الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية

عبد الخالق الفلاح

2021 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل العلاقات الكویتیة العراقیة أحد أهم العلاقات في منطقة واكثر تعقیداً خاصة بعد قیام النظام الجمهوري في العراق منذ عام 1958 اثر قيام ثورة 14 تموز وزوال النظام الملكي الهاشمي في العراق، وواجهت هذه العلاقات توتراً ت وتراكمات منذ عقود طویلة وتحدیدات طوال السنوات الماضية ورغم حقیقة أنه من المسلم به وجود الخلافات بین الدول المتجاورة جغرافیاً إلا أن الخلافات الكویتیة العراقیة شهدت أموراً أكثر تعقیداً أخرى نتیجة عوامل داخلیة وخارجیة وخاصة بعـد انتهـاء الحـرب العراقیـة الإیرانیـة فـي 8/8/1988 حيث بـدأت بـوادر أزمـة ترسـیم الحـدود بـین البلـــدین اكثر تتصـــاعداً، وكـــان العـــراق قد خرج مـــن الحـــرب محمـــلاً بـــدیون باهظـــة ومشـــكلات اقتصـــادیة واجتماعیة، فسبب لتزایداً حدة للأزمة بین البلدين، وبدأ العراق یطالب دولة الكویـت بـدفع مساعدات اقتصادیة له وتأجیر بعض الجزر الكویتیة كمنفذ تجاري ومائي له علـى العـالم، إلا أن دولـة الكویت رفضت بشدة المطالب العراقیة، مما اوجدت هذه حالة توتراً حاداً في العلاقات بین البلدین وتصاعداً في التوتر حول مجموعة اخرى كبیرة من القضایا التي أضافت تعقیداً جدیداً للقضایا الخلافیة السابقة بعد عام 1991، فبعد أن كان العراق یتهم دولة الكویت باستغلال انشغاله بالحرب على إیران لسرقة نفطه ومحاولة التلاعب بالحدود بین البلدین" بالمناسبة هذه الحالة موجودة لحد الان بطرق افقية "، وظهرت مشاكل أخرى بین البلدین واهمها إشكالیات ترسیم الحدود و الحقول النفطیة المشتركة. وكذلك التعویضات المالیة العراقیة لدولة الكویت التي بلغت المليارات من الدولارات ولازالت هناك اقل من الصفر من الاموال الكويتية كشماعة يتعلق بها الجانب الكويت بين حين واخرعن احتلال صدام حسين لهذه الدولة وتراكمت القضایا الخلافیة بين البلدين دون أیة محاولة لإیجاد حلول له من قبل رجال الدوليتين .
وظلت القضایا الخلافیة السابقة تطرح نفسها على واقع ومستقبل العلاقات بین البلدین بعد سقوط نظام حزب البعث عام 2003، وتزایدت الخلافات مع حالة عدم الاستقرار السیاسي والأمني في العراق وعودة الخلاف حول الحقول النفطیة المشتركة وكذلك التصر یحات السیاسیة والبرلمانیة والحملات الإعلامیة والدعائیة المتبادلة بین البلدین .
ولا تـزال نظـرة الشـك والتخـوف تجـاه البعــض قائمــة، وذلــك علــى خلفیــة بعــض المو اقــف والتصــریحات التــي تصــدر مــن مسـؤولین البلدين يتفق عليها بين الساسة دون الهموم الوطنية ولكن للحقيقة ان الجانب العراقي الذي يطالب بإیجـاد منفـذ بحـري للعـراق علـى الخلـیج يعتبر امراً حيوياً له وخاصة ميناء الفاو الكبير الذي يمر بمطبات منذ بداية فكرة التاسيس في عام 2011 من الجانب الكويتي في تضيف المسؤولين العراقيين من اجل السكوت عنه من البعض من النواب العراقیین وبعض المسؤولین واخذو على عاتقهم شن الحـروب الدبلوماسـیة والإعلامیـة فـي محاولـة لتعطیـل المشـروع ووضع المعوقات والحجج الغير الفنية امام انجازه مما يثير من الازمات بين حين واخر واصبح الميناء ورقة رابحة يستغلها الكثير من الساسة للابتزاز على حساب مصالح العراق الوطنية وهذا الميناء المهم اذا ما تم انشاؤه سوف يمثل الرئة التي يمكن ايكون للاقتصادي العراقي يتنفسه منه ويكون الباب الذي يمر به الى العالم ويغطي المنطقة بخيره ويقرب المسافات التجارية البحرية والتي تتخوف منه دول الخليج ويكون طريقاً ممتدداً لطريق الحرير ويهدف إلى ربط المنطقة من الصين عبره الى العالم في استثمار المليارات من الدولارات في البنى التحتية على هذا الطريق القديم ويعرف المشروع رسميا باسم "الحزام والطريق"والذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل ذلك بناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية.ولكن بسبب العلاقات المبطنة لقيادات البعض من الكتل علـى الـدوام في زيارات مكوكية فيها الغث من الهدايات الغير مجدية تبقيها بیئـة غیـر ودیـة للعلاقـات الكویتیة العراقیة.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست