الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الإرهاب

محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا

2021 / 1 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


ثمة شبح يلاحق اليوم النظام العالمي هو شبح الإرهاب. بودريار

يقول تروتسكي " إن من يتخلى عن مبدأ الإرهاب، أي عن تدابير التخويف والقمع تجاه الثورة المضادة المسلحة، ينبغي أيضاً أن يتخلى عن السيطرة السياسية للطبقة العاملة، عن دكتاتوريتها الثورية، ومن يتخلى عن دكتاتورية البروليتاريا الثورة الاجتماعية ويشطب بإشارة ضرب الاشتراكية ". ولكنه يتدارك " إن المسألة ليست هي البتة الدفاع عن الإرهاب كإرهاب. إن تدابير الإكراه والتخويف، بما فيها إبادة الخصوم المادية، قد خدمت وما تزال تخدم قضية الرجعية، المتجسدة في الطبقات المستغلة المدانة، أكثر بكثير مما خدمت قضية التقدم التاريخي التي تجسدها البروليتاريا ". ذلك " أن التاريخ لم يجد حتى الآن وسائل أخرى لتقدم الإنسانية إلا بمعارضته في كل مرة عنف الطبقات المدانة بالعنف الثورة للطبقة التقدمية ".
ويبدو من رأي تروتسكي بالإرهاب أنه ضرورة تاريخية في مواجهة الخصوم، ورأيه هذا يأخذ به كل الأفراد والجماعات والطبقات والحضارات، وكل الذين مارسوا الإرهاب عبر مختلف الأشكال المتوحشة ولمختلف الأسباب الإنسانية وغير الإنسانية، من بدء التاريخ لمواجهة الطبيعة، أو للهيمنة على الآخرين. وفي التاريخ الديني أن فجر الحياة الإنسانية بدأ بالعنف _ الإرهاب _ قضية قابيل وهابيل. ويختلف الإرهاب الديني عن الإرهاب العلماني، حسب كتاب " الإرهاب مقدمة قصيرة جداً " بأنه " يمتلك الإرهاب الديني وظيفة سامية أكثر منها وظيفة سياسية، إذ ينفذ استجابة لإملاء أو طلب لاهوتي. وعلى عكس الإرهابيين العلمانيين يسعى الإرهابيون الدينيون عادة إلى القضاء على فئات من الأعداء لها تعريفات واسعة، ولا يردعهم احتمال الأثر العكسي لعمليات القتل العشوائي. ومن السمات الأكثر أهمية، لا يسعى الإرهابيون الدينيون لأن ينالوا إعجاب أي قاعدة شعبية سوى أنفسهم ". وفي العالم العربي يعتبر فرج فودة في كتابه " الإرهاب ": " أن الإرهاب السياسي الديني قد بدأ مع نشأة الإخوان المسلمين، حيث كانت البيعة تتم على المصحف والمسدس. وقد ذكر ذلك المرشد العام أبو النصر في مذكراته المنشورة بجريدة الأحرار. بل أشار حسن البنا: قد لمعت عيناه وسعد سعادة بالغة حين أخرج أبو النصر مسدسه مؤكداً له أن المسدس هو الحل ". وعلي حرب، من جهته هو الآخر، يتطرف في اتهام المفكرين العرب على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية " وهكذا فالجميع سواء، إذ كلهم يصنعون النماذج التي يدعون محاربتها. ولهذا نرى أن من يتهم غيره بممارسة التكفير والإرهاب هو تكفيري أصلاً وفصلاً، وهو أول من صنع الإرهاب وصدره. ونجد، من جهة أخرى، أن داعية الديمقراطية يدعم الأنظمة الاستبدادية، كما يمشي داعية العلمانية في ركاب الأنظمة الدينية أو يتعامل مع علمانيته بصورة لاهوتية ". ويلاحظ ميشيل ويفيوركا أنه تحدث عملية " قلب "، اقلاب في صميم الإرهاب. حيث أن حركة إرهابية قامت على أساس فكر ما: ماركسي، أو إسلامي تغير مراجعها مع الوقت بسبب ضياع المعنى، وتحريف المرجعيات الأصلية، وبذلك تتحول الحركة الإرهابية إلى التبعية، أي خضوع الحركة الإرهابية لفاعل آخر، لمعنى آخر، ويتحول الإرهابيون إلى مرتزقة.
ومن ناحية أخرى يقول كارليل حول الإرهاب " أنه مريع في البلاد التي عرفت العدالة القائمة على المساواة، غير أنه ليس أمراً غير طبيعي في البلاد التي لم تعرف العدالة على الإطلاق ". ويرجع هابرماس " الإرهاب " الذي بدأ قومياً وعلمانياً " وإذا ما نظر المرء إلى سيرة حياة هؤلاء الإرهابيين _ القوميين العلمانيين _ فربما أنه يجد أن خيبة الأمل من الأنظمة الوطنية الحاكمة ساهمت في جعل الدين يقدم اليوم، من الناحية الذاتية، لغة جديدة أكثر إقناعاً من توجهات السياسة القديمة ". ويمكن القول إن الإرهاب يقوم على خلفية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو فكرية أو دينية هدفه إقصاء الطرف الآخر أو إخضاعه وكثيراً ما يتركز على خلق الرعب في المجتمع بين المدنيين عبر ممارسات لها طابع وحشي ليضمن طاعتهم. ويظهر يوسف إدريس في قصة " العسكري الأسود " إن الإيلام سلاح ذو حدين، فكما يحطم الإرهاب والتعذيب السجين فإنه أيضاً يطال السجان ويحوله إلى ضحية نفسه، وكما كان العسكري الأسود يقضم جسد السجناء في السجن ينتهي بأن يقضم جسده في نوبة هياج. لكن السجين بعد السجن قد يتحول إلى شخص آخر، كما تحول بطل القصة، شخص يدخل في حالة من " العبودية الطوعية ".
ومن المعروف أن الصراعات العالمية تقوم، في إحدى جوانبها، بعد انهيار الأنظمة الشيوعية، على نظرية " صدام الحضارات " بعد انهيار الكتلة الشيوعية حيث يتمحور الصدام بين الحضارة الأوروبية والحضارات الأخرى على أساس ثقافي ديني. لكن بوديار في كتابه " روح الإرهاب " له رأي آخر، إنه يرى أنه " ليس ذلك إذن صدمة حضارات ولا صدمة أديان، إنه يتجاوز الإسلام وأمريكا اللذين نحاول تركيز الصراع بينهما كي ما نمنح أنفسنا وهم صراع مرئي وحل يتم بالقوة. إنها فعلاً خصومة سياسية_ لكنها تشير عبر شبح أمريكا، التي ربما هي المركز الأساسي لكنها ليست تجسيد العولمة لوحدها_ وعبر شبح الإسلام _ الذي ليس هو الآخر تجسيد الإرهاب_ إلى العولمة في صراعها مع ذاتها ". ويشير بوديار إلى أن الإرهاب الراهن ليس حفيد تاريخ تقليدي للفوضى وللعدمية وللتعصب، إنه معاصر للعولمة، وهو مرتبط بتلك العولمة التي جعلته يصبح قوياً: إنه يملك المال والسلاح والتقنيات المعلوماتية وتقنيات الطيران، والأهم أنه يملك حياته، فقد أصبح الإرهاب يراهن بحياته.
لكن الإرهاب لا ينحصر في الدين (الطوائف والمذاهب)، بل يطاول كل مجالات الحياة الاجتماعية، إنه إرهاب لا تقليدي وجد مع العولمة، ويمكن القول بدون مبالغة إن العصر العالمي حالياً هو عصر الإرهاب، إرهاب الدول وإرهاب المجموعات وإرهاب الأفراد. ويكفي الإشارة إلى إرهاب أمريكا الاقتصادي، بعد أن وجدت أن إرهابها العسكري أصبح مكلفاً مادياً وبشرياً، فعمدت إلى إرهاب الاقتصادي عبر حصار الدول التي لا تخضع لمصالحها، ويبدو أنها تحاصر العالم كله في زمن تراجعها الاقتصادي والسياسي، وتعاقبه اقتصادياً غبر حصار خارج القوانين الدولية، حصار مستمد من قوانينها الذاتية. وإذا كان كارليل يتكلم عن إرهاب الثورة الفرنسية فإن ما يقوله عن الإرهاب ينطبق أيضاً على المجتمع العربي، فالمجتمع العربي لم يعرف العدل على المستوى الخارجي لأنه قضى العصور الحديثة تحت حكم الاستعمار التركي ثم الأوروبي، وإذا لم يكن حالياً تحت سيطرة الاستعمار المباشر، الاحتلال العسكري (دون أن ننسى فلسطين)، فإنه تحت الاستعمار غير المباشر، الاقتصادي والسياسية والعقوبات الإمبريالية التي تطال الحياة الاجتماعية وتعيق عملية التحديث. كذلك لم يعرف المجتمع العربي العدل على المستوى الداخلي، حيث أنه يعيش بمرحلة الانهيار الداخلي منذ الحملات الصليبية، هذا الانهيار الداخلي الذي تستنزف إمكانياته الاقتصادية المضاربات المالية العالمية، والصفقات التجارية عديمة الجدوى الاقتصادية، وعدم وجود قوى اجتماعية مهيمنة حاكمة عندها الرغبة والإرادة للتقدم الاقتصادي والسياسي، إن ما يشغل هذه القوى المسيطرة الحاكمة في العالم العربي هو المحافظة على سيطرتها السياسية دون العمل على وجود تراكم رأسمال أولي للقيام بنهضة صناعية تساهم في تحديث المجتمع. في هذه الظروف يبدو المجتمع العربي بعيداً عن العدالة الاجتماعية القائمة على المساواة والعدل، ويدخل مرحلة الانهيار الاجتماعي والسياسي، وهكذا تعاون الوضع العالمي والوضع العربي الداخلي على وضع الشعب العربي في قلب الارهاب، خاصة بعد أحداث 11 أيلول في أمريكا وإعلان حربها على الارهاب خارجياً، وكذلك بعد سيطرة القوى الدينية السلفية والراديكالية، داخلياً، والتي اعتمدت الإرهاب كوسيلة حتى تمزق العالم العربي إلى كيانات طائفية ومذهبية وإثنية. ولن ندخل في الإرهاب الديني الذي نتج عن " الربيع العربي "، فهو ليس طارئاً على الحضارة العربية الإسلامية والمجتمع العربي، إن الإرهاب موجود عبر التاريخ العربي الإسلامي، وخاصة في الصراع على السلطة السياسية، وخاصة أيضاً بعد تكاثر الفرق الإسلامية، في حديث الرسول " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة "، وهكذا تم استغلال حديث الرسول عن الفرقة الناجية، أصبحت كل فرقة تكفر الفرق الأخرى. ومع سقوط الأنظمة القومية، وصعود الأنظمة الدينية في الخليج العربي مستفيدة من البترو دولار بدأت الحركات الدينية تستفيد من تمويل دول الخليج، كما استفادت من حاجة الأنظمة العربية الحاكمة لتلك القوى من أجل السيطرة على القوى اليسارية المعارضة _ القومية واليسارية والماركسية، ومن جهة أخرى من أجل خلق العبودية الطوعية عند الجماهير. وكان " الربيع العربي " المناسبة التي استغلتها القوى العربية (دول الخليجي العربي) والإقليمية (تركيا وإيران) والعالمية (أوروبا وامريكا) لخلق منظمات إرهابية من هويات مختلفة عربية وإقليمية وعالمية (داعش والنصرة) لتمزيق المجتمع العربي طائفياً.
لقد انهار المشروع القومي العربي، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتراجعت القوى التقدمية العربية وسيطرت القوى الاجتماعية الإسلامية المعتدلة، وحتى المتطرفة، وأصبح المجتمع العربي يقسم حسب الأديان والمذاهب والطوائف، لقد غابت الهويات الكبرى الجامعة وسيطرت الهويات الصغرى المفرقة والقاتلة، هذه الهويات الصغرى التي جعلت الإنسان في العالم العربي إما عربياً أو كردياً، وجعلته إما إسلامياً أو مسيحياً، وجعلته حتى إما سنياً أو شيعياً، حتى لقد أصبحت القبيلة والطائفة هي ضمان الإنسان العربي الأمني بعد أن تراجع دور الدولة لصالح الطوائف برغبتها أو بدون رغبتها لأنها لم تأخذ دورها الطبيعي في حماية " الرعايا "، بعد أن أبعدت المواطنة من قاموسها، ذلك أن الإنسان المواطن بعيد عن المجتمع العربي. هذه العزلة الإثنية والطائفية خلقت ليس فقط عدم فهم الآخر بل حتى عدم قبوله اجتماعياً، ذلك أن " الفرقة " الناجية مهما كانت تركيبتها تكفر الفرق الأخرى مما خلق الإقصاء الاجتماعي بين المكونات الثقافية العربية، الأمر الذي أدى بدوره إلى خلق العداوة بين الهويات العربية على أساس أثني وديني، مذهبي طائفي حتى أن الإنسان العربي في هذه الظروف يعيش الخوف: من الخارج تتسلط عليه الإمبريالية عبر التبعية وإعادة إنتاج التخلف، وهي تعيد إنتاج تلك التبعية، وبالتالي التخلف الاقتصادي، عبر البورجوازية الكولونيالية الحاكمة سياسياً والمرتبطة مع تلك الإمبريالية لأنها سبب وجودها وسيطرتها. وفي الداخل يتسلط عليه التخلف في كافة مجالات الحياة الاجتماعية، كما يتسلط عليه التكفير والإرهاب من القوى الدينية التكفيرية، المجتمع العربي يعيش محنة الإرهاب الخارجي والداخلي، محنة الحروب الإثنية والدينية _ الطائفية مما يجعله يعيش رعب القهر والهدر.
يعلمنا التاريخ أن الصراع الاجتماعي يأخذ شكل الصراع السياسي، وقد يأخذ أيضاً شكل الصراع الديني بحيث يظهر الدين كعامل مسيطر في إدارة الصراع السياسي، ذلك أن هناك قوى اجتماعية في الشرق والغرب تريد أن تبرز الصراع الديني على الصراع الحقيقي الاجتماعي (الطبقي)، وبالتالي غاب الصراع بين المركز والأطراف على خلفية الصراع بين الثقافة الغربية والدين المسيحيين جهة، ومن جهة أخرى بين كل من الأديان والثقافات الشرقية وخاصة العربية، وبذلك تحول الصراع إلى صراع بين قوى الخير وقوى الشر، فالغرب المسيحي رأى الشر في العربي الإسلامي الإرهابي، والجماعات الإسلامية رأت الشر في الغربي المسيحي الصليبي، ولم يبق غير لغة العنف بين الطرفين، لقد أصبح محور اهتمام الغرب هو الحرب على الإرهاب القادم من الدين الإسلامي الذي هو بنظره إرهاب الجماعات الإسلامية والدول الإسلامية التي تدعمها إذا تعارضت رؤية هذه الدول الإسلامية مع رؤية الدول الغربية. بمعنى أن الإرهاب أصبح قضية سياسية تستخدم لصالح الحضارة الغربية ضد الحضارات الأخرى، بحيث أصبح محور اهتمام الغرب الإمبريالي الصراع ضد الجماعات الإسلامية بحجة الحرب على الإرهاب القادم من العالم الإسلامي والكونفشيوسي والهندوسي _ نظرية صراع الحضارات.
إن تحقيق العدالة الاجتماعية عالمياً هو خارج سيطرة المجتمع العربي، والاحتلال الأمريكي والأوروبي للمجتمع العربي بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر يولد التخلف الاجتماعي والفكري الذي يولد الإرهاب، دون أن ننسى الإرهاب الذي تصنعه أمريكا وأوروبا، كما حصل بعد " الربيع العربي " وما زالت تستخدمه من أجل خلق شرق أوسط جديد. ومن جهته فإن العالم العربي، وخاصة دول الخليج العربي، بعد انخراطها بصراحة مطلقة مع التوجهات الأمريكية باعتبار أن إسرائيل هي حليف ضد عدو هو إيران يهدد الدول الخليجية (التطبيع مع العدو الصهيوني أصبح حالة عادية)، حيث مولت كل الحركات الجهادية التكفيرية ضد القوى التي تخالف التوجهات الأمريكية، وتدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر لإسقاط تلك الأنظمة. أما عربياً فإن المجتمع العربي (ولنبعد السلطات الحاكمة) عبر مؤسسات المجتمع المدني يمكنه عبر ترسيخ تنوير " أخلاق الفضائل الاجتماعية " أن يرسخ قيم وعادات تساعد في التطور والتقدم والتحديث الاجتماعي. ذلك أن محور المواجهة بين الإنسان وما يحيط به عند مفكري العرب هو الأخلاق كما يقول الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه " نافذة على فلسفة العصر " والذي يتابع " لكننا العرب نصر على الركون إلى العاطفة إصرار الفراشة على النار الحارقة، ونترك عقولنا في أزمتها تنتظر لنا البعث الجديد " فلماذا لا نبدأ بالتنوير الذي يتوافق مع تراثنا العربي، تنوير أخلاق الفضيلة، ويكون الخير كل الخير في ترسيخ قيم السلوك الاجتماعية التي تساهم في قبول واحترام الآخر من مختلف أطياف المجتمع اثنياً ودينياً ومذهبياً عبر ترسيخ الهويات الكبرى الجامعة: الفضيلة والتسامح، بدل ترسيخ الهويات الصغرى القاتلة: التعصب والتكفير والعنف والإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من خبرتنا المحلية
محمد البدري ( 2021 / 1 / 29 - 05:34 )
ليس هناك اي اساس لاي لمشروع قومي عربي الا الارهاب داخليا قبل تصديره خارجيا بعباءة اسلامية

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE