الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نتمسك بالاشتراكية كخيار ؟

طارق الجبوري

2021 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يستغرب البعض هذه الايام طرح افكار ومفاهيم عن الاشتراكية لاعتقادهم انها اضحت من الافكار البالية وهي في طريقها الى الانقراض بسبب انهيار التجارب الاشتراكية في العالم ممثلة بالاتحاد السوفيتي ومنظومة ما كان يسمى منظومة الدول الاشتراكية وتحول الصين عمليا عن التطبيق الاشتراكي وتناقض الرؤى بشأن كوبا ومستقبلها ..غير ان العودة الى التاريخ بشكل علمي وموضوعي تؤكد ان الاشتراكية كحلم لازم الانسان وظل حلماً يراود مخيلته ويسعى الى تحقيقه على مر العصور حتى قبل كارل ماركس وانجلز ولكن بمصطلحات وتسميات مختلفة لكنها تلتقي في قاسم مشترك هو رفض الاستغلال والتوزيع العادل للثروات وصيانة حق الانسان بحياة كريمة بعيداً عن شبح الفاقة والعوز . الامثلة كثيرة منها ثورة العبيد في روما ومباديء الاسلام ومنهج امير المؤمنين علي بن ابي طالب وصرخات ابو ذر الغفاري وسيرة الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز ناهيك عن ظهوردعوات اشتراكية في العصور الوسطى في اوربا بل ان بعض المفكرين يعد جمهورية افلاطون المثالية قريبة من التطبيق الاشتراكي مع مراعاة ظروف العصر وتقسيماته الطبقية انذاك.. واذا كان التركيز عند طرح المفاهيم الاشتراكية وتطبيقاتها في المجتمع قد ركزت على الجوانب الاقتصادية باعتبارها تنعكس سلبا او ايجابا على اوضاع المجتمع ، فان هذا لاينفي عنها ( اي الاشتراكية ) سمتها الانسانية بل تعززها ويمنحها بعداً اوسع واشمل في فهم الحياة وتقديس الانسان باعتباره القيمة الاعلى في المجتمع . فالاشتراكية بجوهرها وروحها ليست فقط تطبيقات مادية تتعلق بتحويل الملكية من الافراد الى الدولة او تحديد راس المال وغير ذلك ، بل انها منهج يسمو بالانسان الى قيم السلام والتعاون والتضحية والايثار ويحارب الانانية والكراهية والتسلط في النفوس ويفجر فيه الطاقات ليخدم المجتمع ويحقق السعادة والحياة الكريمة للجميع من دون استغلال .. ولا معنى يبقى للاشتراكية من دون ضمان حرية المواطن ولا ديمقراطية حقيقية مع الاستغلال . من اجل كل ذلك نتمسك بالاشتراكية او العدالة الاجتماعية ليسمها كل بما يشاء غير اننا نلتقي على حقيقة انها ضرورة قصوى في بناء المجتمعات والسير بها على طريق النهضة والحياة الحرة الامنة الكريمة .
اخيرا لست منظراً ولا تستهويني مثل هذه الالقاب غير اني كانسان عاش معاناة الاستغلال والحرمان اجد ان لا مناص من الاشتراكية كطريق خلاص .. واتمنى من المهتمين بالافكار الاشتراكية ان يركزوا على الابعاد القيمية الانسانية لها التي اعتقد انها غامضة نسبيا على البعض ،من اجل مزيد من الوعي على طريق النضال لتحقيق مجتمعات يضمن فيها الانسان حقوقه ويعيش فيها بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراكية لاتؤدي الى العدالة الاجتماعية
منير كريم ( 2021 / 2 / 2 - 14:26 )
تحية للاستاذ
كل ما ذكرته يخص العدالة الاجتماعية من تكافؤ الفرص ومساواة سياسية وقانونية وتوزيع مناسب للثروة ضمن نظام ديمقراطي حر
اما الاشتراكية فهو مذهب سياسي يبدأ بالغاء الملكية الخاصة والحرية الاقتصادية ويقيم ديكتاتورية البروليتاريا وهو كما دلت التجارب لايقود الى العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان بل الى الافقار والخراب
شكرا لك


2 - الاشتراكية تلغي العدالة الاجتماعية
سعيد زارا ( 2021 / 2 / 2 - 20:32 )

الا شتراكية انما هي محو الطبقات و العدالة ملازمة للظلم ، لذلك فمحو الطبقات انما هو محو للظلم و بالتالي الغاء العدالة كما الحقوق.


الاشتراكية التي عرفتها الانسانية هي الاشتراكية التي صممها لينين و قادها ستالين.

تحياتي

اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي