الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .

مروان صباح

2021 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


/ لم يكن مدهشاً بالطبع ، أن يُقدم الجيش على صنع الانقلاب ، فالتاريخ سجل قبل ذلك خطوة مماثلة ، بل لم تكن المرة الأولى أو أنها فريدة في تاريخه أبداً ، لقد تم قبل ذلك اعتقال رئيسة حزب الرابطة الوطنية الديمقراطية ( أون سان سو تشي ) عام 1990م ، وبعد احتياجات عارمة التى قادها طلبة الجامعات في العاصمة نايبيداو والتى مهدت للانتخابات الشهيرة ، رفض الجيش بعد النتيجة نقل السلطة للحزب المنتخب وقام بخطوة استباقية بوضع أون سو تشي تحت الإقامة الجبرية تماماً كما صنع اليوم ، فالبلد تاريخياً كان منقسم بين من هو موالي لبريطانيا ومن هو تابع لليابان ، وهذا ينطبق على الجيش والمعارضة ، فالجيش قد تأسس على أيدي اليابانيين في زمن الحرب العالمية الثانية ، عندما كانت اليابان تخوض حرباً ضد الجيش الأمريكي ، واليوم بات منقسم بين الحكومة المدنية التى تتلقى دعم من الغرب وتحديداً واشنطن والجيش الذي يحتمي خلف الجدار التى صنعته الصين مؤخراً في منطقة جنوب شرق آسيا، وبالرغم من الصولات والجولات بين الطرفين تمكنت زعيمة المعارضة من حل المجلس العسكري وتولت منصب مستشارة الدولة في عام 2016م .

فضلاً عن الانشقاق المستجد والذي يضاعف بلورة المشهد واكتماله ، إذن ، وهو واضحاً ، لقد أطاح الجيش بسو تشي الملقبة في بلادها بالسيدة ، بعد تحالف وشراكة امتدت إلى أماكن وصلت بارتكاب الوحشية بحق مسلمو الروهنيجا ، بل أكثر من ذلك ، لقد وافقت السيدة تشي على حرمان الأقلية المسلمة وغيرها من المشاركة في الانتخابات الأخيرة التى زعم الجيش بأنها مزورة ، على الرغم أن الأحزاب التى خاضت معركة الديموقراطية وصلت عددها إلى 90 حزباً ، جميعم تنافسوا على 1161 مقعداً ، لكن الحزب الحاكم كان قد أعلن فوزه في أغلب المقاعد والذي سيسمح له بتشكيل حكومة بمفرده ، وهنا تدعونا الوقائع على الرغم من شح المعلومات بسبب بُعد الجغرافيا وغياب الوسائل الاعلام التى جعلت من مصداقية الجيش أو المعارضة في موقع الشك ، لأن الحقائق التى يمكن التحقق منها معدومة وهذا يعود إلى ممارسات الحكومة المعتقلة الآن بتكميم أفواه الصحافة لكي تمرر ما يجري في حق الاقليات ، وبالتالي لم يبقى لنا سوى اللجوء إلى التجارب التى اكتسبها المرء مع الزمن ، بالفعل إتهام الجيش للحزب الحاكم بالتزوير ليس بالافتراء بل هو منطقياً ، لأن بإختصار الحكومة أبعدت عن الانتخابات شرائح واسعة وعريضة من المجتمع وحرمتم التصويت ، بل المستشارة سو تشي فشلت في الدفاع عن الاقليات وصهرهم في بوتقة الدولة ومن ثم فشلت مرة أخرى في وقف الابادة الجماعية التى حصلت أثناء ترؤسها للحكومة ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ، عندما رفضت تحميل الجيش مسؤولية جرائمه ، كما أنها سجلت فشل أخر ، عندما أخفقت في توقيف الحروب الأهلية الدائرة في مختلف البلاد .

هناك عبارة للعميد سويفت يقول الشاعر ورجل الدين ( القوانيين مثل بيوت العنكبوت ، تمسك بالذباب الصغيرة ، لكنها تسمح للدبابير بالمرور ) ، وهذه العبارة منطقية من حيث المبدأ ، كما أنها حكيمة ايضاً ، والأمر مع ذلك ، في النهاية ، من يُطلق عليها بالسيدة ، لم تكن بعيدة عن السلطة العسكرية ، فهي اولاً واخيراً تربت في منزل الجنرال أونج سان والدها ، الذي كان له الفضل في تأسيس الجيش لميانمار الحديث ، كما أن والدها الجنرال ترك لها إرث غني من المفاوضات مع البريطانين ، لقد فاوضهم وكان أول من تولى منصب رئيس الحكومة الأولى بعد الاستقلال عن الاستعمار والانفكاك عن الهند ، وبالتالي الجيش عندما قرر الانقلاب على حليفته ، كان بالتأكيد يراهن على بعده الصيني والحائط المنيع التى اقامته بعض الدول مثل كامبوديا والفلبين وتايلاند ، فهؤلاء سارعوا بتميع حدث الانقلاب بقولهم ، بأن ما يجري يندرج في سياقه الداخلي .

لقد رسبت ( أون سان سو تشي ) في امتحان الضمير ، غير أن ، كانت الخطوة الأولى للجيش هي إبراز وحشية عقيدته تجاه العزل من النساء والكهول والاطفال ، لقد تم اغتصابهن وقتلهم وتهجيرهم ونزع حقوقهم في المواطنة ، وبالتالي من الطبيعي أن يتوج قائده ( مين أونغ هلاينغ ) مشروعه العنصري ، بانقلاب يزيح شريكته التى إلتزمت الصمت داخل البلاد على جرائمه واجتهدت بالدفاع عن إرث ابيها في المحكمة الدولية . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام