذا الاسم وفتحوا صفحة في تويتر ويوتيوب، اهداف العلمانية كالازهار الزاهية الالوان التي تجذب اليها النحل من كل حدب وصوب، لذا ينظم الى مجموعتنا في الفيسبوك اعداد متزايدة كل يوم، فما على العلماني العراقي سوى التسلح بالمعرفة واشهار علمانيته امام عائلته وجيرانه واصدقائه، فأذا كنت مؤمنا قم بشعائر دينك كما ينبغي من صلاة سواء في المسجد او الكنيسة او المعبد والمشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعية، واذا كنت مؤمنا لا تؤدي الشعائر او ملحدا فانت حر في اعلان ذلك او من عدمه وفي حالة الاعلان عنه عليك التسلح بالبراهين العلمية والتجريبية والمنطقية لتأييد موقفك من الالحاد اومن عدم القيام بالشعائر.
افكار العلمانين واضحة وضوح الشمس اثبت صحتها الواقع العراقي وبرهنت عليها سرقات الماسكين بالسلطة و تخلف العراق، من الممكن توصيل هذه الافكار الى عقول بسطاء الشعب بالشعر الشعبي والحكاية المبسطة والحوار المباشر الهادف الى توعية هذه الشريحة من شعبنا ودفعها الى التفكير واستعمال العقل وتحليل كل اطروحات ومقولات خطباء المنابر ونقد كل ما هو غيبي لا يمكن اثباته بالتجربة والبرهان على ارض الواقع، يتحمل مسؤولية توعية ابناء شعبنا الشعراء والكتاب والفنانين والاعلامين والمثقفين الاحرار الذين لا ينتمون الى الاحزاب الاسلامية كل حسب موقعه ونشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات والتجمعات الجماهيرية، توعية الجماهير خطوة ضرورية لازاحة الاحزاب الاسلامية والكتل الفاسدة عن السلطة وعن المجلس النيابي .
ازاحة الكتل السياسية والاحزاب الاسلامية من المجلس النيابي ومن السلطة احد مطالب ثوار تشرين والعلمانين والمدنيين والليبرالين والديمقراطين، لن يتم ذلك إلا من خلال انتخابات حرة نزيهة باشراف محلي ودولي وفي ظروف آمنة بعيدا عن تهديد المليشيات المسلحة وسلاح العشائر، فمن واجب الاطراف السابقة التنسيق فيما بينها على مستوى كل محافظة وتشكيل لجنة عليا ولجان فرعية مختصة بالنساء والطلاب والشباب وكبار السن للترويج او للدعاية لانتخاب المرشحين للانتخابات، وتقوم اللجنة العليا باختيار المرشحين بغض النظر عن الانتماء الحزبي وحسب ما للمرشح من شعبية وتقبل له في دائرته الانتخابية واتصافه بصفات النزاهة والصدق والامانة وفوق كل شئ الوطنية، كما تقوم اللجنة العليا واللجان الفرعية بمراقبة تحديث سجل الناخبين واصدار البطاقة البارومترية من قبل المفوظية العليا المستقلة للانتخابات والاشراف على تقسيم المحافظة الى دوائر انتخابية بحيادية بعيدا عن تأثير القبائل ورؤسائها.
ليس للعلمانين عداء لرجال الدين مهما قل علمهم ومنزلتهم اوكبروا علما ومنزلة وانما يريدون لهم الاحترام والوقار من اتباعهم، ولنا امثلة صارخة من الاحزاب الاسلامية ومرجعياتها في العراق حيث حللوا الحرام و حرموا الحلال وسبوا العباد بالاختطاف والاغتيال والقنص والتعذيب وسرقة المال العام، كل ما يريده العلمانيون فصل الدين ومؤسساته ورج اله عن السياسة والدولة، للدين مؤسساته المستقلة وللدولة مؤسساتها المستقلة، تضمن الدولة حرية العقيدة الدينية لكل طائفة ومذهب وكذلك حرية الاحزاب ومعتقداتها، وتضمن الدولة للفرد تغيير دينه او معتقده دون اي محاسبة قانونية، ويحق للشيعة والسنة والمسيحين والصابئة المندائين والشبك والايزيدين والزرادشتين ولكل جماعة دينية بناء مساجدها وكنائسها ومعابدها ومدارسها وحوزاتها ولهم كل الحق في ممارسة طقوسهم وشعائرهم بحرية دون التأثير على حرية الآخرين، ولا يحق للاغلبية الدينية الشيعة مثلا فرض مذهبهم على الآخرين، العلمانية لا تهادن او تسامح اي طائفة تحاول السيطرة على السلطة سواء كان ذلك بالانتخاب او السلاح لفرض عقيدتها على الآخرين.
العلمانية ينص دستورها على فصل الدين عن الدولة والشعب مصدر التشريع وقوانينها تساوي بين المواطنين ومعتنقي الاديان المختلفة سواء كان اتباع الدين قلة او كثرة، لذا تختفي الاحقاد والبغضاء والكراهية والطائفية في المجتمع وتترسخ الوحدة الوطنية، العلمانية تفرض القوانين على جميع المواطنين دون اعتبار للاغلبية كما تضمن حرية المعتقد والالحاد للمواطنين ، ويتم التغيير سواء تغيير النظام او الدستور بموافقة جميع المواطنين وليس الاكثرية، النظام العلماني يهتم اهتماما كبيرا بالتقدم العلمي والتكنولوجي، لذايبني المدارس والجامعات ويطور الماهج ويربطها بحماية البيئة والتقدم العلمي والمجتمع، يدرس في المدارس العلمانية الشيعي والسني والمسيحي والصابئي المندائي والايزيدي والشبكي وغيرهم جنب الى جنب يجلسون في فصل واحد متآلفين متحاببين ليس للدين تأثيرا عليهم، يتعلم الطالب كيف يفكر وينتقد ويحكم بصورة مستقلة عن العقائد والايدولوجيات السائدة في المجتمع، يمارس الطالب حريته في التفكير والتحليل ويبني شخصيته المستقلة، تكرس المدرسة في الطالب حب العلم والمعرفة وخاصة العلوم الحديثة واستعمال التجارب والبراهين في حل المعضلات التي تواجهه وتهيأ المدرسة العلملنية الوسائل للطالب على استيعاب التراث الفكري والفلسفي الانساني بمختلف مدارسه الاهوتية والدنيوية.
في المرحلة الراهنة التي يمر بها شعبنا والوطن مرحلة كوفيد-19 والسلاح المنفلت سلاح المليشيات والعشائر والارهاب و الازمة الاقتصادية ، تتطلب من ثوار تشرين والمدنين والعلمانين والليبرالين والديمقراطين خوض الانتخابات القادمة بقوائم موحدة وتحشيد الجماهير من حولها والوقوف بحزم ضد محاولات تزويرها وعمليات ترهيب الناخبين والمرشحين وابتزازهم، لا يوجد طريق لازاحة الطغمة الفاسدة الماسكة بالسلطة وازاحة الكتل البرلمانية الطائفية والاثنية سوى الانتخابات، العلمانين العراقيون يدعون الى تشكيل لوبي ضاغط لتحقيق مطالب ثوار تشرين من اهمها كشف المجرمين الذين قتلوا المتظاهرين و اختطفوهم واغتالوهم وتقديمهم للقضاء العادل لينالوا جزائهم وتقديم كبار الفاسدين سراق المال العام للمحاكم واسترداد الاموال المسروقة منهم، والوقوف بحزم ضد الكتل النيابية الطائفية في مساعيها لاصدار قوانين طائفية تنتهك موادالدستور التي تنص على المساواة بين الرجل والمرأة وبين اصحاب الديانات المختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر