الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تحسين البيئة المدرسية والصفية لمدارس العراق وفق المعايير الدولية

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 2 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


احتفل العالم في العشرين من نوفمبر باليوم العالمي للطفل واعتبرته يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال والعمل من اجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم وأقرت اتفاقية حقوق الطفل في المادتين 28، و29 على حق الأطفال في التعليم واتاحته لهم وفق مبدأ تكافؤ الفرص وان يكون مجانيا والزاميا والتشجيع على الحضور المنتظم في المدارس والتقليل من معدلات الترك .
الا ان اطفال العراق احتفلوا في هذه المناسبة في بيئة مدرسية منهكة طفحت ساحاتها وقاعاتها الدراسية بمياه الأمطار والمجاري وهوت سقوفها وجدرانها على تلامذتها ، اما المدارس الطينية فمن المعيب التحدث عن واقعها المأساوي
على اية حال فالموضوع الذي اتناوله يهتم بالمعايير المطلوب توافرها في البيئة المدرسية والصفية الجيدة اذ ان توافرها يؤدي الى ارتفاع مستوى اداء الطلاب الدراسي، وسيزيد من مستوى علاقات التفاعل الايجابية بين الطلاب والمعلمين وادارة المدرسة، وسيشعر الجميع بالرضا عن العملية التربوية فضلا عن زيادة الثقة بالنفس لدى الطلاب
تعد البيئة المدرسية والصفية الجيدة مفتاح النجاح في تحقيق التعليم الجيد في المرحلتين الابتدائية والثانوية. اذ أن توفر المعايير ومقومات التعلم للبيئة الصفية الجيدة يؤثر على مستوى اداء وسلوك جميع العاملين في المدرسة من الطلاب والمعلمين والإداريين والعاملين وعلى دافعية الطلاب نحو التعلم والاتجاهات نحو المادة المتعلمة والتحصيل الدراسي للطلاب. وان المناخ الصفي الذي يشجع على التعلم لا على العدوانية والتشاجر هو مناخ يشعر فيه الطلاب بالأمان ويزيد من دافعيته نحو التعلم والانتماء الاجتماعي.
وان البيئة الصفية الجيدة هي التي تسود فيها روح المحبة والود والتعاطف بين الطلاب انفسهم وبين المعلمين وبين ادارة المدرسة بحيث يشعر الجميع انهم اسرة واحدة وتؤمن التوافق الداخلي بين الدوافع والنوازع المختلفة الى جانب النجاح في التوافق الخارجي في علاقاتهم ببيئتهم المحيطة بما فيها من موضوعات واشخاص
والبيئة الصفية هي مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية السائدة في سياق قاعات الدراسة من تفاعل مع المعلم مع الطلاب ومع المواد التعليمية وهذه العوامل تؤثر سلبا أو إيجابا في تعلم الطلاب ومن ابرز مجالات البيئة الصفية كما أشارت اليها المقاييس الدولية والمبينة صورها أدناه هي:
1- الانتماء Affiliation:
يعبر عن مشاعر الود التي يشعر بها الطلاب باتجاه بعضهم البعض وعن السرعة التي يظهرونها في التعرف على بعض وعن مدى استمتاعهم بالعمل الجماعي
2- المشاركة Involvement:
ويشير الى مدى انتباه الطلاب واهتمامهم بنشاطات الصف والمناقشة والقيام باعمال اضافية
3- دعم المعلم Support Teacher:
يقصد بها مدى المساعدة التي يقدمها المعلم لطلابه والود الذي يبديه نحوهم ومدى صراحته اثناء الحديث معهم واهتمامه بأفكارهم وتشجيعهم لهم
4- التوجه نحو الهدف Orientation Goal:
مدى تركيز النشاطات الصفية نحو المهمة التعليمية المراد انجازها ومدى وضوح الهدف منه
5- المنافسة Competition:
هي مدى تنافس طلاب الصف فيما بينهم على الدرجات وتحصيل المعرفة
وهناك العديد من العوامل البيئة التي تؤثر في البيئة الصفية او المدرسية ومنها:
1- الأصوات المحيطة بالمدرسة او الصفوف
2- مستوى الحرارة او البرودة
3- مستوى الاضاءة
4- تصميم الغرفة وتوزيع الطلاب داخل الصف
5- اكتظاظ غرفة الصف بالطلاب
6- جمود طرق التدريس وقلة الوسائل التعليمية
7- الاهتمام بالفروق الفردية
8- التفاعل الايجابي مابين المعلم والطلاب
9- المشكلات الانفعالية للمعلم والقصور الحسي
10- الدافعية للتعلم لدى الطلاب
ومن الظروف التي تساعد على زيادة دافعية التعلم للطلاب هي:
1- اشعار الطلاب بأهمية الانجاز في ما يؤدونه
2- سيادة جو من التعاون والحب بين الطلاب
3- سيادة جو من الديمقراطية في الصف والتعلم الصفي
4- تدعيم قيم الاحترام المتبادل بين الطلاب
5- زيادة دور الطلاب في مواقف التعلم وتعزيز مبادراتهم
6- تقليل العوامل التي تؤدي الى تشتت الانتباه الصفي
وقد وضعت العديد من المقاييس لقياس مدى تطبيق المعايير المطلوبة في البيئة الصفية او المدرسية ومنها :
اولا: مقياس The Classroom Environment Scale ( CES)
اجريت الدراسة من قبل الباحث schrine Persad من جامعة Wilfrid Laurire University حول العلاقة بين البيئة الصفية ورضا المعلمين والطلاب والثقة بالنفس لدى الطلاب وقد استخدم المقياس للتعرف على مستوى نوعية البيئة الصفية وتكون المقياس من 69 فقرة تكون الاجابة عن كل فقرة بكلمة (نعم ) او ( كلا)ثانيا: مقياس البيئة الصفية Scale of actual Classroom Environment Scale ( ACES)
اجريت الدراسة من قبل الباحث Jan Bennett من جامعة North Texas حول العلاقة بين المناخ الصفي وانجاز الطلاب وتكون المقياس من ستة مجالات و24 فقرة تم خلالها التعرف على مستوى المناخ الصفي والمجالات هي:
1- المشاركة Involvement
2- الانتماء Affiliation
3- دعم المعلم Teacher Support
4- توجه المهمةTask Orientation
5- الترتيب والتنظيم Order & Organization
6- وضوح القواعد Rule Clarity
ثالثا: قائمة البيئة الصفية My Class Inventory MCI
وتشمل المقاييس الفرعية التالية:
1- مقياس الرضا Satisfaction Sub Scale
اي الرغبة في الدرس واسلوب المدرس ودافعية الطلاب
2-مقياس الأحتكاك Friction Sub Scale
اي التفاعل مابين الطلاب والمعلم
3-مقياس التنافس Competitiveness Sub Scale
تشجيع الطلاب على استخدام قدراتهم العقلية والذكاء لخلق جوا من التنافس
4-مقياس الصعوبة Difficulty Sub Scale
انه يقيس الصعوبات التي تتعلق بالتركيز والانتباه وتغيب الطلاب او قيام المعلم بسرد المعلومات دون مناقشتها
5-مقياس التماسك Cohesiveness Sub Scale
ويقيس غرفة الصف واحتوائها على طلاب متساويين عادة في الاعمار والاهتمامات والميول مع الايمان بوجود الفروق الفردية
وبناءا على ما تقدم يمكن تقديم المقترحات التالية:
1- اجراء دراسة تقويمية حول واقع البيئة المدرسية والصفية في المدارس الأبتدائية والثانوية ومدى تطبيقها للمعايير الدولية بالتنسيق مع اليونسكو والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالتعليم.
2- ضرورة قيام وزارة التربية في وضع إستراتيجية وطنية لتحسين البيئة المدرسية والصفية بالتنسيق مع اليونسكو
3- العمل على تقنين المقاييس الأجنبية وتعريبها وتطبيقها على البيئة المدرسية والصفية من قبل احد طلاب الدراسات العليا او المراكز البحثية المتخصصة في الشؤون التربوية.
4- ضرورة قيام المديرية العامة للأعداد والتدريب في وزارة التربية في تنفيذ ورش عمل حول تحسين البيئة المدرسية والصفية لمدراء المدارس والمعلمين .
5- اجراء عددا من الدراسات التربوية حول علاقة البيئة المدرسية والصفية بمستوى تحصيل الطلاب ومدى رضا الطلاب وأولياء الأمور حول الواقع الحالي للمدارس وعلاقة الصحة النفسية للطلاب بالبيئة المدرسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟