الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الوطنية والرؤية اللغوية للعالم ...الحلقة الاولى

سعيد الجعفر

2021 / 1 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


موجز مكثف لمحاضرتي مساء امس في جامعة بابل حول "رؤية العالم": اول من كتب عن الموضوع هو العالمان الالمانيان جوهان جورج هامان وتلاه تلميذه جوتفريد هيردر تبعهما في بداية القرن التاسع عشر فلهلم فون هومبلت وهو الذي ارسى اسس النظرية. كتب عن رؤية العالم علماء الفيزياء هيرتز وماكس بلانك وآينشتين حيث تحدثوا عن الرؤية العلمية للعالم. كتب لاحقا عن "الرؤية اللغوية للعالم" المختص الكبير في الحقول الدلالية فايسغيربر واطلق مصطلح das sprachliche weltbild وهو مصطلح آخر حيث أن هومبلت استخدم مصطلح weltansicht. قبل فايسغيربر كتب عالم اللسانيات البنيوية الامريكي بنجامين لي وورف عن الموضوع بيد انه اخطأ في استخدام المصطلح فقال أن هومبلت استخدم مصطلح weltanchauung ومن هنا بدأ التشويش في موضوع رؤية العالم حيث حذا حذو وورف جميع الباحثين في فلسفة اللغة ومن بينهم ديفيد كرستل الذي كتب عن الموضوع في موسوعة كيمبرج في اللسانيات. باختصار weltansicht هي الاداة التي تجهز weltanchauung بالمعلومات لفهم العالم ولذا فهما ليسا متطابقين. لم يتحدث هومبلت الا لماما عن مفهوم weltanchauung وكان حديثه دائما منصب على مفهوم weltansicht. ظهرت في الربع الاخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين مجموعة من الباحثين المتخصصين في فكر هومبلت اهمهم الالماني يورغن ترابانت والامريكي جيمس اندرهل وهم من اماطوا اللثام عن التشويش في المصطلح وعن أن فكرة وورف كانت متطرفة في الموضوع بيد انها هي التي انتشرت لاحقا باسم فرضية سابير -وورف sapir-whorf hypothesis . كان منطلق وورف لا يشبه منطلقات استاذه الاكبر بواس وزميله واستاذه ادوارد سابير، فالاخيران انطلقا من اللغتين الالمانية والعبرية بينما انطلق هو من الانحليزية. ولذا كانت مساهمته في الفرضية اكثر تطرفا قياسا اليهما وقياسا الى هومبلت بل حتى هيردر. كتب الكثير من اللسانيين الروس حول الموضوع بيد أن أهم ما صدر هو مؤلف من تحرير اللساني سريبرنيكوف وبعنوان" دور العامل الانساني في اللغة: اللغة ورؤية العالم" . مصطلح weltbild الالماني ترجم الى الروسية بما معناه صورة العالم أو لوحة العالم أو أنموذج العالم ثم استقر العلماء على مصطلح لوحة العالم حيث أن ذلك يذكر باللوحة من ناحية التنوع والانفعال والانطلاق من المعاناة والتفكير البعيد عن العقل لنبض الشارع والناس وهو ما عناه اصلا هومبلت للتفريق بين رؤية العالم والفلسفة. كتب اللساني الماركسي البولندي آدم شاف، وهو اهم منظر ماركسي في اللسانيات ، عن رؤية العالم منتقدا سابير وورف وهومبلت منطلقا من المفهوم الماركسي للعلاقة الديالكتيكية بين البناء التحتي والفوقي. لم تصدر لدينا كتبا حول الموضوع عدا ما ذكره الجابري في نقد العقل العربي، واهم ما جرت كتابته في الموضوع هي الفقرات التي افردها طرابيشي في "نقد نقد العقل العربي". كما أن هنالك عددا خصص لموضوع "رؤى العالم" اصدرته مجلة عالم الفكر. الرؤية اللغوية العربية للعالم تتشابك مع وتتماهى في الرؤية الدينية للعالم وما يربط الرؤيتين هو القرآن وهنالك محاولات لفك عرى هذه العلاقة من قبل باحثين مثل يوسف الصديق ونصر حامد ابي زيد . فنحن لا يمكننا ان ندرس القرآن ما لم نحوله الى نص ناسوتي. ولذا قال يوسف الصديق إن المصحف كتاب بشري وهو ليس القرآن الموجود في اللوح المحفوظ ، وبذا يمكننا دراسته وتحليله على اساس المناهج الحديثة، بالذات التأويلية والاسلوبية وتحليل الخطاب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعيش-صب ماي باارد على الرؤوس المتحجره رغما عن ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 29 - 03:06 )
عن الظروف القاسيه في الداخل حيث هيمنة الجهل والخارج حيث هيمنة التحجى الفكري وسيادة الايديولوجيات مانعة التفكير-تحياتي وتضامني

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة