الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ

رائد الحواري

2021 / 1 / 31
أوراق كتبت في وعن السجن


كمال ابو حنيش الحلقة الثالثة عشر
"جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ"
الكتابة والسجن
الحلقة الثالثة عشر
أن يتم انجاز كتاب نقدي من قبل أسير، وبعدد 700 صفحة، فهذا امر يستوجب الاحترام والتوقف عنده وعند المراحل التي مر بها خروج الكتاب للحياة.
يبدأ الناقد حديثه عن الصعوبات التي واجهته أثناء كتابته للمنجز النقدي بقوله: "أوّلها يتعلّق باهتماماتي في مجال الكتابة، فأنا مهتم بالشّأن السّياسي والأدبيّ (الرّواية.
والسّبب الثّاني يتعلّق بالوقت. فقد استغرق العمل على إنجازه ثلاث سنوات كاملة (2013-2015) الأمر الذي أشغلني وعطّل إمكانيّة إنجازي للكتابات الأخرى، والسّبب الثّالث يرتبط بحجم الكتاب.
. أما السّبب الرابع فيتعلّق بالجهد إذ أنّني كنتُ أعمل لإعداده في ساعات النّهار واللّيل وصرتُ أشكو من أوجاع في الظّهر، وكنت أشعر بالإنهاك الشّديد أثناء الكتابة. أمّا السّبب الخامس والأخير لهذه التّسمية الطّريفة، فقد جاء العمل على كتابته في خضم عدد من المتاعب والجهود والمهام: تنقلات بين أكثر من سجن، الحرب التي شنّها العدو على غزة وتأثيرها النّفسي على المزاج الكتابي" فرغم ضعف الامكانيات والمواد النقدية المتاحة، والوقت الطويل الذي أخذته الكتابة من الناقد، وما تحتاجه من جهد، إلا أنه استمر في الكتابة حتى انجز أول عمل نقدي له في الشعر العربي.
أما عن الأسباب التي دفعته لكتابة "جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ" فيقول:
"أمّا الشّرارة التي أشعلت الرّغبة في المجازفة وخوض هذه التّجربة، تمثّلت ببيت شعر قرأته ولا أعرف قائله ويقول:
يظلّ يجيء الذي قد مضى.... لأن الذي سوف يأتي ذهب...
تأثرت بهذا البيت الشّعري وصرتُ أردّده باستمرار، وبدأ وكأنّه يعبر عن حالنا كأسرى مدفونين تحت رمال الزّمن... فالزّمن الماضي
-فردوسنا المفقود- هو الزّمن الذي يظلّ يجيء في الذّاكرة ويحتّلها على الدّوام. أمّا الزّمن الآتي فلم يأتِ بعد، وربّما لن يأتي إطلاقًا في قلب أبديّة السّجن الصّارمة والقاسية،
، وبدأت أعمل ليل نهار، واستغرق إنجاز كتابته النّهائية عامًا كاملًا من خريف العام 2014 وحتّى خريف العام 2015. واقع السجن وما فيه من ألم وقهر وتقيد للحرية ومحاصرة الزمن/الوقت/المستقبل، وجعله أسيرا كان الدافع الأساسي لهذا المنجز النقدي،.
أما تفاصيل الكتاب وطريقه عرضه والمواضيع والمحاور التي تناولها "وقع الكتاب في أكثر من 700 صفحة من القطع الكبير، واشتمل على ثلاثة أبواب رئيسية: الباب الأول حمل عنوان: أشكال الزّمان في الشّعر العربيّ، حيث تضمّن هذا الباب خمسة أشكال للزّمان (الزّمان الدّائريّ، القدريّ، الاعتقاليّ، الاحتفائيّ، الاختناق بالزّمن) أمّا الباب الثّاني فقد حمل العنوان: أشكال المكان في الشّعر العربيّ، وتضمّن هذا الباب أربعة أشكال للمكان (الاحتفاء بالمكان، الاختناق في المكان، السّجن، المنفى والغربة) أمّا الباب الثّالث فقد حمل العنوان: جدليّة الزمان والمكان في الشّعر العربيّ، وتضمّن ثمانية أنماط أذكر أبرزها ( النّمط الطّللي، النّمط الاعتقاليّ، الجنائزيّ، الثّوريّ، الاحتفائيّ ...الخ)."
وبما أن سجون الاحتلال مقابر لكل مظاهر الابداع والأدب، فقد كان هاجس الخوف من فقدان هذا المولود الأدبي مهيمنا على الناقد: "ولكن تلبسني هاجس فقدانه، أمّا الإشكاليّة الأخرى فكيف يمكن نسخ هذا الكتاب الضّخم، ليكون لديّ نسخة إضافيّة في حال مصادرة النّسخة الأصليّة على بوابة السجن أثناء تسريبها للخارج؟
تكاسلتُ ولم أحفل بإعادة نسخ الكتاب، وتركتُ أمر خروجه للحظّ، وتزامن تحرّر شابٍ اسمه عمرو من قرية بورين، وتعهّد بحمل الكتاب وإيصاله للبيت، وهذا ما حدث وانتظرتُ يوم الزّيارة، وحين أكّدت لي الوالدة خبر وصول الكتاب للبيت شعرت بارتياح كبير، وأزاح الخبر همّا هائلًا كان يثقل صدري.."
لكن حتى بعد خروجه من السجن، واجهته صعوبات وعوائق قبل أن يظهر بصورة كتاب، يخبرنا الناقد عن بعض تلك الصعوبات بقوله: " لم تتحمّس أيّ من دور النّشر لطباعة الكتاب؛ فإنّه حسب رأيهم غير مربح وحجمه كبير... وبقي مهملًا إلى أن تحمّس الصّديق بكر عبوشي، صاحب دار الشامل للنّشر والتّوزيع ووافق مشكورًا على طباعته إلى جانب طباعة الدّار لعدد آخر من كتاباتي.
تأخّر صدور الكتاب الذي كان من المفترض أن يرى النّور في العام 2019، ثمّ تأجّل إلى العام 2020 وتأخّر إصداره بسبب أزمة الكورونا إلى أن صدر أخيرًا ورأى النّور في أوائل نوفمبر من عام 2020.
لم تتحمّس أيّ من دور النّشر لطباعة الكتاب؛ فإنّه حسب رأيهم غير مربح وحجمه كبير... وبقي مهملًا إلى أن تحمّس الصّديق بكر عبوشي، صاحب دار الشامل للنّشر والتّوزيع ووافق مشكورًا على طباعته إلى جانب طباعة الدّار لعدد آخر من كتاباتي.
تأخّر صدور الكتاب الذي كان من المفترض أن يرى النّور في العام 2019، ثمّ تأجّل إلى العام 2020 وتأخّر إصداره بسبب أزمة الكورونا إلى أن صدر أخيرًا ورأى النّور في أوائل نوفمبر من عام 2020.
من خلال هذه المراحل يمكننا التعرف على كيفية كتابة الأسرى والظروف والامكانيات والطريقة التي يكبون بها ودوافعها.
الحلقة منشورة على صفحة شقيقي الاسير كمال أبو حنيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط


.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا




.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد