الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلوث هواء البيئة العراقية بين الواقع والطموح

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 1 / 30
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


تتناول الدراسة الحالية واقع بيئة المحافظات في مجال التلوث الهوائي وتأثيره على صحة الأنسان. ويعني التلوث الهوائي وجود مواد كيميائية ، الجسيمات، المواد البيولوجية التي تسبب عدم الراحة او المرض او الموت للإنسان فضلا عن الضرر بالكائنات الحية الأخرى مثل المحاصيل الغذائية او البيئة الطبيعية.
فأكاسيد الكبريت الناتجة عن العمليات الصناعية المختلفة والفحم والبترول وأحتراقه تولد ثاني اوكسيد الكبريت ومزيدا من المواد الحامضية، وثاني اوكسيد النتروجين ينبعث من ارتفاع درجات الحرارة ومن العواصف الرعدية والتفريغ الكهربائي، واول أوكسيد الكاربون وهو غاز عديم الرائحة واللون وسام ايضا ينتج عن الأحتراق غير الكامل للوقود مثل الغاز الطبيعي، والفحم والخشب. اما المركبات العضوية المتطايرة مثل غاز الميثان فأنها تنتج عن غاز التدفئة والأحتباس الحراري.
وان الغلاف الجوي يحتوي على الجسيمات التي هي من صنع الأنسان او الطبيعة بسبب العواصف الترابية وحرائق الغابات والمراعي والأنشطة البشرية كمحطات الوقود والعمليات الصناعية التي لها الأثر الكبير على التنفس وأختلال وظيفة الرئة وسرطان الرئة ومرض القلب.
كما ان غاز الأمونيا ينبعث من العمليات الزراعية والأسمدة والروائح كالقمامة، والصرف الصحي، والعمليات الصناعية والملوثات المشعة مثل التفجيرات النووية والمتفجرات، أما الأوزون فأنه ينتج من التفاعلات الضوئية والكيميائية المرتبطة بهذا الغاز ويحدث في الغلاف الجوي.
وقد صدر عن منظمة الصحة العالمية للاتحاد الأوروبي دليلا توجيهيا للحصول على الهواء النقي النظيف تضمن :
-الملوثات العضوية وتشمل:
البنزين ، ثاني كبريتيد الكربون، غاز اول أوكسيد الكربون، البيوتاديين، ثنائي كلورميثان، مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور وغيرها.
-الملوثات غير العضوية وتشمل:
الزرنيخ، الكادميوم، الكروم، الفلوريد، كبريتيد الهيدروجين، الرصاص، الزئبق، البلاتين.
-ملوثات الهواء في الأماكن المغلقة:
التدخين، الملوثات من صنع الأنسان.
-الملوثات الكلاسيكية
ثاني أوكسيد النيتروجين، الأوزون، الأكسدة الضوئية، الجسيمات، ثاني أوكسيد الكبريت.


اما في العراق فأن مديريات البيئة في محافظات العراق المختارة وهي ( واسط، النجف، البصرة، بابل، ذي قار ) تعاني من مشاكل كبيرة ومهمة في مسألة التلوث الهوائي وهي موضحة في الجدول أدناه ويمكن تلخيصها بما يلي:
1- قلة المواقع التي تؤخذ منها النماذج لحساب كمية الغبار المتساقط
2- قلة أجهزة قياس الدقائق العالقة ومركبات الرصاص HI-volume وتحليل الغازات
3- ارتفاع تراكيز الدقائق العالقة على مدى سنوات التدقيق T.S.P ولم يتم الفحص بسبب عدم توفر الفلاتر الخاصة بالقياس
4- نقص كمية المرشحات الفلاتر في قياس تراكيز الرصاص Pb والدقائق العالقة مما يؤدي الى عدم احتساب الملوثات الخاصة بنوعية الهواء
5- ضعف المراقبة على الأنشطة الصناعية الصغرى والكبرى وملاحظة نسبة الانحراف في الخطة.
6- قلة الكوادر العاملة المتخصصة في وحدة قياس تراكيز الدقائق
7- عدم وجود اجهزة خاصة لأجراء فحوصات الهواء او التربة لأهميتها في كشف الملوثات الناتجة عن الصناعة
8- وجود عدد من الأنشطة الصناعية الكبرى والصغرى غير حاصلة على الموافقات البيئية لدى إنشائها فضلا عن عدم توفر وحدات معالجة للمخلفات المطروحة ( صلبة، سائلة، غازية) او عدم تفعيل وحدات المعالجة مما يستدعي استحصال الموافقات البيئية.
9- اغلب الأنشطة الصناعية تقوم بطرح مخلفاتها السائلة الى شبكة الصرف الصحي أو ألأحواض وبدون معالجة مما أدى الى تلوث الأنهار والمبازل
10- عدم امتلاك وحدة المسوحات الإشعاعية لقاعدة بيانات محددة للمصادر المشعة تبين أعدادها وانواعها في جميع المؤسسات الصحية والصناعية والبحثية
11- عد امتلاك عدد من الموظفين لأفلام قياس مستوى التعرض الإشعاعي رغم ان عملهم في هذا المجال
12- ارسال التربة والنماذج المسحوبة الى مركز الوقاية من الأشعاع في بغداد لغرض الفحص الأ ان النتائج لم يتم ارسالها
13- وجود تسرب اشعاعي من عدد من المستشفيات بسبب عدم وجود حواجز رصاصية، وعدم احكام غلق الباب،
14- وجود أجهزة عاطلة خاصة لقياس التلوث الأشعاعي والحاجة قائمة الى اجهزة أخرى.
15- عدم قياس مستوى الضوضاء والتلوث الضوضائي قرب المستشفيات والمصانع
16- حرق النفايات في المناطق التحويلية ومناطق الطمر الصحي الدائمة مما يتسبب بتصاعد الأبخرة والدخان التي تحتوي على الغازات الخطرة
17- وجود معامل ومحطات كهربائية تفتقر الى المعالجات الكيماوية والبيولوجية للمخلفات السائلة وعدم توفر مستلزمات السلامة للعمال.
18- افتقار التشريعات البيئية الى المواصفات الخاصة بالمحارق والمحارق الحالية مصممة لاستخدام وقود زيت الغاز ولكن يستخدم بدلا عنه النفط الأسود
19- وجود عدد من المعامل غير حاصلة على الموافقات البيئية وتقوم بأطلاق الأنشطة الملوثة للبيئة صنف أ مثل أكسيد كبريتية، وأكسيد كاربونية، وأكسيد النتروجين، وأكسيد العناصر الثقيلة التي تشكل خطرا على صحة الأنسان
20- عدم وجود منظومات الحرق في المعامل واستخدام النفط الأسود في عملية حرق الوقود يؤدي الى انبعاث الغازات الخطرة
21- امتناع اصحاب المقالع من ردم ودفن مقالع التربة بعد استخدامها مما جعلها أماكن لتجمع المياه الأسنة
22- عدم وجود محددات بيئية موقعية لكور الطابوق غير المسموح بتشييدها بسبب استخدامها للوقود الثقيل والاطارات المستهلكة والدهون المستهلكة في العملية الأنتاجية
23- وجود معامل الأسمنت في المحافظة والتي تبعث الأتربة والغبار والدقائق ذات التأثير السلبي على التجمعات السكانية والمناطق الزراعية
24- عدم وجود مرسبات الغبار لمعامل الأسمنت وعدم توفر الأجهزة الخاصة بقياس كمية تركيز الغبار وتحديد نوعيته
25- قلة عدد الزيارات من قبل المديرية للمصفى للوقوف على الواقع البيئي من ناحية طرح المخلفات الملوثة الغازية والسائلة والصلبة
26- انبعاث دخان كثيف أسود من المدخنة الخاصة بحرق الغازات لمصفى النفط مما ادى الى انبعاث الغازات الهايدروكاربونية وأكسيد العناصر الثقيلة نتيجة لعدم الاحتراق الكامل.
27- وجود معامل الأسفلت التي تبعث الغازات مثل غاز ثاني وأكسيد الكبريت واول أكسيد الكاربون وأكسيد النيتروجين والهايدروكاربونات وتكون على شكل أبخرة او غازات.
28- عدم وجود مرسبات الغبار لمعامل الإسفلت لتقليل التأثير البيئي الناتج عن العملية الإنتاجية وتقليل خطر الأنبعاث الغازي والغبار المتصاعد.
29- وجود معامل للجص التي تجري العمليات الإنتاجية في مواقع مفتوحة مما يؤدي الى انتشار الدقائق والغبار على مساحات واسعة.
30- انشاء وتشغيل افران الصمون دون الحصول على الموافقات البيئية واستخدامها للنفط الأسود بدلا من النفط الأبيض.
31- وجود معامل الثلج التي تقوم بأطلاق غاز الأمونيا وعدم حصوله على الموافقات البيئية.
32- انتشار ظاهرة حرق الأطارات التالفة لغرض صهر مادة الزفت المستخدم في البيوت مما يؤدي الى تلوث الهواء.
33- انتشار ظاهرة حرق الأخشاب لتصنيع الفحم وانبعاث غاز اول اوكسيد الكاربون.



المقترحات:
1- وضع خطة سنوية لتقدير الحاجة الى المهندسين والفنيين والعمال على الملاك الدائم والمؤقت من اجل ضمان مراقبة ومتابعة المواقع البيئة الباعثة للتلوث الهوائي في المحافظات.
2- توفير مستلزمات العمل اللازمة للعمال كالأحذية والكفوف والكمامات والملابس الخاصة بالعمل مع تقديم التأمين الصحي للعمال والمهندسين والفنيين.
3- تجهيز بيئة المحافظات باحتياجاتها من الآليات المستخدمة لقياس كمية الغبار والأشعاعات ومركبات الرصاص وثاني اوكسيد الكربون وغيرها.
4- فرض غرامات مالية من قبل مديرية البيئة في المحافظة على المعامل والمصانع غير المرخصة وخاصة ( الأسمنت، الطابوق، الإسفلت، أفران الصمون، المحطات الكهربائية وغيرها) والتي تسبب التلوث في الهواء والماء والتربة
5- الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال من خلال إيفاد عددا من المهندسين والفنيين الى الخارج للأطلاع على تجاربهم في مجال الحد من التلوث الهوائي.
6- محاسبة المقصرين والفاسدين في مديريات البيئة في المحافظات وأحالتهم الى هيئة النزاهة .
7- توعية المجتمع بخطورة التلوث الهوائي لما له من تأثير على صحة الإنسان من قبل منظمات المجتمع المدني ووزارتي الصحة والبيئة العراقية.
8- اصدار الأدلة الخاصة بالتوعية البيئية وتوزيعها على المصانع والمعامل والمستشفيات وغيرها.
9- اعداد المسوحات الأشعاعية وتأسيس قاعدة بيانات للمصادر المشعة تبين أعدادها وانواعها في جميع المؤسسات الصحية والصناعية والبحثية
10- ضرورة امتلاك الموظفين العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الطبية لأفلام قياس مستوى التعرض الإشعاعي في مجال عملهم لضمان صحة آمنة لهم.
11- وضع حد للتسرب الإشعاعي من بعض المستشفيات من خلال وضع حواجز رصاصية، واحكام غلق باب الأشعة،
12- تطبيق المعايير الدولية الخاصة بالمحافظة على نظافة الهواء ونقاوته من خلال الاستفادة من دليل منظمة الصحة العالمية والأدلة الأخرى.
13- اصدار التعليمات في منع حرق ( الأخشاب، والأطارات، والنفايات، واستخدام النفط الأسود بد من النفط الأبيض وغيرها) وفرض الغرامات على المصانع والأفران، ومحطات الكهرباء ومعامل الطابوق والكور الطينية، وغيرها.
14- اجراء مسح شامل للمعامل الباعثة للغازات الملوثة للهواء في كل محافظة ووضع خطة سنوية لمعالجة التلوث الهوائي والحد من انبعاث الغازات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية