الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخطبوط التركي أمام صمت الأمم

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

2021 / 2 / 1
القضية الكردية


" الأخطبوط التركي أمام صمت الأمم "

ان أي تجاهل للمخاطر التي يشكلها النظامان " التركي والإيراني " وعدم وضع حد لأحلامهما المريضة ستغرق المنطقة برمتها في حروب طاحنة ومجنونة وسيدفع الجميع ثمن ذلك عاجلاً أم آجلاً ، وبالأخص تلك الدول التي تغض الطرف عن مخططات تركيا وايران ، فهما يختلفان في كل شيء رغم محاولة الطرفين اظهار عكس ذلك من خلال العلاقات المتشعبة بين البلدين فايران التي تزعم بأنها تمثل العالم الشيعي وتركيا التي تزعم تمثيل العالم السني، و كما يعلم العالم أن الطرفان المتصارعان منذ أربعة عشر قرنا وإلى الآن ، إلا ان هناك أمر واحد يجمعهما وهو التخلص من شعب كوردستان وقضيته العادلة بأي ثمن حتى اذا كان على حساب مزاعمهما الطائفية، فكلاهما يحتلان جزء مهماً من أراضي كوردستان .
فمجرد إعلان بيان عن التفاهم و التقارب بين انكس و تف دم بدعم ومساندة نائب السفير الأمريكي للتحالف الدولي السيد" وليام روباك " و السيد مسعود البارزاني ، اقلقت بل اغضبت الأنظمة الغاصبة ( ايران، تركيا، سوريا نظاما و معارضة ، العراق ) وصبت نار غضبها فكل واحد منهم أرسل برسالة التهديد بطريقته الخاصة .
حيث هاجمت الطائرات التركية و الايرانية بقصف القرى الحدودية الآمنة و شنكال بحجة وجود قواعد ب ك ك و ح د ك-ايران، كما و أرسل الكاظمي رسالة واضحة ضد إقليم كوردستان لدعمه التفاهمات بين انكس و تف دم و فرض الدكتور فؤاد حسين عليه بحقببة وزارة الخارجية و ذلك بقطع رواتب الموظفين في إقليم كوردستان بحجة تسليم المنافذ الحدودية ..
اما النظام الاسدي و المعارضة الشوفينية ابديا معارضتهما الشديدة بالتوافق و التفاهم الكردي و هددا باجتياح المنطقة و طرد الكرد و معاقبتهم و كأن الكورد دخلاء على المنطقة و بعيشون على خيرات النظام و مرتزقة اردوغان ..، فقد بادرت مجموعة أطلقت على نفسها ( شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية ) الى إصدار بيان بتاريخ ٧/٦/٢٠٢٠ مذيل بتواقيعهم ،وإضافة الى ما يكيلون من اتهامات باستهداف وحدة البلاد ، يرفضون فيه اي اتفاق كوردي- كوردي واية مخرجات قد تصدر منه، ان الاستباق في رفض المخرجات قبل التوصل اليها يدل على رفضهم بالأساس لاي تفاهم او اتفاق كردي مهما كان نتائجه وغاياته، الأمر الذي ينم عن النزعة الموروثة لدى البعض في معاداة الكورد ورفض الآخر بمنطق قومي استعلائي مقيت ، ومما يؤسف له ان من بين الموقعين ممن ورد أسماءهم شخصيات معارضة لها مكانتها وهم يتناسون موقع المجلس الوطني الكردي ومواقفه الوطنية ودوره في المعارضة وفي مؤسساتها ، لقد وافق المجلس الوطني الكردي الدخول في حوا ر مع pyd لإنجاز إتفاق فيما ببنهما ويؤكد للجميع كما أكد دوماً بان الإتفاق الذي يسعى اليه يجب ان يخدم القضية السورية كما يخدم القضية الكردية ويفتح الباب واسعاً أمام أبناء المكونات الأخرى من عرب وسريان اشوريبن وتركمان وغيرهم للمساهمة والشراكة في خدمة أبناء المنطقة وحمايتهم ويكون عامل أمان واطمئنان للجميع وكذلك لدول الجوار
كما أن الاحداث الأخيرة وتزامن الهجوم الإيراني التركي على أراضي إقليم كوردستان وقبلها احتلال وضم الأراضي الكوردستانية في سوريا من قبل النظام التركي، تمثل الوجه الحقيقي للنظامين الخرافيين واهدافهما التوسعية بهدف إعادة تأسيس امبراطوريتيهما الخياليتين.
وحقيقة أن الفاشية التركية والحكومات المتعاقبة الحاملة لذهنية" كم أنا سعيد كوني تركي " والثقافة والافعال الاجرامية التي لا تقبل بأي كيان كردي ولو في المريخ ، حيث صرح به اكثر من مسوؤل ، ومنهم" سليمان ديميريل " وانهم لن يقبلو بأي اتفاق او وفاق كوردي - كوردي ، قالوها مراراً وتكراراً بأن الكوردي الجيد هو الكوردي الميت ؟؟؟؟
ولهذا لم تتحمل عقولهم ولا صدورهم المهوسة بالغزو والسبي والغدر والمجازر شواهد القبور لانها خطت كلمات الله والترحم على الموتى بالأحرف الكوردية فهدموها وسرقوها ...... فكيف سيقبل الطورانين الجدد وان اختلفت كياناتهم واسمائهم بأي تقارب او حوار كوردي فهل نأخذ الدرس والعبر ونجتاز الامتحان ونقول للتاريخ ولشعبنا واصدقائنا اننا عشاق الحياة والبناء والسلام ونزرع الأمل بأننا نستحق ان نصنع الحاضر والمستقبل معاً ومع كل شريك وطن .
لكن الدولة التركية تصرح بل تبذل كل جهدها وتسعى الى عدم السماح بمحاولات كل من روسيا والولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على «وحدات حماية الشعب» الكوردية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عبر السعي لدمجها في مسار الحل السياسي للأزمة السورية وحتى بقبول أي طرف كوردي .
لا شك أن الهجمات الحالية للنظامين لن تكون الأخيرة وضد شعب كوردستان فقط إذ لا حدود لأطماعهما في السيطرة على المنطقة، بل اخطبوط يمد اذرعه لكافة الاتجاهات خاصة ًمع غياب تام للعالم العربي عن الساحة " اذن من طين وأذن من عجين " باستثناء مصر " التي تحركت وادركت تهديد وجودها والوجود العربي. كما وتشهدُ العلاقات اليونانية التركيةُ تصاعداً في التوترِ، وذلك في أعقابِ اتّفاقِ النّظامِ التركيِّ معَ حكومةِ الوِفاقِ الليبيّةِ على ترسيمِ الحدودِ البحريّة، وإرسالِهِ أربعَ سفنٍ للتنقيبِ عن النِّفطِ والغازِ في المناطقِ التي تعتبرُها اليونانُ جزءاً من منطقتِها الاقتصاديّة الخالصة، وقالَ رئيس هيئة أركان الجيش اليوناني فلوروس، إنّ مَن يُهاجمُ القوّاتِ المسلّحةَ اليونانيّةَ سيدفعُ ثمناً باهظاً، مؤكِّداً أنّ أثينا تعرفُ ما يتوجبُ عليها فعلُهُ في حالِ تعرُّضِها لأيِّ اعتداء..
أما انكفاء الدول العربية بالتزام السكوت ، سنشاهد ربما قريباً احتلال ليبيا والأردن وتونس الجزائر وبعدها مصر والسعودية...... الخ لبناء الإمبراطورية العثمانية التي يحلم بها السلطان العثماني ، خاصة مع الصمت الدولي المشين إزاء هذه التحركات الاستعمارية والتهديدات الخطيرة التي يشكلها هو و النظام الإيراني على الأمن والاستقرار في المنطقة.
فالصمت الدولي المريب والصمت العربي للحرب ضد شعب كوردستان الآمن والاعزل هي حرب عدوانية قذرة وتجاهلها والصمت عنها تشكل لطخة عار في جبين كل الذين يستطيعون ايقافها ولا يقدمون على ذلك خاصة القوى الدولية التي تزعم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان.
* ماهين شيخاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدور حسن باحثة في منظمة العفو الدولية: يستمر عقاب الفلسطينيي


.. تدهور الوضع الإنساني في غزة وسط تقارير بشأن عملية برية مرتقب




.. احتجاجات واعتقالات وشغب.. ماذا يحدث في الجامعات الأميركية؟


.. كابوس رواندا يؤرق المهاجرين.. بريطانيا تعدّ العدّة لترحليهم




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: غزة ستتجاوز عتبات المجاعة الثلا