الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليلا من المربى!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2021 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


اثناء حصة دراسية في المرحلة التعليمية الاساسية خرجت معلمة العربي عن سياق الشرح في درس القواعد لتسألنا بشكل مفاجئ عن المكونات الاساسية لوجبة الفطور المتوازنة. لكم ان تتخيلوا حجم المشاركة والتفاعل منّا نحن جميع الطالبات في تسمية مكونات وجبة الفطور. ولكم ان تتخيلوا حالة السبات التي كنا عليها والمعلمة تشرح حالات جزم الفعل المضارع. فرق التفاعل بين الحالتين بعد السماء عن الارض. لا اخفي عليكم ان اجاباتنا لمكونات وحبة الفطور ليست مما كنا نتناوله والذي كان لا يزيد في العادة عن صنف واحد على مائدة معظمنا، بل كان وصفا لفطور افتراضي اخذنا نتذوق ونغّمس بأسماء المكونات حتى اوشكنا على الشبع كما هو حالنا في عالمنا الافتراضي والذي لشدة انغماسنا فيه لم نعد نعرف ايهما عالمنا الحقيقي. كسبت المعلمة نشاطا وصحوة من بعد سبات، بيدا اننا دخلنا في متاهة البحث عن حل من دون ان نعرف اسباب تحول حصة العربي الى حصة في التربية المهنية. بقيت المعلمة تطلب منا اجابات اخرى لأننا لم نتوصل بعد للمكونات الاساسية لوجبة الفطور المتوازنة واعيتنا الاجابة واصبنا بتخمة الشبع من دون ان نرتوي بالحقيقة، الى ان اصبحت اجاباتنا مجرد كلمات غير متصلة لفك لغز فزورة الفطور المتوازن. وفي لحظة صمت، اضافت: احدى الطالبات الى اجاباتنا مكون لم يكن يخطر على بالنا، (قليل من المربى)! لم نستطع ان نميز ان كان هو الحل الصحيح الى ان صفقت المعلمة ابتهاجا بالحل وصفقنا ابتهاجا مع المعلمة لأننا مللنا من التكرار ونحتاج الى نهاية للمتاهة التي دخلنا بها.
لكن ما يزال السؤال قائما، هل كانت تلك الاجابة هي المكمل الغذائي لوجبة الفطور المتوازنة؟ ام انها كانت خروج ونهاية لحالة السبات التي كنا عليها وقد انشغلنا فيها بعد فقدان بوصلة الوصول للحالات التي يجزم فيها الفعل المضارع. ذكرتني تلك الحادثة بالفرحة التي اعادت الامل بعودة الحياة الى طبيعتها قبل انتشار وباء كورونا بإيجاد المطعوم الذي منح الموافقة على الاستخدام في اكثر من بقعة على الارض لعله يساهم بالقضاء على الوباء الذي اجتاح العالم وحصد الارواح والثروات بيدا ان التلقيح الذي جاءوا به حلا لمشكلة كورونا لن يغني عن الكمامة ولن يحمي من اخذ اللقاح من ظهور اعراض جانبية قد تسبب الوفاة كذلك. جاء المطعوم وكأنه القليل من المربى المضاف الى وجبة الفطور المتوازنة فهناك الكثيرين ممكن شككوا باهميته كحل للمشكلة بامل الا يكون حماسنا للمطعوم فقط لاننا مللنا متاهة الحياة على الهامش. ستثبت لنا الايام فعالية المطعوم في انهاء الوباء او البقاء في دوامة سلالة الفيروس.
ان ما نحتاجه ان نصل الى يقين بأن المطعوم ضد وباء كورونا هو الحل لمواجهة خطورته دون التشكيك به او تمضية الوقت منا في البحث عن الاعراض الجانبية للمطعوم على صحة البشر. بيدا اننا لا نستطيع ان نمنع انفسنا من الاصغاء للأصوات التي تتعالى من فئة لا بأس بها من الاختصاصيين الذين شككوا بفعالية المطعوم نظرا للمدة القصيرة التي لم تسمح بتجربته والتأكد من صلاحيته على البشر. مع انتشار وباء كورونا صرنا نتحسر على حالة السبات التي كنا عليها وقد كنا نعاني الفقر والبطالة والوقوف التام من دون ادنى امل بتحقيق بعضا من الاسباب التي تجعلنا نرغب بالحياة وقد صرنا نعاني من فقر اشد واصعب بعد تراكم الديون بسبب وقوف الكثير من القطاعات الحيوية عن العمل. للأسف لم يعد هناك احد ما قادرا على اضافة القليل من المربى الى هذه الحياة بغياب القدوة او المرشد.
اذن قليل من حلاوة المربى هو ما نحتاج اليه لنبارك خطوات من سارعوا بأخذ المطعوم بالدعاء لهم بتمام الصحة. وقليل من حلاوة المربى هو ما نحتاج اليه لنحلم بأن الحياة يمكنها ان تزدهر والبيوت المرهونة والاعمال المتوقفة تعود الى ما قبل كورونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية