الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستندلع حرب امريكية ، اسرائيلية ، ايرانية ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مؤخرا هدد رئيس اركان الجيش الإسرائيلي بضرب ايران ، وضرب المقاومة في لبنان ، والعراق ، وقطاع غزة .. وقبله كم مرة هدد الرئيس الأمريكي الخارج من البيت الأبيض دونالد ترامب بضرب ايران .. وكم مرة هددت ايران مرة بتلقين الجيش الأمريكي درسا لن ينساه ، ومرة بمحو إسرائيل من الوجود ، ومرة بمحو تل ابيب وحيفا من الخريطة ....
لكن ومنذ أثنتا وأربعين سنة من نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية ، والى الآن ، ونحن نسمع بالتهديد بالحرب ، والتهديد المضاد ، وبمئات الخرائط التي رسمتها كل اطراف النزاع لتدمير الطرف الآخر ... لكن لم يسبق ان حصلت ولو لمرة واحدة حرب لا بين الامريكان والإيرانيين ، ولا بين الإيرانيين والإسرائيليين .. فما نسمعه ونشاهده هنا وهناك ، مجرد مفرقعات تدوي دون ان يكون لصوتها هزيز يذكر ...
رئيس اركان الجيش الإسرائيلي اعلن ان الجيش اعد مخططات لضرب ايران ، وبالضبط ضرب مفاعلاتها النووية ، وقال انّ كل الخطط جاهزة ، لكنه ربطها بقرار القيادة السياسية ، أي الحكومة ... فهل الحكومة الإسرائيلية تنوي اعلان الحرب على ايران ، فأحرى ان تدخل في حرب مباشرة معها ، وهم يعرفون نتائج اية حماقة غير موزونة ، وحجم التدمير الذي سيطال الدولة العبرية ، وكل دول المنطقة التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية ... ام ان التهديد والتهديد الإيراني المضاد ، بمحو تل ابيب ، ومحو حيفا ، يبقى دعاية لا قيمة لها من الناحية العسكرية ، ويبقى المخاطب من كل هذه التصريحات بالتهديد بالحرب ، طرف ثالث ليس هو إسرائيلي ، ولا امريكي ، ولا إيراني ، والذي لن يكون غير النظام السياسي العربي المغبون ، والبليد ، والمضحك عليه ، باسم صراع ، وباسم حرب ، وحرب مضادة لم تحصل في التاريخ منذ سنة 1979 ، تاريخ نجاح الثورة الإسلامية في ايران ....
ومن جانبنا نطرح السؤال : هل ما يجري بالمنطقة هو مجرد فيلم مركب الأدوار ، بين دول قوية هي الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل ، وايران ، والمتفرج على الفيلم هو النظام العربي الدي تعوّد تلقي الذل ، والاهانات المتعاقبة ، والمتنوعة ، والذي فرط في القرار العربي ، وفرط في السيادة العربية ، وفي ثروات الشعوب العربية ، ولا يزال يتلقى من الاذلال والاهانات ، ما جعل هذا النظام مسخرة واضحوكة بين شعوب الدول الديمقراطية قاطبة ....
فكيف تتغير الأدوار وتتغير المسرحيات الملعبة بإتقان ، ومنذ اثنتا وأربعين سنة خلت .. والنظام العربي لا يزال ينتظر المعجزات ، وربما يعود غودو المختفي ، ولا يعود العقل والتعقل العربي الذي يسيطر عليه الحنان ، والخوف ، والعاطفة اكثر من اللازم ...
عندما جاء دونالد ترامب الى الرئاسة ، وعلق الكثير من قصيري التفكير والتحليل العرب ، آمالا قوية على الغد المشرق الذي وعد به الرئيس في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان ، حتى تناسوا التاريخ ، تاريخ الولايات المتحدة الامريكية المساند ، والمتماهي مع الحكام العرب الطغاة .. وبدون شعور وبغريزة عربية مرضية ، طبلوا وزمروا ، وصفقوا ، منبهرين .. وظلوا في غشاوتهم وتيههم مصطولين .. حتى فاجئهم ترامب عندما اصبح هو من يؤيد الدكتاتور العربي بالأخص ، ودكتاتوريي العالم بوجه اعم .. بل انه تمادى يلحق الإهانة والاذلال بالحكام العرب الفاقدي الشخصية ، خاصة عندما زرع الخوف والفزع في نفس آل سعود الذي حلب منهم اكثر من خمسمائة مليار دولار ، مقابل التغطية على جرائمهم في حق الإنسانية ، وابشعها قتل اليمنيين الفقراء ، و قتل الصحافي الخشقجي ، وتقطيع جسده واحراقه ... فرغم ان ترامب يعلم علم اليقين ضلوع ولي العهد محمد بن سلمان في الجريمة ، لكنه فضل التغطية عليه ، لان الدم العربي رخيص ، وخشقاجي ليس لا بيهودي ، ولا بمسيحي امريكي او اوربي ... فآثر ترامب ابتلاع الثروة السعودية ، عوض الدفاع عن خشقاجي الذي لن يكون غير عربي لا يستحق كل الاهتمام ..
وبعد ان ضغط على الحكام العرب للتطبيع ، ولإخراج التطبيع مع إسرائيل الى العلن ، مقابل وعود وصفقات ابهرت الحاكم العربي الغبي ... وهو يعلم العلم اليقين باستحالة تنفيذ ما وعد به الحكام العرب ، حتى جاء جون بايدين ليلغي مع الامارات صفقة F35 ، ويلغي مع السعودية صفقات أسلحة جد متطورة بدعوى تناقض الصفقة مع مصالح الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية ، خاصة الحرب في اليمن التي حمل نتائجها لآل سعود ، وعندما تراجع عن اعتبار الحوتيين منظمة إرهابية ، وعندما تحفظ على اعتراف ترامب بمغربية الصحراء ، لان الاعتراف يتناقض مع القانون الدولي ، مادام ان سلطة الاختصاص تبقى الجمعية العامة التي اعتبرت جبهة البوليساريو في قراراها 34/37 الصادر سنة 1979 ، بانها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي ، الذي اعترف به النظام المغربي عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية في سنة 2016 ، ونشر هذا الاعتراف في جريدته الرسمية عدد 6539 في يناير 2017 .. ، والقرار 1514 الذي أصدرته نفس الجمعية في سنة 1960 ، الذي ينص فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، كما ان النزاع هو بيد مجلس الامن الذي دأب يصدر قراراته السنوية بشان النزاع مرة كل سنة من شهر ابريل .. فماذا جنى الحاكم العربي الذي وجد نفسه بين مطرقة الشعوب التي ترفض التطبيع ، او اخراج التطبيع مع الدولة الصهيونية الى العلن ، وبين سندان أمريكا التي لم تعر الحاكم العربي أهمية ولا قيمة لأنه في نظرها مجرد حاكم صغير لا يستحق اية التفاتة ، فأحرى الاهتمام والعناية ، وخاصة وانها تتشبث فقط بالعلاقات بين الأنظمة العربية وبين الدولة العبرية ، ورمت المُقابل لهذا الاعتراف في المزبلة ... و يا لها من شماته صهيونية يهودية ، عندما صرح رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو ، بان تراجع الإدارة الامريكية عن المُقابل الذي وعدت به الحاكم العربي الغبي ، لا علاقة له بالعلاقات بين إسرائيل ، وبين الأنظمة التي طبّعت ، والأنظمة التي أخرجت التطبيع الى العلن ، لان العلاقات في نظره ، ذهبت بعيدا ، وأصبحت واقعا يستحيل الاستغناء عنه ... فماذا جنى المُطبّعون غير شماتة ، واهانة ، واذلال ، ومقلب واشنطن ، وتل ابيب التي حولت القدس الى عاصمتها الأبدية الموحدة ، وضمت الجولان ، واكثرية أراضي الضفة ، وعيونها على غور الأردن الغني بالمياه ... التطبيع وفي ظل هذه الحقيقة ، خاصة امام التراجع الأمريكي ، والاستهتار الصهيوني ، هو خيانة ما بعدها خيانة ..
اذن ما قام به ترامب ، وبالعلن ، وبالواضح ، هو نفسه ما يقوم به جميع الرؤساء الامريكان من تحت الطاولة ... فلا فرق بين دونالد ترامب ، وبين جون بايدن ، لان أمريكا تنظر الى مصالحها ، ولا تنظر الى صداقاتها الزائفة ، لان أمريكا لها فقط مصالح دائمة ، وليس لها أصدقاء دائمون ...
اذن انطلاقا من هذه الحقيقة الفاقعة لأعين الحاكم العربي الغبي الصُّغيّر ، والغارق في دكتاتوريته التي تدافع عنها أمريكا باستماتة ، حيث توظفه كعميل ، من جهة لنهب خيرات الشعوب العربية المفقرة ، ومن جهة لخدمة مخططات بأوامر أمريكية ، مستعملة الابتزاز بين بقاء الحاكم جالسا على كرسي الحكم ، وبين الركوع والخضوع لواشنطن ... نعيد طرح السؤال : هل ستقع حرب أمريكية ، إسرائيلية ، إيرانية بشان الملف النووي الذي انسحبت منه واشنطن ، وتواطئ معها الاوربيون عندما تلاعبوا ، وتماطلوا في الإيفاء بالتزاماتهم ، وتشبتث به ايران ، ومعها روسيا الحربائية ، والصين ؟
ان الجواب سيصبح في حد ذاته سؤالا : لماذا لم يسبق ان حصلت ولو حرب واحدة بين ايران ، وامريكا ، وإسرائيل منذ اثنتا وأربعين سنة من التهديد والتهديد المضاد بالحرب ؟
ان جواب السؤال الثاني الذي يحيل الى السؤال الأول : هل ستندلع الحرب ؟ يقتضي البحث عن مصلحة الحرب . ولو كانت هناك من مصلحة لنشوب الحرب بالنسبة للأطراف الثلاثة ، هل كان ان يستمر الوضع على حاله منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية ؟ وهنا هل ايران ومن خلال تهديداتها المتكررة تشكل خطرا على واشنطن وعلى تل ابيب ؟ وهل واشنطن وتل ابيب يشكلان خطرا على النظام الإيراني رغم الشعارات الضخمة التي يرفعها الجميع ضد بعضهم البعض ؟
والتساؤل وليس السؤال . هل لإسرائيل من مصلحة لمهاجمة ايران ؟ وهل لإيران من مصلحة لمهاجمة إسرائيل ؟ وهل للولايات المتحدة الامريكية من مصلحة لمهاجمة ايران ، حتى تهاجم هذه قواعدها العسكرية بالمنطقة ؟
فحتى جواب ايران على تصفية الجنرال سليماني ، لم يكن غير مقذوفات بالتنسيق مع الإدارة الامريكية ، التي قيل حينها انّ دوي المقذوفات وليس تأثيرها ، كانت مدوية ، لكنها لم تسفر عن سقوط ولو جندي امريكي واحد بها ...
وحتى اذا امتلكت ايران قنبلة او قنبلتين نوويتين ، وستكون قنابل بدائية . هل تجرأ ايران على استعمال قنبلتها ضد إسرائيل ، وهي تحق وتعلم ان هذه ، أي الدولة العبرية ، تمتلك اكثر من ثلاثمائة رأس بين النووي وبين الهيدروجيني ... مما يعني ان رد الفعل لن يكون فقط إسرائيليا ، بل سيكون يهوديا وامريكيا ، وهذا يعني محو ايران من الخريطة .... فهل تقبل ايران بحماقة ، ان تسبب لنفسها بالتشطيب من الخريطة الأرضية ...
فاذا امتلكت ايران قنبلة او قنبلتين ، فهذا لا يشكل خطرا على إسرائيل ، لان ايران لن تستطع ضربها بهذه القنابل ، لانعدام شرط المصلحة التي هي مصالح متبادلة ، ومن تحت الطاولة ، بين ايران ، وبين إسرائيل ، وبين أمريكا ، مع اختلاف لعب الأدوار المصلحية بما لا يزعج مصلحة الطرف الاخر المقابل ...
اذن عند امتلاك ايران لقنبلة نووية ، فذلك لكي تصبح رقما يفرض شروطه في المتغيرات التي تحصل بالمنطقة فجأة ، ولكي تبقى دولة مهابة ومحترمة من قبل الدول الكبيرة ، وليس من قبل الدول العربية التي لا يعيرها احد ادنى اهتمام ، اللهم التفكير في نهب ثرواتها ، واموالها ، وبيعها لمنتجاتها المدنية وذات الطابع العسكري ، بسبب التخويف من البعبع الإيراني الذي لم يسبق ان اعتدى على احد ، او هاجم آخر ، بل ان دول الخليج وبقيادة العراق ، هي من غزت ، وهاجمت ايران في حرب عبثية دامت ثمانية سنوات ، أتت على الأخضر واليابس ..
ان إسرائيل لن تهاجم ابدا ايران ، وهذه لن تهاجم ابدا إسرائيل ، والولايات المتحدة الامريكية التي لم تهاجم ايران اثناء كل حقب حكم الجمهوريين ، هل ستهاجمها اثناء حكم الديمقراطيين الذي في عهدهم تم التوقيع على مقتضيات وشروط الملف النووي الإيراني .... ان من يعتقد ذلك سيكون بمن يعتقد و لا يحلل خارج الزّمكان ... لان المصالح المتبادلة تقتضي بين ما يطلقون عليهم ب (أطراف النزاع ) ، ضبط التوازنات ضمن الحفاظ على المصالح ، بلعب الأدوار التي تستجيب للظرفية ، وللمتغيرات المستجدة ، والمفاجئة ..
فإذا كانت أمريكا حليفا استراتيجيا لإسرائيل ، واذا كانت أمريكا اليوم تحت حكم الديمقراطيين الذي يقفون وراء التوقيع على الملف النووي الإيراني .. ، فكيف ستستجيب الإدارة الجديدة لدعوة تل ابيب ، بعدم الرجوع الى الاتفاق الذي لعبت الدور الأكبر في ابرامه .... فهل المنطق يقبل بمثل هذه الشطحات التي تهدف فقط الى تهييج عاطفة السعودية ، والامارات ، والبحرين ، وتهدف الى المزيد من ارتماءهم في الحضن الإسرائيلي ، بدعوى مجابهة الخطر الإيراني ، وهو خطر بمثابة وهْم تستعمله أمريكا ، وتستعمله اليوم إسرائيل لتثبيت التطبيع مع الحكام العرب الخارجين عن الزمن الحديث ...
ان ما يزكي تحليلنا هذا ، وجود بطاريات بتريوت إسرائيلية بلباس امريكي ، في قواعد عسكرية أمريكية بالسعودية وبالأمارات ... فحين تصبح الآلة العسكرية الصهيونية بالأرض العربية ، وبموافقة الحكام العرب ... فان دعوات رئيس اركان الجيش الإسرائيلي للإدارة الامريكية بعدم احياء الملف النووي الإيراني ، تفعل فعلتها في نفسية الحكام العرب المنهزمة ، عند اعتبارهم الدولة الصهيونية حليف استراتيجي لمواجهة ( العدو ) الوهمي الأساسي الذي هو ايران ..
فهل إسرائيل حقا حليف استراتيجي للشعوب العربية ، وهل ايران تشكل عدوا رئيسيا لإسرائيل وللولايات المتحدة الامريكية ....
في كل المعاملات التفضيلية ، تفضل إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ايران والشعب الإيراني ، على الدول والشعوب العربية .. فالإيرانيون هم الفرس أصحاب الحضارة والتاريخ ، تاريخ الإمبراطوريات ، وليسوا هم العرب التي مصالحهم متناقضة ومتعارضة مع المصالح الغربية ، وارضهم دائما محتلة ، وحكامهم جبابرة طغاة على شعوبهم ، وانذال حقيرين امام غيرهم من الدول الديمقراطية العظمى ... لذا فالغربيون ينافقون العرب ، لانّ عيونهم موجهة فقط لثرواتهم المختلفة .. من هنا فان أمريكا وكل الدول الغربية ، تغمض عينها حين يتعلق الامر بالديمقراطية في الوطن العربي ، فهم يؤيدون الحكام الدكتاتوريين على حساب الشعوب الفقيرة والمفقرة ... بل يغمضون العين حتى عن الأموال التي يهربها الحكام الدكتاتوريون بطرق ملتوية الى حساباتهم في الابناك الاوربية ... وبينما ينتفض الغرب ومؤسساته عند اعتقال المعارض الروسي سكيافيلي ، يتجاهل أنين المئات من المسجونين العرب في سجون الأنظمة الدكتاتورية العربية ، رغم شن العديد منهم لإضرابات عن الطعام ، وانحدار صحتهم الى الموت المحقق ....
اذن ، إسرائيل لن تهاجم ايران بالسلاح النووي المحدود ، من جهة لأنها ليست لها مصلحة في ذلك ، كشعورها بخطر حقيقي يتهددها ، ومن مصلحتها ان تبقى ايران بعبعا يخيف الحكام العرب ، ومن جهة فروسيا المجاورة لإيران ، لن تسمح وتحت اية دريعة كانت ، برمي قنبلة نووية بجوار حدودها ، ومن جهة فان روسيا الحربائية نفسها ، لن تسمح لدولة كإيران تجاورها ، بان تصبح دولة تحوز أسلحة نووية ...
ان إسرائيل تشترك مع ايران احتلالهما لأراضي عربية ، وبمباركة العالم الغربي ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ، والدول الكبرى بمجلس الامن الذين لم يحركوا ساكنا إزاء الاحتلالين الإيراني والإسرائيلي .... إسرائيل تحتل كل أراضي سنة 1967 ، وحولت القدس الى عاصمتها الموحدة الأبدية ، وضمت الجولان ، وسيطرت على تسعين في المائة من أراضي الضفة ... وايران تحتل الجزر العربية ، جزيرة أبو موسى ، وجزيرة الطنب الصغرى ، والطنب الكبرى .. والمعارضة في إسرائيل كما في ايران هي معارضة عربية ، قبل ان تكون تركمانية ، او كردية في ايران التي تحتل إقليم عربستان العربي ..
هناك تنافس وهناك صراع دولي حول الأرض العربية ، وحول الثروة العربية .. لكن يبقى صراعا لا يرتقي ابدا الى درجة الحرب ، لأنها ليست في صالح احد من جهة ، ومن جهة لانتفاء شرط المصلحة ...
كل الدول القوية من أمريكا الى روسيا ، الى الهند ، الى إسرائيل ، الى تركيا ، الى ايران ، وفرنسا ، وبريطانيا ، والصين .... عيونهم على الأرض العربية ، والثروة العربية ... وهو تنافس قد نعتبره صراعا ، ولا يجب ان نؤوله الى درجة حرب ....
وللاختصار .. لن تقع هناك حرب بالمنطقة بين إسرائيل وايران ، او بين ايران وامريكا ... لكن قد تقع حروبا عربية / عربية ، ستشجع عليها كل دول مجلس الامن العظمى ، للمزيد من اضعاف الضعيف ، وللمزيد من الشرخ ، والتفتيت والتشتيت ... والحالة السورية ، والليبية ، والسودانية ، واليمنية ، والعراقية .... خير مثال على ذلك ... وهو نفس الخطر الغربي الامبريالي اصبح ينفد بشمال افريقيا ، حيث بدأت حرب الصحراء بعد ثلاثين سنة من السبات العميق ، وبعد التطورات التي ستنتقل اليها الحرب مستقبلا ، وهذه تتوقف على ابداع اطراف الحرب ، وعلى النتائج التي ستنتهي اليها الحرب ، والمفاوضات انْ حصلت ، والتي تتأثر نتائجها بالانتصارات التي يكون قد حققتها الحرب في الساحة ..
والسؤال : هل مع الأيام ستتوسع الحرب لجر اطراف اخرى اليها ، لتتحول الى حرب بين النظامين الجزائري والمغربي ... وليست بين الشعبين المغربي والجزائري ...
وهل انْ نشبت الحرب ، ستكون حربا حقيقية عوض الحرب الوهمية بين ايران وبين إسرائيل ، التي لن تكون ابدا ...
وإذا كانت نتائج اية حرب لن تكون في صالح أنظمة الحرب ، خاصة النظام الذي سيخسر الحرب ... فان الحرب ستكون في صالح الشعوب التي تدور الحرب باسمها ، في حين انها مغيبة على مستوى اتخاذ قرار الحرب ..
فهل ستكون الشعوب في مستوى اللحظة لتقرير مصيرها بنفسها ، وتضع حدا لأنظمة الظلم والجور ... وتقطع مع الحياة الدونية ، حياة الفقر، والمرض ، والجهل ، ودوس الشعوب بأحذية الحكام الطغاة ، الاستبداديين ، والدكتاتوريين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE