الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 1 / 30
سيرة ذاتية


انت يا وله مبتحبنيش، والكره باين فى عينيك .

تلك الكلمة قالتها لى امى يوما ما ، ونصفها الاول على الاقل صحيح ، فانا لم اكن احبها ولكنى لم اكن اكرها .

كنت حياديا للغاية فى تعاملاتى مع امى ، خاصة فى العشر سنوات الاخيرة التى سبقت وفاتها .

قبل العشر سنوات الاخيرة لم يكن هناك من اشقائى احد يعيش معنا فى بلدتنا الصغيرة ويرعى معى امى وابى ، كان الكل مسافر الى خارج مصر ، وكنت الوحيد وزوجتى اللذان نرعى مصالحهما .

وللحقيقة فان والدى كان مشغولا دائما بعمله الخاص وحياته ، وبالاحرى كان هاربا دائما من امى التى اعتقد انه لم يكن معه وامى جسور للتفاهم بينهم .

عاد اشقائى تباعا واحد تلو الاخر وتواجدوا بشكل شبه دائم واصبحوا بقرب والدى ووالدتى بالاخص ، وبدأت انا انسحب تدريجيا وكأن هناك هاتف داخلى يدعونى لذلك ، ويقول لى دعهم يتحملوا مسؤلية والديك التى تحملتها سنوات طوال .

انفجر نبع الحنان لامى تجاه اشقائى العائدين وخصوصا الاصغر منهم ، وبدأت تصرفاتها التى لم تكن تعنينى اصلا، تميل الى التفرقة بشكل فج للغاية بينى وبين اخوتى ، بل وبين اولادى واولادهم ، فى كل شيىء تقريبا

واصبحت تصرفاتها المغرقة فى التفريق مدار ملاحظة واسى، حتى من بين اشقائى ولكن على استحياء.

اذا جاء احدهم للزيارة فى بلدتنا الصغيرة ، فعلينا وزوجتى الذهاب لمنزل والدى لاعداد وليمة تليق بهم ومليئة بكل ما لذ وطاب ، وهو امر لا اعهده اطلاقا عندما نزورهم انا وزوجتى واولادى .
بل ربما لا يكون هناك اكل اصلا ، فضلا عن المن الدائم الذى اسمعه باذنى والذى يتناهى لى من القريب والبعيد.

ومما يؤسف له انه كان لزوجة اخى الاصغر دور سيىء للغاية فى تأجيج الفرقة والخلاف بين امى وبينى ، ولا اعلم حتى تاريخة ان كان ذلك بقصد ام لا وان كنت ارجح انه بقصد .
ويرجح ذلك القصد ، ان امى كان لديها معلومات دقيقة ولكن مشوهة عن طبيعة المعاملات بينى وبين شقيقى الاصغر وتميل فى اغلبها الى التقليل من شان جهودى وتصوير اننى المستفيد الاكبر منها ، بل وربما بشكل غير مشروع .

وهكذا كانت تتسع هوة الخلاف بينى وبين امى، حتى لم يعد هناك حوار بيننا على الاطلاق ، وللاسف فانا اتحمل جزء كبير من المسؤلية لعدم محاولتى معالجة الامور اولا باول ، بدل من تراكم الجفاء عاما بعد عام ،

والعجيب والاكيد ان توثيق العلاقة بين الام وابنها الاصغر الذى هو اخى تم تقريبا على اشلائى واستطاع من خلال الكلام المعسول الاستيلاء على اموالها ومصوغاتها .

وانكشف الامر فجاة ولكن بعد فوات الاوان وامى تقريبا على فراش الموت وكانت صدمة مريعة لها ، وحتى فى هذه الاثناء لم اسعى لتوضيح الصورة كاملة ، رغم انها جائتنى على طبق من ذهب بايديهم لا بيدى .

وانتقلت امى الى جوار بارئها ، بعد ان انكشف الامر لها وعرفت الامين من غيره ولكن بعد ان سبق السيف العزل ، وبعد ان تحطمت تماما العلاقة بينى وبين امى ، ترى هل كرهت امى ؟
فى الحقيقة لم اكرهها ، ولكنى للاسف فقدت حبى لها على الاقل فى العشر سنوات الاخيرة لها ، فليرحم الله امى وليغفر لى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة تتحول لأزم


.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعود إلى الواجهة من جديد بعد




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. وتل أبيب تتحدث عن منط


.. الجيش الروسي يحاول تعزيز سيطرته على شرق أوكرانيا قبيل وصول ا




.. مع القضم الإستراتيجي والتقدم البطيء كيف تتوسع إسرائيل جغرافي