الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الأنبياء كانوا في شك مما يدعون إليه ؟ نقد وتأمل للقرآن

سليم خالد

2021 / 1 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة صغيرة : مرحبًا ياصديقي إن طرح المسألة في مثل هذا الموضوع هو جاد وهام وأدعوك لشرب القهوة المفضلة لك مع المياه الباردة وقرائته بتأني وتفكر الموضوع طويل ويحتاج لجلسة مطولة هذا الموضوع هو دعوة للمفكرين
وإن كنت تريد أن تركن عقلك وتصدق يقينا فلا بأس أدعوك لعدم قرائته إن لم تكن جادا في بحثك.

كمسلم ومؤمن في دين الإسلام يجب أن تمتلك العقيدة أولا ومن ثم تؤمن بها غيبا وليس ماديا
أي أننا نصدق بأركان الإسلام الخمسة ومعها أركان الإيمان الستة والتي من ضمنها ( أن تؤمن بملائكته )
يجب على المسلم أن تؤمن بالملاك جبريل أنه نزل إلى محمد أعطاه الكتاب الثمين ( القرآن ) على مدى 23 عاما وذلك الإيمان يجب أن يكون يقينا دون أدنى شك كما يرددون الفقهاء في منابرهم والمشايخ في مجالسهم وكما يأمر الإسلام.
والإستنتاج هنا يجب عليك أن تؤمن بوجود الملائكة يقينا لأن الفقهاء نقلوا عن السلف الصالح والسلف نقلوا عن خلفاء الأمة والخلفاء نقلوا من الصحابة والصحابة نقلوا من محمد وأن محمد أوحي إليه عن طريق جبريل وبالتالي محمدًا
هو من رأى جبريل بصورته وهيأته وهو من وصف أجنتحه وما إلى ذلك وبإتفاق العلماء كلهم بأن لم يرى جبريل غير محمدا نفسه.

ولما نزل جبريل في أول مرة إلى محمد
رجف قلب النبي بنبضات متسارعة وتعرق جسده كله وارتعدت فرائصه وخاف مما نزل به وطرأ عليه

حتى عندما ذهب إلى زوجته خديجة وقال وهو مفزع "دثروني دثروني"
وجلس بالغرفة في حضن أم المؤمنين خديجة وبقي هذا الملك في الغرفة وسألته خديجة مرارًا "هل تراه الآن" فيجيب "نعم"
حتى كشفت خديجة عن شيء من عورتها فقال لها النبي قد غادر فإنه يستحي وإني هنا أريد أن أنوّه لملاحظات عدة وهي حسب المرويات الإسلامية نفسها أن النبي وقتها كحال العديد من البشر كان يظن أنه هلوسات بصرية وسمعية أو مسه الجن
ولقد خديجة هي التي أكدت بأنه ملاك من الله نزل إليه ولم تكتفي بذلك بل أتت بالقس ابن عمها ورقة بن نوفل ليطرب مسامع الرسول بما رأى ومن بعد تلك القصة تثبت أن جميع آيات القرآن نزلت وحيا من الإله الأعلى نقلها جبريل وأرسلها إلى الرسول محمد.
والمخيف في كل هذا أن الله كان يريد أن يسلم آخر رسالاته إلى محمدا فلم يجد طريقة أفضل من يُفزع ويُرعب قلب هذا النبي بهكذا طريقة ومن ثم يأمر الجميع بأن يصدقوا به عبر شخص ظن بأن مارآه هلوسات سمعية وبصرية واظطراب به - وهو الصحيح- وبأن له خلق غير البشر كالملائكة منهم جبريل وبعد كل هذا تأتي آيات من الوحي السمعية وتقول لمحمدا : (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)) يونس/ 94 .
ومعنى الآية صريحة أن محمدا في شك مما أُنزل عليه وحسب تفسير الطبري يقول "ومعنى الآية : إن كنت يا محمد - صلى الله عليه وسلم - في شك مما أنزلنا إليك أنه الحق ، فاسأل الذين يقرءون التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى ، فإنهم يعلمون أنه الحق ، فلا تكونن من الممترين الشاكين ، ولكن كن من المؤمنين الموقنين ." والسؤال هنا أين جبريل ؟ ولماذا الشك أصلاً؟ ألم ينظر هذا النبي إلى جبريل؟ أريد أن يتفكر المرء بهذه الآية بعقله هذه الآية تثبت صريحة بأن محمدا كان يشك بنفسه وتغييب بشكل صريح لدور جبريل وفوقها تُرفع من دور كتب النصارى التي بدورها قيل أنها محرفة هذه الآية لاتوجد لها أي مخارج أخرى وتؤكد صريحة الدلالات التالية
1- محمد كان يشك في نفسه
2- تغييب لدور جبريل , فتتكلم الآية وكأن جبريل غير موجود
3- تبجيل لكتب النصارى وبأن نسألهم.

في تأمل لحال القرآن لقد نزل ليحاجج بعض الأقوام أهمهم حسب الترتيب الزمني :
1- قوم قريش : ضل يدعوهم في "بكة" لمدة 13 عشر عاما تحت شعار "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين" وانتهت هذه الآيات وتبدلت إلى "قاتلو" عندما ذهب المسلمون إلى المدينة
إذا كنت تظن بأن الرسول يدعوهم إلى الله لأنهم كفار فأنت مخطئ فقوم قريش كانوا يؤمنون بالله وكانوا يعرفونه قبل حتى وجود الإسلام بشهادة القرآن نفسه ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)) أي أن قريش كانوا حتى
قبل الإسلام يؤمنون بالله وبوجوده وبأنه خلق السماوات والأرض بل وحتى ((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ۚ)) الزمر لكن كانوا يدعون اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وغيرها من الأصنام وكانت بكة في ذلك الوقت العاصمة الإقتصادية الأولى فقد كانوا البشر حتى قبل الإسلام يذهبون إلى الكعبة ويحجون بها ومن ثم يبدأ موسم الحج والتجارة فيأتي لمكة أهل الفرس والشوام وغيرهم بقصد الحج الوثني -الذي عُدل فيما بعد بالحج الإسلامي - والتجارة أي أن مكة كانت متخالطة الديانات حالها كحال غيرها من الدول ذلك الوقت فتكثر فيها القصص والأساطير وأحاديث الأولين خصوصا مع وجود قصص أهل النصارى واليهود والفرس وغيرهم من العرب والأعاجم وعلى مايبدوا فقد أُعجب النبي بقصة إبراهيم الذي يحطم الأصنام ليأمرهم بالتوحيد وقد اقتبس محمد الكثير من شخصية النبي إبراهيم ليرسم بها نفسه حتى أنه جعلنا نذكره بالتحيات مالا يقل عن 20 مرة باليوم (اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم ) أي أن الله صلى على إبراهيم أصلا ولكن لم يصل على محمدا حتى أكثر من 1440 عام !!
2- قوم اليهود : ولذلك نرى كثرة تكرار قصص موسى وفرعون وآيات نزولها بسبب وبدون سبب ولكن أغلبها لأن محمدا يعرف قصة موسى جيدا ويحاجج اليهود كثيرا بها ليقنعهم بدينه ولكن على مايبدوا بأن اليهود لم يكونوا مقتنعين أبدا لذلك تذمر محمد منهم وعندما فقد الأمل بإقناعهم بالمنطق حاربهم وطردهم من المدينة وخالف إتفاقيات الصلح التي كانت بينهم بل وحاصر قراهم كلها وأحرق شجر بني النضير وحاصرهم لما يقارب الشهر ومن ثم سبي نسائها وسرق أطفالها وقتل رجالها وقطع مايقارب 600-900 (( حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ )) أي حتى يجعل الأرض بركة من الدماء الممتلئة تمتلئ بالدماء واللحم البشري وهذا حسب تفسير بطون أمهات التفسير وذلك طبعًا هو الشرع الجديد والشريعة الجديدة للإسلام وبذلك وهنا انتهى عصر "لا إكراه في الدين" " وجادلهم بالتي هي أحسن" العجيب في الأمر حسب المرويات الإسلامية بأن الرسول قد قتل زوج صفية بنت الأحيي وأبيها وأخيها وكل أقاربها قطع رؤوسهم وأياديهم وأثخنوا في الأرض ما أثخنت وبنى بها الرسول وهو في طريق عودته - وذلك مخالف لأمر عدة المرأة- قد نكحها في اليوم الذي مات بها زوجها ومن ثم يأتيك المسلم ليحاججك بالمقولة الركيكة " إذا لم تملك الإسلام فمن أين لك الأخلاق " !!

هل الأنبياء كانوا في شك مما يدعون إليه ؟
1- إبراهيم : إبراهيم هو الشخصية المفضلة لمحمد هو الذي حطم أصنام قومه وقد أعجب محمد بهذا الفعل
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ۝ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ))
هنا نجد أن إبراهيم هو موحد لله وبراء مما يعبدون وأنه يؤمن بوجود الله وحده لاشريك له ولكن في آيات أخرى نجد تضارب فنجد إبراهيم يشك بل وحتى يشرك مع الله إلها آخر ونجده يعيش في تضارب وانفصام مع نفسه فنجد آيات مثل
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى )) البقرة 260
فيقول الله له في نفس الآية ((قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ)) ؟ هذا السؤال يعكس وبشكل صادم بأن حتى إبراهيم نفسه كان يشك ولو لم يشك لما قال ماقاله ولما أجابه الرب بهذه الإجابة وإني اتعجب بالمناسبة من حال هذا الإله الذي إذا ساور الشك في قلب إنسان فإنه لايأتيه بأدله منقطية تنفي الشك من جذوره إلى اليقين
فيقول إبراهيم في نفس الآية (بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) والسؤال هنا وماذا عن قلوبنا نحن البشر الذي انقطعت صلتنا بالله ولم يبقى بيننا وبينه صلة إلا في كتاب يفصل بيننا أربعة عشر قرنًا ؟
سيدنا إبراهيم نفسه كان يساوره الشك وهو ماقيل عنه أنه كليم الله وخليل الله وهو الوحيد الذي من بين البشر والأنبياء الذي صلى الله عليه ولم يصل بعد على نبيه محمد و
سيدنا إبراهيم كان يساوره الشك ويريد الدليل ليطمئن قلبه وحسب الله العادل جعل هذا الشك من حق إبراهيم ولكن ليس من حقنا أن نشك بوجوده أو بغيره فالآن من يشك سيذهب إلى مايسمى بالنار الحارقة او جهنم التي تشوي الوجوه
ويالها من مسخرة حقيقية لا أكاد أصدق أن البشر يعيشونها إلى هذا اليوم.

إذا كنت تظن بأن إبراهيم عاش حنيفًا مصدقًا ولم يشرك في حياته مع الله أحد فأنت لم تعرف إبراهيم بعد
فنجد قصة مضحكة لاتكاد تصدق على لسان القرآن بحال إبراهيم في سورة الأنعام :
(73) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وقال الضحاك إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر، وإنما كان اسمه تارخ ولربما هذا خطأ تاريخي آخر في يُضاف
إلى الأخطاء التاريخية الكثيرة الموجودة فيه كالخلط بين مريم أم يسوع ومريم أخت هارون وموسى وقد تفنن المشايخ بالترقيع الإسلامي لكن محمدا لم يكتفي بالخلط بين مريم أم عيسى ومريم أخت هارون وموسى والتي تفصل بينهما مدة زمنية كبيرة فموسى هو نبي اليهود وعيسى هو نبي النصاري ونعلم بالمدة الزمنية الفاصلة بين اليهود والنصارى فقد أخطأ رب القرآن مرة أخرى حينما قال مريم ابنة عمران والمفاجئة بأن موسى وهارون ومريم أختهم أبيهم كان يسمى عمران-عمرام
أمام مريم الصديقة ("اسمها الحقيقي مارية وليس مريم") فلم تكن وبمناسبة الشك والحديث عن مريم هناك تضارب مخيف في القرآن فهو يقول مريم نفخنا فيها من روحنا ويقول للشيء كن فيكون فحبلت مريم دون أب وذلك بقدرة الله الكبيرة
يعني أن الله يستطيع أن ينفخ الروح بمن يشاء دون وجود أب أو أم بالضرورة ولكن لايستطيع هو أن يأتي بولد دون زوجه وقد اعترف رب القرآن بأنه الله لايستطيع إنجاب الأولاد بدون زوجه في قوله (( قال بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)) هذه الآية تبين مدى ركاكة المنطق القرآني فلاشيء مقنع إطلاقا وهي تضرب بالمنطق والعقل عرض الحائط وفوق كل ذلك لاتريدنا أن نشك به أو بقدراته التي لم تُرى عند أحد ولم توجد منذ الأزل !!

رجوعا إلى قصة إبراهيم في سرد سريع سأدعكم تقرأونها وتحكمون بأنفسكم بالمدى المخيف الذي وصل له حال إبراهيم في سورة الأنعام :

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الأنعام

والتعليق على هذه الآيات :
- الطفل نفسه يعلم بأن الشمس والقمر والكواكب تذهب وتغيب فكيف لإبراهيم لايعلم بأن الكوكب يفل (يغيب)؟ وبأن القمر يغيب والشمس تغيب ؟
- القصة تبين لنا مدى ضياع إبراهيم ويأسه لدرجة عندما يرى أي شيء من ظواهر الطبيعة يطلق إصبعه ويقول جملته "هذا ربي" شمس قمر أو كواكب لايهم المهم ألا يكون صنمًا.
- عجبي من الله الذي يريد من الناس أن يصدقونه وهو لحد هذا تاركهم مع أنبيائهم بضياع تام بوجوده فلحد هذا اليوم الجميع يشك بوجوده فنحن لم نرى الله ولم نرى وجود دليلي يصدقه العقل دون أدنى شك بل كل مانسمعه هو بشر قد شبه لهم بهلوسات وعقاقير بأنهم قد رأو الله والعجيب بأن كل شخص قد رأى الله لم يره أحد غيره من أبناء زمانه يذكر حتى بعد وفاة محمد أتى العديد ممن يدعون النبوة بأنهم رأو الله ولقد حدثت العديد من حروب الردة التي أعلنها أبوبكر ضدهم وضد كل من يدعي بأنه رأى الله.
-لو كان الله فعلاً رحيما لنزل لتطمئن قلوب الجماهير فلا يعود لأحد حجة بما رآه ولو نزل فعلاً على إبراهيم لما نزلت هذه الآيات المثيرة للشفقة على حال إبراهيم
- ولو كان الله رحيما على حال إبراهيم لما أوحى بذبح إبنه وجعل إبراهيم معه سكينة لنحر إبنه - بالمناسبة يوجد خطأ تاريخي فمحمد قال في كتابه أن إبراهيم ذبح ابنه إسماعيل والصحيح بأنه ذبح إسحق وليس إسماعيل ولكن محمد خلط بينهم - وبآخر الثواني يخبره الله "بأنها مجرد دعابة" وينزل له كبش وهو ضاحكا على ماوصل حال إبراهيم وإني أتعجب أن هذه الرواية تُروى وكأن الله طيب وعاقل بل تظهره بعديم الرحمة والقسوة فلا أدري كيف يتفوق الشيطان على مثل الإتيان بمثل مافعله الله بإبراهيم ؟ لربما لو أخبر محمد أن الشيطان أوحى له لإبراهيم بنحر إبنه ولكن الله تدخل في اللحظات الأخيرة لكانت القصة على الأقل لاتظهر الله بما لايليق بخالق أن يفعله بالعباد.

2- قوم نوح وعاد وثمود : وقصصهم في القرآن أتت بشكل سريع وناقص مقارنة مع قصة موسى التي أتت مرارا وتكرارا وبتفاصيل مملة.
أتى ذكرهم في سورة إبراهيم والعجيب أن القصة التي وردنا للتو عن إبراهيم كانت في سورة الأنعام التي تتخبط وتتصادم في مواضيعها بشكل عشوائي وغريب فتقفز من موضوع لموضوع دون إدراك حسي ولذلك قولنا لايمكن أن يكون القرآن من عند الله
لأننا في الحقيقة ننزه الله عن كم الأخطاء والتخبط الواردة فيه فالقرآن توجد فيه أخطاء يقعون بها البشر كالنسي والتكرار والسهو وغيرها. الآن لنرى ماذا قال القرآن مع هؤلاء الأنبياء وأقوامهم
تقول الآية ((أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9))
- القوم يشكون بما قيل لهم من هؤلاء الأنبياء فقالوا الأنبياء : ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ)) إبراهيم
- حجة أقوامهم كانت (( قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)) قد احتج القوم بأنهم بشر مثلهم وهذه الحجة هي بحد ذاته حجة مفحمة على الرسل وربهم ورب أربابهم
-(( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)) نجد إقرار الرسل فعلاً بما ورد وهؤلاء الرسل كلُّ منه بزمانه وقومه
وقالوا أيضا في نفس الآية ((وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11))
وكلمة يمن إما الله منّان بالهداية أي المنّة تجي "بالمزاج" , أو أن الرسل لايوجد معهم حجة سوى مجرد هلوسات سمعية وبصرية يظنون أنها منّة (ميزة) من الله وجملة وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي تقول للقوم بصراحة مع الخيل ياشقرا !!
لنتأمل بقية سورة إبراهيم التي تكلمت عن هؤلاء القوم :
(11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)

والتعليق على هذه الآيات الوحشية :
- رب القرآن بعد فشل سياسة الترغيب انذاع إلى سياسة قذرة أخرى وهي سياسة الترهيب
-الترهيب بالعذاب والحريق والوصف المذكور الذي يُفزع القلوب والعقول لايمكن أن يكون من إله كيان إلهي بل هو من كيان بشري بحت فنحن البشر بغباءنا عند فشلنا من نرهب ونعذب ونقطع ونقتل وحتى أنا أفاضل البشر كالعلماء والفلاسفه لم نسمع عنهم بأنهم قد أحرقوا بشرا غيرهم لمجرد عدم تصديق نظرياتهم ولكن الأنبياء فعلوا ماهي أبشع من ذلك والمشايخ والرهبان والقسيس قد صلبو وأعدموا وقتلوا المئات من المفكرين والأدباء والناشطين لمجرد قول كلمة الحق في وجوه هؤلاء الفاشلين
- إن كان الله موجود فهو بالتأكيد ليس رب الإسلام لايمكن لرب قد رأى ضعف البشر وحالهم وقصصهم وآلامهم وأوجاعهم أن يهددهم بهكذا شكل ولو كان عادلاً حقًا لرآنا وجهه ولجعنا نؤمن به حقاً أما مسألة انه اختبار وإن فشلت فإنك تعذب في النار فأنا أقول سحقًا لهكذا اختبار فهو بالتأكيد قاسي وجائر وظالم للبشر إنه يشبه بأن دكتور جامعي يخبر طلاب بوجود إختبار عن مادة ما والطلبة لايعلمون ماذا ماهي المادة التي يريد الدكتور إختبارهم بها فيأتي الطالب الأول ويقول أوحى الدكتور لي بإنه اختبار في مادة الكيمياء ويتبعه طلاب آخرون ويأتي طالب آخر ويقول بل سمعته بأنه قال اختبار في مادة الفيزياء ويتبعه آخرون ويأتي الآخر ويقول بل هي أحياء والآخر يقول به جيوليجا وتاريخ فيحدث تضارب حاد والدكتور يرآهم ضاحكًا فقد أغلق جميع أرقام تواصله ولايعلمون الطلبة أين منزله والمصيبة أنهم حتى لايعلمون متى يوم الاختبار والكارثة الكبرى انه تحدث انقسامات بوسط انقسامات فنجد طلاب الفيزياء يختلفون فيما بينهم فالأول يقول إن الاختبار عن الفيزياء الكهربائية فيقول الآخر بل هي الفيزياء النووية والآخر يقول بل هي الفيزياء الفلكية وهذا هو حال الأديان فالأديان السماوية الثلاث تنقسم ببنها المذاهب والمذاهب تنقسم إلى فرق ولا أحد يعلم من هي "الفرقة الناجية" أو الفرقة الفائزة وياللهول من هكذا ظلم ووصف للعباد !!

3- محمد وعيسى :
أما شك محمد فقط ناقشناه في بداية الموضوع وبدأ لنا فعلاً حيث أننا تأكدنا بأن جميع هؤلاء في شك مما يدعون إليه وإن هم إلا بشراً مثلنا وكل واحد منهم قد عاش ماعاشه من تخبط فالأول كاد أن يذبح ابنه والثاني بنى سفينة وحمل ماحمل من الحيوانات وعجبي من هذه القصة أن يصدقها أحد ومحمدا نفسه قد بكى وفزع في أحضان خديجة وكما يقول السايكولجست المختصين لو كانت في تلك الأزمنة مصحات نفسية لما رأينا أحد يسمي نفسه نبياً يكتب آيات مثل (وماصاحبكم بمجنون) ويكفي بأن نعلم بأن أعمامه الرسول كانوا أعرف وأعلم الناس به فلذلك لم يؤمنوا لأنهم يعلمون يقينا بأن محمدا ليس من عند الله كما يقول ولقد صبرو طويلاً والحديث هنا ليس فقط عن أبولهب وأبوجهل بل حتى أيضًا عمه أبو المطلب لم يؤمن به رغم عطفه على محمد لأنه يتيم.
بل وحتى زوجاته فمثلاً نجد أن عائشة قد تزوجها في عمر صغير جدا لاتعرف شيئا عن الحياة سوى أن أباها أبوبكر أهداها لمحمد وهي التي كانت تلعب على الارجوحة وفجأة جرتها أمها ووجدت نفسها في حجر الرسول وهي في التاسعة وقد ثبت عن عائشة أنها قالت ((" أنت الذي تزعم أنك رسول الله") وقالت أقاويل كثيرة عن الرسول لدرجة أن الشيعة مثلاً يؤمنون بأن عائشة في النار وهي من سممت الرسول مع الضريرة حفصة بنت عمر
أو صفية التي قتل من قتل من أقاربها وقطعت رؤوسهم ونكحها في الطريق أو جويرية التي سباها الرسول لنفسه بعد الحرب هل حقا يوجد منطق في هذه القصص ؟ الجميع يشكون أنبياء واتباع وبقية البشر لا أحد يصدق أحد إلا بالإجبار والإكراه.


أما فيما يخص عيسى فأنا لم أتكلم عنه كثيراً ولكن القرآن أحدث أخطاءًا كثيرة في مسألة عيسى تحديداً توجد الكثير من الثغرات والأخطاء التاريخية بل وحتى أمور غير قابلة للتصديق كالتكلم بالمهد والإنجاب دون أب
وفي هذه الآية أجزم يقينا بلا شك أنه لم يكتبها الله بنفسه بل هي كتابة بشرية (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟) (المائدة:116)
كتبها محمد لأنه لم يكن يفهم ماهية الثالوث عند النصارى فقد ظن خلسة في نفسه الظنون عن عيسى تأملوا حال الآية هي سؤال بصيغة بشرية واضحة والعجيب أن الله يتكلم هنا كعادته بصيغة الحاضر الغائب في البداية يتكلم الله عن نفسه ((إذ قال الله)) وفي نهاية الآية يقول (من دون الله ) وكأنه غاب وتحدث عنه شخص آخر فالصحيح لغويا هو هكذا
((وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من (دوني)؟ ))

أنا شخصيًا أجد نفسي في حالة تعجب ممن لم يشك إطلاقًا ويعتبر مايؤمن به هو من المسلمات لقد عرفت الكثيرين ممن لايصدقون بأن أحدًا وصل القمر ولكنهم يصدقون بخرافة البغل الطائر الذي طار بالنبي بالفضاء والسماوات والسبع دون خوذة ويتنفس النبي بشكل طبيعي وقد ذهب لتفرض تلك الصلوات التي يعرفها النبي منذ شبابه وكان يصليها كنوافل قد تعلمها من طائفة من اليهود كما تعلم من الأساطير من الفرس والروم عند تجارته لزوجته خديجة كما تعلم بعض الأفعال الوثنية كالزواج والخطبة وعدة المطلقات وحد السرقة والزنا والرجم وغيرها من الأفعال الطائلة التي نُسبت جميعها من الإسلام إلى الوثنية فقط ماتغير هو أنه من مشركون إلى موحدون ولا أعلم ماهو الإنتصار الإلهي هذا الذي لايريد غير تبجيل نفسه وزرع الفتن بين عباده بكثرة الأديان وكتبها وفرقها ومذاهبها


خاتمة :
ستقول لي يوجد حوالي 1.8مليار مسلم بالأرض يؤمنون بالإسلام ومقتنعون به هل كلهم مخطؤون ؟ أجيبك بأن لا أحد مقتنع به فالإسلام هو فعلاً قد انتشر و لكن انتشر بحد السيف والغزوات والحروب لا بالعقل والمنطق فإما الإسلام أو قطع الرقاب أو أخذ الجزية وهم صاغرين (ضريبة لغير المسلمين) ويجعلهم بمرتبة الدرجة الثانية فلاحقوق لهم ولا مكافل فحسب الشريعة الإسلامية المسلم أهم الإنسان. وأيضا هؤلاء 1.8 مليار أغلبهم من غير العرب كالإندونسيين والباكستيين وغيرهم ونجد الكثير غيرهم لايعرفون من الإسلام غير الشهادتين والصلاة وحج البيت ولايفقهون بأمور العقيدة شيئا منها.
إن أهم أسباب انزعاجي من الإسلام بأنه يضرب عرض شكوك البشر فبدلاً من النقاش والتفهم فهو يفرض عليك سياسة تكميم الأفواه وقتل المرتدين وما إلى ذلك من هراء.
وإن منطلقي الأول في الحديث عن هذا يأتي بحقي عن التعبير فأنا أرى من حق كل إنسان أن يساوره الشك وأن يعبر عن آراءه الحقيقية بعد قراءة الكتب وإحقاق القياس العقلي لها بلا تلقين وتوريث
فمن حقي أن أعبر أرائي وأقول مثلا إني أرى حكم السرقة حكم جائر ولايناسب إلا زمانه البدائي والذي بالمناسبة الإسلام لم يخترعه بل نسبه كما نسب العديد من الوثنيين كطقوس الحج والوضوء وغيرها الكثير وإني أرفض أن أعيش في عالم يقودنا فيه أبوهريرة عن ماذا سمع عن الرسول والذي بالمناسبة كان أؤتمن على بيت مال المسلمين وكان يسرق منها وكان حججه أن الشيطان يسرقها ليلاً والرسول يقول "اضربه" ومن ثم يقول لأبوهريرة " هل ضربت الشيطان" ؟ أبوهريرة الذي ضربه الخليفة عمر لكي يصمت ويكف نقل الأحاديث عن الرسول فنحن في حتى في الزمان نمشي ورى أحاديث أبوهريرة التي لم تتطور منذ قرون أكثر من أحاديث العلوم التي أحدثت انفجارا وثورة هائلة في الغرب وشرق آسيا كالصين واليابان.





وكخلاصة لكل هذا :
-نرى هنا أن الجميع يشك في شيئًا والذي لم يشك هو إما لم يفكر يومًا أو انه جاهل قد فضل أن يركن عقله تحت سدرة المنتهى. انتهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر